الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأسئلة في رواية -أهل الجبل- إبراهيم جوهر

رائد الحواري

2018 / 12 / 22
الادب والفن


الانسيابية في النص الأدبي ضرورية، فهي تسهل على القارئ التقدم أكثر في النص الأدبي، وحتى أنها تزيل الفواصل بين أحداث/فصول الراوية، في رواية "أهل الجبل" يستخدم الراوي هذه الانسيابية في تقديم أحداث الرواية، فمثلا ينهي المقطع الأول من الرواية بهذه الفقرة: "رسائل (أم علي) ليست كباقي الرسائل، هنا ماء، وحياة وإصرار، وثقة، وعناد، هنا (أم علي) باختصار." ص10، فهنا يدور الحديث عن "أم علي" وفي المقطع الثاني يبدأ بهذا الشكل:
"(2)
هوية
من هي (أم علي) هذه؟" ص11، فمثل هذا التواصل والسلاسة في سرد الأحداث وتتابعها يجعل المتلقي يتابع تتمة احداث الراوية بسهلة ويسر.
ومن المحفزات الأخرى التي يستخدمها السارد وضع الأسئلة، فنكاد لا نجد أية فقرة إلا فيها أسئلة، وكلنا يعلم أنها تثير المتلقي وتجعله يتوقف عندها، متأملا متابعا، نأخذ نموذج من هذه الأسئلة، كما هو الحال في الفقرة (18) والتي جاء فيها:
"التراب والطريق يحنوان علي، هل توافقني الشعور!
...هل كانت روحي يزما هنا!
..
هل (تناسخ الارواح) قائم فينا دون أن ندري!!
هل يمكن أن يكون (تناسخ الأرواح) حقيقة!! أم ترى الأمر اتحادا روحيا على امتداد التاريخ والجغرافيا والمزاج!!
ما سر المكان! ما الروح التي تسكنه!!
... ـ وهل اشتغلت في (الأمن الوطني)!!
... ـ هل تعرف أم علي؟
... ـ عفوا!!!
...ـ حسنا هل الاستاذة خولة في المكتب؟
... ـ هل يمكن أن تموت الفكرة نبتت في مكان آخر! وهل يمكن أن تكون قد لبست لباسا آخر! هل ماتت الفكرة حفا!!" ص79 -82، مثل هذه الأسئلة تجعل القارئ يتماهي مع الرواية ، فهو يريد أن يجد جواب على ما يطرح من أسئلة من الشخصية المقابلة، أو من خلال تتابع الأحداث، من هنا يمكننا القول أنننا امام رواية أسئلة، التي نثرها السارد في الرواية.
لكن هناك خلل فني أصاب الشخصيات المتكلمة، فالأسئلة نجدها من خلال شخصية "الأستاذ" سارد الأحداث، ونجدها عند بقية شخصيات الرواية، وهذا ما محنى صوتها، و جعل السارد ـ وحده ـ السيد المطلق في تقديم الأحداث والشخصيات، فمثل في الفقرة (23) التي يتحدث في السارد عن "سعيد الظافر" نجده يمحو شخصيته تماما، ولا يجعلنا نسمع ما يدور داخله ـ يصوت "سعيد الظافر" ـ بل نسمعه فقط من خلال السارد،:
"الآن سيتناول قهوته من كأس كبيرة وسيقتطع قليلا من قطعة (الجاتوه) تذوقها فأعجبه طعم الشوكولاتة وأعجبه وقع مضغ الهشاشة اللذيذة والحلاوة الطاغية فتذكر حلوياته ايام الطفولة التي ظل يلح على والدته بإعدادها له كلما أحس بضرورة تناول شيء من الحلويات.
حلويات طفولته التي ظل يحن إليها حتى بعدما كبر وغادر مرحلة الطفولة" ص109، " اعتقد أنه كان من المفترض أن يحدثنا "سعيد الظافر" عن مشاعره، وليس ان تأتينا من خلال السارد، لأنها ستكون أكثر وقعا علينا وأشد تأثيرا/ لكن عندما نسمعها من "الأستاذ" السارد وتأتي بصوته هو، تكون اقل فاعلية، وغير مقنعة لنا، وهذا الامر ينطبق على بقية الشخصيات، فنحن لا نسمع إلا كلامها، أما صوتها فهو محجوب عنا وممنوع عليها أن تنطق إلا بما أراده السارد فقط.
الرواية من منشورات فضاءات للنشر والتوزيع، عمان، الأردن، الطبعة الأولى 2016








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم -شقو- بطولة عمرو يوسف يحصد 916 ألف جنيه آخر ليلة عرض با


.. شراكة أميركية جزائرية لتعليم اللغة الإنجليزية




.. الناقد طارق الشناوي : تكريم خيري بشارة بمهرجان مالمو -مستحق-


.. المغربية نسرين الراضي:مهرجان مالمو إضافة للسينما العربية وفخ




.. بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ