الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شكرا ٢٠١٨..فقد علمتيني أن:

محمود عبد الله
أستاذ جامعي وكاتب مصري

(Dr Mahmoud Mohammad Sayed Abdallah)

2018 / 12 / 27
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


شكرا ٢٠١٨..فقد علمتيني أن:
بقلم: د/ محمود محمد سيد عبدالله (أستاذ المناهج وطرق تدريس اللغة الإنجليزية المساعد/المشارك - كلية التربية - جامعة أسيوط - مصر)

- رضا الناس غاية لا تدرك.. أما رضا الله (سبحانه وتعالى) غاية لا تترك.. لذا، علي أن أترك ما لا يدرك.. وأسعى جاهدا أن أدرك ما لا يترك.. فلن أعجب البعض مهما فعلت.. فهناك من يكرهني - ليس فقط بسبب عيوبي - ولكن أيضا بسبب بعض المزايا والهبات التي منحني الله إياها.. فمن أحبني، سيجدني "ملاكا" وسيلتمس لي الأعذار.. وسيتواصل معي بكل حب واحترام.. وسيآزرني في المحن والشدائد.. وسيرد غيبتي إن أساء إلي أحد في حضوره.. أما من كرهني، فسيراتي "شيطانا رجيما"..ومجرما لا توبة له.. وسيقول على لساني ما لم أقله.. وسينشر عيوبي ونقائقصي.. وإن لم يجد، سيحيل مزاياي إلي عيوب (ومن منا كامل بلا عيوب.. الكمال لله وحده).. وسيتصيد لي الأخطاء بإبرة.. وسيجد ألف مبرر ومبرر لمناصبتي العداء!!

- أن أصنع السعادة لنفسي.. وأبحث عن كل ما يسعدني ويبهح نفسي..وأبعد عن كل شخص (أو موقف) يكدرني.. وألا أربط سعادتي بشخص أو موضوع ما.. فقلوب البشر متقلبة لا تأمن غدرها.. والأيام دول؛ وبعض البشر يؤمن (كما يؤمن الساسة وصناع القرار) بأنه لا يوجد أصدقاء دائمين أو أعداء دائمين.. إنما هناك "مصالح" دائمة.. تشكل (وتعيد صياغة) العلاقات الإنسانية باستمرار!

- عندما أحب أحدهم في الله، علي أن أخبره بذلك (كما وصانا الرسول صلى الله عليه وسلم).. وعندما أكره شيئا من أحدهم، علي أيضا أن أخبره بذلك - دون مراوغة.. فأقصر (وأفضل) الطرق هو الطريق "المستقيم".. وكما يقول المثل "الاستقامة هي السياسة الفضلي" Honestly is the best policy

- ألا أسمح لأحد - أيا كان - أن يتجاوز حدوده معي - حتى وإن كلفني هذا حياتي نفسها.. فإذا أحنى الواحد منا رأسه، فربما لن يجد الفرصة كي يرفعها مرة أخرى!! والحياة "موقف": فإما العيش بكرامة.. أو الموت دون ذلك!!

- لن يفهمك البعض لأنهم لم يمروا بنفس الخبرة أو التجربة.. فقد يفسر البعض ثقتك واعتزازك بنفسك بأنه غرور أو تعالي..ويقد يرى البعض وحدتك أو اعتزالك (الذي اخترته لنفسك وبمحض إرادتك) أنه سوء تكيف أو كره للناس.. ويقولون أنك مكروه "منبوذ"..في حين أنه لو اقتربوا منك أكثر دون أن يحكموا عليك حكما ظاهريا جائرا، لعلموا حقيقتك.. وأيقنَوا أنك "خير" محب للناس.. تتمنى الخير للجميع.. ولكن بعد أن كثرت الصدمات في الناس وساد المناخ (غير الصحي) غير الموضوعي الملوث بالنميمة والسخرية من خلق الله والرقص على جراح الآخرين وآلامهم، وغاب الرقي في التعامل وحلت محله البذاءة والبلطجة والصوت العالي وساءت النوايا وحب الأذى وإيقاع الضرر بالآخرين، فقد قررت أن "تعتزل" ما لا يرضيك.. حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا!!

- ألا أغتر بالمظاهر على حساب "الجوهر" والمضمون.. وأن البساطة والتلقائية والعفة وغنى النفس والستر أهم بكثير من متاع الدنيا الزائل.. فبعض الناس تبهرنا وسامتهم (الظاهرة) وماركات سياراتهم (الفارهة).. وننسى أننا لن نسؤل- مثلا - يوم القيامة عن ماركات سياراتنا.. ولكن عن "الخير" الذي فعلناه بها ووظفناها فيه (كم فقيرا أعنت بها؟ وكم محتاجا أقللت فيها؟ وكم رحما وصلت بها؟... إلخ)..

- أن أتجاهل بعض الأمور (والأشخاص).. فالتجاهل - في عصرنا ومجتمعنا هذا - حكمة.. وراحة للنفس والبال.. فليس كل أمر يستحق وقوفنا عنده.. حتى لا نعطي أحدا (أو شيئا) أكبر من حجمه أو أكثر مما يستحق!!

- ألا أبدأ بالشر.. بل أدافع عن نفسي فقط.. فالقدر يبدع في تصفية الحسابات والصبر مفتاح الفرج (كما يقولون).. وأن أثق في الله وفي نصره لي - إن كنت مظلوما.. وأن أتجنب مؤججي الفتن والشرور و"صغار العقول" - قدر المستطاع.. وأتجاهلهم (كلما أمكن ذلك)..

- أن أتجنب جلسات النميمة وأنسحب منها.. وأن أصمت في بعض الأحيان.. حتى لا أدع مجالا لأحد كي يتصيد لي الأخطاء من خلاله.. وفي زمننا هذا "الصمت والاختصار عبادة"..

- أن أترك الخلق للخالق وأنشغل أكثر بنفسي لاصلاحها (كأننا في إمتحان أكون فيه مسئولا عن ورقتي أنا فقط - لا شأن لي بغيري) .. وأن أتقبل النقد البناء غير المشحون..وأن أفرق بين "الناقد" و"الناقم" الساخط على الدوام.. الذي يتسلى بمتابعة قصصك ونوادرك.. وإن لم يجد شيئا يستحق الذكر، تبرع مشكورا بتأليفها..

- بعض الناس يجد متعة كبيرة في أن يراك دائما مهموما حزينا.. ابتسم في وجوههم حتى لا تنولهم مرادهم.. فهم أشرار (سيكوباتيون بالفطرة).. يحبون إيذاء الناس وإدخال الغم على قلوبهم بسبب أو بدون سبب..

- "الرقي".. له ناسه.. ولذا لا يجب أن أفترض وجوده في كل المحيطين - حتى وإن اقتضى الوسط الذي أعمل فيه وجود قدر معين منه.. وألا أفترض أن كل من حولي سيتعامل معي بنفس الأخلاق التي أتعامل بها معهم..

- ألا يخدعني البعض بكلامهم (المعسول).. فهناك معايير أخرى كثيرة علينا أن نضعها في الاعتبار - أبسطها. أدناها النظرة و"طريقة الضحك" والمزاح..

- أن بعض الناس ملوثون (نفسيا) لديهم طباع (غريبة) وموروثات (خاطئة) - لا تساير الدين أو العرف أو الأخلاق.. تجعلهم ينظرون "بفوقية" إلى الآخرين (وكأنهم من طينة أخرى غير سائر البشر) .. علي أن أتجنبهم (قدر المستطاع) وأن أضع حدودا عند التعامل معهم - إن اضطرتي الظروف إلى ذلك.. وألا أكثر في الحديث معهم - فهم أشخاص "خطرون" للغاية.. لا يؤمن شرهم ولا يرجى خيرهم.. ولن يقدروك أو يتعاملوا معك بنفس درجة الرقي والتحضر التي تتعامل بها.. هؤلاء الزمن وحده كفيل بتعليمهم وإصلاحهم..
خالص تحياتي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من هي نعمت شفيق؟ ولماذا اتهمت بتأجيج الأوضاع في الجامعات الأ


.. لماذا تحارب الدول التطبيق الأكثر فرفشة وشبابًا؟ | ببساطة مع




.. سهرات ومعارض ثقافية.. المدينة القديمة في طرابلس الليبية تعود


.. لبنان وإسرائيل.. نقطة اللاعودة؟ | #الظهيرة




.. الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف بنى تحتية لحزب الله جنوبي لبنا