الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وعن سوريا... مرة أخرى ضرورية...

غسان صابور

2018 / 12 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


وعن ســـوريا.. مرة أخرى ضرورية...
نقل موقع Mediapart الفرنسي المعروف... والمعروف باتصالاته ووثائقه وحقائقه وتحقيقاته مع غالب السفارات الأجنبية الكبرى.. تصريح الرئيس دونالد ترامب Donald Trump أنه قرر سحب الألفي جندي الأمريكي المتبقى من قوة الثلاثة آلاف التي كانت موجودة بشمال سوريا, لدعم القوات الكردية الموجودة هناك.. بالإضافة إلى قوات الجيش التركي الذي يحارب داعش والقوات الكردية.. لأن داعش انتهت في سوريا.. رأي يخالفه به وزير حربيته Jim Matis والسيناتور الجمهوري Lindsay Graham المسؤول الأمريكي عن الإضبارة السورية, بمجلس الشيوخ الأمريكي.. والذي صرح أن داعش لم تنته بعد.. لا بأفغانستان ولا بالعراق ولا بليبيا.. وخاصة لا بسوريا... وأن انسحاب القوات الأمريكية بالثلاثة أشهر القادمة, ولو تدريجيا.. سوف يفتح جميع الأبواب للقوات التركية...
وهذا يعني أن الحرب في سوريا, ورغم الدعم الروسي أو الإيراني.. بالإضافة لحزب الله اللبناني.. سوف تبقى لسنوات قادمة غير محدودة... مشكلة مكركبة... وسوف ترتكز خاصة على المصالح الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية والبترولية الأمريكية ــ الروسية.. وحلفائهم الدائمين بالمنطقة... إسرائيل ناتانياهو وتركيا أردوغان... ومصالحهما التوسعية والاستراتيجية والأمنية.. بالمنطقة.. وهاتان الدولتان لم تكن أبدا خاسرة... خلال السنوات العشرين وحتى الثلاثين سنة الفائتة... بجميع الخربشات والمتاجرات والمفاوضات.. من فوق الطاولة وتحت الطاولة في المنطقة.. وخاصة التقارب العربي ــ الإسلامي وانبطاحاتهم وانبطاحات جامعتهم العربية.. لدولة إسرائيل.. كما لا يغيب نظرنا عن مطامع تركيا الجغرافية والاقتصادية والسياسية... من سنوات... بالملف السوري...
ورغم صور آلاف السوريين واحتفالاتهم بعيد الميلاد بالآلاف.. واحتلالهم للمطاعم الفخمة بهذه الأيام.. بدمشق واللاذقية وطرطوس... هذه المدن التي تسمى آمنة.. وأن نخبة هؤلاء المحتفلين والذين لا يشكلون أكثر من خمسة إلى عشرة بالمئة من الشعب السوري.. والــبــاقــي يعيش أزمة الأزمات والحاجة لأبسط اللوازم المعيشية اليومية.. وغالب نخبات المحتفلين.. هم الطبقات التي تعيش بأحضان السلطة ووظائفها.. والتي ما زالت تمدد عادات وقوانين الغنى الدارج من عشرات السنين.. وأهمها الرشوة والفساد اللتان هيمنتا وخنقتا القانون.. واصبحتا أهم من القانون.. حتى يعيش الموظف.. تحت سطوة هذه العادات الخسيسة التي خنقت كل قانون... الرشوة والفساد.. هما القانون بالأمس واليوم وغدا... لذلك السبب هذه الحرب لا ولم تــنــتــه!!!... وخاصة أن تجار الحرب والرشوة والفساد... هم دوما ومنذ أكثر من نصف قرن... هم الذين دفشوا هذا الشعب وهذا البلد.. بجور الحرب والرشوة والفساد.. واللاقانون!!!.............
يحزنني أن بلد مولدي ســوريـا... والذي كان معبر الحضارات والغزاة... أن يتحول إلى أكبر مخبر عالمي لدراسة المآسي والمصالح الرأسمالية والمطامع العالمية... وآمل له يقظة شامله.. تنقذه من هذه العتمة السياسية التي هيمنت عليه من سنوات... رغم صعوبات هذا الأمل بخلاصه من كل هذه الاستراتيجيات المطامعية التي تحاك ضده........
***************
عـلـى الــهــامــش :
ــ الماريشال عـــمـــر الــبــشــيــر
ــ الماريشال عمر حسن البشير الرئيس السوداني الحاكم من عشرات السنين.. والذي شطر السودان إلى دولتين.. إلى قسمين.. إلى شعبين.. بعد أن فرض الشريعة الإسلامية.. وقتل نصف شعبه بالمجاعات المرسومة والمقررة.. وبسجونه الرهيبة طبعا.. والذي ما زال مطلوبا لمحاكم أممية في لاهاي وجنيف... زار سوريا من يومين.. على متن طائرة روسية.. وبقي بدمشق ثلاثة ساعات.. نفس عمر البشير الذي هدد من بداية الأحداث السورية.. بإرسال جيشه لتحرير سوريا.. من سلطتها الشرعية... نعم أصبح صديقا حميما مرغوبا.. حاملا عديدا من الرسائل العربية.. لإعادة سوريا لأحضان الجامعة العربية... هذه الجامعة الهيتروكليتية.. ولم لم تنفع منذ تشكيلها حتى هذا اليوم.. بتغيير قواعد أية مشكلة بالعالم العربي... بالعكس كانت غالبا منبرا لعديد من الحكام العربان الذين تآمروا ضد سوريا.. خلال السنوات الثمانية الماضية.. وعديد منهم ما زال يتآمر.. فاتحا اوتوسترادات صداقة وتحالفات سياسية واستراتيجية وتجارية.. مع دولة إسرائيل....
الماريشال البشير... بالطناجر المصدأة المجنزرة حوله.. لا يستطيع ـ على الإطلاق ـ بزيارته القصيرة جدا لسوريا... تغيير أي شيء.. رغم بعض التغيرات والانتصارات الصغيرة على الأرض السورية, والتي لم تلتئم جراحها ومآسيها الحقيقية... وما من عاقل حكيم يعرف مدى الزمان الذي تشفى بـه أزماتها وحرماناتها ومآسيها...
بــــالانــــتــــظــــار...
غـسـان صــابــور ــ لـيـون فـــرنـــســـا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ينهي الرد المنسوب لإسرائيل في إيران خطر المواجهة الشاملة؟


.. ما الرسائل التي أرادت إسرائيل توجيهها من خلال هجومها على إير




.. بين -الصبر الإستراتيجي- و-الردع المباشر-.. هل ترد إيران على


.. دائرة التصعيد تتسع.. ضربة إسرائيلية داخل إيران -رداً على الر




.. مراسل الجزيرة: الشرطة الفرنسية تفرض طوقا أمنيا في محيط القنص