الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رحلتي من الأصولية إلى الليبرالية !؟

سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)

2018 / 12 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


من (الأصولية الاسلاماوية) إلى (الليبرالية الاسلامية) غير العلمانية!؟
رحلتي في عالم الفكر الديني والسياسي!
****************
المسلم الليبرالي هو المسلم غير المُقلد وغير المُحافظ المتشدد في المحافظة على الموروث الديني بدون فرز وتمييز بين الغث والسمين وبين ماهو إبن زمانه وبيئته وما هو صالح لكل زمان ومكان!.. أي أن المسلم (الليبرالي) ليس ممن يعبدون اجتهادات وأقوال السلف وتخريجات رجال الدين ويتبعونها كما لو أنها كلام الله ورسوله!.. فكلمة (ليبرالي) هنا تعني ((المتحرر)) من قيود المذاهب التقليدية السالفة وصناديق القوى الدينية والاجتماعية ((المحافظة)) التي تقاوم التجديد والتحديث! .. فالمسلم المتحرر - أي الليبرالي - يُميّز بين ما هو ثابت ومطلق وإلهي ومقدس من الموروث الديني، وبين ما هو متغير ونسبي وبشري وزمني ... ويُميّز بين ما فعله النبي - صلى الله عليه وسلم - وأمر به كنبي ورسولٍ ومُبلغٍ عن رب العالمين ومُشرِّع للدين، وبين ما فعله وأمر به كحاكم وناظم وقائد للمسلمين في زمانه من باب السياسة الشرعية والترتيبات السياسية والادارية المتعلقة بطريقة تنظيم وإدارة الدولة وتحقيق المصالح العامة للمجتمع المسلم والتي تتغير بتغير الأحوال والعصور وهو ما تغير بالفعل في عهد الخلفاء الراشدين من عهد إلى عهد حسب سياسات ولاة الأمر العام (أهل الحكم والشورى) في تحقيق المصالح العامة للأمة بأفضل الوسائل المتاحة!.. والتيار الاسلامي (الليبرالي) وُجد ووُلد مع وجود النهضة العربية والاسلامية منذ آواخر القرن التاسع عشر وبرزت بوادره ومعالمه وارهاصاته الأولى مع بعض مقالات وأراء رجال دين مسلمين ليبراليين مثل (جمال الدين الافغاني) و(محمد عبدة) و(رشيد رضا) و(عبد الرحمن الكواكبي) و(على عبد الرزاق، صاحب كتاب الاسلام وأصول الحكم) ثم مع أراء وكتابات مفكرين مسلمين ليبراليين جاءوا من بعدهم مثل (عباس العقاد) والفقيه الدستوري المصري الشهير (عبد الرزاق السنهوري) و(خالد محمد خالد) و(مصطفى محمود) و(محمد عمارة) وغيرهم كثير [1].. فهؤلاء هم من قادة الاتجاه الاسلامي التجديدي والعصري (الليبرالي) وهو اتجاه وإن كان ليبراليًا تحرريًا خرج من صندوق المذهبية التقليدية التي تتبع المذاهب التقليدية المستقرة والسلفية الأثرية التي تعتمد على منهج الإحياء الديني لتراث السلف الصالح ومحاولة اعادة تمثله وتطبيقه في زماننا جملة وتفصيلًا كمحاولة للتخلص من المذهبية!.. إلا أنه بخروجه من صندوق المذهبية التقليدية والسلفية التراثية لم يدخل قطعًا في صندوق العلمانية المتسترة بالحداثة!![2].. بل هو توجه اسلامي تحرري تجديدي اصلاحي مستنير يدعو للتسامح وللعقلانية في فهم الدين والدنيا والدولة والواقع والتاريخ أي يدعو إلى اصلاح الدين واصلاح الحياة العامة انطلاقًا من تجديد وتحديث فهمنا للدين والدنيا!.. يدعو إلى احترام العقل والعلم والاستفادة من تجارب الآخرين (الناجحة) و(الرشيدة) على أساس أن (الحكمة والعدالة ضالة المؤمنين أين وجدوها أخذوها ولو وجدوها عند كافر ابن مشرك ابن ملحد!) ولكن دون استلاب للهوية والشخصية وانسلاخ عن الجذور وثوابت الدين ونصوصه القاطعة الثبوت والدلالة!.. هكذا كانت بداية هذا التوجه الاسلامي الليبرالي مع انبثاق عصر النهضة العربية التي دهسها لاحقًا العسكر القوميون الاشتراكيون (الفاشيون) بمشروعاتهم الطوباوية والراديكالية وبأحذيتهم ودباباتهم وقبضتهم الأمنية في ظل حكمهم الجبري الشمولي الرهيب!!.. ولكن مع صعود التيار الاسلامي الاصولي السياسي الشعبوي والسلفي خصوصًا مع ظهور حركة الاخوان المسلمين في مصر بقيادة (حسن البنا) عام 1928 كرد فعل غاضب على سقوط الخلافة العثمانية عام 1924 وهي حركة ذات طابع سياسي - بالدرجة الأولى - تستهدف استعادة نظام الخلافة الاسلامية، وكذلك مع ظهور حركة القوميين الوحدويين الاشتراكيين العرب (الراديكاليين)(البعثيين والناصريين)، ثم مع اشتداد واتساع التيار الأصولي الاسلاماوي (الاخواني والسلفي) كرد فعل على فشل مشروعات ودول القوميين والاشتراكيين والوحدويين العرب .. مع ظهور هذا وذاك أي الشعبوية القوماوية والأصولية الاسلاماوية فإن نجم (الاسلام العقلاني الحضاري التنويري التحرري) (الليبرالي) أخذ في اللانحجاب وراء غيوم الحكم العسكري المستبد الذي حجب شمس الحرية الفكرية وبدأ في الغياب وسط غبار المعركة بين التوجهات الشعبوية الاسلاماوية والقوماوية والعلمانية بشقيها الليبرالي والشيوعي!.. إذ أن هذا التوجه الاسلامي الحضاري التحرري المستنير (الليبرالي غير العلماني) وبما أنه كان يقف في الوسط بين هذه الاتجاهات المتطرفة فإنه بات هو ((العدو المشترك)) لكل هذه الاتجاهات الشعبوية والنخبوية، فخفت صوته وسط الضجيج وصراخ المعارك السياسية!!.أي بين التشدد القوماوي الاشتراكي (الشعبوي) المتسربل بالوحدة العربية وتحرير فلسطين، والتشدد العلماني (النخبوي) المتسربل بلافتة ((الحداثة))، والتشدد الاصولي الديني المتسربل بيافطة ((الخلافة الاسلامية وتطبيق الشريعة)) أو شعار ((العودة لما كان عليه السلف الصالح!)) كحل لكل مشاكلنا!!!.. هكذا غاب صوت ((الليبرالية الاسلامية)) المتسمة بالتسامح وبالعقلانية والواقعية والرغبة في التجديد والتحديث والاصلاح الديني والسياسي دون الانقلاب على جذور الأمة وثوابت هويتها!.
***
أنا شخصيًا كانت بدايتي (الفكرية والدينية) مع هذا الاتجاه الاسلامي الليبرالي العقلاني المستنير المتمسك بالاسلام بدون تطرف ولا جمود ولا انغلاق من قبل ظهور هذه الموجة العاتية للاصولية والشعبوية الاسلاماوية التي ظهرت تحت مسمى (الصحوة الاسلامية) والتي سرعان ما أنزلقت نحو السياسة!، والتي ربما عمل بعض الحكام العرب مثل (السادات) و(النميري) على التحالف معها واستخدامها لضرب خصومهم من الشيوعيين وغيرهم!.. ثم سرعان ما انقلب الحاكم الشمولي على الاسلامي الأصولي أو العكس! ..... ثم - وأنا في خضم الغضب المتنامي منذ الثمانينيات - من تداعيات ديكتاتورية وجور وارهاب نظام العقيد القذافي وفشله في تحقيق الحرية والعدالة والرفاهية لليبيين - وجدتني قد جرفتني موجة الأصولية والشعبوية والراديكالية الاسلاماوية وابتلعتني في بطنها لعدة أعوام!!، تلك الموجة التي تتغذى على الغضب والحنق والحقد على الغرب وعلى الحكام العرب بسبب الفشل العام في النهضة والتنمية والعجز عن تحرير (المسجد الأقصى)!.. فخضتُ في بطن الأصولية الاسلاماوية وايديولوجياتها المختلفة لعدة أعوام حتى تمكنت منذ سنوات خلت، وقبل حدوث ثورات الربيع العربي - بفضل الله ثم بسبب كثرة الاطلاع والتأمل والتدبر العقلي واستخلاص الدروس والعبر من التاريخ والواقع فضلًا عن التقدم في العُمر- من التخلص من سطوة وقبضة هذا التيار الاصولي الطوباوي والشعبوي والمسيس الغاضب غضبًا وصل إلى درجة (الحقد الأعمى!) الذي يُعمي البصر والبصيرة معًا بحيث يمكن أن ينزلق هذا (الاسلاماوي الأصولي) في غمرة الغضب والحقد نحو الجنون والانتقام والانتحار وتهديد الامن والاستقرار مما ينتهي إلى تخريب واجهاض أية محاولة للاصلاح السياسي أو لتحقيق حلم الديموقراطية والتخلص من براثن الحكم الجبري البغيض كما شاهدنا في تجربة ثورة السودان عام 1985 وثورة الجزائر عام 1988وكما تشاهدون الآن في ثورات الربيع العربي منذ أواخر عام 2010 التي حولها الاسلاميون بتعطشهم للحكم وتعنتهم وارهابهم إلى خريف مريع لا يُبقي ولا يذر، لوَّاحٍ للبشر!.......
وهكذا - وفور حدوث صحوتي العقلية - وأنا وسط بحر الأصولية دون انسلاخ عن صحوتي الروحية والوجودية الأولى فإنني أخذتُ في السباحة بمفردي - بعقلي وقلبي - مستعينًا بالله - قافلًا نحو (العدل والاعتدال) على هدى نور القرآن الكريم وشعاري قوله تعالى: {إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم}!!.. وقوله: {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا، يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ}، فالقرآن الحكيم كان هو طوق نجاتي وهو طوق نجاة كل مَنْ يُقْبل عليه بقلبٍ صادق مُخْلِصٍ يُريد الحق والحقيقة والهداية للرشد، وكل مَنْ يقرأه بعقلٍ مُنفتح مُتدبر، تخلّص من وطأة الأحكام البشرية المسبقة وخرج من صندوق التفسيرات البشرية (السالفة والمعاصرة) التي في كثير من الاحيان تشكل حاجزًا وسدًا بين نور القرآن وعقل وقلب الانسان!... وهكذا اخذتُ أسْبح في خضم أمواج ذلك البحر الهائج اللجي المضطرب حتى عدتُ إلى شاطئ الاسلام الرحب السمح الفسيح والصحيح، ولأجدني - بعد كل تلك التجربة الطويلة والمريرة والخطيرة في عالم الافكار والمفاهيم المتقلبة والمضطربة والمبتورة والمؤدلجة والمتحزبة - أرجع للاتجاه الاسلامي التحرري التجديدي ((الليبرالي)) المنفتح والمتسامح الذي كنت قد بدأتُ منه رحلتي الايمانية والفكرية أصلًا حينما كنت في الـ16 من عمري واطلاعي على كتب الدكتور (مصطفى محمود) ذات الطابع الديني [3] ومتابعتي لبرنامجه الشهير (العلم والإيمان) وأيضًا اطلاعي على كتب المفكر الاسلامي الليبرالي (خالد محمد خالد)!.
وهذا الاتجاه الاسلامي التحرري التجديدي (الليبرالي) بقدر ما يتمسك بثوابت الاسلام وقدسية الله ورسوله وقرآنه فإنه يتمسك بحقوق وحريات وكرامة الانسان الفرد، ويحترم خياراته وحريته التي منحها له الخالق للعباد حتى في حق الكفر بالإيمان قائًلا لنبيه الكريم (محمد): ((لست عليهم بجبار)) ((من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر!))((أفأنت تُكره الناس حتى يكونوا مؤمنين!!!؟؟؟))((قل... لكم دينكم ولي دين)!!.
***
هذا هو اسلامنا الحقيقي السمح والمتسامح والعظيم والحكيم والكريم الذي يجب علينا استعادته من قبضة الأصولية المؤدلجة التي اختطفته منا، وحولته إلى مشروع سلطوي وسياسي بدعوى استعادة الخلافة وتطبيق الشريعة، بل وبعضهم حوله إلى مشروع جنوني توحشي ارهابي بدعوى الجهاد كما فعل الدواعش!!.. كذلك يجب علينا أن نستعيد ديننا أيضًا من قبضة السلطات الديكتاتورية الغاشمة التي تستخدم الدين لتوطيد حكمها وشرعنة حكمها الجبري والحيلولة دون قيام الحكم الديموقراطي الشوروي الرشيد الذي تختار فيه الأمة من يحكمها ومن يمثلها ومن يخدمها ويدير سلطتها وثروتها العامة وفق شروطها حيث (الحاكم) في الحقيقة ليس سوى (خادم عام للأمة) يعمل عندها بشروطها وفق أجر معلوم!...

يجب علينا اليوم أن نستعيد ديننا السمح الكريم - بهذه الروح الليبرالية المتسامحة - من قبضة ومخالب الفكر الديني المتطرف والمؤدلج والنقلي، ويجب علينا إعادة الاعتبار للعقل المسلم كي يفكر ويتدبر ويقوم بتصفية وغربلة تراثنا الديني على ضوء نور القرآن الحكيم ونور العقل السليم ، نور على نور!... وهذا هو الطريق نحو النهضة الروحية والاخلاقية، فالثقافية والحضارية لمجتمعاتنا ثم النهضة الاقتصادية والسياسية لدُولنا المسلمة!.. وأعني هنا على وجه الخصوص المجتمع الليبي المسلم الذي يجب علينا كليبيين مسلمين تحرريين (ليبراليين) أن ندافع عنه ونبين له الطريق الرشيد في مواجهة المتطرفين الأصوليين الاسلاماويين والمتطرفين الأصوليين العلمانيين على السواء وفضح حقيقة مشروعاتهم الطوباوية غير الواقعية المدمرة التي لن تكون سوى نسخة أخرى من نسخ المشروعات الطوباوية التي تأكل الثروة البشرية والطبيعية على السواء وتستهلك موارد الأمة المادية والمعنوية على الخواء دون جدوى ودون نهضة!!، حالها حال مشروع القذافي الطوباوي الغريب والمدمر تحت مسمى (المشروع الجماهيري والحكم الشعبي المباشر) في الشق السياسي، والاشتراكية المتطرفة الشبيهة بالشيوعية في الشق الاقتصادي والتي جنت على اقتصادنا وشعبنا وأخلاقنا وبلادنا ورمتنا في هذا المستنقع اللعين والوضع المشين الذي نتخبط فيه اليوم ولا نعرف كيف الخلاص منه وكيف السبيل!!؟ .. وكذلك سيفعل هؤلاء المتطرفون والطوباويون من اسلاماويين يتسترون بالدين وعلمانيين يتسترون بـ(الحداثة) إذا امتلكوا زمام الحكم في بلادنا !.. فهم سيجرون شعبنا بتنطعهم الديني أو العلماني نحو مثل هذا المستنقع الحالي الرهيب!!.. فهل أنتم منتبهون!؟؟.. وهل أنتم مستعدون!!؟؟.
***************
سليم نصر الرقعي
27 ديسمبر 2018
[1] يجب أن نذكر هنا عاهل ليبيا أيام المملكة الليبية أي السيد (ادريس السنوسي) فهو أيضًا نموذج واضح لما أتحدث عنه هنا أي ((المسلم الليبرالي)) غير الاصولي المحافظ المنغلق والجامد.... فهو بالرغم من تدينه الشخصي إلى درجة التزامه بإعفاء اللحية كسنةٍ عن النبي، فإنه لم يفرض على زوجته (الملكة) الحجاب وكان يكتفي دائمًا حتى مع حكومته وشعبه بالنصح والتذكير بالتعاليم الاسلامية والتحذير من غضب الله إذا انتشر الفساد المالي في أمة!!...... وبالرغم من اصراره على ادراج مادتين تؤكدان على المرجعية الاسلامية للمجتمع الليبي المسلم في المادة 5 من دستور دولة الاستقلال والتي تنص على أن ((الإسلام دين الدولـة)) والمادة 40 التي تنص على أن : ((السيادة لله وهي بإرادته تعالى وديعة الأمة، والأمة مصدر السلطات)) فإنه كحاكم مسلم ليبرالي يفهم الاسلام الحقيقي بعدالته وسماحته ورحمته للعالمين فإنه أكد في دستور بلاده على ضمان الحريات الشخصية والسياسية لكل المواطنين بل وللمقيمين من غير المواطنين!... وهذا هو مفهوم الاسلام الليبرالي والحضاري الذي نريد أن نعود اليه بعد أن حملتنا عواصف الأفكار والتفسيرات الدينية الاصولية والشمولية والمتشددة في وديان الضياع البعيدة وألقتنا في هذا المكان السحيق!!.
[2] يجب التفريق بين مشروع (الحداثة) الذي يدعو إليه العلمانيون ومشروع (التحديث) الذي ندعو إليه نحن المسلمون الليبراليون.. فمشروع الحداثة هو مشروع العلمانيين الذي يدعو إلى القطيعة التامة مع الماضي العربي والاسلامي ومع تراث الأمة الديني والقائه في مزبلة التاريخ!، واستبعاد الدين وحصره في المسجد ثم الركض وراء الحضارة الغربية بقضها وقضيضها باعتبارها النموذج الملموس والمشموم للدولة الحديثة!!... وهذا المشروع في حقيقته وطبيعته بل وفي نتيجته ومحصلته هو مشروع طوباوي انتحاري كمشروع الدواعش ولكنه انتحار بطريقة ناعمة!... أما مشروع المسلمين الليبراليين غير العلمانيين فهو يقوم على (التحديث) سواء في طريقة فهمنا لديننا أو فهمنا لدنيانا أو فهمنا لواقعنا المعاصر وتاريخنا أو في فهمنا للبشر الآخرين، كما يدعو إلى تحديث مؤسسات الدولة السياسية والاقتصادية والقانونية والتعليمية والتربوية... الشاهد أن الحداثة تقوم على القطيعة مع الماضي وتراث الأمة وجذورها، بينما التحديث يحترم تاريخ وتراث الأمة ويحافظ على جذورها وثوابتها ولكنه يعمل على التجديد في الفهم والتجديد في التطبيق على السواء... وهذا هو الطريق الرشيد والسليم والحكيم!.
[3] قبل أن أطَّلع على كُتب مصطفى محمود ذات الطابع الديني كنتُ قد أغرمت به كأديبٍ ومؤلف قصص وأقبلت في سن المراهقة أنهل بشغفٍ من قصصه القصيرة ورواياته مثل (رائحة الدم) و(عنبر7) و(المستحيل) و(رجل تحت الصفر) و(يوميات نص الليل) و(أكل عيش) و(شلة الأنس) وغيرها .... ولعل اعجابي به كأديب يمتلك موهبة السهل الممتنع والنقد الجاد والمرح في الكتابة الأدبية هو ما جعل الطريق أمامي معبدةً لكي أتعرف على مصطفى محمود الفيلسوف الوجودي والمفكر والباحث الاسلامي بخطابه السلس الذي يجمع بين العلم والإيمان والوعي والوحي.. وهكذا أقبلت أطلع على كتبه ذات الطابع الديني والوجودي والفلسفي فكان له ذلك الأثر العميق على تحرير عقلي وفكري الديني بعيدًا عن التطرف والأصولية الدينية والانغلاق!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نازح من غزة ينشئ صيدلية مؤقتة في خيمة برفح


.. غالانت يتعهد باستمرار الحرب ضد حزب الله | #رادار




.. بايدن: القانون الذي صدق عليه الكونغرس يحفظ أمن الولايات المت


.. رويترز نقلا عن مسؤول إسرائيلي: جيشنا يستعد لعملية رفح وينتظر




.. العاهل الأردني وأمير الكويت يشددان على أهمية خفض التوترات في