الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نظام الملالي سدوا أبواب جميع الحلول

فلاح هادي الجنابي

2018 / 12 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


الاسلوب الذي إتبع ويتبع من خلاله نظام الفاشية الدينية القمعية التعامل مع الاوضاع التي تداعت عنها الانتفاضة الاخيرة، هو أسلوب تمويهي يسعى الى إستخدام الخداع والتضليل ويجنح في الهروب بکل قوته للأمام، ويبدو أن النظام کعادته، لايعترف بأصل وجوهر القضية وانما يبحث عن مبررات و مسوغات ليزعم بأن کل ماقد حدث و جرى قد کان بفعل تدخل خارجي وإن منظمة مجاهدي خلق هي طرف متآمر ضد الشعب الايراني، ومع إن هذه الاکاذيب المکشوفة يسخر منها الشعب الايراني ولکن وسائل الاعلام الصفراء للنظام الدموي تتمسك بها وتصر عليها.
هذا الاسلوب المثير للإستهجان والسخرية والذي لاتکل ولاتمل عنه الانظمة القمعية المعادية لشعوبها، يبدو إن النظام الايراني لايجد مناصا من الاستمرار في التعلق به من أجل مواجهة الاوضاع العويصة التي تواجهه، ومع إنه قد صار العالم کله في الصورة وإنکشفت حقيقة الاوضاع القائمة في إيران والتي تسببت بهذا الانتفاضة الجماهيرية التي أرعبت النظام وهزت کل أرکانه ولکن المثير للسخرية والتهکم هو إنه وعلى الرغم من إستمرار الانتفاضة کإحتجاجات متواصلة والنشاطات المستمرة لمعاقل الانتفاضة ضد النظام، فإن ملالي إيران يصرون على إن الاوضاع طبيعية وإنهم قد حسموا الامور لصالح النظام مع إن العالم کله صار في الصورة ويعلم بأن النظام يضحك على نفسه ويتصرف کجحا الذي کذب أطلق کذبة ثم صدقها ورکض من أجلها!
الخبز و العمل و الحرية، المطالب أساسية التي طالبت بها الانتفاضة الاخيرة وتطالب بها الاحتجاجات التي تلتها، لکن وعلى الرغم من إن النظام يعترف بالاوضاع الاقتصادية الرديئة وبالبطالة لکنه کعادته يرفض الاعتراف بأن هناك قمع ومصادرة للحريات، لکن الذي يبدو واضحا هو أن کل المؤشرات تدل على إنه ليس بوسع هذا النظام أبدا أن يلبي المطالب الثلاثة أعلاه، خصوصا وإنه يغرق في بحر من الازمات والمشاکل وفاقد الشئ لايعطيه، ولذلك وفي ضوء ماقد صار واضحا للشعب الايراني من إن هذا النظام يقوم بصرف إمکانيات البلاد والشعب على أمور وقضايا لاتعني الشعب بشئ نظير تطويره لبرامج صواريخه أو تنفيذ المخططات الارهابية خارج إيران ضد المقاومة الايرانية والتي أوصلت نظام الملالي الى حد تم فيه طرد سفير النظام بسبب کونه إرهابيا وغير مرغوب فيه، وبطبيعة الحال فإن هکذا حدث غريب من نوعه سوف يکون له تأثير على الشعب الايراني ويحفزه لکي يقف ويتحرك ويحتج أکثر بوجه النظام.
إتهام أطراف خارجية بإندلاع الانتفاضة الاخيرة من جانب نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، والقفز والالتفاف على الواقع المزري الذي يعيشه الشعب الايراني، هو في الحقيقة تهرب فاضح من الاعتراف بأصل المشکلة والتصدي لها، فهناك مشکلة معيشيـة ـ إجتماعية ـ فکرية ـ إقتصادية عويصة صارت کأمر واقع ولکن يسعى النظام للتهرب منها على الدوام، وهذا مايعني بأن الاوضاع المتأزمة التي يعاني منها الشعب الايراني، ستظل قائمة ولن يکون هناك من أي حل حاسم ومرضي لها، ولاغرو من إن المنتفضون الذين طالبوا بإسقاط النظام، لم يکن ذلك عبثا ومن دون طائل کما إن التحرکات الاحتجاجية ونشاطات معاقل الانتفاضة لم تتخلى ولن تتخلى عن مطلب إسقاط نظام الملالي، ذلك أن هذا النظام قد سد کافة الابواب بوجه الحلول الممکنة لمشکلات هذا الشعب ومنح الاولوية لنفسه ولهذا فإن تغيير هذا النظام کان وسيبقى الحل الوحيد لکافة مشاکل الشعب الايراني.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماكرون يستعرض رؤية فرنسا لأوروبا -القوة- قبيل الانتخابات الأ


.. تصعيد غير مسبوق على الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية مع تزايد




.. ذا غارديان.. حشد القوات الإسرائيلية ونصب خيام الإيواء يشير إ


.. الأردن.. حقوقيون يطالبون بالإفراج عن موقوفين شاركوا في احتجا




.. القناة 12 الإسرائيلية: الاتفاق على صفقة جديدة مع حماس قد يؤد