الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل للعِراق سِيادة ؟

امين يونس

2018 / 12 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


ثلاثة مواقف حدثتْ في الأسابيع القليلة الماضية ، تُؤشِر بوضوح مدى البؤس الذي باتَ فيه العراق ودرجة الإنحطاط التي وصلتْ إليها " الوطنية " العراقية .
1-
بِغض النظر عن مَنْ الذي بدأ الحرب العراقية / الإيرانية التي إستمرتْ ثمانية سنوات ومَنْ هو الأكثر ذنباً في إطالتها .. فأن الخسائر البشرية التي فاقتْ المليون ، طالتْ الطرفَين . ناهيك عن الدمار الهائل الذي أصاب إقتصاد البلدين . إيران إعتبرتْ قتلاها شُهداء ، والعراق أيضاً فعل ذلك بالنسبة لقتلاه ، بل أن صداماً في سني الحرب الأولى ، وزع قطع أراضي لذوي الشهداء وسيارة تيوتا أيضاً .
قبل أيام ، وبمُناسبة الإحتفاء بذكرى الإنتصار على داعش ، أقام تحالف البناء الذي يضم هادي العامري والمالكي وبعض السُنة ، حفلاً كبيراً وبحضور كِبار قادة البلد وبعض السفراء . طلب عريف الحفل من الحضور ، الوقوف دقيقة واحدة ، صمتاً إحتراماً لأرواح شُهداء العراق .. وقفَ جميع من في القاعة .. إلاّ ( إيرج مسجدي ) السفير الإيراني في بغداد ، حيث نهض وغادر القاعة ضارباً عرض الحائِط بِكُل الأعراف والتقاليد .. ببساطة ووضوح : إيران الرسمية تعتبر بأن جميع من قُتل من عراقيين في الحرب بينهما ، مُعتدين آثمين لا غَير .
كان بإمكان السفير الإيراني أن لايحضر المُناسبة بأي حجةٍ كانتْ وذلك طبيعي ومفهوم .. لكنهُ تعمدَ الحضور وتعمد عدم إحترام شهداء العراق وخرج من القاعة غير مُبالٍ بكبار قادة الدولة الحاضرين ! .
ان إيران تعتبر وتتصرف عملياً ، ان العراق كله ، منطقة نفوذ إيرانية ، ولا تعير أي إهتمام بشئ أسمع السيدة العراقية ! .
2-
قبل أسابيع إندلعَ حريقٌ في سوق القيصرية التأريخي وسط كركوك ، وإشتعلتْ النيران في 400 محلٍ تجاري . فسارع السفير التركي في بغداد ( فاتح يلدز ) بالذهاب الى كركوك وتفقد سوق القيصرية وكان يصحبه أرشد الصالحي رئيس الجبهة التركمانية . صّرَح السفير بأن بلاده ستقوم بترميم وإعادة بناء السوق .. بل ان الأعمال بدأت بالفعل من خلال وكالة التعاون والتنسيق " تاكا " وإجتمع السفير مع الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني " التركمانية " .
أية دولةٍ هذه بالله عليكم ؟ سفير دولةٍ أجنبية يذهب إلى مدينةٍ عراقية ويجتمع مع أحزاب ومنظمات تركمانية فقط ويتعهد بإعادة بناء الدكاكين المحترقة .. ويجتمع مع المحافظ أيضاً . أليسَ هذا تجاوزٌ فظ على السيادة الوطنية ؟ وقبل ذلك ، أليسَ من المنطقي أن تقوم دولة نفطية غنية مثل العراق ، بنفسها ، بإعادة بناء وترميم هذه السوق القديمة ؟ ولكن عن أي سيادةٍ نتحدث .. وقبل أيامٍ فقط ، قامت الطائرات التركية بالإغارة على مخمور وسنجار وتفعل ذلك بإستمرار في العديد من المناطق الجبلية أيضاً .. بل وأن قواتها مُرابطة قرب بعشيقة والموصل ؟ ان تركيا تعتبر وتتصرف عملياً على أساس ، ان كركوك أولاً والموصل ثانياً ، منطقة نفوذ لها .. إن لم يكُن أكثر من ذلك أيضاً ! .
3-
قامتْ عصابات دولة الخلافة الإسلامية داعش ، بهدم وتفجير جامع النوري في الموصل وكذلك منارة الحدياء الأثرية أبان سيطرتها على المدينة . وفي آذار 2018 ، قدم السفير الإماراتي في بغداد ( حسن أحمد الشحي ) لرئيس الوزراء العبادي ، عرضاً لقيام الإمارات بإعادة بناء الجامع والمنارة . وقبل أيام قام رئيس الوقف السني ، الهميم ، بوضع حجر الأساس لهذا المشروع ، في حفلٍ كبير حضره ممثلو اليونسكو والإمارات العربية المتحدة الممولة ومجموعة من شيوخ العشائر .. من المفترض ان تُقدِم الإمارات خمسين مليون دولار ، لإعادة بناء الجامع والمنارة .. وسينفذ المشروع بزمنٍ قياسي .
مع كامل التقدير للإمارات العربية المتحدة على تبرعها بهذا المبلغ ... لكن أليسَ من المفروض بدولةٍ نفطية غنية مثل العراق ، ان تقوم بنفسها بإعادة بناء ماتهدم ؟
ومع كامل التقدير لكافة بيوت الله ولا سيما الجوامع والمساجد ... لكن ألم يكُن من الأجدى وحسب الأولويات ، بناء خمسين مدرسة بمواصفات معقولة ، بهذه الخمسين مليون دولار ؟
...............
كثيرٌ من الدول ، ترفض المساعدات الأجنبية ، حتى حين تعرضها لكوارث طبيعية .. الغالبية العظمى من البُلدان ، تراقب بِدقة تحركات السفراء والقناصل ولا تسمح لهم بتجاوز صلاحياتهم ولا بإنتهاك السيادة الوطنية .
إذا كانت الحكومة العراقية بسلطاتها التشريعية والتنفيذية والقضائية ، لا تولي أي إهتمامٍ بالوطن ولا بسيادته وكرامته .. كيف لي أنا المُواطِن ، أن أحترم هذهِ الحكومة ؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تقارير عن ضربة إسرائيلية ضد إيران وغموض حول التفاصيل | الأخب


.. إيران وإسرائيل .. توتر ثم تصعيد-محسوب- • فرانس 24 / FRANCE 2




.. بعد هجوم أصفهان: هل انتهت جولة -المواجهة المباشرة- الحالية ب


.. لحظة الهجوم الإسرائيلي داخل إيران.. فيديو يظهر ما حدث قرب قا




.. نار بين #إيران و #إسرائيل..فهل تزود #واشنطن إسرائيل بالقنبلة