الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مَأسَسَة تحالف الاصلاح والأعمار…!.

حسان عاكف

2018 / 12 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


مَأسَسَة تحالف الاصلاح والأعمار…!.

كثر الحديث في الاسابيع الاخيرة من جانب ممثلي الاطراف السياسية المنضوية في تحالف الاصلاح والاعمار عن ضرورة الانتقال بمضامين هذا التحالف وتعميقها من خلال التوجه لـ “ مأسسة التحالف“.

وفي إطار مشروع ”المأسسة“ المطروح تم اختيار السيد عمار الحكيم رئيسا للتحالف وانتخاب الشيخ صباح الساعدي بالاجماع رئيساً لكتلة التحالف النيابية .

كما ناقش الاجتماع الدوري للهيئة العامة للتحالف المنعقد يوم السبت ٢٣ كانون الثاني الجاري برئاسة السيد عمار الحكيم ملف استكمال مأسسة التحالف من خلال اقرار النظام الداخلي وتشكيل كتلة الاصلاح في المحافظات ، ووحدة الموقف وإلزامية قرارات التحالف.

هذا الواقع الجديد يتطلب توضيح مفهوم ”المأسسة“، في ضوء ما أكد عليه الاجتماع المذكور من ضرورة اقرار نظام داخلي الى جانب البرنامج السياسي وتشكيل لجان وهيئات خاصة للتحالف في المحافظات وغيرها.

من خلال التصريحات والاجراءات المتخذة يمكن القول اننا ازاء اطار ومضمون جديدين لتحالف الاصلاح والاعمار يتجاوز بالتاكيد اطار سائرون ومضمونه، من كونه، اي سائرون، تحالف انتخابي سياسي باهداف تغطي سنوات الدورة البرلمانية الراهنة، يتجاوزه الى ”مؤسسة سياسية“، أي جبهة سياسية مع احزاب وتنظيمات جديدة، جبهة عريضة لها برنامجها واهدافها السياسية والاقتصادية والاجتماعية الملزمة لجميع اطرافها. ولابد لمؤسسة سياسية بهذه المضامين ان تغطي مرحلة من التطور السياسي والاقتصادي والاجتماعي يتجاوز الدورة الانتخابية ويمتد في الافقين المنظور والمتوسط.

اذا كان الامر كذلك، وهو على ما يبدو حتى الان كذلك، فان هناك جملة من الامور التنظيمية والسياسية والاقتصادية- الاجتماعية التي ينبغي التوقف امامها والتساؤل بشانها من جانب منظمات حزبنا الشيوعي العراقي وقيادته ومنها:

- الا تتطلب الانتقالة الجديدة في اطار تحالفات الحزب والافق الجديد المرسوم لها ومنهاجها وتوجهاتها التنظيمية والاطراف الجديدة المطلوب التحالف معها، يتطلب تدشين حوار مفتوح مع منظمات الحزب ورفاقه واصدقائه واستفتائهم في مثل هذه القضايا الجوهرية ؟.

- اليوم وبعد ١٥ عاما من التغيير وتوقف العمليات العسكرية بعد الانتصارات الباهرة على قوى الظلام والارهاب بات الموقف من القضايا الاجتماعية-الاقتصادية ومآل التطور الاقتصادي اللاحق معيارا اساسيا لتحديد مصداقية اي حزب او تحالف سياسي ومدى قدرة هذا التحالف على الحياة، الى جانب الموقف من القضايا الوطنية والخدمية، وهذا يتطلب تحديد مواقف واضحة بهذا الشان من جانب اي تحالف، وهو امر اراه يقترب من الاستحالة في حال مؤسسة الاصلاح والاعمار المنشودة، كونها تضم احزاب وقوى سياسية تمثل فئات وطبقات اجتماعية ذات مصالح طبقية متعارضة ومتناحرة، الامر الذي يجعل منها متقاطعة في مواقفها من السياسة الاقتصادية المطلوب تطبيقها في البلاد، من قضايا مثل الخصخصة ودور قطاع الدولة واقتصاد السوق وغيرها.
هذا عدا التقاطع والاختلاف في قضايا هامة اخرى تتعلق بالموقف من المرأة وحقوقها والقضية القومية وقضية الديمقراطية، وشكل الدولة التي يراد بناؤها
عموما.

- نظرة عابرة ترينا ان العديد من اعضاء الهيئة العامة لتحالف الاصلاح هم من القادة السياسيين، الذين شاركوا مع احزابهم وكتلهم السياسية في ادارة دفة البلاد على صعيد الحكومة والبرلمان وقادوا البلاد الى ما هي عليه اليوم من عملية سياسية بائسة، مبنية على المحاصصة، وشبح دولة ينخرها الفساد والمحسوبية وفشل الاداء الحكومي، دولة عاجزة عن تقديم الخدمات الاساسية للمواطنين في التعليم والصحة والسكن وغيرها، وعن حل ازمة البطالة التي تطال قرابة ٣٠٪ من المواطنين ممن هم في سن الشباب.
وفي مواجهة تلك السياسات المدمرة ورموزها خرج عشرات الاف المواطنين ومازالوا في تظاهرات واحتجاجات واسعة على مدى اربع سنوات.
قد يجادل البعض ان هؤلاء الساسة مع احزابهم ، وكذلك زملائهم في تحالف البناء، تعلموا الدرس واستوعبوه من تجاربهم الفاشلة، وان هؤلاء وأولئك عازمون على انتهاج سياسية وطنية جديدة تحت خيمة ”توافق الاصلاح والبناء“، تصب في انتشال البلاد مما هي فيه.
وكان يمكن التصديق بهذا الراي لو ان المواطنين شعروا او تحسسوا، وان بالحد الادنى، مواقف جديدة وتوجهات جدية من هذه الاحزاب وقادتها، الامر الذي لم يحصل اطلاقا. وما مسار الحوارات والصراعات التي اعاقت استكمال تشكيل الحكومة واللجان البرلمانية وأخرت اصدار قوانين جديدة، رغم مرور ٧ أشهر على اجراء الانتخابات البرلمانية، الى جانب الصراعات التي تشهدها مجالس المحافظات لانتخاب محافظين جدد مع وكلائهم، إلا شاهد كبير على ما نقول.

ختاما ان تجربة المواطنين مع عديد من الاحزاب والشخصيات السياسية، الذين يفترض ان يساهموا في عملية المأسسة المطروحة تؤكد ان خيار التحالف بالنسبة لهؤلاء كان مرتبطا بمقدار ما يضمنه لهم من مصالح و امتيازات ومواقع مؤثرة داخل الدولة، وليس من المستبعد ان يغادر بعضهم تحالف الاصلاح او يبقي على علاقة شكلية واهية به في حال عدم ضمان تلك المصالح والامتيازات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الشجاعة
عبد الحسين سلمان ( 2018 / 12 / 26 - 18:57 )
أنا لا اعلم لماذا يستحي السيد عاكف ؟ لماذا هو خائف و مرتبك .

و الدليل واضح , من خلال ما يقول:
بات الموقف من القضايا الاجتماعية-الاقتصادية ومآل التطور الاقتصادي اللاحق معيارا اساسيا لتحديد مصداقية اي حزب.....الخ
ويستمر بالحديث:
وهو امر اراه يقترب من الاستحالة في حال مؤسسة الاصلاح والاعمار المنشودة،

وتعليقنا:
نحن نثبت موقف من القضايا الاجتماعية-الاقتصادية بكل واضح , وندع مؤسسة الاصلاح والاعمار , تذهب الى الجحيم.

هذه المؤسسة هي وكر الخفافيش .

والقول : أن هذه المؤسسة ( تمثل فئات وطبقات اجتماعية ذات مصالح طبقية , متعارضة ومتناحرة، ), هذا كلام قديم انشائي ورثه السيد عاكف من الاكاديميين السوفيت.

هذه المؤسسة ,هي وجه المافيا , مجموعة من قطاع الطرق و المرتزقة , والهتليه و السرسرية , ومهربي المخدرات .
تسمية الأشياء بمسمياتها هي الشجاعة


2 - الحل
رائد محمد نوري ( 2018 / 12 / 26 - 19:37 )
لا حل في الأفق، والشيوعيون أثبتوا فشلاً في قراءة الواقع، السؤال الآن:
إذا عجزت دول المتروبول عن سداد ديونها وحلت الفوضى فهل عند الشيوعيين العراقيين من أفق ملموس يحفظ الناس في العراق إلى حين قيام الثورة البروليتارية التي تصل ما انقطع وتحيي تراث الثورة البلشفية؟


3 - تحالفات لضمان تحطيم العراق او ما تبقى منه
طلال الربيعي ( 2018 / 12 / 26 - 21:24 )
نحن لا نفهم ما الغاية من تحالف حزب يزعم انه حزب شيوعي مع احزاب الاسلام السياسي الفاشية! فالبعض ذهب به الجنون الى ان يزعم ان تحرير العراق كان من خلال احتلاله! والحزب الشيوعي يزعم رغبته في تحقيق الديموقراطية ولكن من خلال تحالفه مع القوى الفاشية وكاصرار على تحقيق مبدء الفوضى الخلاقة!
و الكاتب لا يتطرق حتى بكلمة واحدة الى جوهر المشكلة المتجسد في قرارات بريمر النيواليبرالية التي تحكم الدستور والعملية السياسية والتي وافق عليها الحزب اثناء اشتراكه في مجلس حكم الاحتلال الامبريالي اللاشرعي.
ان هذه التحالفات التي تتغير بين لحظة واخرى هي فقط لذر الرماد في العيون ولحرف الابصار عن المشكلة الحقيقية و لزرع اوهام بامكان بعث الحياة في جثة هامدة -العملية السياسية,.
انها تحالفات لضمان تحطيم العراق او ما تبقى منه والاستمرار في بيع العراق في سوق النخاسة الرأسمالية كما ذكرت ذلك بحق مجلة الايكونوميست
https://www.economist.com/middle-east-and-africa/2003/09/25/lets-all-go-to-the-yard-sale

اخر الافلام

.. هل ساعدت كوريا الشمالية إيران بهجومها الأخير على إسرائيل؟ |


.. مسلسل يكشف كيفية تورط شاب إسباني في اعتداءات قطارات مدريد في




.. واشنطن تؤكد إرسال صواريخ -أتاكمس- بعيدة المدى لأوكرانيا


.. ماكرون يدعو إلى أوروبا مستقلة أمنيا ودبلوماسيا




.. من غزة| 6 أيام في حصار الشفاء