الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفكر المثالي والمثالية البدائية

خالد كروم

2018 / 12 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بدايـــــــــة :_

في البداية افترضت أن المثالية في الافتراضات والتصورات ....والمثالية في المطاليب متلازمة مع البدائية في العقل.....

فالأقوام التي صنعت المعابد في أميركا الجنوبية......مارست الفكر المثالي والمطلق..... مثلا" في الحسابات ومحاولات ضبط التقويم ......وفي التضحية البشرية لأجل ...(( إله المطر))... بإقامة طقوس المبارزة حتى الموت.....

ولكن .. الفراعنة ليسوا مثاليين ... والسومريون مثاليون ...بعد ذلك الآشوريين مثاليون ...اليونانيون ازدادوا مثالية مع الزمن ...

عدد البشر والكثافة يزداد....والطلب على الدين للسيطرة على شعب الامبراطورية يزداد ... فلا تكفي الخيول في سرعتها ولا الشرطة ...

الكثافة تؤدي لمشاكل جديدة صراعية بين البشر .....وبعد الناس عن مركز القيادة الطغياني يؤدي لاستخدام الخوف والارهاب والأمل ...

ماذا تبقى في صندوق پندورا ...ومحتويات صندوقها مؤذية ...الأمل تبقى ولم يخرج ... لأنه يبقى بقى ...إذن اليونانيين استخدموا الأمل ...

وهنا ... مرة أخرى ...انهيار ...((( الامبراطورية الرومانية )))....كانت احدى اسبابه...المركزية والاتصالات....موت ..(( الاسكندر المقدوني))... مثلا" وما تلاه من انهيار سريع....!!

وذلك يختلف عن موت ...(( چنكيز خان ))... حيث قام بتوزيع امبراطوريته على ابناءه .....ودون شجار أو تذابح استمرت الامبراطورية الموزعة بعده ...

إذن التنظيم للبشر كان يلعب دوره ...والبرمجة المثالية ....والتمركز يزيد صعوبة الحال ويطلب مثالية وسيطرة أكبر ...

...:(( الديانات والأديان ))...والخوف والاتصالات ...لم تكن كافية لجعل الامبراطوريات تستمر....!!! مما جعل ابن خلدون يتخبلها بشكل انسان يشب ويكبر ويموت وذلك ليس تعليل ... وانما هو تشبيه وهرب من التعليل ...

لو نظرنا للموضوع ..(( بالمادية التاريخية ))... سنفترض أن البدائية والمثالية .....ربما متلازمة بقدم الفكر الديني ...

لكن اقدم الحضارات لم تكن مثالية وانما العكس كانت غير مثالية في فهمها للكون ...
حيث افتراض وجود ذرة ...

تخيلا عند اليونان تخيل تفاعل الكون بشكل تصارع ...!! وتفاهم آلهة تسير الطبيعة أو البيئة أو الكون ...وهذا يفسر انجراف الانسان بعيدا عن فهم الفيزياء.....

عاملا"ظهور الفكر المثالي هو الكثافة السكانية.... واتساع مساحة المملكة المحكومة من قبل ملك أوحد فهو سيحتاج لضبط برمجتهم بقياسات سلوكية.....

أي لو أردنا كتابة التاريخ جيدا يجب توضيح ذلك ...قبل الحروب الصليبية أيضا"... كانت العلاقة مع المسيحيين القابعين تحت الهيمنة للدول الأموية والعباسية والذين كانوا من الاثرياء الدافعين لثمن حياتهم بابتزازهم بالجزية أيضا افضل مما تلا ذلك ...

بداية انهيار العلاقة كانت في حوالي سنة ألف ميلادية ... حول ذلك ...بداية انهيار الاحتلال الاموي لاسبانيا جاء بعد فشل احتلال فرنسا في معركة تورز ....(بلاط الشهداء) ... انهارت المعنويات بالضبط..... مثل فشل احتلال ڤيينا من قبل الجيش الاسلامي العثماني ...

الانهيار في الغرب وما تلا ذلك من هجمات مباشرة على أورشليم كان يسقط في الحرب مسلمين ويهود عند الهجوم للسيطرة على اورشليم ...وذلك عزز العلاقة بين اليهود والمسلمين وهذا يوضح سبب طرد اليهود من اسپانيا بعد طرد المسلمين ...

أنا كنت أتصور أن القضية هي مجرد تمييز عنصري تجاه كونهم غير مسيحيين ولا ياكلون الخنزير ... حيث كان اكل الخنزير قضية تشبه قضية القتل على الهوية في زمن الحرب الطائفية في ٢٠٠٦ الى ٢٠١٠ في العراق ...

بالنتيجة نستطيع تفسير التناقل الفكري القوي بين اليهود والمسلمين لدرجة تبادل التأثير العقلي على الفقه وعلى اليهودية كما لدى الميمونيين مثلا"...(( The Maimonides)) ...

وتفسير العلاقة القوية بين إبن رشد ومفكرين اليهود في زمنه ...لم يكن ذلك مجرد صدفة ...بعد حرب ..(( ١٩٦٧)) .. نجد سوء العلاقة مع حلف الناتو بشكل عام ..

هذا التأرجح بالعلاقة هو تلاعب ضغط سياسي واجتماعي ...بالنتيجة الوضع في الاتلاف يمكن ان يتغير مرة اخرى ...

اضافة لذلك خلال حرب عالمية الثانية في مناطق مسلمة في بلقان مسلمين ساعدوا اليهود الهاربين و اليهود المنطقة بعد وصول جيش النازي الى اماكنهم....هذا في ١٩٣٩١٩٤٥ ....

وتغيرت هذا التعاطف الى العداوة الكراهية بعد ١٩٤٨ الى يومنا....موضوع ليس له علاقة بالدِين و اما موضوع سياسية بحتة.....إذن التنفيذ يبدأ داخل عقولهم أولا"...

هناك ستكون الحرب المقدسة على الأوثان ... حرب داخل تصورات ...(يعني تشبه فلم ماتركس)....ولو نظرنا دارونيا للحكومات ككائنات في الشرق الأوسط .....سنجد أن منظومة حكومة الأسد تكيفت للبقاء كما هي دون تحوير....

اليهودية تاريخيا قبل الإسلام كانت انتشارية وبالسيف في اليمن ... ذلك أحد الأدلة ...

التقوقع ... دارونيا ... أدى لتكيف بإعادة فهم وقولبة يهوه بهذا الشكل...... وذلك ليس جديد فهو يرجع لجذور اليهودية في اعتبار عدم الزواج من غير اليهود لأنهم قوادين أو غير طاهرون ... وهكذا .. إله العرق يصبح إله للعرق وللغة فيخلق باللغة العبرية ...

في توقعاتي أن المستقبل يضمر إضافة لذلك ...((صهيونية-إسلامية )) ....لم تنطلق بوضوح بعد رغم تشابه حركة الإخوان المسلمين مع الصهيونية......

التشابه هو بوضع الأمة ككل...... موقع الحاكم والضد من ذلك هو المنظومة اليهودية القديمة بمجلس ..(( السنهدريم )) ...؟؟!! حيث يكون هناك مجلس حكام قضاء ودين أي ما يطابق ...ولاية الفقيه للخميني تماما"....

أي بالملخص ...اليهودية بمجلس ..(( السنهدريم ))... هي تشبه ولاية الفقيه للخميني وبشكلها الصهيوني هي تشبه الإخوان المسلمين بوضع الأمة كحاكم.....

الفارق الواقعي بين الإخوان المسلمين والصهيونية هو في الدعم العاطفي لليهود الذين أفلتوا من المحرقة ......والدعم المالي لأغنياء اليهود الذين التقت طموحاتهم ...

كذلك وضوح مبادئ الصهيونية ....ومسافة مخالفتها للنص التوراتي...ووضوح وصدق تطبيق العلمانية بمقدار مخالفة النص التوراتي..... بتسويغ بما معناه أن...((يهوه يسمح لنا بمخالفة الهلاخا لصالحنا وأن انتظار المشايخا المخلص قد طال وعليه تكون الأمة محل المشايخا وتقوم الأمة بالتمهيد للمشايخا))....

بينما ...(( الإخوان المسلمين))... لا يتكلمون عن انتظار المنقذ الإلهي الإسلامي...... وعليه تقوم النسخة الشيعية النبرة من الاخوان المسلمين بذلك لحد ما ...

لكن الإندفاع المبدئي الواقعي .....لم يحصل لدى المسلمين .....وعند الصعوبات و تصادم معنى النص المقدس مع الواقع ......أتوقع أن يبدأ نفس مسار الصهيونية في الإسلام ...

الإسلام لم يمر بأدوار المسيحية لإختلاف الإسلام كدين عن المسيحية كديانة... الدين ليس ديانة ....

الديانة تسمح بالتحوير الفردي والبحث الفردي والتمركز الفردي لناموس...! فهو يبدأ من الفرد ... كما لدى المتصوفة.....

لكن الدين يبدأ من النص وينتهي به والفرد هو مادة ناقلة وناتجة ومنتجة وناشرة ومدافعة فقط .. الإنسان يكون وعاء ... أو سائل ناقل ...

فحياة المعشر اليهودي المتقوقع حولت ...(( يهوه لإله )).... خاص عرقي وقومي رغم بدايته الانتشارية ......وقد يحدث نفس التأثير للتجمعات الإسلامية في الغرب.....

لكن الخط الزمني يشير لتوالي التهجير والهجرة وتناقص اعداد المسيحيين ثم اليهود في الشرق الاوسط وشمال افريقيا ... قرن بعد قرن ...

المفاجأة ان في نهاية القرن تاسع عشر كان ثلث سكان بغداد يهود ... وتغير ذلك خلال نصف قرن فقط ...

ثم الآن ... العودة لمواجهة الكون كما هو بالمختبر ... وفهمه بمنطق الكون وليس المنطق البشري الذي يتخيل الكون كعاقل .....ودون افتراض أن الكون مثالي ....! فذلك يتعارض مع فيزياء الكمومية والانتروپي ...

فالشعب المتأسس على مجتمع يطالب بحقوق الفرد .....وممارسة الفردانية .....والشعب المتأسس على معشر أو معاشر يطالب بحقوق إله وممارسته الوحدانية.....

هنالك تجمعات بشرية تستخدم الأنترنت ومواقع التواصل ...... لزيادة رصيدها من الأنفعال العبثي...... والأيغال بالتشنج والقسوة والفعل ورد الفعل ......حتى على مستوى الأفكار مع بهارات تضييع الوقت و السخرية .. بالمحصلة .. كأنك يابو زيد ما غزيت.... !

والوحدانية ... لا تتضمن فقط فكرة وجود إله متحد أو ... متوحد أومتمركز أووحيد ... أو واحد ...بل تتضمن الأوحدية ...

وذلك بالضرورة يعني قتل آلهة باقي المعاشر بالإبادة العرقية الدينية ... فهذه الحرب للإبادة بدأت بعصر لا وجود للانترنت به ...

اليوم ...حتى عند قتل البشر ...ولا أطفال او أتباع لهم تبقى كتاباتهم حية بالانترنت....إذن ... هذه نهاية الحرب الجسدية .....وبداية هيمنة الحرب الفكرية ... اللا جسدية.....

إنتهي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الأمريكية تعتقل عشرات اليهود الداعمين لغزة في نيويورك


.. عقيل عباس: حماس والإخوان يريدون إنهاء اتفاقات السلام بين إسر




.. 90-Al-Baqarah


.. مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى وسلطات الاحتلال تغلق ا




.. المقاومة الإسلامية في لبنان تكثف من عملياتهاعلى جبهة الإسناد