الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


للضيوف في الأردن فقط

ماجد عبد العزيز غانم

2018 / 12 / 31
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


للضيوف في الأردن فقط
سبعة عقود مضت وأنتم عند كل استحقاق تقتضيه المواطَنة الأردنية تقولون نحن " ضيوف " في هذا البلد وسنعود لأراضينا المحتلة غربي النهر قريبا ، جيد لكنها أيضا سبعة مضت وأنتم تحملون جنسية هذا البلد بكامل حقوقها وواجباتها ، فلم لا توازنون بين حصولكم على الحقوق وقيامكم بالواجبات ، فمن ناحية الحقوق أنتم تتنافسون مع أبناء شرقي النهر بدءا من الوظائف الحكومية مرورا بالانتخابات البرلمانية والنقابية وليس انتهاء بالمناصب الوزارية التي اعتلى مقاعدها الكثير منكم أبناء الأردن من غربي النهر، كل هذه الحقوق حصلتم عليها ولم نسمع منكم كلمة " ضيوف " .
آلا ترون معي أنكم لا تتذكرون كلمة " ضيوف " إلا عند استحقاق تقديم الواجبات تجاه هذا البلد الذي استضافكم طيلة هذه المدة كما تقولون ، وهي واجبات كان الأحرى بكم القيام بها دون أن تطلب طلبا منكم أم أن كلمة " ضيوف " باتت تريحكم من عبء هذه الواجبات !
أنتم تعلمون ما يحاك لهذا الوطن من مؤامرات غربية وعربية للأسف كلها تدور في فلك واحد ألا وهو جعله يوافق مُرغما على ما يسمى بصفقة القرن ، هذه الصفقة التي باتت على الأبواب هذا إن لم تكن بدأت تتسرب من شبابيك هذا الوطن بفضل السياسيين والاقتصاديين الفاسدين فيه للأسف ، فها نحن وانتم كمواطنين أردنيين بدأنا نواجه ونعاني تحديات اقتصادية لا طاقة لنا بها ، من ارتفاع فاحش للأسعار وغلاء معيشة وضرائب لا حصر ولا نهاية لها ، وعن هذا الجانب الاقتصادي أوجه تساؤلاتي لكم يا من تقولون أنكم " ضيوف " ، ألا تشعرون بما يشعر به أبناء شرقي النهر من ضنك العيش ! ألا تشترون الخبز مثلهم ! ألا تشترون الوقود لمدافئكم ! ألا تذهبون للأسواق كباقي المواطنين ! هم يضجون بصوتهم عاليا جراء هذه المعاناة وأنتم لا ، غريب أمركم .
ما تحدثت عنه في الجانب الاقتصادي يا أبناء هذا الوطن لا يمكن أن نفصله عن الجانب السياسي اللاحق له ، فما يحدث اقتصاديا لا يمكن أن يكون له إلا هدف واحد ألا وهو إفقار الوطن والمواطن تمهيدا لإيصاله لحالة لا يملك فيها إلا الرضوخ والقبول بما يفرض عليه من حلول اقتصادية سواء كانت من الداخل أو من الخارج ، والنهج السياسي الذي يمارس في بلدنا حاليا لا نرى فيه إلا ارتهانا لتوصيات صندوق النقد الدولي التي تتماهى مع المشاريع الاستعمارية الجديدة في الشرق الأوسط ، وللأسف بتنا نشاهد دوراً عربياً وإقليمياً ضاغطاً على بلدنا وبقسوة للقبول بهذا المشاريع وعلى رأسها مشروع صفقة القرن اللعين ، والذي إن تم تمريره فلن يتبقى لكم أيها " الضيوف " إلا عض الأصابع ندما على مواقفكم السلبية تجاه بلدكم ، بل ربما ستستقبلون ضيوفا جدد من غربي النهر بعد أن كنتم تأملون العودة جوارهم يوما ما ، فشعار مشروع القرن يا " ضيوف " هو أن الأردن هي فلسطين وهو ( الوطن البديل ) الذي تخشونه ونخشاه ، ألا تدركون هذا الأمر ضيوفنا الأعزاء !
وآسفـــآه على من كان الجميع يشهد لهم بالفهم العميق للسياسة وألاعيبها من أبناء غربي النهر، وآسفـــآه عندما نرى أبناء شرقي النهر في هذا الوطن يخرجون وحدهم أسبوعيا وتحت ظروف جوية قاسية للهتاف والتنديد بما يجري من سياسات ، وللضغط على أصحاب القرار السياسي والاقتصادي في البلد لتخفيف العبء الاقتصادي عن كاهل المواطنين اللذين انتم جزء منهم ولتغيير هذا النهج الذي يسير بنا إلى المجهول ، وآسفـــآه عندما لا نراكم بجوارهم في الساحات ، فمنذ خمسة أسابيع وأنا أتلمس وجودكم معهم ولا أرى إلا إعدادا قليلة لا تكاد تذكر قياسا بالحضور من أبناء الأردن شرقي النهر .
همسة لكم يا أبناء الأردن من غربي النهر خاصة أنتم أبناء المخيمات ، إن اعتقدتم أن قضية فلسطين هي قضيتكم وحدكم فأنتم واهمون فهي قضية كل مسلم وأردني وعربي مثلكم تماما ، وإن اعتقدتم أن قضية فلسطين قضية منفصلة عما يجري في هذا الوطن فأنتم واهمون أيضا ، فما يجري ويدور حاليا إن كتب له النجاح للأسف لن تكون نهايته إلا إقامة الجنازة الرسمية للقضية الفلسطينية التي خذلتموها منذ أن درجت على لسانكم كلمة نحن " ضيوف " ، وستكونون الخاسر الأكبر بسبب سلبيتكم وعدم مشاركتكم لإخوانكم ممن يخرجون دفاعا عن لقمة عيشكم ودفاعا عن قضيتكم الفلسطينية ، فقد كان حرياً بكم أن تخرجوا لتطالبوا بأراضيكم المحتلة من الصهاينة على الأقل ، أخرجوا عسى أن يأتي يوما تعودوا فيه إلى أرضكم المحتلة عندها قولوا ما بدا لكم ، قولوا كنا ضيوفا في الأردن والآن نريد استقلالنا الفلسطيني ، قولوها ولن ينزعج منكم أحد بل ستجدون دعماً من كل الأمة وخاصة من أهلكم في الأردن .
وهنا أرغب بتذكيركم أيها " الضيوف " بأنكم أردنيون بموجب قرارات مؤتمر أريحا الذي عقد في عام 1949 وذلك قبل أن ينظم دستور المملكة الأردنية الهاشمية في عام 1952 والذي اعتبر المملكة الأردنية الهاشمية دولة ذات سيادة على أراضيها والتي هي ( الضفتين الشرقية والغربية ) أي أنكم جئتم من أرض أردنية وهي الضفة الغربية إلى هذه المخيمات والتي هي أيضا أرض أردنية في الضفة الشرقية ، بسبب الاحتلال الصهيوني لأراضيكم ، بمعنى أنكم لم تغادروا بلدكم ، كما أن قرار فك الارتباط مع الضفة الغربية الذي صدر عام 1988 هو قرار غير دستوري وغير قانوني وذلك بحكم القضاء الأردني ، وأسباب اتخاذ هذا القرار لم تعد خافية على أحد حيث كان تمهيدا لتوقيع معاهدات أوسلو ووادي عربة المشؤومتين .
لي همسة أخيرة لكم وهي التمني على الله أن نراكم بين إخوانكم في الفعاليات المختلفة دفاعا وحماية للبلد والوطن الذي تعيشون في كنفه منذ سبعة عقود ، وهذا أقل ما يمكن أن تقدموه لبلدكم قبل أن تصبحوا معازيب لضيوف جدد في هذا الوطن لا قدر الله .

ماجد عبد العزيز غانم
عمان
الأحد 30/12/2018
هاتف 0780019308
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتقال متظاهرين أغلقوا جسر البوابة الذهبية في كاليفورنيا بعد


.. عبد السلام العسال: حول طوفان الأقصى في تخليد ذكرى يوم الأرض




.. Britain & Arabs - To Your Left: Palestine | الاستعمار الكلاس


.. الفصائل الفلسطينية تسيطر على طائرة مسيرة إسرائيلية بخان يونس




.. مسيرة في نيويورك لدعم غزة والشرطة الأمريكية تعتقل المتظاهرين