الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تجربة عبد الناصر والقذافي الاشتراكية الشعبية، الفروق والموافقات!؟

سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)

2019 / 1 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


تجربة عبد الناصر الشعبوية الاشتراكية وتجربة القذافي؟
(الفروق والموافقات!)
*************************************
في تعليق على مقالة لي عن مصادر الفكر السياسي والاقتصادي (الطوباوي/المثالي) الذي تبناه العقيد القذافي ودونه في كتابه (الأخضر) المشؤوم وفرضه بقوة السلطة على الليبيين، فساقهم نحو هذا المستنقع الحالي الذي يتخبطون فيه، قال الصديق العزيز Tariq Elsahly:
"أعتقد أن العقيد الراحل معمر القذافي كان أقرب او في حالة تقمس و تأثر كبير بفكر و شخص الزعيم جمال عبد الناصر و الذي بدوره كانت له افكار مشابهة لماو تسي تونغ، فحركة الضباط الوحدويين الاحرار و انقلاب سبتمر على الملكية كان امتداد لحركة 23 يوليو في الظاهر و الاعم.. لا نستطيع على وجه الدقة التقريب بين القذافي وعبد الناصر من جهة و ماو من جهة اخرى لعدة اختلافات جوهرية منها انهم في تحالف دول عدم الانحياز مقابل المعسكر الشيوعي بزعامة الصين وروسيا، وايضا حكم ماو من خلال الحزب الواحد في حين ان القذافي في اخر السبعينات انتهج لحكم الفرد المطلق,,, لكن موضوع الثورة الثقافية و الكتاب الاحمر يضل من بعض سمات التشابهة مع ماو، اما البقية فأني أعزوها الي النزعة الناصرية القومية في ذلك الحين..... تحياتي"
***
فكان جوابي: "نعم أصبت في حديثك عن تأثر القذافي فيما يسمى بالديموقراطية الشعبية أو القومية غير الحزبية، أي الديموقراطية التي تقوم على فكرة تنظيم الشعب العامل في إطار سياسي واحد بدل من تفريقهم على عدة أحزاب!، وهي الفكرة التي تبناها عبد الناصر في كتابيه (فلسفة الثورة) و(الميثاق) وعلى أساسها رفض التعددية الحزبية ثم تم انشاء (الاتحاد الاشتراكي العربي) باعتباره الشكل الصحيح للديموقراطية الشعبية!! ... والقذافي قبل بهذه الفكرة لفترة معينة في بداية استيلائه على السلطة لكنه اعجب من ناحية أخرى بنموذج الديموقراطية الشعبية الصينية وإلى حد ما نموذج حكم (السوفيتات) أي نظام مجالس الحكم المحلي الأساسية للعمال وهي تشبه لحد كبير فكرة المؤتمرات الشعبية الأساسية حيث يناقش العمال والفلاحون قضاياهم في هذه المجالس والمؤتمرات المحلية الأساسية (السوفيتات) ثم يرسلون مندوبيهم إلى مؤتمر شعبي عام (مجلس السوفييت الأعلى) بقراراتهم وتوصياتهم!.. إلا أن الشيء المختلف الذي حذفه القذافي من التجربة الديموقراطية الشعبية الصينية والسوفيتية هو وجود حزب حاكم!.. وادعى أن الشعب يجب أن يكون حرًا في مؤتمراته الشعبية الاساسية بدون حزب قائد وحاكم!.. لكنه لم يلبث أن اخترع (حركة اللجان الثورية) كتنظيم سياسي وحركي وثوروي وحيد تكون مهمته دفع المؤتمرات الشعبية وفق توجيهاته كقائد للثورة (المعلم والملهم والفريد) وحماية المؤتمرات من تغلغل اعداء الثورة و(اليمين الرجعي)!... وهكذا فالحقيقة أن القذافي وبعد أن تخلى عن فكرة الاتحاد الاشتراكي العربي كاطار للتنظيم الشعبي والتي كانت عمدة فكرة الديموقراطية الشعبية عند عبد الناصر استنسخ تجربة الصين وروسيا الشعبية ولكن برفض فكرة الحزب الحاكم وهو اختلاف شكلي فقط لأن اللجان الثورية هي في حقيقتها حزب قائد وذراع سياسية للقذافي!.. فالعبرة ليس بالأسماء بل بالمسميات وحقائق الأشياء!.. فلو سميت الملح سكرًا، فالتسمية لن تغيّر من طبيعة وحقيقة الملح!.. فهكذا حال وطبيعة حركة وتنظيم اللجان الثورية فهي في حقيقتها التنظيم السياسي الحاكم والقائد للدولة!. هي حزب واحد قائد ومسيطر وغير معلن كحزب تابع لقائد الدولة ورأس النظام!!.
هذا من الناحية السياسية أما من الناحية الاقتصادية، فياليت القذافي اختار لنا اشتراكية عبد الناصر (المعتدلة) - إلى حد ما - التي لم تلغِ التجارة ولا المحاماة الخاصة والطب الخاص ولا صناعة السينما وإلا لهان الأمر ولكنه اختار لنا اشتركية متطرفة شبه شيوعية تقوم على مبدأ الغاء الربح والتجارة بل واعتبار الادخار الزائد عن حاجتك هو حاجة انسان آخر (!!!) لهذا إذا كان عندك بيت اضافي فهو حق انسان آخر ويجب بقوة الثورة تصحيح هذا الوضع (الظالم) وتمليك هذا المواطن عديم السكن الخاص به بيتك الزائد عن حاجتك شاء من شاء وأبى من أبى !!.. فهي اشتراكية شيوعية تتناقض مع الاسلام والليبرالية والعقل الاقتصادي الرشيد وليست كاشتراكية عبد الناصر التي ربما نقول أنها معتدلة لحد ما بالقياس لإشتراكية القذافي المتطرفة شبه الشيوعية!!.. وإن كان كلاهما - سواء نموذج اشتراكية عبد الناصر أو نموذج اشتراكية القذافي - كانت ثمرتهما الواقعية حنظلًا مرًا وشرًا عظيماً لازالت مصر وليبيا تدفعان ثمنه حتى اليوم سواء في الاقتصاد أو الاخلاقيات العامة ... تحياتي"
سليم نصر الرقعي 2018
(*) لا يزال موقفي من (الشيوعية) و(الديموقراطية الشعبية المباشرة) كما هو وهي أنها أفكار ونظريات مثالية طوباوية غير قابلة للتطبيق الفعلي الرشيد والمفيد في واقع البشر الحاليين بغرائزهم وطبائعهم الحالية إلا إذا تمكنا من اختراع مخلوق بشري نموذجي جديد غير هذا المخلوق البشري الذي خلقه الخالق على هذه الطبيعة المزدوجة من تداخل الخير والشر، والفجور والتقوى ، والأنانية والاجتماعية، والحيوانية والروحانية..... الخ ... فإذا خلقنا إنسانًا نموذجيًا كاملًا غير هذا الذي عندنا الآن يمكن عندها - وعندها فقط - تطبيق الشيوعية والديموقراطية الشعبية المباشرة اللاسلطوية بكل سهولة وبشطل يحقق الفاعلية والكفاءة للنظام الاجتماعي!.. وأما غير هذا فإن أي محاولة لفرض هذه الأفكار المثالية الافتراضية الطوباوية والاحلام الرومانسية سيتحول إلى كوابيس مرعبة ومدمرة للبشر!.. لهذا أنا أؤمن أن هذه الافكار المثالية يجب أن تبقى في خانة المثل الجميلة والنبيلة العليا التي يتطلع اليها البشر في تعطشهم الاخلاقي للعدالة المطلقة والمساواة المطلقة والحياة العادلة والفاضلة ... فهي من موقعها هذا - من عالم المثل - تساعدنا في تحسين وتطوير أنظمتنا الاجتماعية ومحاولة الارتقاء بها إلى أسمى قدر ممكن مع ضرورة ادراكنا أن تطابق (الواقع البشري الفعلي) مع (المثل العليا) أمر مستحيل وغير ممكن!.. أي كحال المتدينين المتنطعين الذين يحاولون خلق مجتمعات مؤمنة ومتدينة بشكل طهوري وملاكي تام !!.. وهو الأمر الذي لم يتحقق حتى على يد الرسل والانبياء!... لابد من الواقعية والعقلانية السياسية لبناء مجتمعات تتحقق فيها العدالة النسبية وبأعلى ما تطيق قدراتنا البشرية المحدودة أما العدالة المطلقة والتامة فلن تتحقق إلا في الحياة الآخرة على يد الله الخالق العليم الخبير القدير وحده!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صواريخ إسرائيلية -تفتت إلى أشلاء- أفراد عائلة فلسطينية كاملة


.. دوي انفجارات في إيران: -ضبابية- في التفاصيل.. لماذا؟




.. دعوات للتهدئة بين طهران وتل أبيب وتحذيرات من اتساع رقعة الصر


.. سفارة أمريكا في إسرائيل تمنع موظفيها وأسرهم من السفر خارج تل




.. قوات الاحتلال تعتدي على فلسطيني عند حاجز قلنديا