الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإيمان ورهان باسكال!!؟؟

سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)

2018 / 12 / 25
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


علق الصديق Ramadan Zakka على مقالتي عن تجربتي الايمانية فقال:
"سيد سليم بالنسبة لأن تؤمن لأنك لن تخسر شيئًا اذا لم يكن هناك يوم بعث!، فهذا يُطلق عليه (رهان باسكال) .. وهذا ينسف مبدأ الإيمان الذي من المفروض ان لا تشوبه شائبة الشك ويكون الإيمان بلا اي نسبة (ماذا لو..؟).. وأما بالنسبة للراحة النفسية مع الصلاة والذكر وقولك أنك بعد إيمانك وما ترتب عنه من راحة وطمأنينة لن تبدل هذه الراحة بكل أموال الدنيا، فصدقني فإن هذه الحالة من الطمأنينة والارتياح النفسي ليست محصورة لديك أو لدى المسلمين فقط، فكذلك الحال مع المسيحي المتدين واليهودي المتدين والهندوسي، فكل حزب بما لديهم فرحون! ..وهذا يحدث نتيجة الإندماج في المعتقد بغض النظر عن صحته من خطئه"
***
فكان جوابي: "عزيزي Ramadan Zakka الايمان الناتج من حيث المبدأ على المقامرة والرهان بلا شك ليس هو الايمان المطلوب!.. الإيمان المطلوب من حيث المبدأ هو القائم على الاقتناع والتسليم العقلي والقلبي بشكل جازم بوجود الله... فأنا لم أجعل من (رهان باسكال) - انظر في الهامش [1] ما هو رهان وحجة باسكال - عمدة حجة إيماني بوجود الخالق وصحة الرسل والبعث والحساب، فقد بينت في مقالتي تلك أن إيماني قام على الترجيح العقلي لفرضية وجود الخالق والبعث على فرضية عدم وجود خالق من خلال الموازنة بين أدلة الاثبات وأدلة النفي وليس على أساس الموازنة بين احتمالات الربح والخسارة!.... ولم أقل أنني أقمت ايماني على المراهنة والمقامرة والمغامرة بطريقة (باسكال) من حيث المبدأ!... ولكن في المحاججة مع الملحدين (أي المؤمنين بعدم وجود الله)[2] يمكنك استخدام رهان باسكال لصالح تأكيد رجاحة ووجاهة الموقف الايماني في مواجهة الموقف الالحادي حتى من خلال الحسابات (البرغماتية) النفعية القائمة على الموازنة بين احتمالات الربح والخسارة!! ... ومع ذلك.. أي مع أنني لم أقم إيماني على طريقة وحجة ورهان باسكال.. لكن من يدري !!؟؟ فلست متأكدًا بشكل يقيني قطعي أن الله لن يقبل اسلام وايمان من أقام ايمانه بالله على رهان باسكال والتزم بشريعته من هذا الباب!... أقصد ذاك الشخص العاقل الذي رجح صحة فرضية وجود الخالق والآخرة على الفرضية الأخرى ولكن بدون يقين مطلق!.. بل لديه بعض الشكوك التي تراوده من حين لحين حيث تداهمه وتهمس في إذنه في خبث ودهاء : "وماذا لو كنت مخطئًا يا حاج (باسكال) ولم يكن الله موجودًا !!؟؟".. فهو بالرغم من ايمانه أو بالأحرى تسليمه العقلي والقلبي بفرضية وجود الله وصحة البعث والحساب إلا أنه لم يصل إلى درجة اليقين المطلق والمطبق الخالي من كل الشكوك كحال الانبياء أو ربما حتى كحال إيمان العجائز!... لهذا أتصور بأنه حينما تداهمه تلك الشكوك التي تقول له: "وماذا لو كنت مخطئًا يا حاج (باسكال)؟؟ وماذا لم يكن الله موجودًا وليس ثمة بعث ولا حساب"!!؟؟ فعندها قد يشعر (الحاج باسكال) بالخوف والارتباك للحظات لكنه سرعان ما يتمترس وراء منطق رهان باسكال [3] قائًلا:
" حتى ولو!!؟؟.. ماذا سأخسر بإيماني بالله والآخرة" !!؟؟ "فلو كان الايمان بالله والآخرة هو الحق فهذا هو غالب ظني وأنا سلمت عقلًا برجاحة هذه الفرضية بالرغم من بعض الشكوك التي كانت أحيانًا تزعج ايماني بالله والحياة الآخرة وتأخذ تطن كالبعوض والذباب المزعج حول قلبي بين الفينة والأخرى!!، ومع ذلك - ولأنني غلب على ظني أن الله بالفعل حق والبعث حق ودينه حق - فإنني التزمت بما يحب ويرضى وابتعدت عن كل ما يكره من تصرفات غير أخلاقية ولهذا ففرصتي في النجاة كبيرة!... وأما إذا كنت مُخطئًا فيما غلب على ظني ولم يكن ثمة (اله ولا بعث ولا حساب)، فلن اخسر شيئًا ولن اتعرض للعذاب!.. بل سأكون عندها مجرد عدم!، وهذا بلا شك أفضل بكثير جدًا من أن أؤمن بعدم وجود الله والآخرة ثم أجد بعد الموت أنني ارتكبت خطأً قاتلًا وكارثيًا إذا اكتشفت عند الموت أو بعد الموت أن الله حق وحقيقة بالفعل!.. عندها ستكون خسارتي رهيبة وغير محدودة!"...
سيكون رد هذا المؤمن - ضعيف الايمان - (الحاج باسكال) الذي لم يصل إلى درجة اليقين التام المنافي لكل شك بهذه الطريقة!.. سيرد بالمنطق الباسكالي البرغماتي الرصين على كل ذلك (الطنين) التي تحدثه هجمات الشكوك والوساوس!، وفي الغالب أن هذا المنطق النفعي سيسكتها ثم يمضي (الحاج باسكال) في الالتزام بمقتضيات ايمانه من طاعة الله بقدر امكانه وفي حدود طاقته خصوصًا إذا علمنا أن الله لا يكلف البشر بما لا يطيقون! .... فهذا نوع من الايمان الضعيف القائم على الترجيح والتسليم العقلي بوجود الله دون بلوغ درجة اليقين القلبي الجازم العميق الثابت!!....
وقد تسألني هنا : ((وهل سيقبل الله مثل هذا الإيمان القائم على غلبة الظن والتسليم القلبي الذي لم يبلغ صاحبه معه إلى درجة اليقين والاطمئنان التام أي كحال إيمان الانبياء أو على الأقل إيمان العجائز؟؟؟)).. وسيكون جوابي، حسب ما فهمت من الخطاب القرآني، كما يلي: نعم سيقبل الله من هذا المؤمن (الباسكالي) ايمانه الترجيحي خصوصًا إذا التزم بتعاليم الله بقدر الامكان وبوجه خاص الجانب الاخلاقي من الدين القائم على الرحمة والعدالة مع الآخرين! .. وكمسلم يؤمن بالقرآن وجدت ما يشير إلى ذلك فقد جاء النص القرآني التالي:
{قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا، قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ، وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا، إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}(سورة الحجرات: الآية 14).
فهم قد فعلوا ما في وسعهم من الجهد العقلي والعملي بعكس من رفض الايمان جملة وتفصيًلا بل وأطلق لسانه على الله ورسله وكتبه يسخر منهم ليل نهار مُتهمًا الله - على فرض وجوده عنده - بالعبث والظلم وكل نقيصة بل وأحيانًا من شدة حنقه عليه - وربما لإسباب شخصية! - يقوم بالدخول في ديانة (عبدة اشيطان) نكاية في الله!!.

إلا أن اصحاب هذا الايمان الضعيف الذي لم يبلغ درجة اليقين التام أو بمعنى أدق أصحاب (التسليم العقلي بصحة الدين بناءً على غلبة الظن والترجيح العقلي) وبالرغم أن الله سيقبل منهم هذا (الإيمان) بطريقة (الحاج باسكال) وسيدخلهم الجنة مع الأبرار إلا أنهم لن يكونوا هناك في نفس الدرجة التي كان عليها أصحاب الإيمان الجازم الذين بلغوا درجة اليقين!... فكما أخبرنا القرآن فإنه ليس ثمة مساواة تامة بين أهل الجنة في درجات النعيم كما أنه ليس ثمة مساواة بين أهل الجحيم في درجة العذاب!.. ((فِمن كلٍّ حسب جهده واجتهاده، ولكلٍّ حسب التزامه وعطاؤه))، فالجنة طبقات ومراتب ودرجات مختلفة فمقام أصحاب الايمان القوي الذين بلغوا درجة اليقين التام في الجنة سيكون أعلى بكثير من درجة اصحاب التسليم أي المسلمين الذين لم يبلغوا درجة اليقين والاطمئنان القلبي التام أي لم يبلغوا حسب النص القرآني درجة المؤمنون حقًا أي درجة كمال التسليم وتمام الإيمان! ....
لهذا - وبصراحة - وحسب قراءتي للقرآن وتعرفي على شخصية الله وماذا يريد منا ولنا بالضبط؟؟ أرجح، لحد كبير، أنه سيقبل من أصحاب التسليم العقلي المدعوم بمنطق (رهان باسكال) البرغماتي اسلامهم وايمانهم حتى لو كانوا ممن راودتهم الشكوك عن نفسها مرةً بعد مرةٍ في رحلة تسليمهم وإيمانهم الضعيف الذي لم يبلغ درجة اليقين التام الخالي من الشكوك!.. لكنهم ظلوا يقاومون شكوكهم تلك و يتحصنون منها في كل مرة بحصن منطق ورهان (الحاج باسكال) فتتركهم في حال سبيلهم لتعاود الهجوم عليهم بعد وقت طويل!، غارة بعد غارة!، فهؤلاء سيقبل الله منهم إيمانهم الضعيف أو هذا التسليم العقلي والعملي لأنهم راهنوا عليه وعلى رحمته ومغفرته وبذلوا جهدهم في الفوز برهان الآخرة! ... لهذا اختتم الآية السابق ذكرها بقوله ((إن الله غفور رحيم))!!
***
وأخيرًا.. و أما مسألة الارتياح النفسي والسعادة بممارسة الايمان وطقوس عبادة وذكر الإله فكلامك صحيح ووجه اتفاق، فكل من يؤمن بإله يشعر بالأنس بذكره والارتياح والطمأنينة بقربه، بل لعل هذا الدافع النفسي العميق يدخل ضمن الدوافع النفسية الفطرية التي دفعت الانسان القديم والانسان الحديث للبحث عن (إله) يستمد منه الطمأنية والراحة حيال هذا الوجود المحير والمقلق فضلًا عن عواصف الأيام!... ولكنني لم أذكرها في معرض تجربتي الإيمانية من باب أنها دليل من الأدلة الموضوعية العقلية على صحة الإيمان إنما ذكرتها لبيان حالي مع الايمان من الناحية النفسية والروحية بعد الحسم الجدلي العقلي للمسألة... فالايمان ليس مسألة منطقية فقط 1+1= 2 بل هو تجربة شخصية وجدانية روحية ذوقية... وبكل تأكيد أن راحة بعض المؤمنين بدين من الأديان وإله من الآلهة وإن كان أمرًا جيدًا من الناحية النفسية في الدنيا ويؤدي وظيفة الايمان والدين من الناحية النفسية وربما الاخلاقية ويحقق الطمأنينة لهذا المتدين حتى لو كان وثنيًا يعبد الأوثان أو عابدًا للشيطان إلا أن هذا التدين مهما حقق لصاحبه من راحة نفسية في الدنيا فلن يُفلح في انقاذه في الآخرة إذا كان إيمانه قام على عقيدة فاسدة خاطئة لا تتوافق مع ((الحقيقة الموضوعية الكونية التي عرفناها بالعقل)) والتي تتمثل في مبدأ (( لا إله إلا الخالق الواحد الذي خلق الكون والذي لم يلد ولم يُولد!)) وبالتالي لا يستحق العبادة غيره!... أقصد أن هذا الارتياح النفسي القائم على عقيدة مزيفة لا تتماهى مع الحقيقة الوجودية الكونية السابق ذكرها لن يفيد صاحبه في الحياة الآخرة كما يفيده هنا في الحياة الدنيا!.. إنه مجرد أفيون مريح يخفف على صاحب هذا الإيمان المزيف هموم الدنيا والخوف من الموت والمجهول ولكنه في الآخرة لن يُفلح!... لهذا الشعور بالارتياح في حد ذاته سواء عند اليهودي أو المسيحي أو المسلم أو الهندوسي أو البوذي أو عبدة الشيطان لا يصلح كدليل عقلي وموضوعي من أدلة اثبات الإيمان بوجود الله أو الإيمان بعدم وجود الله .. بعكس منطق ورهان (باسكال) فهو قد يصلح لدى بعض المؤمنين كمدخل للإيمان، وعند البعض الآخر - وأنا منهم - كعامل ثانوي مساعد للأدلة العقلية الرئيسية المثبتة لوجود الخالق وأيضًا كأداة جدلية في مجادلة المؤمنين بعدم وجود الله!... هذا كل شيء! .. تحياتي"
******************
سليم نصر الرقعي 2018
***
[1] ما هو رهان أو حجة باسكال؟
رهان باسكال هو حجة مبنية على نظرية الاحتمالات الحسابية وتستخدم للاحتجاج بضرورة الإيمان بوجود الله حتى مع العجز عن إثبات وجوده أو عدم وجوده بشكل قطعي بطريقة عقلية. وصاغ هذه الحجة الفيزيائي والرياضي والفيلسوف الفرنسي (بليز باسكال) من القرن السابع عشر، ويقال أنه هو مخترع الآلة الحاسبة!.. وتقوم حجة (باسكال) على حساب احتمالات الربح والخسارة في حالة الانحياز لللإيمان ىبوجود الله أو الإيمان بعدم وجوده!.. لينتهي الأمر بالقول أن الخيار الأفضل حسابيًا هو الإيمان بالله وذلك لأن هذا الخيار يقدم لنا الربح الأكبر، بغض النظر عما إذا كان الله موجودًا بالفعل أم لا!؟.. ويتسلسل منطق هذه الحجة بالطريقة التالية:
أ - إن إنت آمنتَ بالله وكان الله موجوداً بالفعل، فسيكون جزاؤك الخلود في الجنة، وهذا ربح لامحدود.
ب - إن لم تؤمن بالله وكان الله موجوداً بالفعل، فسيكون جزاؤك الخلود في جهنم، وهذه خسارة كارثة لامحدودة!!.
ج - إن آمنتَ بالله وكان الله غير موجود، فلن تُجزى على ذلك، وهذه خسارة محدودة.. بل ربما لن تخسر شيئًا إذا استمتعت بحياتك في حدود تعاليم الله!.
د - إن لم تؤمن بالله وكان الله غير موجود، فلن تُعاقب لكنك ستكون قد عشت حياتك، وهذا ربح محدود.. وقد يستمع بعض المؤمنين بالله بحياتهم بطريقة وكمية أكبر منك فيكون ربحهم حتى مع عدم وجود الله وحياة آخرة أعلى من ربحك!. وهكذا وعلى أساس هذه الاحتمالات والاعتبارات الأربعة والموازنة بينها استنتج (باسكال) أن الإيمان بالله هو الخيار والرهان الأفضل - حسابيًا - مقارنة مع الإيمان بعدم وجود الله!.. فالمخاطر عند من يؤمن بالله قليلة ومحدودة بينما المخاطر عند من يؤمن بعدم وجوده كبيرة وغير محدودة بل إذا ثبت لاحقًا بعد الموت أن هناك الله وبعث وحساب وثواب وعقاب فخسارته ستكون كارثية ولا نهايئة بل أبدية!!.

[2] لاحظ أنني أعبر عن الالحاد بعبارة ((الإيمان بعدم وجود الخالق والإله الراعي)) في مقابل ((الإيمان بوجود هذا الخالق والإله الراعي)) ذلك لأنني بتُ على يقين بعد كل هذه التجربة أن كلاهما شكل من أشكال الإيمان، كلاهما موقف إيماني تلتحم فيه العوامل النفسية والوجدانية التي مصدرها القلب مع المسوغات والتصورات العقلية الذهنية لتشكل بالمحصلة ما نطلق عليه عبارة ((الإيمان)) أي ((الإيمان بوجود خالق)) وهو الإيمان الوجودي و((الإيمان بعدم وجود خالق)) وهو الإيمان العدمي وكلاهما موقف إيماني!.. لهذا أرفض وضع عبارة ((الإلحاد)) في مقابلة عبارة ((الإيمان))!.

[3] أما في حالتي أنا حيث لم أقم ايماني على طريقة رهان باسكال من حيث المبدأ بالموازنة بين احتمالات الربح والخسارة وحجم المخاطر فإنني إذا داهمتني الشكوك والأسئلة القادمة من المجهول أو من المعقول أو حتى اللامعقول، فإنني لا ألجأ إلى رهان باسكال لدحر تلك الوساوس المتنمرة بل أخاطبها قائلًا : ((إذن دعينا لنبدأ الحكاية منذ البداية!!؟.. فلنعيد التفكير في المسألة من خلال استعراض أدلة الاثبات وأدلة النفي في صحة أو عدم صحة وجود الله .. وصحة وعدم صحة القرآن والنبي محمد؟ مثلًا أو الانجيل والنبي عيسى؟ أو التوراة والنبي موسى؟!.. دعينا نطرحها جميعًا على الطاولة ونعيد الموازنة بينها!)).. وهذا ما حدث بالفعل مرارًا وتكرارًا خلال العقود الثلاث التي خضتُ فيها تجربتي الوجودية الايمانية حيث يبدو الإيمان كما لو أنه بذرة نبتة بكر في مطلع باكورتها ولابد تتعرض لتحدي الآفات وعوامل الطقس القاسية فإما أن تصمد وتكمل رحلة تغلغل جذورها في الأرض ونمو جذعها نحو السماء حتى تتحول إلى شجرة مزهرة ثم مثمرة بالاخلاق الطيبة وإلا تضعف وتنهشها الآفات وعوامل الطقس المعادية حتى تقتلعها من جذورها!.. هكذا رحلة الإيمان في العقول والقلوب كرحلة نمو (البذرة) حتى تغدو (شجرة)! ... ولهذا إذا داهمتني الشكوك والوساوس وهو أمر طبيعي في رحلة الايمان، فالشك هو الطريق للمعرفة الصحيحة - معرفة الحقيقة - كنت أعاود اجراء المحاكمة العقلية واستعراض أدلة النفي وأدلة الاثبات والترجيح بينها وكنت في كل مرة أصل للنتيجة ذاتها أي رجاحة ووجاهة أدلة الاثبات على أدلة النفي في مسألة الايمان بالخالق، إلى درجة أن تلك الشكوك والوساوس أصبحت حينما تهاجمني بشكل مباغت وأبادرها بالقول: ((إذن دعينا لنبدأ الحكاية منذ البداية!!....)) أجدها تدير ظهرها وهي تغمغم في غيض وتولي الأدبار ولا تقبل بإعادة المناقشة والحوار!!.. هل استسلمت أم تعبت من محاورتي!؟؟ الله أعلم !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عاجل.. شبكة -أي بي سي- عن مسؤول أميركي: إسرائيل أصابت موقعا


.. وزراءُ خارجية دول مجموعة السبع المجتمعون في إيطاليا يتفقون




.. النيران تستعر بين إسرائيل وحزب الله.. فهل يصبح لبنان ساحة ال


.. عاجل.. إغلاق المجال الجوي الإيراني أمام الجميع باستثناء القو




.. بينهم نساء ومسنون.. العثور جثامين نحو 30 شهيد مدفونين في مشف