الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فقاعة ترامب حول الشمال السوري الاسباب و الاحتمالات. هل فعلا سيترك ترامب الساحة و هل ستغزوا تركيا؟

هشام عقراوي

2018 / 12 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


منذ فترة و نحن نقوم بالتركيز على شخصية الرئيس الامريكي دونالد ترامب و على أمريكا في عصر ترامب و لماذا اختار الشعب الامريكي هذه الشخصية الفكاهية المتذبذبة و غير المبدأية و الجشعة لرأس المال كرئيس لهم على الرغم من أستهتار أغلبية وسائل الاعلام الامريكية به. ووصلنا الى نتيجة تدل على أن ترامب يحمل صفات جميع الرؤساء الامريكيين مع بعض أضافة الى بعض الصفات الخاصة به و منها الافتقاد الى الدبلوماسية و كاريزما السياسة و التصرف من واقعة الاقتصادي لرسم سياساته الدولية و المحلية.
شخصية بمواصفات ترامب لا تهمه ماذا يقول العالم عنه و لكن تهمه الفوائد التي سيحصل عليها في كل عملية عسكرية و في أي تحرك عسكري أو أقتصادي. نفس هذه الشخصية تتحكم فيه مجموعة مؤسسات أمريكية تريد تحسين الاقتصاد الامريكي و لكنها تريد أيضا الحفاظ على مكانة أمريكا كأكبر دولة في العالم و لا تريد أن تلحق السياسة الترامبية اضرارا بسمعة و مصالح أمريكا الاستراتيجية.
الرئيس الامريكي ترامب أصدر قرارا غير ناضجا و غير ُمناقش حولة في المؤسسات الامريكية و الدولية حول أنسحاب القوات الامريكية من سوريا و ترك الساحة السورية لروسيا و ايران و تركيا. صحيح أن ترامب لم يحدد جدولا زمنيا لخروج أخر جندي أمريكي من سوريا و هذا يضع الشكوك حول جدية أنسحابه، ألا أن هذا القرار تسبب بخلق أزمة على مستوى أغلبية دول العالم. منها الدول المنتفعة من القرار و الدول المتضررة.
أولى الدول المستفيدة هي تركيا و ايران و سوريا و روسيا، و أول الخاسرين هم فرنسا و بريطانيا و المانيا و أوربا عامة و جزء كبير من الشعب السوري و على رأسهم الحركة الكوردية و قوات سوريا الديمقراطية.
سياسيا أمريكا ستخسر الكثير من هذا القرار حيث أن القرار سيلحق ضررا كبيرا بسمعة أمريكا عالميا و سيكشف للعالم أن أمريكا و ترامب لا يريدان أنتهاء داعش بشكل تام و خاصة أن القرار جاء قبل أنتهاء داعش بشكل تام.
أقتصاديا ستخسر أمريكا حقول النفط السورية و كذلك المساعدات السعودية و بعض الدول العربية الاخرى و حتى نفط العراق.
عسكريا قد تنجم عن هذه الخطوة حركة مناهضة لامريكا في العراق أيضا يطالب فيها العرب الشيعة خاصة بخروج أمريكا من العراق على غرار خروجهم من سوريا.
دوليا فأن ايران و روسيا ستحكمان سيطرتهما على منطقة الشرق الاوسط و سيعود بشار الاسد الى أمجادة.
أذن قرار الخروج الامريكي بشكلة الحالي الساذج و الذي يطرح على وسائل الاعلام سيلحق أكبر الضرر سياسيا و أقتصاديا و أستراتيجيا بأمريكا. و هذا أن قبلة ترامب فأن المؤسسات الامريكية سوف لن تقبل به.
و هنا نصل الى نتيجه مفادها أن لامريكا و لترامب خططا أخرى و نوايا أخرى من وراء عرض و أعلان هذه الانسحاب الفوري من سوريا و أن القرار هو ليس بهذه البساطة التي يتم التطرق اليه.
بأعتقادنا فأن أمريكا و ترامب يريدان خلق أزمة كبيرة في المنطقة كالتي حصلت في العراق سنه 1991. على أثرها ستلجئ أمريكا أو فرنسا الى الامم المتحدة لاصدار قرار دولي يعطي أمريكا و بعض الدول الاخرى الحق في التصرف في المنطقة و الحصول على أموال دولية لأي تحرك أمريكي. و في أسوء الاحوال فأنه سيتم عرض القضية السورية على الامم المتحدة.
التحرك التركي و تحرك داعش من جديد سيكونان بداية الازمة و بداية التحركات الدولية الاوربية و الامريكية الجدية. الكورد هنا و الشعب السوري في هذه اللعبة قد يكونوا الضحية الكبيرة.
دخول أيران و روسيا في اللعبة و تقوية الدور الايراني العسكري في سوريا و العراق و المنطقة سيكون المنفذ الذي يتحرك من خلالة ترامب و أمريكا لاجبار دول الخليج و أوربا لدفع فواتير الحرب و الاسلحة الامريكية و خاصة أن داعش تشكل خطرا على أوربا و ليس بمفس القدر على أمريكا.
أن تقوم أمريكا بأطلاق يد تركيا في سوريا هو اضعف سيناريو قد يحصل حيث عندها سوف تتحمل أمريكا بشكل مباشر مسؤولية الجرائم التي يقوم بها الجيش التركي و الجيش السوري الحر و النصرة و داعش اضافة الى خسارة المنطقة أمام روسيا و ايران.
أن تقوم سوريا و ايران و تركيا بالاتفاق على الوضع النهائي في سوريا هو الاخر من السناريوهات الضعيفة لسبب بسيط و هو أن سوريا تريد سيادتها على جميع الاراضي السورية و تركيا بقيادة أردوغان تريد الفوز ببعض المناطق الاستراتيجية من سوريا و ألا لماذا قامت تركيا بكل ما قامت به في سوريا من البداية. عندما قامت تركيا بدعم المعارضة السورية لم تكن هناك قواة حماية الشعب و قوات سوريا الديمقراطية و سوريا كانت مستقرة. تدخل أردوغان في سوريا الهدف منه هو حصول على السيطرة و النفوذ في سوريا و المنطقة العربية عامة و من الصعب أن يقبل أردوغان بترك الاراضي السورية الى بشار الاسد و يخسر الناقة و الجمل.
و هنا نصل الى بعض المستحيلات منها:
من المستحيل أن تترك أمريكا منطقة الشرق الاوسط لايران و روسيا تسرحان و تمرحان بها.
و من المستحيل أن يترك أردوغان سوريا في حالة سيطرته على الشمال السوري.
و من المستحيل أن يتفق بشار الاسد مع أردوغان بشكل نهائي حيث أن خلافاتها تعود الى الحرب العالمية الاولى.
و من المستحيل أن يكون أردوغان حليفا أستراتيجيا لايران و لو قامت امريكا بترك سوريا لتركيا فهذا بشرط واحد و هو أن يعادي اروغان أيران.
و هنا نصل الى السؤال الرئيسي: ماذا سيحصل؟
في الحلقة القادمة سنركز على الاحتمالات الممكنة و المخطط الامريكي الجديد للمنطقة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احمد النشيط يصرح عن ا?ول راتب حصل عليه ????


.. تطور لافت.. الجيش الأوكراني يعلن إسقاط قاذفة استراتيجية روسي




.. أهم ردود الفعل الدولية حول -الرد الإسرائيلي- على الهجوم الإي


.. -حسبنا الله في كل من خذلنا-.. نازح فلسطين يقول إن الاحتلال ت




.. بالخريطة التفاعلية.. كل ما تريد معرفته عن قصف أصفهان وما حدث