الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كِلانا بين ماءٍ ويابسة!

يعقوب زامل الربيعي

2018 / 12 / 19
الادب والفن


تغَلغَلْ، نديمَ الحياة،
لكَ الروحُ،
تغلغلْ بها، والجَناح،
ويا أيها البحرُ،
سحيقُ الوِلادةِ وسجينُ البردِ الناعمِ،
ما الذي تقولُهُ لبلوغِ الذُروةِ
لو أن الإحساسَ كالأبوابِ الصَدِئةِ
لا تفتحُ إلا بصريرِ الإحساسِ البائسِ؟
أيٌّ من الإثاراتِ أنت
وبالفضولِ كم سألتُ عنك
وكم ارتجيتُكَ والعيونُ نديَّةٌ،
لا عابرَ سبيلٍ أنا
ولا مبتدئاً بالضَياع،
لكن أن تُغريني بهِجرانٍ لم يحدُثْ
ومتبقي فصولٌ لم تولد
وأن لا تُرهِقْني بمِتعةٍ لا تمتصُّ غُبارَ الآتي.
وماذا أقولُ لكَ عن كثيرِ الميول..
وكيف الاستِثارةُ تُمنّيني فيكَ أنت؟
هي الروحُ رهينةُ مسالِكها الصامتات،
لا إيابَ يُسَلِّيها ولا رواح..
ولا للجوءٍ بثلاثةِ أبعادٍ
والرابع في وِترِ التَرحالِ إليك،
وكيف تتحولُ الشمسُ
لبيضةٍ تتلقَّحُ تِباعاً بلا إحساسٍ سيء..
وهفهفةُ امرأةٍ تتموَّجُ بالجانحِ
تتجلى بالثورِ الشاسعِ
وبالغَلمنةِ تهبِطُ لنمرودِ العصرِ
من يُمسِكُ روحيَ عن ثمرِ الطعمِ البارد.
خُذها حيثُ مدياك الشفيعة..
لحنُوِّ أبديَّتِكَ
وحيثُ لا مللَ هناك من بللِ الجُنوح.
لا تبتئِسْ من بردِ الثلجِ
ولا من الشُعاعِ الغامِض.
من يُتقنُ فنَّ البحرِ،
كمن يُطَعِّمُ نِمراً ببعضِ الإيقاظ،
وبالضَحِكِ كأنكَ طفلٌ بريٌّ؟
ما يمنعُكَ أن نضطَرِبَ كما الشبُّوط
وأن لا نُحاكي حشرةَ الطعم
وتُعفيني عن لحظةٍ لا معنى لها.
إيه صديقيَ البحر.. ربيبُ الروايةِ
أتفهَمُ ماذا يعني،
أن تكونَ لنا أجنحةٌ
لعبورِ صعوبةِ ما يحدُث،
لبلوغِ فصولٍ لم تولَدْ
ومحطات لا تُجلدُ بسوطِ الإهمال.
ليس منطقياً أن أبقى بُرعُمةً لسوادٍ
لا يحوِّلُها النسيانُ لوردةٍ
تُغمِضُ عينيها عن بردِ الخوفِ
لتتذكرَ حلمَ دفءِ النوعِ.
ودفينُ طورِ ولادَتِنا
كالمطرِ المصحوبِ بالوفرِ القانتِ
وكدت أبكي لأي موجةٍ لا تأتي
وحيث لا شاطئَ آخرَ،
يلمُّ شَتاتيَ ولا شراعَ
أنا مثلُكَ، تيهٌ سليلُ ضَياعٍ،
كأنّا سَواء..
يُوارينا صمتٌ يرمِّمُ الطفلَ النائمَ فينا،
أيُّنا الزهرةُ، وأيُّنا المَشيمةُ والاشتهاء
ومن يتسلَّقُ، قبلَ الآخر،
كرِتاجٍ لعبورِ الرؤيا الممنوعةِ من التفسير
وكيف نشهقُ بالضوءِ
وننزلُ مع كلِّ زفرةِ بردٍ
وأنت، كم تُدوي بين ضلوعي،
لا أعرف، قلتُ :
إن الشفتين، كما اليابسةِ
تنتظرُ طفحَ الموجةِ.
من دونك .. أنا لا أعرفُ من أنا
أنت لروحي وطنُها الغريقُ،
وحشرةُ طعمِ القنصِ على اليابسة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/


.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي




.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و


.. كل يوم - د. مدحت العدل يوجه رسالة لـ محمد رمضان.. أين أنت من




.. كل يوم - الناقد الرياضي عصام شلتوت لـ خالد أبو بكر: مجلس إدا