الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
اليوم الاخير من عام2018
سليم نزال
2019 / 1 / 1حقوق الانسان
اليوم الاخير من عام2018
سليم نزال
لدى تقليد عمره اعوام طويلة الا و هو انى احب ان اسير حول الحى فى اخر يوم من السنة.لا اعرف كيف جاتنى هذه الخاطرة و لعلها حصلت من قبيل المصادفة لا اكثر .كل ما اقوم به هو ان اعمل جولة فى الحى .انظر الى الناس فى اخر يوم فى السنة.اتامل وجوههم و استمع احيانا لكلام عابر.
سرت بهدوء بين البيوت التى اعرفها جيدا . لا اعرف كل سكان الحى الا الذين بقوا فى الحى و لم يرحلوا الى اماكن اخرى .اما الجدد فلا اعرفهم ابدا .كما ان هناك منهم من رحل الى العالم الاخر .منهم رجل امريكى كان طيارا فى الحرب العالمية الثانية.و جاءت به الاقدار و تزوج من امراة نرويجية و بقى هناك .كنت دوما اراه يسير مع كلبه كل مساء .سالته مرة ان كان قد قتل احدا فى الحرب قال لا اعرف و امل انى لم اقتل احدا .
و منهم رجل كان رئيسا لادارة الحى .و كان يتحرك و يتصرف فى اجتماعات الحى كانه رئيس بلد.و لذا كان يبدو لى رجلا طريفا .سالت عنه مره فقيل لى انه توفى و لم اعرف بذلك لانى ربما كنت خارج البلاد .
اسير و انا افكر فى الحياة,الى اين تمضى الحياة بمصير البشر .تحدثت مع صديقة اعرفها من زمن طويل .و لم تزل كما هى تهتم بالاسئلة الوجودية و تسال ان كنت اشعر بالحزن لوداع عام .و انا اعرف من سؤالها انها حزينة .قلت سيمضى العام بعد ساعات فاستعدى للعام القادم .لا وقت لللاحزان .لدينا ما يكفى منه .
لا ادرى لماذا اشعر ان الناس فى اليوم الاخير يستعجلون نهاية العام .كانهم يتشوقون لمعرفه العام الجديد او كان القديم بات ثقلا يريدون التخلص منه .
لم اعد اذكر اسم الكاتب الذى قال ان العام الجديد هو فصل من الحياة ينتظر ان نكتبه ! و هذا ما سنفعله!
التقى باحد الجيران و هو تشيلى لا يفكر الا فى الثورة الاممية .لكنى لم ادعه يتحدث فى هذه المواضيع .حييته و تمنيت له عاما سعيدا و مضيت .
انه وقت التامل و من اجل ذلك على المرء ان يكون وحيدا .ذهبت الى مقهى و جلست استمع للموسيقى و اتامل كل ما حولى .ثم عادرت المقهى .
كنت اسير و كان الثلج يتساقط و انا اتامل كل شىء حولى و كل شىء كان ابيضا الاشجار و البيوت و الارض و حتى السماء كانت مدلهمة و تميل للبياض !
.مرت من فوقى طيور لا اعرف كيف تستطيع الطيران فى هذا الجو البارد .كما لا اعرف كيف تعيش و كيف تدفىء نفسها من البرد .مر اطفال و هم يلقون على بعضهم البعض ثلجا و هم فرحون .كادت ان تصيبنى (شظيه)
ثلج فى معمعان حربهم البريئة .انتبهوا لذلك و صار الطفل الاخر يصوب بدقة اكثر باتجاه زميله .
سرت و انا افكر فى مسيرة حياتى منذ ان كنت ولدا الى الان .مسيرة حياتى هى مثل مسيرة اى مخلوق على الارض .الالام و صعاب مصحوبة بالامال . امال تتكسر على صخرة الواقع و امال تنمو من جديد .
فكرت كم التقيت من بشر من خلال مسيرة الحياة .اشخاص ربما من لا يقل عن اربعين بلدا و ربما اكثر ا.و كل تلك الحوارات الجميلة التى كانت تجرى فى تلك المراحل من العمر و كل هؤلاء الاشخاص الذين مضى كل الى سبيله و بات من الصعب تذكر الاسماء .اشعر بسعادة انى التقيت كل هؤلاء و تعلمت منهم الكثير .و من خلالهم تعلمت عن ثقافات شعوب اخرى .و كل ذلك ساهم كما اعتقد فى تعميق رؤيتى نحو الحياة.
فكرت فى كل ذلك و لم ازل اسير و الثلج لم يزل يتساقط و قد بدا كل شىء من حولى هادئا تماما كانه الوقت الذى يسبف العاصف
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. كيف قارب أبو عبيدة بين عملية رفح وملف الأسرى وصفقة التبادل؟
.. الولايات المتحدة: اعتقال أكثر من 130 شخصا خلال احتجاجات مؤيد
.. حريق يلتهم خياما للاجئين السوريين في لبنان
.. الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين تجتاح الجامعات الأميركية في أ
.. السعودية تدين استمرار قوات الاحتلال في ارتكاب جرائم الحرب ال