الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جمهورية ابو جهامة # 4

منير الكلداني

2018 / 12 / 25
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


# فماذا نفهم يا ابا جهامة مما قدمته لنا في السابق
** ما احاول قوله هو ان الحدث التاريخي ما دام يستقي من مصادر متعددة فمن هنا كان من المفروض ان يصب في بحر واحد وهذا البحر هو التاريخ الذي قد يخلو من كثير من التناقضات التي يحملها الافراد بتعدد معتقدهم ، فالتاريخ اليوم بكل تفاصيله يمثل معتقد الاشخاص ولا يمثل التاريخ بشيء لا من قريب ولا من بعيد !
# لا زلت تزيد الغموض هلا اوضحت ما تقصده من ان ما نراه اليوم هو ليس بتاريخ
** لو نظرت الى الابحاث التاريخية بكل فتراتها ستجد ان كل امة لها تاريخ وتاريخها يعتبر حضارتها التي تستقي منه مجدها ، فمثلا اذا راجعنا التاريخ في العراق القديم وخاصة فيما يعرف بالفترة المظلمة الاولى التي قام فيها (( الكوتيون )) باخذ القسم الجنوبي من بلاد العراق نجد ان المؤرخين مباشرة يعتبرون هذه الاقوام همجية وانها غير واعية ولا يوجد لديها شيء من الثقافة وهم قتلة وما الى ذلك ولو دققنا بنظرة اخرى نجد ان الكوتيون دمروا الاكديون وما الفرق بين الاكديين وهؤلاء من حيث البطش والقوة في التنكيل فهما لا يفترقان عن بعضهما في هذا الجانب ولكن المؤرخ هنا وجد ان كثيرا من الاثريات والمخطوطات وجدت في العصر الاكدي ومن هنا راى (( ترجيحا بغير مرجح )) ان الاكديون افضل منهم وبالتالي هؤلاء لا يمثلون شيئا من الحضارة لانهم ببساطة لم يجدوا لهم الشيء الكثير من الاثار ولم يقف المؤرخ هنا ليقول انه ربما اندثر تراثهم ولم يجدوه لليوم وما اكثثر الاثار التي درست واندثرت وهذا يعطينا دلالة واضحة ان من كتب هذه الفترة اراد ان يميز حضارته ويرمي اي شيء لا يراه منسجما معها وهو خلاف التاريخ بلا شك ولا يعتبر تاريخا بحال ما دام يعطي الاحكام والتبريرات للحدث نفسه ولا يوسع منظاره الى ما حدث بالفعل ، وهذا ما يقوم به المؤرخ الحقيقي في نسجه للتاريخ علاوة على تهميش التاريخ وجعله شيئا ثانويا لا يمكن لاي احد الاستناد اليه فمتى ما جرد الحدث من تاثير كاتبه كان هو التاريخ الموسوم ...
# افهم مما ذكرته ان التاريخ يجرد من المعتقد تماما ولا يكون تاريخا الا اذا اتسم بفهم الحدث بما هو حدث من غير تدخل ذاتي
** لقد قلت لك ان الحدث ذاته يستقي من مصادر متعددة وباخذ التقاطعات الممكنة يكون هذا هو التاريخ المحتمل ، فمثلا هناك حدث تاريخي وهو ما يخص خلق ادم فالتقاطعات الممكنة هنا يمكن اجمالها بقول الالهيين وغير الالهيين فالاول يعتبر ان هذا الخلق جاء دفعي والثاني يرى انه تدريجي بحسب نظرية التطور وكلاهما لا يؤثران على الحدث نفسه فالحدث وهو وجود الانسان الاول لا يتنافى مع كلا التقاطعين بل هما يشتركان فيه ويؤكدانه كلا بطريقته والمؤرخ هنا ليس عمله ان يرجح او يلقي بدلوه في الامر ويعتبر نفسه حاكما فالذي يكون الهيا ومؤرخا سيصب جام غضبه على نظرية التطور والذي يؤمن بها سيصب غضبه على الكتب الالهية وبالتالي ضاع التاريخ بينهما وصار تاريخا خاصا لا يمكن الاتكال عليه بحال ومن هنا نرى ان التقاطعات الممكنة هي الحل الامثل لكتابة التاريخ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 200 يوم على حرب غزة.. ماذا حققت إسرائيل وحماس؟


.. سمير جعجع لسكاي نيوز عربية: لم نتهم حزب الله بشأن مقتل باسكا




.. قطر: لا مبرر لإنهاء وجود مكتب حماس | #نيوز_بلس


.. بكين ترفض اتهامات ألمانية بالتجسس وتتهم برلين بمحاولة -تشويه




.. أطفال في غزة يستخدمون خط كهرباء معطل كأرجوحة