الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خداع ألمرايا

خالد القيسي

2018 / 12 / 27
الادب والفن


أشاهد وجهي في مرآة تبدو ملامحي نظرة ، أنتقل الى أخرى أرى فيها تجاعيد أحزاني وكابوس قطار العمر، أثقلني التحول من واحدة الى أخرى في أماكن هرب منها زماني، أبكاني حينا ،واستسلمت لليأس خارج ارادتي أوقات أكثر، لكنها تبقى الشاهد على انفعالاتي وتوتري عندما أرى وجها واضحة تعابيره تنطق بصدق معاناته بما هو جميل وما هو كئيب.
أوجعتني نبضات قلبي ، فامتنعت من التحدث الى مرآتي ولجأت الى الرسائل أبث فيها أحزاني قوافل من ألآهات ، كيف إنقضى عمري في ظل هزيمتي الذبيحة التي غيبها ألألم وحجبتها الظروف.
ألظروف تنازعتني في أكثر من جهة ، لعل في مقدمتها عقبات البيت والمجتمع، بعد ذوي ألقربى ، صعوبة مجاهدة ألنفس ، وألاهم ظروف البلد التي شاحت بوجهها ، ولم أنجح في توظيف إمكاناتي في وجهتها ألصحيحة .
أين أنا من قول دعوة متوازنة ، في طول ألأمل، وقصر الحياة وألرحيل [ اعمل لدنيا كأنك تعيش أبدا..واعمل لآخرتك كـأنك تموت غدا] للابتعاد عن ماهو مشتبه أو متلابس،لأعمار قصيرة نام حظها مع صبية الكهف .
عدت أليها مرة أخرى { ألمرآة }، وفي قلبي لوعة ،لابوح لها بأسراري لانها مؤتمنة على ذلك..اشتعل ألرأس شيبا ، مساحات وأخاديد تركت علامات في وجهي، نالت من لون زمنه الزاهي.
تصاب بالدوار، عندما يعكس سطح المرآة خدها الناعم ووجهها المترف ، ولا تعرف من زمنك ألذي أوصلك الى هذه الحالة، سوى ألصمت ، وانتظار النهاية المفجعة، فتنبهك المرآة الى حاجتك لراحة نفسية وإستجمام ، بعد أن اصبحت ممزق بين مجتمع وعائلة ووظيفة، يرد صدى ضوئها بأنك غير قادر على انجاز مهمة تخرجك من هذه الدوامة التي قضيت فيها سنين من هموم طويلة وأفراح قليلة.
بعض الاحيان تراجع حالك ،عن ما أرتكبت بحقك من ضرر، ولا تجد الصفح الذي يمكن أن يمحو ما لا ينسى ويخفف احساسك بالظلم الاجتماعي، وتبقى محصور بين جدران غرفتك واوراقك المتناثرة، التي تحرص أمك الحبيبة في ترتيبها في عمل تفردي، في موقف لا تهتم به كما هوألحال، مع البيت ،الحديقة ، ألأبناء. والوظيفة
لم يعد العمر وفيا للهم والضيم ألذي تبنيته مع حكايتك ألمجروحة ، تلم أحزانك وتغادر وحيدا ، وتغرق وحيدا في سراب انعكاس المرايا، ومعالمها ألنهائية!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحلقة السابعة لبرنامج على ضفاف المعرفة - لقاء مع الشاعر حسي


.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال




.. االموت يغيب الفنان المصري الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81


.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد




.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه