الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زيارة ترامب وضجيج التصريحات

اسماعيل جاسم

2018 / 12 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


زيارة ترامب وضجيج التصريحات / اسماعيل جاسم

زيارة ترامب للعراق لم تكن مفاجئة كما يصفها السياسيون والاعلام العراقي ، نسوا ان القواعد العسكرية البالغة اثنا عشر قاعدة جوية ونسى قادة العراق الاشاوس الاتفاقية الأمنية 2008 التي تم بموجبها تحديد الأحكام والمتطلبات الرئيسة التي تنظم الوجود المؤقت للقوات العسكرية الأميركية في العراق وأنشطتها فيه .
الخرق الذي احدثه الرئيس الأمريكي " ترامب بزيارته لقاعدة عين الأسد دون اتفاق مسبق بين الحكومتين يرجع الى عدم احترام ترامب وطاقمه لساسة العراق وسياسته الداخلية والخارجية وانشغالهم في صراعاتهم وامتيازاتهم وتكالبهم عليها مع وجود ناد لبورصة بيع المناصب الوزارية والمقاعد البرلمانية الذي اتسع بشكل متزايد الذي طغى على جميع المعايير الأخلاقية .ان ما يجري في اروقة السياسة العراقية يعرف بها ترامب ويعلم ان العراقيين غير قادرين على ادارة البلد
اذا كان الشعب العراقي لا يحترم مسؤوليه ولا مسؤوليه يحترمون هذا الشعب ولا يستجيبون لمطالبهم المشروعة في العيش والحياة الكريمة وعدم توفيرهم لفرص عمل ولا مياه صالحة للشرب والصراعات على مجالس المحافظات على اشده وارتفاع نسب البطالة والامية والتسول والتسرب من مقاعد الدرس وانشغالهم في اختيار الوزراء الذي طال امده ستة اشهر وعدم اقرارهم للموازنة وتدهور الوضع الصحي وغيرها فكيف نريد من ترامب ان يحترم حكومة مفككة ومترهلة وممزقة ، فلا تلوموا ترامب بل لوموا أنفسكم . القوات التركية مازالت دباباتها في بعشيقة ومازالت القواعد الامريكية تهدد دول الجوار وتريد أمريكا ان تكون الأراضي العراقية منطلقاً لشن هجمات عدوانية على سوريا وعلى ايران وربما على روسيا .
اذا كان العراقيون حازمين في التعامل مع الامريكان وادارتهم عليهم ان يخطوا الى الفاء الاتفاقية اولاً وتقليص عديد القوات الامريكية في السفارة بحجة مستشارين عسكريين بينما في الحقيقة السفارة الامريكية اكبر وكر تجسس على العراقيين ودول المنطقة .
إضافة الى ان الوعي الجماهيري العراقي الموزع على أحزاب وكتل وقوميات ليس له صوت مسموع لا من قبل السلطات المركزية ولا من السلطات المحلية ، بل ان دور الشعب العراقي صوته معدوماً واحتجاجاته غير مسموعة ومطالبه غير مستجابة ،
ان من كان يستنكر الزيارة ويطالب بفك عقد الاتفاقية عليه انيدعو جماهيره بتظاهرات شعبية عارمة في جميع المدن العراقية بما فيها مناطق الإقليم والمحافظات الغربية دفاعاً عن سيادة العراق وكرامة ارضه .
اما ان نبقى نتاجر بالخطابات والتصريحات النارية الفارغة التي لا تسمن ولا تغني من جوع وقد جربها العراقيون على مدى خمسة عشر عاما ولم تجن نفعاً ولم تقطف ثمارها وانكشف بريق زيفها .
ان الكتل والأحزاب المتمثلة ببرلمانها ورئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس الوزراء عليها إعلان التنديد بالسفارة وبالقواعد العسكرية وبتعامل ترامب الفج مع العراقيين .
من الطبيعي سينبري بعض المسؤولين سواء في مجلس النوّام او غيره واضعاً حججه الواهية بعودة داعش واختلاق العقبات الاخرى .
هنا تبرز المواقف الوطنية وتبان معادن الساسة بالرغم من معرفة العراقيين مسبقاً بمواقفهم المتخاذلة دائما .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل شخص وجرح آخرين جراء قصف استهدف موقعا لقوات الحشد الشعبي


.. فايز الدويري: الهجوم رسالة إسرائيلية أنها تستطيع الوصول إلى




.. عبوة ناسفة تباغت آلية للاحتلال في مخيم نور شمس


.. صحيفة لوموند: نتيجة التصويت بمجلس الأمن تعكس حجم الدعم لإقام




.. جزر المالديف تمنع دخول الإسرائيليين احتجاجًا على العدوان على