الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا نجحت التجربة الصينية

باسم محمد حسين

2018 / 12 / 23
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


تحت شعار (سنواتنا الأربعون) وفي قاعة الشعب الكبرى وسط العاصمة الصينية بكين في يوم 14/12/2018 احتفلت الصين بمرور 40 عاماً على تبني سياسة الاصلاح والانفتاح . في هذه المبنى الرائع وقبل الساعة الثامنة مساءً التأم أكثر من 3 آلاف شخص تحت لافتة كبيرة كتب عليها (نحتشد بقوة حول اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني والرفيق شي جين بينغ في القلب منها ، ونرفع راية الاشتراكية ذات الخصائص الصينية عالياً ، ونتبع توجيهات دنغ شياو بينغ ، ونظرية التمثيلات الثلاث ، والنظرية العلمية للتنمية ، وفكر شي جين بينغ حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد ، ونعزز الاصلاح والانفتاح دون توقف) . وكان مهرجاناً احتفالياً منوعاً وجميلاً تحدث فيه المعنيين عن نجاح التجربة الصينية طول هذه السنين.
وفي كلمة الرئيس شي في هذا الحفل أكد على ان الصين ستواصل نموها في كافة المجالات من خلال تطوير الاقتصاد غير الحكومي بالإضافة الى تعزيز الشركات التي تديرها الدولة (القطاع العام) وهو ذات الطريق الذي رسمه الراحل دنغ شياو بينغ قبل 40 عاماً بمزج قواعد اقتصاد السوق والاقتصاد الاشتراكي الموجه .
لماذا نجحت الصين في تبني سياسة الاصلاح والانفتاح ؟
باعتقادي أن السبب الأول في نجاح هذه التجربة الفريدة التي طورت الريف والمدينة والماكينة والحقل والشارع ، هو الانسان الصيني الذي بنته أفكار القادة السابقين وتطبيقاتهم للمبادئ الاشتراكية والإنسانية ، مضافاً لها الانفتاح على العالم بشكل مدروس بدقة متناهية ، فلولا الانسان الصيني العامل المُجِّد صاحب الفكر النير والذي يؤمن بأن العمل بكامل الوقت المتاح وبالدقة المطلوبة والذي لا يهدر أي فرصة تمكنه من زيادة الانتاج أو تحسين نوعيته هو الطريق السليم للتطور . فالطريق السليم يبدأ من التخطيط السليم لكيفية التعامل مع كل المفردات ودراسة تأثير كل واحدة على حدة ومن ثم تأثيرها مجتمِعاً ليصار بعدها الى التنفيذ .
فلولا اكتمال هذه الخطوات لا يمكن للصين أن تنهض بهذا الدفع الصاروخي وتحقق خطوات كبيرة لخدمة الانسان وتحسين معيشته ، حيث الآن هناك تأمين صحي لـ 1.3 مليار انسان بالإضافة الى نظام رعاية اجتماعية وتغطية معاش الشيخوخة لأكثر من 900 مليون فرد ، وبالتأكيد سنرى نتائج باهرة لمشروع القضاء على الفقر نهاية عام 2020 م . ويضاف لهذا الانضباط الحديدي للحزب وقراراته الصارمة التي تتعامل مع كل ظرف تمر به الجمهورية الكبيرة بشكل مناسب ، فمثلاً قرار تحديد النسل لم يكن تطبيقه سهلاً لا على المواطن ولا على الدولة ولكنه طُبِّق ونجح في الحد من النمو السكاني الأمر الذي جعل الدولة تستطيع تأمين معيشة كل هذه الملايين من البشر في حقبة صعبة من مسيرة تطورها ونهوضها.
أمس واليوم شاهدنا ونشاهد نجاح هذه التجربة العملاقة ، فحري بنا نحن الدول النامية أن نحذو حذو الصين في تطبيق ما يتناسب ومجتمعاتنا وإمكانيات دولنا وتطبيق ما يمكن من جزئيات التجربة كي ننهض بمجتمعاتنا وخدمتها بما يؤمن مستقبل أفضل للأجيال القادمة .
البصرة 19/12/2018








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تصريح عمر باعزيز و تقديم ربيعة مرباح عضوي المكتب السياسي لحز


.. طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز




.. يوم الأرض بين الاحتفال بالإنجازات ومخاوف تغير المناخ


.. في يوم الأرض.. ما المخاطر التي يشكلها الذكاء الاصطناعي على ا




.. الجزائر: هل ستنضمّ جبهة البوليساريو للتكتل المغاربي الجديد؟