الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بدون مؤاخذة- ليس دفاعا عن المحكمة الدستورية ولا عن فتح

جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)

2018 / 12 / 24
القضية الفلسطينية


لن أدافع عن قرار المحكمة الدّستوريّة الفلسطينيّة بحل المجلس التّشريعي، ولن أدافع عن السّيّد الرّئيس بتبني القرار، وإعلانه عن تنفيذه، وحلّ المجلس التشريعيّ والإعلان عن انتخابات بعد ستّة أشهر، وإنّما سأدافع عن وطني وشعبي، وعن حقّنا في تقرير المصير والتّحرر والاستقلال وبناء دولتنا المستقلّة بعاصمتها القدس الشّريف.
وفي اعتقادي أنّ المجلس التّشريعيّ قد حلّ نفسه بنفسه عندما حظي انقلاب حماس، وفصل قطاع غزّة عن الضّفّة الغربيّة وجوهرتها القدس بقوّة السّلاح، وبتأييد غالبية أعضاء المجلس التّشريعي من أتباع حماس، وأتساءل حول مدى مصداقيّة ممثّلي الشّعب المنتخبين عندما يؤيّدون تقسيم الوطن المحتل، ويدخلون في صراع على سلطة تحت الاحتلال، فهل إقامة "إمارة إسلاميّة" في منطقة محاصرة برّا وجوّا وبحرا، وتحوي أكثر كثافة سكّانيّة في العالم لها الأولويّة على التّحرير وكنس الاحتلال ومخلّفاته كافّة؟ وهل تأييد الانقسام وحتّى المشاركة فيه يحظى بتأييد النّاخبين؟ كلّنا نعرف مطالب وحجج حماس، فهي ليست سرّا، وكان الأولى والأجدر بها أن تبذل جهودها السّلميّة، كي تستلم الحكومة التي شكّلها السّيد اسماعيل هنيّة بتكليف من الرّئيس المنتخب السّيّد محمود عباس كونها فازت بغالبيّة أعضاء المجلس التّشريعيّ، وهذا حقّها، لكن أن تلجأ إلى انقلاب دمويّ، وتقسّم الوطن، فهذا ما لا يقبله عاقل. ولا مكاسب للانفصال، هذا الانفصال الذي ألحق بالقضيّة الفلسطينيّة، وبأبناء شعبنا خصوصا في قطاع غزّة أضرارا كبيرة.
صحيح أنّ قرار السّيد الرّئيس له أبعاد سياسيّة، لكن من المؤّكّد أنّه لن تجري انتخابات تشريعيّة ورئاسيّة في الضّفة الغربيّة وحدها دون قطاع غزّة، لأنّ اسرائيل لن تسمح بمشاركة المقدسيّين في الانتخابات، خصوصا بعد اعتراف أمريكا بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقلت سفارتها إليها، وحتّى لو تيسّر ذلك، فإنّ قيادة السّلطة لن تجري انتخابات في الضّفة دون قطاع غزّة، فالدّولة الفلسطينيّة العتيدة ستقوم على شطري الوطن"الضّفّة والقطاع". رغم أنّ حكومة اليمين المتطرّف في اسرائيل برئاسة نتنياهو تعيث استيطانا وتدميرا في الضّفّة الغربيّة؛ لفرض وقائع على الأرض تحول دون قيام هذه الدّولة. وللوقوف أمام الهجمات المعادية، ولمواجهة "صفقة القرن" التي تسعى إلى تصفية القضيّة الفلسطينيّة لصالح المشروع الصّهيونيّ التّوسّعيّ، فإنّ وحدة الصّفّ وإنهاء الانقسام ضررورة قصوى، يجب العمل الفوريّ على تحقيقها. والتّاريخ لن يرحم أحدا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملف الهجرة وأمن الحدود .. بين اهتمام الناخبين وفشل السياسيين


.. قائد كتيبة في لواء -ناحل- يعلن انتهاء العملية في أطرف مخيم ا




.. وسائل إعلام إسرائيلية تناقش تداعيات الرد الإيراني والهجوم ال


.. إيران وروسيا والصين.. ما حجم التقارب؟ ولماذا يزعجون الغرب؟




.. مخلفا شهداء ومفقودين.. الاحتلال يدمر منزلا غربي النصيرات على