الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التحريض على تخريب الآثار من (إسلام ويب) إلى داعش.. واستدعاء لسيرة أحمد شاه مسعود

السيد شبل

2018 / 12 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


تنظيم داعش الذي خرّب ودمّر الآثار التاريخية في شمالي العراق وفي سورية وكان يطمح لفعل ذلك بمصر، مُقدّمًا بذلك أفضل خدمة لأعدائنا، فعل ذلك اتساقًا مع تلك الفتاوى التي تجدها على أحد أشهر المواقع المخصصة للإفتاء، وهو " إسلام ويب "، وهو موقع رسمي تابع لإدارة الدعوة والإرشاد الديني بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدولة قطر، ومرتبط بالدعاة الإخوان أو السلفيين الإخوان.

حيث تجد عند سؤال الموقع عن حكم هدم الأهرامات والتماثيل المصرية القديمة، إحالة لسؤال عن حكم هدم الأصنام، وفيها تأييد لما فعلته حركة طالبان في أفغانستان من هدم للتماثيل الأثرية، ثم انتقال إلى مصر ودعوة لهدم وطمس كل التماثيل والآثار المصرية القديمة حتى ولو كانت غير معبودة !، مع الحقن بالكراهية والازدراء تجاه تلك الآثار، كما يبذل الموقع جهدًا شاقًا للرد على سؤال "لماذا لم يتم هدم الآثار المصرية في وقت الفتح الإسلامي؟"، لينتهي إلى أن عدم هدمها في هذا الوقت لا يُستنتج منه القبول بوجودها!، وكل هذه الفتاوى التخريبية والتى ترقى لكونها مؤامرة يتم دعمها بأحاديث دينية، دون مراعاة السياق الزمني والتاريخي لها، وفي تجاهل تام لطبيعة العصر الآن، وفي وأدٍ صريح للعقل، وفي إساءة للموروث الديني ذاته، وآلية التعامل معه... وإلى جانب التحريض ضد التماثيل والمعابد الموروثة منذ آلاف السنين، هناك تحريض آخر على هدم الأضرحة التي تخص آل البيت والأولياء والقديسين المسيحيين والزعماء الوطنيين بالمرّة! (وهذا ما نفّذه الوهابيون القطبيّون بكثافة في السنوات الأخيرة) ، كما يُلاحظ تسفيه الموقع من القائلين بأن تلك التماثيل تراث إنساني، فهي بنظره، كاللات والعزى (!)، يجب إزالتها دون الالتفات لشيء.

النكتة، هنا، هي أن هذا الموقع يتم النظر إليه باعتباره "وسطي"، بعيد عن التطرف، وربما تجد مديره شخص مهندم ومُحجم عن إطلاق لحيته!.. بينما لا يمكن لمتابعه المؤمن بما فيه، إلا أن يكون داعشي، لكن ربما مع وقف التنفيذ.

أما اللافت هنا حقًا، والكاشف لمدى ازدواجية هذا التيار، فهو أن واقعة هدم طالبان للتماثيل البوذية وغيرها، هي ذاتها الوقائع التي تاجر بها الإخواني الأفغاني الطاجيكي " أحمد شاه مسعود "، حين سافر إلى فرنسا ثم بلجيكا في ربيع عام 2001، وقابل وزير الخارجية الفرنسي "هوبير فيدرين" وكبار رجال الدولة هناك، واعتبره "نيكول فونتين" رئيس البرلمان الأوروبي "قطب الحرية في أفغانستان"!، واستخدم "مسعود" واقعة هدم التماثيل للتحريض على طالبان، باعتبارها حكم رجعي متعصّب في مقابل التقدميّة التي يمثلها!، طالبًا أن يدعمه الغرب لمواجهتها، وفي هذا الوقت فعلا كان هناك -وبعد فترة إحجام- تنسيق بين السي آي إيه وشاه مسعود.

أما خصومة مسعود وطالبان أساسًا، فبدأت عندما أطاحت طالبان المدعومة من باكستان، بحكمه هو، ورئيسه الإخواني مؤسس الجماعة الإسلامية " برهان الدين رباني " في 1996، ودفعت بهما من كابول إلى شمال البلاد، حيث شكلوا ما عرف بـ"التحالف الشمالي الأفغاني"، بالتعاون مع آخرين كالإخواني الوهابي " عبد الرسول سياف " المرتكب لسيل من الجرائم الطائفية، وزعيم حزب الاتحاد الإسلامي المدعوم سعوديًا، والحاصل على جائزة الملك فيصل في 1985، والذي كان، رغم انضوائه بهذا التحالف الشمالي، مقربًا أيدولوجيًا، وربما تنظيميًا من طالبان والقاعدة.

وكان (شاه مسعود، رباني ، سياف)، ومعهم قلب الدين حكمتيار، على رأس المقاتلين الذين استقبلوا الدعم من الويلات المتحدة الأمريكية والخليج ورئيس باكستان محمد ضياء الحق طوال الثمانينيات بهدف قتال السوفييت، وجميع هؤلاء من المتأثرين بحسن البنا وسيد قطب، ومن أتباع جارهم الباكستاني أبي الأعلى المودودي، وقد أدّوا مهامًا تخريبية منذ الستينيات والسبعينيات حين قاموا ببث أفكار رجعية، مؤسسين "الجمعية الإسلامية" في 1972 (شهدت انشقاقات لاحقًا، فأسس حكمتيار الحزب الإسلامي عام 1975)، ودبّروا للتآمر على أول رئيس جمهورية في أفغانسنان وهو "محمد داود خان" في خريف 1974.

وللعلم فإن برهان ربّاني كان ممن اتصلوا بالإخوان في مصر بنهاية الستينيات عندما كان يدرس في الأزهر، ويحصل منه على ماجستير بالفلسفة الإسلامية !!، وسيّاف مرّ بذات التجربة في مطلع السبعينيات، عندما كان يستعد للحصول على ماجستير في علوم الحديث من الأزهر بالقاهرة.

ولما انسحب السوفييت في 1989، وانتصرت واشنطن، واصلوا القتال لإسقاط حكومة محمد نجيب الله، وتم لهم الأمر في إبريل 1992، وأعلنوا قيام "دولة أفغانستان الإسلامية"، برئاسة برهان الدين رباني، وتولى شاه مسعود وزارة الدفاع، وكان يفترض أن يتولى حكمتيار زعيم الحزب الإسلامي رئاسة الحكومة بناء على اتفاق لتقسيم السلطة، لكنه رفض.. فانطلق قطار الحرب الأهلية بين "المجاهدين السابقين" لمدة 4 سنوات، تم فيها تخريب كابول حرفيًا، وإعادتها للعصر الحجري، ومات فيها عشرات الألوف من الأفغانيين، وتمت فيها مجازر رهيبة على أسس مذهبية وطائفية (حزب الاتحاد الإسلامي الوهابي ضد حزب الوحدة شيعي والحليف لحكمتيار).. واستمر الأمر على هذا المنوال حتى ظهرت طالبان في 1994، ثم استولت على كابول، مطيحة بكل هؤلاء في 1996، معلنة تأسيس" إمارة أفغانستان الإسلامية". تحالفت طالبان مع بن لادن، ثم بعد أحداث 11 ستمبر، تدخلت أمريكا في أفغانستان، وأطاحت بحكم طالبان، ومكّنت التحالف الشمالي الأفغاني من الحكم، فعاد برهان الدين رباني ليمارس مهامه كرئيس للبلاد من كابول، ثم سلّم السلطة -بناء على اجتماع جرى بألمانيا- لحامد كرزاي (وهو العميل الذي حشد الغرب للتدخل في أفغانستان، وكان في السابق نائبًا لوزير الخارجية في حكومة برهان رباني، ثم تم إبعاده لعلاقته بحكمتيار، كما أيّد أيضًا طالبان لفترة، قبل أن ينتقل بالنهاية لدعم التحالف الشمالي)، كما حصد عبد رب الرسول سياف مناصب بارزة في البرلمان.. لكن شاه مسعود لم يكن موجودًا ليقطف ثمار تحريضه الغرب على التدخل، لأن طالبان كانت قد نجحت في اغتياله في 9 سبتمبر 2011.. فعاقبت فرنسا أولئك الذين نفذوا فيه الاغتيال.

يُرجى ملاحظة أن نظام طالبان كان مرفوضًا حينها أيضا من كل من موسكو وطهران، لتخوفهما من تمدد الفوضى والتطرف والمخدرات.


---
الفتوى من إسلام ويب
http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=7458









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السعودية.. شخص يطعم ناقته المال! • فرانس 24 / FRANCE 24


.. الادعاء الأمريكي يتهم ترامب بالانخراط في -مؤامرة إجرامية-




.. هذا ما قاله سكان مقابر رفح عن مقبرة خان يونس الجماعية وعن اس


.. ترامب يخالف تعليمات المحكمة وينتقد القضاء| #مراسلو_سكاي




.. آخر ابتكارات أوكرانيا ضد الجيش الروسي: شوكولا مفخخة