الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عرض وقراءة في كتاب - الاغتيال الاقتصادي للأمم -، اعترافات قرصان اقتصاد (5)

عطا أبورزق

2018 / 12 / 20
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


شاهنشاه إيران
بعد أن أطاحت وكالة المخابرات المركزية CIA برئيس الوزراء الإيراني المنتخب محمد مصدق، يقول "بركنز" حظي الشاه بدعم لا محدود من قبل واشنطن وحلفاؤها الأوربيون، وعمدوا على إظهاره بمظهر الديمقراطي ونموذج يصلح كبديل لحكومات العراق وليبيا والصين وكوريا ... وغيرها من الحكومات التي رفضت الأمركة. وتساوقاً مع المكانة التي تم اظهاره فيها، حاول الشاه أن يظهر بمظهر الصديق للكادحين وقام بتوزيع بعض أراضي الملاك الكبار على الفلاحين في العام 1962، وبتحديث الجيش الإيراني حتى اصبح من أقوى جيوش منطقة الشرق الأوسط، وتعززت مكانة منظمة الأوبيك. ويشير " بركنز " بأن شركته MAIN غطت مشروعاتها معظم أراضي إيران، وقد تركزت أعمالها على تقدير إمكانيات المناطق المستهدفة في إيران، ومن ثم تصميم الأنظمة الكهربائية وتوزيع القياسات التي ستمد البلد بكل الطاقة المطلوبة لدعم التنمية الاقتصادية والصناعية التي تحقق تلك التوقعات.
يقول "بركنز" بأنه التقى في إيران برجل غامض اشبه بالشبح ينادونه بالدكتور، يسكن في غرفة مظلمة في منطقة نائية كثيراً عن وسط المدينة، وذلك من خلال شخص أسمه "مين". وقد طلب منه الرجل الغامض الرحيل هو وشركته MAIN عن إيران، وأنهم لن يحققوا أي أرباح منها، وأن هذا الشاه الذي تقفون معه وتدعمونه لن يبقى طويلاً على العرش، وأن الفرس يكنون له كرهاً لا حدود لها إضافة إلى كره كل المسلمين له في العالم الإسلامي.
سقوط الشاه
يقول "بركنز" بانه رغم لقائي مع "يمين" والرجل الغامض لم اكن أدرك بأن مساحة الكره للشاه ولنظامه تتسع سريعاً في أوساط الإيرانيين، إلى أن جاءني في احدى مساءات عام 1978 أحد أصدقاء الدراسة يدعي "فرهارد" إبن جنرال متقاعد ومقيم في روما، يحمل في يديه تذاكر سفر ويطلب مني مغادرة إيران فوراً وعلى جناح السرعة. وعندما التقيت بوالد صديقي "فرهارد" في روما حدثني كثيرا عن الشاه وعن فساده وطغيانه واعتماده الكبير على دعم الولايات المتحدة التي زرعت بذور الانقلاب منذ أن أطاحت برئيس الوزراء " محمد مصدق " في خمسينيات القرن العشرين، وان هناك حركة سريه يتسع نفوذها بشكل كبير وسريع في كل المدن والقرى الإيرانية يقودها شخص يدعى "آية الله الخميني "، كان قد ابدى معارضته للشاه منذ بداية الستينيات من القرن العشرين، ونتيجة معارضته ونشاطه تم نفيه إلى فرنسا ومن ثم استقر في النجف بالعراق، وقاد معارضته. تفاعلت التظاهرات بشكل كبير في إيران، وقد فر الشاه إلى مصر ومسك " أية الله الخميني " ومجموع الملالي زمام الأمور في إيران، وقد احتجزوا ما يقرب من 50 رهينة أمريكية في السفارة الأمريكية لمدة 444 يوم، وقد فشلت جهود جيمي كارتر التفاوضية والعسكرية في تحرير الرهائن، وكانت قضية الرهائن بمثابة المسمار الأخير في نعش رئاسة " جيمي كارتر " ودخل بعدة " ريجان وبوش " إلى البيت الأبيض. هذا وقد تحققت نبوءة الدكتور و " يمين " وفقدت MAIN ملايين الدولارات وكذلك الشركات المنافة الأخرى.
كولومبيا: حجر الزاوية للعبور لأمريكا اللاتينية.
احتلت كولومبيا على مر التاريخ مكانة مرموقة، فهي كانت مقراً لقيادة الاستعمار في زمن الاستعمار الاسباني للقارة الجنوبية، وقد وصفها " تيدي روزفلت " رئيس الولايات المتحدة وقائد القوات في الحرب الاسبانية – الامريكية بأنها حجر الزاوية للعبور إلى أمريكا الجنوبية. إضافة لذلك فقد اعتبرها " بركنز " في وصفه لها بانها على الخارطة تقيم توازناً على قمة القارة، وتظهر كأنها تمسك بقية أجزاء القارة معاً، فهي تربط البلاد الجنوبية بمضيق بنما، ومن ثم كلاً من أمريكا الشمالية وأمريكا الوسطى. كما أنها تحظى بجمال خلاب لطبيعتها، وبتعدد اعراقها وثقافاتها
انتخابات الرئاسة التي جرت في العام 1945م اسفرت عن خلافات شديدة بين الأحزاب المتنافسة، أدت إلى أحداث عنف في الفترة ما بين (1948-1957) أودت بحياة أكثر من مائتي الف شخص كما يقول " بركنز ". وبرغم كل الصراعات والتناقضات بقيت واشنطن ومؤسسات وول ستريت المالية تنظر لكولومبيا كدولة محورية في تعزيز المصالح السياسية والاقتصادية لدول الأمريكيتين، فهي مصدر للعديد من المنتوجات التي تحتاجها الولايات المتحدة إضافة إلى أنها تعد سوقاً لمنتوجاتها وبضائعها.
مقابل الخدمات التي باعتها الولايات المتحدة لكولومبيا التي تمثلت بالاستشارات الهندسية والانشائية، غرقت كولومبيا بالديون واحتاجت إلى توسيع مشروعاتها للتمكن من سداد ديونها من تلك المشروعات ومن عوائد ثرواتها الطبيعية. وعلى أي حال يقول "بركنز": لقد اتسق الواقع مع أغراضنا الحقيقية في جميع انحاء العالم، والتي تكمن في استعباد "بوجوتا" لتنضم إلى إمبراطوريتنا العالمية، وكانت وظيفتي كما هي الحال في كثير من الأماكن، أن اسهم في جعل البلاد تقترض اقصى ما يمكن من القروض.
يضيف " بركنز " بأنه في سنوات السبعينات من القرن العشرين حصلت شركة MAIN على مجموعة من العقود في كولومبيا لتنمية مشروعات مختلفة للبنية التحتية. وفي العام 1977م تعرف على سيدة كولومبية تدعى " باولا "، كان لها اثر بالغ على تغير مساراتي بعد أن كدت أن أغرق اكثر فيما كنت فيه خصوصاً بعد تجربتي في المملكة العربية السعودية وإيران وبنما. ويؤكد " بركنز" بقوله: مثلما كانت " كلوديا" عاملاً مساعداً في اقناعي بالانضمام لقراصنة الاقتصاد، كانت "باولا" عاملاً حافزاً في اقناعي بأن أنظر في أعماق ذاتي وأرى أنني لن أجد السعادة أبداً ما دمت مستمراً في الدور الذي أقوم به.
رئيس الاكوادور ومعارك البترول الكبرى.
بعد أن عانت الاكوادور لسنوات طويلة من الحكم الدكتاتوري وحكومات الأقلية والجناح اليميني الخاضع لمصالح للولايات المتحدة السياسية والاقتصادية، لمع في سمائها أستاذ جامعي ومحامي قديم يدعي " خايمي رولدوس " عبر انتخابات ديمقراطية في العام 1978م. استطاع " رولدوس " ترسيخ سمعته كقائداً شعبياً ووطنياً يؤمن بحقوق الفقراء، ومسؤولية رجال السياسة في الاستغلال الأمثل للثروات الطبيعية للدولة. وكان من السياسيين القلائل الذي لا يخشى الصدام مع الوضع القائم، سعى لكشف ما وراء شركات البترول والنظام المراوغ الذي يدعمها، فهو قد اتهم معهد اللغويات الصيفي SIL (وهو مجموعة تبشيرية انجيلية أمريكية) بالتواطؤ مع شركات البترول بعد أن قامت بإقناع قبيلة هيوراني في منطقة حوض الامازون بالانتقال إلى منطقة أخرى تحت حمايتها بعد أن أُكُتشف البترول في منطقتهم. إضافة إلى ذلك فإن " بركنز " يؤكد بأن "خايمي رولدوس " قائداً شعبياً يشبه إلى حد كبير "توريخوس" في بنما، و"اربنز" في جواتيمالا، فهؤلاء لم يكنوا شيوعيين ولا اشتراكيين بل كانوا واسعي الأفق يفكرون في مصلحة بلادهم ، ولم يكونوا ضد الولايات المتحدة، وقد استطاعوا أن يمحوا العنصر الثالث من دعائم الكوروبقراطية القائم على الشركات الضخمة والبنوك الدولية والحكومات المتواطئة.
اعتقد "بركنز" بان السياسة البترولية هي التي اقنعت شعب الاكوادور من انتخاب " رولدوس " لكرسي الحكم. حيث حدد " رولدوس " الخطوط العريضة لهذه السياسة في خطاب توليه الرئاسة قائلا:
" علينا أن نراجع أنفسنا للحفاظ على مصادر أمتنا من الطاقة وعلى الدولة أن تحافظ على تنوع الاستثمارات في صادراتها، وألا تفقد استقلالها الاقتصادي. لأن قراراتنا ستنبع فقط من المصلحة القومية والدفاع بلا حدود عن استقلالنا وحقنا في تقرير المصير."
يقر "بركنز" أنه كان لكل من "توريخوس" و "رولدوس" أثراً كبيراً عليه وعلى قراراته المستقبلية المتعلقة بعدم بقائه في عمله الذي يسبب فيه دماراً للدول والشعوب، ورأى فيهما نموذجاً يحتذى متمنياً أن يكون مثلهما.
مصرع رئيس الاكوادور
في نوفمبر 1980م سقط جيمي كارتر أمام رونالد يغان. فالمفاوضات مع "توريخوس " على قناة بنما، وفشل تحرير الرهائن الأمريكيين المحتجزين في سفارة الولايات المتحدة في إيران كانتا سبباً في سقوط كارتر. وبهذا كما يقول " بركنز " فقد استبدل الأمريكان رئيساً كان كل هدفة الحفاظ على السلم العالمي، وتقليص اعتماد بلاده على البترول، برئيس يعتقد أن القوة العسكرية هي من تجعل من الولايات المتحدة أن تتربع على عرش العالم وتفرض سيطرتها على كل حقول البترول في العالم. ويضيف بأن ريجان كان من بناة الإمبراطورية العالمية، وخادماً للكوربوقراطية، فهو قادماً من استوديوهات هوليود، وينصاع للأوامر الصادرة له من اباطرة المال والصناعة الأمريكية، لهذا فهو سيستخدم في إدارته رجال سيديرون هم الحكومة بالشكل الفعلي ويتظاهرون بأنهم يخدمونه، هؤلاء الرجال مثل نائب الرئيس "جورج بوش الأب " ووزير الخارجية " جورج شولتز "، ووزير الدفاع " كاسبر واينبيرغر "، و " ريتشارد تشيني "، و " وريتشارد هليمز "، و " روبرت مكنامارا، وسيسعى هؤلاء الرجال لفرض سيطرة أمريكا على العالم بكل ثرواته الطبيعية، وتحويله لعالم ينصاع للإملاءات الأمريكية، وجيش أمريكي ينفذ القواعد التي كتبتها أمريكا، وتجارة عالمية، ونظام مصرفي يدعم أمريكا بوصفها الرئيس التنفيذي للإمبراطورية العالمية.
هذا الرأي كان قد كتبه " بركنز " بعد أن حسم أمره وقدم استقالته من شركة MAIN، ويؤكد بأنه اختار اللحظة المناسبة التي اقدم بها على هذه الخطوة التي ستغير مجرى حياته. ويضيف بأنه تعلم من التاريخ أن الإمبراطوريات لا تدوم وأن البندول دائماً يتأرجح في كلا الاتجاهين. ويرى بأن رجالاً مثل " رولدوس " يمنحون الأمل، ففي خطوة ثورية لحماية شعب دولته وعدم تحويلها إلى مجرد دور ثانوي وعبيد لخدمة الإمبراطورية العالمية، طُرح أمام البرلمان الأكوادوري قانون الهيدروكربون بهدف إعادة تشكيل علاقات الدولة بشركات البترول، إضافة إلى ذلك فإنه قام بطرد المعهد الصيفي للغات SIL بعد أن اتهمهم بالتأمر مع شركات البترول خارج البلاد، مما أثار حفيظة شركات النفط وبدأت ثعالب ال CIA بالتحرك السريع، وعندما لم تجد حملات التشهير والاتهامات ل " رولدوس " بالشيوعية، قامت بتصفيته بحادث تحطم طائرة مروع صدم العالم في الرابع والعشرين من مايو 1981، وذلك بعد أن صادق البرلمان على قانون الهيدروكوربون وطرده للبعثة التبشيرية SIL، والقاءه خطاباً مهماً في استاد أتاوالبا الأوليمبي في كيوتو.
ويشير " بركنز " إلى مدى هيمنة الكوربوقراطية على مصادر المعلومات للشعب الأمريكي فيقول: " رغم كل ردود الفعل العالمية – على حادثة الاغتيال – فبالكاد وصلت الأخبار إلى صحافة الولايات المتحدة".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مدير الاستخبارات الأميركية: أوكرانيا قد تضطر للاستسلام أمام 


.. انفجارات وإصابات جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب




.. مسعفون في طولكرم: جنود الاحتلال هاجمونا ومنعونا من مساعدة ال


.. القيادة الوسطى الأمريكية: لم تقم الولايات المتحدة اليوم بشن




.. اعتصام في مدينة يوتبوري السويدية ضد شركة صناعات عسكرية نصرة