الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تاريخ السياسة السعودية مع مصر

سمير زين العابدين
(Sameer Zain-elabideen)

2018 / 12 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


رغم حداثة الدولة السعودية الا أن خلفية سياستها تجاه مصر تعود الي زمن بعيد نسبيا, تلك الدولة التي بدأت محاولات تأسيسها الثالثة على يد عبد العزيز آل سعود سنة 1902, فأصبحت لاحقًا سلطنة نجد, ثم بعد ذلك مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها, إلى أن أصبحت تحت مسمى المملكة العربية السعودية بعد اعلان توحيد جميع أراضيها في كيان واحد في 23 سبتمبر 1932, وبما يعني أن كل عمر هذه الدولة لا يتعدي الـ 85 عاما, وقد قامت عن طريق إخضاع كافة أنحاء الدولة بأساليب عدة, شملت القتل والنهب, والتحالفات واستغلال الدين والرشاوي بالجواهر والأموال والجواري والغلمان, وبدعم سياسي بريطاني وأموال بريطانية ويهودية ومنهوبة.
كان الدعم البريطاني مبعثه هو قرب اكتشاف وانتاج البترول والحاجة الي توحيد الجزيرة العربية تحت نظام موال, يضمن لهم الاستغلال الأمثل للبترول وقد أصبح المصدر الرئيسي للطاقة.
كانت مصر دائما تشكل شوكة تقلق آل سعود وحلفاءهم من آل الشيخ أحفاد محمد بن عبد الوهاب حتي من قبل حملة الجيش المصري علي أرض الحجاز سنة 1918, فطالما كانوا يشعرون بخطر المصريين ومثلهم أهل الشام واليمن حتي أنهم منعوهم من الحج لستة أعوام كاملة, بحجة عدم حسن اسلامهم فيما بين عامي 1805 و1811, وهم بالطبع لا ينسون انتصارات ابراهيم باشا وأسره لعبد الله بن سعود وإرساله الي مصر ومنها الي الأستانة حيث أعدم هناك بأمر الخليفة العثماني.
بعد أقل من 20 عاما علي استيلاء آل سعود علي السلطة, قامت الثورة المصرية واستطاعت القضاء علي الحكم الملكي في مصر,والدولة السعودية ما زالت في طور ترسيخ وجودها, وقد تفجر البترول في أرجائها, وقد حولت ولاءها لأمريكا, فتزايد القلق خاصة مع تبني الثورة المصرية لمبادئ التحرر من الاستعمار والعبودية, وقد تجلي هذا القلق مع دعم مصر للثورة اليمنية, وهنا كان التدخل السعودي ضد القوات المصرية, واليمن الذي يسعي للتحرر, ودعم العناصر الرجعية باليمن, مؤشرا واضحا علي عدائها الذي لم يعد دفينا ضد مصر, وقد تزامن ذلك مع المحاولات المتكررة والفاشلة لإغتيال عبد الناصر, والتي أدت الي اقصاء سعود بحجة مرضه وتعيين فيصل سنة 1965 بديلا له بعد أن انكشفت مؤامراته.
ولم يمضي عام 1966 الا وقد أرسل فيصل الي الرئيس الأمريكي جونسون خطابا (نصا) يصف مصر بالعدو الذي إن ترك يحرض ويدعم الأعداء عسكريا وإعلاميا, فلن يأتي عام 1970 وعرشنا ومصالحنا في الوجود, ويدعوه بكل قوة لأن تقوم أمريكا بدعم إسرائيل بهجوم خاطف على مصر تستولي به على أهم الأماكن حيوية في مصر, لتضطرها بذلك, لا إلى سحب جيشها صاغرة من اليمن فقط, بل لإشغال مصر بإسرائيل عنا مدة طويلة لن يرفع بعدها أي مصري رأسه خلف القناة, ليحاول إعادة مطامع محمد علي وعبد الناصر في وحدة عربية, وأضاف, أنه لا مانع لديه من إعطاء المعونات لمصر وشبيهاتها من الدول العربية إقتداء بالقول ( أرحموا شرير قوم ذل ) وكذلك لإتقاء أصواتهم الكريهة في الإعلام, ولم تسلم (في هذا الخطاب) كل من سوريا, وفلسطين والعراق من تحريض مماثل.
مع نهاية عام 1967 تحقق للسعودية كل ما طلبته في الخطاب, وشعرت ببعض الراحة خاصة بعد أن توفي عبد الناصر, وارتمي السادات في أحضان أمريكا وأطلق يد السعودية لتعبث في الواقع المصري, مناديا فيصل بخليفة المسلمين, طمعا في دعم حكمه ومعاونته, وسار علي دربه مبارك مهادنا, وطوال 40 عاما لم تدّخر السعودية جهدا ولا أموالا, في دعم التيارات الأصولية الإسلامية القائمة علي المذهب الوهابي في مصر, واكتساب ولاء العمالة المصرية المتضخمة لديها, في محاولات حثيثة لتغيير النسيج الحضاري المصري الي نسيج ديني, ويجردها من مصادر قوتها الناعمة, ليصبح نسيجها يدين لها بالولاء, بإعتبارها دولة المقدسات الدينية الاسلامية وحامية الحرمين الشريفين ويضمن تأمين تلك الجبهة التي طالما شعرت بأنها تهدد ملكها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في


.. ماذا تضم منظومات الدفاع الجوي الإيرانية؟




.. صواريخ إسرائيلية تضرب موقعًا في إيران.. هل بدأ الرد الإسرائي


.. ضربات إسرائيلية استهدفت موقعاً عسكرياً في جنوب سوريا




.. هل يستمر التعتيم دون تبني الضربات من الجانب الإسرائيلي؟