الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الملاحقة الأمنية في رواية -الوطن عندما يخون- عادل الأسطة

رائد الحواري

2019 / 1 / 1
الادب والفن


الملاحقة الأمنية في رواية
"الوطن عندما يخون"
عادل الأسطة
تعتبر هذه الرواية تكملة لرواية "ليل الضفة الطويل"، حيث أن طريقة السرد واحدة ، "تداعيات ضمير المخاطب" والمضمون متقارب، لكنه في الرواية "عندما يخون الوطن" يركز السارد على الجانب الشخصي، أكثر ما يركز على المجتمع/الشارع/ كما أننا نجد عقد الأمن والمخبرين هي المسيطرة والطاغية والمؤثرة على مجرى الأحداث.
من منا لا يتذكر "رجب إسماعيل"؟ ذاك الإنسان الذي لاقى الأمرين من النظام الرسمي العربي في "شرق المتوسط"، ومن منا في المنطقة العربية لم تلاحقه وتراقبه (أجهزة الأمن) وتحسب عليه أنفاسه، وتواجهه بالجريمة الكبيرة: أين ذهبت ومتى رجعت، وأين درست ومن هم أصحابك؟، وكم شخص راجع تلك الأجهزة التي هددته بالفصل من العمل والمنع من السفر والاعتقال، ومنهم من كان يتدخل حتى في زواجك، فيقول لك: "ما حدى ضربك على إيدك وقلك تزوج من ..."، وبكل تجرد نقول أن (الأجهزة الأمنية) هي "رقيب عتيد، يعلمون ما تفعلون" ينغصون علينا حياتنا، ولم نجد منهم إلا القهر والاضطهاد والقمع والخوف، فمتى ننتهي منهم ونتخلص من امنهم؟.
إذن هناك هاجس الملاحقة الأمنية عند السارد وهو متأثر بشخصية "رجب إسماعيل" في شرق المتوسط: "لا أيها الرفيق أنا لست رجب "شرق المتوسط" ص78، وكأنه من خلال هذه الراوية يقدم لنا "رجب" آخر لكنه معروف، أنه "رجب" فلسطين، كما أنه هنا يشكل شخصية حقيقية، وهذا ما نلمسه من أحداث الرواية.
هناك عدد الكبير من الروايات العربية تناولت مسألة الحريات والقمع السياسي الذي تعرض له المواطن في المنطقة العربية، ونحن في فلسطين لنا العدد الأكبر من تلك الروايات، فنحن عشتنا أربعة عهود من القمع والاضطهاد، الاحتلال الإنجليزي، والعهد الأردني، والاحتلال الإسرائيلي، والسلطة الفلسطينية ـ بشقيها ـ الضفة وغزة ـ .
في رواية "الوطن عندما يخون" تتحدث عن هاجس الأمن عند السارد، فهو يعيش حالة من (الملاحقة) الأمنية التي تعكر عليه صفوة الحياة، وهذه الحالة لم تأتي من فراغ، بل لها جذور وآثار وشواهد واقعية، لهذا نجد السارد صدامي، لا يعرف المهادنة أو المجاملة، فالملاحقة الأمنية التي يتعرض لها تجعله يتعامل مع الأمور: (إما أبيض أو أسود)، ولا يوجد مكان أو مساحة للخط الرمادي، حتى في علاقته العاطفية يكشف حقيقة النساء التي تعرف عليهن ويواجهن بحقيقتهن، كما نجده صادق/متصالح مع ذاته، ومتصارع/صدامي مع المجتمع/الآخرين، فالسارد يبدو لنا وكأنه نبي هذا العصر، يهاجم الاحتلال، النظام الأردني، الفصائل، شرائح المجتمع التي يتعامل معها، ولا يستثني أحدا منهم، فهو يدعو لقيام (دين/مجتمع جديد) بعيدا عن النفاق والمنافقين، ويريد من كل ـ الدول/ الأفراد/المؤسسات/التنظيمات ـ أن يكونوا أنقياء منسجمين بين ما يقولون وما يفعلون، ولا مجال للخطأ أو تجاوز حدود الأخلاق والمثل التي يراها/يريدها ان تسود في المجتمع وعند الأفراد.
إذن هاجس الامن ورجال الأمن هو العنصر المؤثر في شخصية السارد، فكل علاقته مبنية على النقاء والظهارة بعيدا عن قذارة الأمن وأجهزة الأمن، فهما العدو: "... وتتساءل عن المخبرين الكثر هنا، هؤلاء الذين يتصلون بجهات عديدة هنا وهناك، شرق النهر وغربه، شرق المتوسط وغره وتهمس: "هل يمكن أن يتحول العالم كله إلى مخبرين؟"" ص5، الحديث السابق يجعلنا نتساءل: "هل يمكننا العيش بطريقة سوية، ضمن حالة المراقبة الأمنية؟، بالتأكيد الإجابة ستكون بالنفي، لهذا السارد في حالة صداع ومواجهة مع الأجهزة الأمنية ومخبريها.
في المنقطة العربية هناك تنسيق (أمني) بين كافة الدولة، الدول الصديقة والدول المعادية، فكلهم يعملون معا لتضيق على المواطن ومحاصرته ومراقبته: " فمن أنا حتى أشغل ثلاث دوول وعشرين فصيلا، كيف صدق الإسرائيليون أن سمير سينسف حيفا؟، وكيف يصدق الألمان والإسرائيليون والأردنيون والفصائل الفلسطينية أنني خطر، لا لست محور العالم" ص19، الأمن هو العامل الجامع والموحد بين كل الفرقاء، فهم يتعاونون ويتبادلون المعلومات وكأنهم أصدقاء أو حلفاء، فالأمن هو الجامع بين كل ما هو رسمي، لهذا على المواطن أن يكون هو الجهة المعادية/النقيضة لهم.
"وأثناء تواجد السارد في جمهورية ألمانيا الديمقراطية للدراسة، وبعد أن يتعرض لمضايقات امنية، تحول دون أنهاء معاملاته لحصول على شهادة "دكتور": "...ألم اقل إن الألمان لا يغيرون مواقفهم إلا بعد أن يدلي المخبرون هنا، بدلوهم" ص45. فرغم أنه درس في دولة اشتراكية إلا أنها كدولة تهتم بالأمن أكثر من اهتمامها بتطبيق الاشتراكية.
وفي فترة انشقاق "فتح الانتفاضة" نجد السارد يتعرض لمضايقات أمنية من عناصر حركة فتح، فهم يتعاملون كأجهزة أمنية أكثر منهم أفراد تنظيم سياسي: "...ويطلبون من بعض معارفك أن يعيدوا على مسامعك ما كتبت، وأن يوحوا لك بأنهم يعرفون كل صغيرة وكبيرة في منزلك، أنهم يعرفون لأدق خصوصياتك" ص65و66، إذن الملاحقة والرقابة الأمنية ليست متعلقة بالدول المستقلة، بل أيضا بالتنظيمات الفلسطينية، والتي تمارس عين الدور القذر للأجهزة الأمنية.
عناصر التنظيمات لا يقلون مراقبة وملاحقة من الأجهزة الأمنية في الدول المستقلة، فهم يتابعون حركات السارد لأنه يكتب ما لا يرضيهم، فيعتبرونه معارض لهم، بمعنى أدق، أنه مع الطرف المنشق: "وتدرك أنهم سوف يرسلون لك، صباح الخميس واحدا من أقاربك ليعرف أن كنت نهضت من نومك أم لا؟ وليتأكدوا، من ثم، من مشاهدتك الفلم" ص66، هناك متابعة أمنة تطال كل تفاصيل حياة السارد، فيبدو وكأنه الشغل الشاغل لحركة "فتح" ولا يوجد شيء سوى مراقبة السارد، ومعرفة كل شيء عنه.
"وكنت تعرف أنهم يتفحصون، في أثناء غيابك عن منزلك، ملابسك ويتعرفون على مصدرها، كما كانوا أيضا يتفحصون ملابسك الداخلية لملاحظة ما عليها من علامات" ص67، لهذا نقول أن دور المخبرين ورجال الأمن دور قذر، وهم يقومون بأعمال تافهة وحقيرة، أليس التدقيق بالملابس الداخلية يشير إلى حالة الانحطاط والقذارة؟.
ويضيف عن الدور القذر الذي تمارسه عناصر التنظيمات الفلسطينية: "وتبدو أن لعبة التواريخ لعبة مملة، يذكرونك بتاريخ ميلادك وتاريخ زواجك، وتريخ تعينك في الجامعة، وتاريخ عودتك" ص76، اعتقد أنه رغم تفاهة هذه المعلومات إلا أنها تشكل تنغيص على السارد، فهي معلومات عادية ولا تقدم أو تأخير، لكن مكاشفة السارد بها، تشير إلى أنه مراقب وملاحق من قبل عناصر التنظيمات.
ولم يقتصر الامر على حركة فتح، بل نجد عناصر الجبهة الشعبية يقومون أيضا بدور المخبر والمراقب: "وحين يدعوك رفيق من الجبهة الشعبية لتشربا معا القهوة تستبدل كأسا بأخرى، مخاطبا الرفيق: "لا أفضل القهوة التي يكون ثمة رغوة أعلاها، تقول ذلك وأنت تدرك أن مادة ما وضعت في كأسك خصيصا، مادة تسبب لشارب القهوة صداعا يبعد عنه النوم حتى ساعات الصباح" ص77، إذن (الكل في الهوى سوا) التنظيمات اليسارية والوطنية تمارس نفس الدور، كما هو الحال بالنسبة للدول، فالدول الصديقة والدول الشقيقة والدول المعادية تجتمع معا وتوحد جهودها لمراقبة وملاحقة المواطنين.
لكثرة الملاحقات والمراقبة الحثيثة للسارد أصبح بهذا الوضع: "هل يتحول العالم كله إلى مخبر؟ أنت ولا شك رجل الخيبة بامتياز!" أيها السادة لو قلت لكم كل ما يجري معي فلن تصدقوني، لن أكون في نظركم سوى مجنون يهذي، سوى مريض نفسي" ص81، يبين لنا السارد حالته بعد تلك الملاحقات والرقابة التي يتعرض لها، مما جعله مأزوم نفسيا، فحالة المراقبة والملاحقة جعلته بوضع غير سوي، وهذا ما عبر عنه في الفقرة السابقة.
فالسارد بدأت حالته النفسية في التردي، حتى بدت الأشياء الجميلة بشعة وتمارس دورا قذرا: "وكم من قمر يتحول أيضا إلى مخبر يراقبك كما يراقب القمر" ص84، وإن كان هذا الكلام يحمل شيئا من المغالاة إلا أنه يشير إلى الحالة الصعبة التي وصل إليها السارد، فقد بدأ يفقد عناصر الجمال والفرح والتي من المفترض أن تخفف عنه لا أن تزيد عليه، فبعد أن فقد عنصر الطبيعة/القمر، ها هي المرأة التي من المفترض أن تكون عامل تخفيف وتهدئة، تتحول إلى عامل ضغط: "وتعرف أن المرأة تراقبك، وأنها تحصي عليك حركاتك لنقلها إلى جهة معينة، ويشاركها جيران آخرون فيما تفعل وفيما تقول" ص88، لقد اجتمع الأصدقاء والرفاق والأهل والطبيعة على السارد، فتحول كل ما حوله إلى عناصر أمن تراقب وتلاحق السارد، وكأنه مركز الكون وكل الأجرام تدور في فلكه، لكنها هنا لمراقبته وملاحقته، وليس حبا فيه، فأن تتحول النساء إلى عناصر أمن فهذه ذروة المأساة: "لقد اختار كل فصيل فتاة معينة تتابعك وتغامزك وتحاورك، ولم تشذ الفصائل الإسلامية عن هذا، لقد كرروا معك ما بدأه الموساد، وما تبعه الألمان" ص91، بهذا الكلام يمكننا أن القول أن السارد محاصر ومراقب وملاحق من كافة الجهات، الاصدقاء والأشقاء والأعداء، فلم يبقى له سند إلا نفسه.
الأب
غالبية الأعمال الروائية التي تحدثت عن الاعتقال تناولت الأب بصورة سلبية، فهو يتماثل ببطشه مع النظام الرسمي، لهذا غالبا ما يأتي الأب بصورة سلبية، وفي رواية "الوطن عندما يخون" نجد السارد يقدم الأب بصورة سلبية، فطريقة تعامله قاسية: "تصغي إلى أبيك، ذات يوم، قائلا: أنك مذبذب ومنافق، وتضحك من عبارته، "سوف اكتب عنك، ذات مرة، أيها الأب، رواية" نرد على أبيك" ص13، فهذه المعاملة القاسية تجعل السارد يتعامل مع الأب كشخص غريب، شخص يزيد عليه من ثقل الواقع، لهذا نجده يفكر بالرد على هذه المعاملة القاسية من خلال عمل رواية تتحدث عن الأب وسلوكه.
يبدو أن أب السارد كان يحمل الكثير من العيوب وهذا ما جاء في الرواية: "كيف أرسم صورة لأبي؟ كان أبناء المخيم ينادونني باسم أمي، الذي عرفوه وهم يصغون إلى كلام أبي في البيت، أبي الذي لم يحفظ سرا ولم يفكر في الآخرين اطلاقا" ص14، وهنا تأكيد على المعاملة القاسية التي كان يعامل بها الأب أهلة بيته، من الأبناء إلى الزوجة، فكان صوته مرتفعا ولا يعرف حرمة البيت وأسراره.
وهذا الأب كان يتماثل بسلوكه مع النظام الرسمي العربي: "يتخاصم أبوك مع أخيه فتتخاصم تلقائيا، مع أبناء عمك، وتدرك الآن، بعد ثلاثين عاما، أن أباك ليس سوى نسخة عن الحاكم العربي" ص15، فهنا الربط صحيح ومتماثلا تماما، فلا فرق بين نتائج نزاع الأب مع أخيه، وبين نزاعات الأنظمة الرسمية العربية.
فأثر الأب على السارد جعله يغرق في السلبية، ويبرر سلوكه غير السوي على أنه ناتج من عامل وراثي: "أعرف أنني ثرثار، لقد ورثت هذه الصفة عن أبي الذي اكتسبها من الحاكم العربي" ص63، عندما نصل إلى التبرير فأننا نكون في الحضيض، بحيث لا نفكر لنتقدم إلى الأمام، بل نفكر لإيجاد مبررات لهفواتنا ولأخطائنا.
الملاحقة الأمنية وأثرها
كثرة الضغط لا بد أن تترك أثرا على الإنسان، مهما كان صلبا، فالسارد يركز في أكثر من موضع في الراوية على صفته العلمية، فهو حصل على درجة دكتور من المانيا، وقد عانا كثيرا قبل أن يستلم الشهادة لأسباب سياسية/أمنية، مما جعل الشهادة تأخذ أهمية استثنائية عند السارد، فهو تعب قبل أن يحصل على (الورق) التي تخوله ليعمل، لهذا نجده متعلق بها، كما أنها تعتبر ـ بطريقة أخرى ـ وسيلة دفاع، فمن المفترض أن يعامل كشخص مثقف/متعلم وليس كمجرم، وإذا ما عرفنا أنه يتعرض للمراقبة والملاحقة الأمنية، ومن كافة الاتجاهات، يمكننا أن نتفهم حرصه على مناداته من خصومه وملاحقيه بكلمة "دكتور".
يحدثنا عن حوار تم مع أحد الرفاق في كافتيريا الجامعة: " تختلف لهجة الرفيق بين فينة وأخرى، يخاطبك تارة باسمك وطورا يمنحك اللقب، وثالثة يقول لك يا أخ، ورابعة يناديك يا رفيق" ص63، من هنا يمكننا أن نتأكد أن السارد يتعاطى مع "اللقب" كوسيلة حماية أكثر منه وجاهة أو ترفع على الآخرين.
ونجد هذا الأمر من دكتور في الجامعة: "يناديك تارة باللقب وطورا بدونه ويسقطه عنك قصدا إذا ما اختلفتما سياسيا" ص126.
السارد
كما هو الحال في رواية "ليل الضفة الطويل" يستخدم السارد أسلوب "تداعيات ضمير المخاطب" وهذا الشكل من السرد يقربنا من العمل الأدبي، وهو يعمل على كسر وتيرة السرد ليخفف من وطأة الأحداث على القارئ: "لا. لا. أنا لست كاتبا روائيا، وما رغبت يوما في أن أكون كذلك، أنني أكسر الزمن بطريقة مزعجة ومربكة جدا للناقد الروائي، فماذا سيقول القارئ؟" ص29، بهذا الشكل يعمل السارد على تخفيف حدة الأحداث المؤلمة.
ويخبرنا ـ كما هو الحال في رواية "ليل الضفة الطويل" عن الصعوبات والمضايقات والتهديد الذي تعرض له لأنه يكتب عن سلبيات الكل، وطريقة نهجهم القذرة: "...أرادوا أن تبيغي رسالة: كف عن الكتابة وإلا!، وإذا أرادوا أن يقتلوا فليقتلوا، ولن ألجأ، شخصيا، إلى استخدام السلاح دفاعا عن نفسي" ص57، وهذا دافعا لنا لنتقدم من الرواية باهتمام ولنتوقف عند أحداثها.
وكتأكيد على حقيقة الأحداث يقول السارد: "منذ فترة وأنت تفكر في كتابة رواية عن الحاكم العربي، صحيح انني لا أكتب إلا عن تجربة أحياها" ص ص63، وهذا ايضا يسهم في اعطاء الرواية اهتماما استثنائيا، فهي حقيقية، وعاش أحداثها السارد.
ويجعلنا نؤيده في كتابة الرواية من خلال: "وتقرر أن تكتب عن فتيات معنيات دون غرهن، وذلك لأنهن يشكلن حضورا ينبغي أن يشار إليه حين يكتب المرء عن الوطن والخيانة" ص90، فهو هنا يقدمنا من الرواية من خلال استثارتنا بالحديث عن الفتيات، فهو على دراية بالطريق التي تجعل القارئ يتقدم من العمل الأدبي، لهذا اختار الفتيات.
زمن كتابة الرواية 1996، ونشرت الطبعة الأولى 2014، دون اسم لدار نشر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفيلم اللبنانى المصرى أرزة يشارك فى مهرجان ترايبيكا السينما


.. حلقة #زمن لهذا الأسبوع مليئة بالحكايات والمواضيع المهمة مع ا




.. الذكاء الاصطناعي يهدد صناعة السينما


.. الفنانة السودانية هند الطاهر: -قلبي مع كل أم سودانية وطفل في




.. من الكويت بروفسور بالهندسة الكيميائية والبيئية يقف لأول مرة