الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دواعي انسحاب القوات الأمريكية من الأراضي السورية.

أحمد كعودي

2018 / 12 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


يعد قرار دونالد ترامب بسحب قواته من الشمال الشرقي لسوريا مفاجأ، بعد انتهاء مهمتها في الانتصار على داعش حسب قول الرئيس الأمريكي في تغريدة له على "توتير" هذا اليوم؟ في نظرنا متى كان وجود القوات الأمريكية شرعيا على الأراضي السوري حتى تقرر البقاء من عدمه ،دخلت البلاد تحت مبرر محاربة داعش في تجاوز للقوانين الدولية وبدون موافقة الدولة السورية ،- دمرت البشر والحجركما يقال ، وجعلت مدينة الرقة مدينة أشباح ،- عكس ما كان الأمر بالنسبة لفيدرالية روسيا وللمستشارين العسكرين الإيرانين ، وقد سبق للترامب في أذار- مارس الماضي ،أن صرح بعزم بلاده الانسحاب من سوريا وما فتيء أن تراجع عنه "بعد أن لقي معارضة من طرف البانتغون وحليفته السعودية أنذاك ، لكن هذه المرة يبدو الأمر جديا أو- هكذا فهمنا - حيث صدر أمرا رئاسيا بالانسحاب وعلى وجه السرعة من الأراضي السورية .
يعتبر هذا القرار هذه المرة حسب المراقبين ؛ صادما لحلفائه وبصرف النظر عن تفسير المحللين لهذا القرار وخلفياته ؛هل هو صفقة سلاح" باتريوت" لسحب البساط من تحت أقدام روسيا لبيعها صواريخ إس400 لتركيا وإرجاعها للعباءة اﻷمريكية مكانها الطبيعي ؟أم ترتيب الرئيس اﻷمريكي أولويتة داخل البيت الأمريكي بانكبابه ؛ على معالجة المشاكل الداخلية؛ وبالأخص صراعه مع الكونغرس اﻷمريكي حول كذا ملف لربما تمسك وتوفير دونالد ترامب الحماية لولي العهد السعودي بعد تشكيك رئيس البيت الأبيض في تقرير المخابرات الأمريكية باتهام ، هذه الأخيرة ( سي .أي إي) ، لولي العهد السسعودي بأمر قتل الصحافي السعودي في تاريخ 2 أكتوبر بالقنصلية السعودية بأنقرة وقد ذهبت بعض التفسيرات إلى تفرغ إدارة ترامب لتمرير ما سميت " بصفقة القرن".

اﻷمر بالانسحاب يبدو مقلقا للعدو الإسرائيلي و صادما له ، بعدما كان يعول الصهاينة على الدعم الأمريكي في إشغال الجيش العربي السوري بالا صطدام مع وحدات الحماية الكردية وامتداداتها" قسد " في شمال شرق سوريا.
عد الانسحاب ، حسب اﻹعلام العبري بترك" تل أبيب"، وجها لوجه مع "قوات الصواريخ اﻹيرانية" وحزب الله في سوريا و با لأخص ، في الجبهة الشمالية لفلسطين؛وموجعا في أن واحد" ،" لقسد " ، (لما تسمى" قوات سوريا الديمقراطية"، التي تهيمن عليها القوات الكردية) ؛ﻷن القوات اﻷمريكية رفعت الغطاء عنها وجعلتها في" مأدبة اللئام"، للجيش التركي الزاحف على الشمال الشرقي لسوريا ،- والذي كما هو الحال مع القوات الأمريكية وجوده غير شرعي بغض النظر عن تفاهماته مع القوات الروسية ووجوده كطرف في اتفاقيات "أساتانة"- ،بالنسبة للدول السورية وجود القوات التركية على أراضيها غير شرعي وغير مقبول.
يظهر أن الاتحاد الديمقراطي الكردي في سوريا لم يستوعب درس أكراد العراق السنة الماضية في إدارة الغرب - المعول على دعمه- ظهره للاستفتاء حول الانفصال؛ وهي التجربة ذاتها تكررت للأسف مع كرد سوريا/ "اليسار الماوي" ، الذي استقوا بالقوات اﻷمريكية في التمسك بالحكم الذاتي وشرعوا في انتخاب مجالس محلية وتغير المنهاج التعليمي وإدارة ذاتية ؛تحت مسوغ مكون فيدرالي ، الذي بدا مع توالي اﻷيام أمرا واقعا فرضته دعم القوات اﻷجنبية::"لحلفائها" الكرد والمقصود بها، الامريكية والفرنسبة؛ بهذا القرار المفاجيء للرئيس اﻷمريكي بات مفهوم الفيدرالية الكردية سرابا وشيء من الماضي .
لا ندري هل سيواجه الكرد السوريون الجيش التركي لوحدهم، أم سيعودون إلى حضن الدولة السورية لمواجهة جنبا إلى جنب القوات الغازية ﻷردوغان والمشاركة في صياغة الدستورالديمقراطي لسوريا الجديدة ؟.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هنية يزور تركيا لإجراء محادثات مع الرئيس التركي رجب طيب أردو


.. توقعات بموجة جديدة من ارتفاع أسعار المنتجات الغدائية بروسيا




.. سكاي نيوز عربية تزور أحد مخيمات النزوح في رفح جنوبي قطاع غزة


.. حزب -تقدّم- مهدد بالتفكك بعد انسحاب مرشحه لمنصب رئاسة مجلس ا




.. آثار الدمار نتيجة قصف استهدف قاعدة كالسو شمالي بابل في العرا