الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عائلة سورية لاجئة في اليابان

منير المجيد
(Monir Almajid)

2018 / 12 / 28
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة


اليابان ليست بلد هجرة، ولا تُساعد الهاربين من الحروب والمجاعة، كما تفعل أوروبا الغربية. لقد تعلّموا من تجارب الآخرين فوضعوا ما يشبه السياج حول جزرهم.
هل هم مُحقّون أم لا؟ هذا موضوع قد أتعرّض إليه في مناسبة اخرى.
هذا العام تقدّم نحو ثمانية وعشرون ألفاً بطلبات لجوء في البلاد فوافقت السلطات على طلبات ستة عائلات. نعم، الرقم صحيح.

عائلة سورية من حماة مُنحت حقّ الإقامة واختيرت ماتسوياما (يقطنها قرابة نصف مليون) مكاناً لسكناهم.
جرى هذا بينما كنتُ مُقيماً مُزمناً هناك في ربيع العام الجاري.
أصدقائي أزفّوا الخبر لي وكأنه إنتصار للمدينة ولقلبي السوريّ.
إحدى صديقات أصدقائي درست اللغة العربية في مصر وتعرف شرقنا جيّداً، قامت بتقديم كل الخدمات اللازمة لهذه العائلة وصرفت أوقات فراغها بالكامل لمساعدتهم وكتابة إستماراتهم ووسيط عقد إجتماعاتهم وتفاصيل اخرى، كما أنها جعلت السوپرماركت المحليّ يتحمّل تكاليف إستيراد اللحوم الحلال خصيصاً لهم من طوكيو، ليُنقل الخبر في الصحافة ومحطّة التلفزيون المحليّة، وجاء مُحلّلون يشرحون للناس ماهيّة وأسباب طريقة الذبح هذه.
كانت مترجمتهم في كل شيء بمعنى آخر.

تابعتُ القصة التي كانت تنشرها على صفحتها على الفيسبوك، على نحو يومي.
لاحظتُ وعرفتُ، من خلال الصور وأقاويل الأصدقاء، أن الرجل ملتحٍ، والزوجة مُحجّبة وهي لا تُصافح الرجال وما إلى ذلك من حدّوتات.
حسناً، قبل الشروع في تفاصيل اخرى، أريد أن أؤكّد على أنني لست ضد حجاب المرأة ولا لحى الرجال، بدليل أنني دافعت، على الدوام، في غمار النقاشات الحادّة رسمياً وشعبياً، عن حقّ المرأة بارتداء ما تشاء في الدانمارك، دون أن أعرف أنها تُرغم عليه أم لا، وحريّة المعتقد الديني أيّاً كان، إذا احتفظ المرء به لنفسه فحسب.

وحين اقترح عليّ بعض الأصدقاء التعرّف إلى هذه العائلة، اعتذرت بذريعة أنني أيضاً غريب في هذا البلد، وليس بوسعي تقديم أية مساعدة. وللمُقرّبين من أصدقائي همستُ أنني لن أستطيع الإقتراب والتحاور تماماً مع عائلة مُحافظة حتى لو كانت سوريّة، حيث أن أسلوب وطريقة حياتي وبُنية عقلي التحتية والفوقية لن تُفضي إلى نتائج إيجابية.
حينها، لاحظت تعابير الإستنكار على وجوههم، وفق الطريقة اليابانية الناعمة المُهذّبة.

في أوروبا تُتيح السلطات المخولة حيّزاً زمنياً للاجئين وتُساعدهم ليل نهار، ماديّاً ومعنوياً، كي يقفوا على أرجلهم ويتجهّزوا لسوق العمل في فترة تأهيل قد تمتد إلى أكثر من سنة. ولأن أسواق العمل نادرة للذين لا اختصاصات لديهم، فإنهم يبقون تحت رحمة المساعدات.
أمّا في اليابان فإنهم يعرضون على هؤلاء الإنخراط في سوق العمل مُباشرة، بسبب عدم وجود قوانين تُنظّم مسائل اللجوء وفترة التأهيل، في بلد يكاد يخلو من اللاجئين. وللعمل، كما هو معروف، هالة واسعة من الإحترام والقدسيّة والطقوسيّة.
اليابانيون يتفانون من أجل عملهم، أي عمل كان.
ووفقاً للمبدأ تلقّت السيّدة السوريّة عرضاً بوظيفة بدوام كامل لتكون في فريق تنظيف تابع لإحدى الشركات.
«لم آتي لهذه البلاد كي أكون خدّامة»، كان جوابها القطعي للسلطات.
اتسعت عينا الموظفّ المُختصّ ولم يفهم تماماً السبب، حينما قامت الفتاة اليابانية المتطوّعة بنقل موقف سيدتنا السوريّة.
هكذا كتبتْ على صفحتها على الفيسبوك، وذيّلت موضوعها بعبارة «يبدو أنني لن أستطيع، مع الأسف، الإستمرار في تقديم المساعدة لهذه العائلة».








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اليابانيون مخطئون
ماجدة منصور ( 2018 / 12 / 28 - 21:24 )
نعم إنهم مخطئون فأفضل عمل يناسب هذه السيدة هو إقامة مركز ديني ترأسه حضرتها كي تُدرس به أفكار إبن تيمية و تجعله منارة لتعليم اليابانيين (الكفرة) أصول الدين و تهديهم للسراط المستقيم كي تفوز بالجنة0
هزلت وحق عشتار....شحًادة و تشترط!!!!!0
لا حول ولا قوة إلا بعشتار
احترامي

اخر الافلام

.. عقوبات أوروبية جديدة على إيران.. ما مدى فاعليتها؟| المسائية


.. اختيار أعضاء هيئة المحلفين الـ12 في محاكمة ترامب الجنائية في




.. قبل ساعات من هجوم أصفهان.. ماذا قال وزير خارجية إيران عن تصع


.. شد وجذب بين أميركا وإسرائيل بسبب ملف اجتياح رفح




.. معضلة #رفح وكيف ستخرج #إسرائيل منها؟ #وثائقيات_سكاي