الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البناء و إعادة البناء النصي في المنحى السيامي ل: -لخضر خلفاوي -.

لخضر خلفاوي
(Lakhdar Khelfaoui)

2019 / 1 / 2
الادب والفن


ـ البناء و إعادة البناء النصي في المنحى السيامي لـ:
"لخضر خلفاوي ".
**
"خصوصية حالة و حكاية "، "حقيبة وزرية"، "تفرد" و مخاض" ـ نتاج نصوص "سيامية" تفاعليةولدت في نفس الفترة الزمنية ، المتورطان في هذه التجربة: المبدعة غادة غسان، و الروائي صالح جبار خلفاوي

* حالة خاصة ـ شعر ( نص جذري سيامي )
****
خصني القدر في كل شيء
بأشياء خاصة..
لي مع الله حكاية و قصة
كل منهما خاصة
و مع والدي و والدتي علاقة
خاصة
و مع بنات صلبي ..
و لي مع الأنثى أينما كان منبتها
نظرة خاصة
و لي مع اللغة ممارسة
خاصة
و في الشعر
و البيان أيضا علاقتنا
هي جد خاصة
و مع الإنسان تربطني به صلة
خاصة
حتى أخطائي و زلاتي مع هؤلاء
لا يمكن إلا أن تكون خاصة
ما عدا والدي و والدتي
-يغفر لي الله أخطائي و زلاتي
و كل إناث الدنيا التي أحبتني و أحببتها
و تغفر لي اللغة و الشعر
و الإنسانية
فيا ربي لماذا قلبي يشعر على الدوام
بهذا الخواء ..
و أنت تعلم علما خاصا
أني أمنحه مؤثرا للجميع
و علاَّمٌ أنت؛ أن بي قهرٌ يفوق ما به
من فقد و خصاصة !
*
لخضر: ( ـ ما رأيك فيما كتبت؟
ــ غادة غسان :
جميل .
ـ لخضر: هذا يعني ليس رائعا
و لم يعجبك ؟
ــ غادة غسان:
ـ نعم هو جميل لكنه لا يمثلكْ!
ـ سوف أعيد خلقه و تكوينه
حتى يروق للجميع ..
ــ غادة غسان:
أثق بحرفك، لكن هذه النسخة بها خصاصة ؛ ينتظر منك الأفضل، الأجود الأروع كما عهدناك!)

‎ (تفضلي إذن نسخته المجددة ، انتظر رأيكِ في عجالة يا أستاذة؟)

• حكاية خاصة ـ شعر..(نص سيامي أول)
..
منذ بداية خلقي
في بطن أمي كانت لي
مع رحمها أقصوصة
خاصة
أأشكركَ ربي أن خلقتني
لا أشبه بقية عبادك ؟
فحتى مع والدي علاقتنا
خاصة
و كأن وهن الحياة و وهنها
حملاني
و كنت أشعر بهما و أنا في
ظلمات ثلاث خاصة
اعتقدت أن النور
خارج الأرحام مبصرا
و له نكهته و بريقه و دفئه
فدونت برضاب الشعر الحر
في جيوب و جِيد و حصون
كل أنثى ارتطمت بي
قصيدة موشومة بصدق
الوجع و الغواية الخاصة
حتى بنات الصلب
علاقتي بهن علاقة تخجل
منها بساتين الورد جميعها
و أنا أُشيّد معابدا لهن
بمشاعري الخاصة
*
اللغة هذه ؛
هي حبيبتي بامتياز
و ممارستي لها
تغار منها كل أبجديات العالم
و ضادي تعانقني
تجامعني أجامعها،
أخبشها، تخبشني،
أخدشها و تخدشني
و أخمشها و تخمشني
أتوغلها، أكتبها، تكتبني
تحبل مني،
أحبل منها نحتضن سويا المفردات
التي أنجبناها معا
فننجب عند كل مخاض عسير
تزركشه الندوب
مفرداتنا الخاصة
تفتقر إليها كل معاجم الدنيا !
*
الإنسان وحده يتعبني
و يضنيني بحماقات الوجود
و بسوء المقاصد
يزرع بين ضلوعي
كل أحزان البشرية
فلماذا يا آدم ورّثتني
و ذريتك
أوزارا .. دكّت الدنيا
دكّا
و خرّت لها الجبال
و وازرتي لم تزر
أوزاركم المقيتة
*
حتى أوزاري ..
ندوبي ..
و زلاتي مع هؤلاء
جميعها خاصة!
باستثناء والدي
و من قذفني وهنا
إلى فلوات الوهن الكبير
-يغفر لي الله أوزاري
يتجاوز عن زلاتي
و هذي إناث الدنيا
التي احتوتني و أحببتها
تسامحني و تطبع بقبلها
على جبيني البربري المحموم
انطباعاتها الخاصة
و هذي اللغة تغفر لي
و الشعر
و الإنسانية ..جميعهم
يغفر
للآهات الحسنى
المتربعة على ندوبي
في كل الاتجاهات
و الدروب .
فيا ربي قل لي :
ماذا فعل التنقيط الدنيوي
بمفردة حوّاء ؟
-لماذا هذا القلب الموجوع
أُستُقدِمَ من خواء
فَزُرعتُ في خواء
و طرِدتُ إلى خواء له
خوار .. عظيم و مرهق
يرهق وجودي و جرحي
لماذا سلَّطت عليََ
كل هذا الخواء؟
و أنت تعلم علما خاصا
أني بالصبح و الأسحار
أمنح هذا القلب للجميع
مؤثرا على نفسي
و أنتَ علاَّمٌ ؛
أني غنيٌّ بك
لكن بي قهرٌ لا يسعه
كل هذا الخلاء !
الدنيا توجع هذا القلب
و تحت عرشك
مسائل تنتظر الإجابة
أهل تسمع مني النداء؟!
أنت لا ترد السائلين
والفقراء مثلي إليك
فمُرْ الخواء أن ينبت
زهرا .. في قلبي المذبوح
علني أخضرُّ بساتينا
و أكون أملا وهّاجا..
في قلوب المقهورين
و أن أكون بلسما
على صدور كل النّساء !
•لخضر خلفاوي | باريس
•٢٤ أكتوبر ٢٠١٨

- (- غادة غسان : النص رائع الآن ..المذكر المعتل! ... "ياهيك النص يا بلا!" الآن نصك رائع...يليق بك ...سعيييبدة بهذا النص جدااا أستاذ لخضر !) : (.. الآن أراه يتميّز عن الأول ـ الجذر ـ .. طوّعه أكثر، هل بإمكانك فعل ذلك؟ .. هو جميل لكن لا أدري لم يلامسني النص بعد من الداخل .. لا أدري لماذا أشعرُ أنه غير مشحون عاطفيا كفاية ...هو نص جميل ، لكني أتوخّى الأجمل والأكثر إبهارا...)
‎ـ إليك " أستاذة غادة " الآن توأم النصين المنصرمين المتساميين ، انتظرك رأيك، القصة هي أختهما التوأم.

*حقيبة وِزْرّيَّة ـ قصة ! (نص سيامي ثاني)
منذ بداية خلقي كانت لي مع القدر حكاية خاصة في كل شيء.. الأقصوصة بدأت في رحاب بطن أمي، أتساءل هل أشكر ربي أنه خلقتني لا أشبه بقية عباده .. في شيء! علاقتي بوالدي كانت ذات خصوصية لا تشوبها شائبة الأمشاج المرتبطة بوهن على وهنه على وهنها ، وهنها و وهني حملاني على مضض الدنيا.. من ظلماتي الثلاث كنتُ أشعر برغبة خاصة لتقصي النور خارج أطر الاعتقال الجيني في عوالم العوالق و الممضوغات، خلقي بدأ بالإهانات ، علقة ثم مضغة ، فأتساءل بعمق الظلمات التي وطَّنوني فيها:
ترى من سوّلت له نفسه بصياغتي إلى علقة حقيرة ثم لاكني بأسنانه في تلك الأغوار الموحشة المظلمة ؟!
كنت اعتقدُ أن النور هناك بالخارج بصيرا و مبصرا ، فلا يعرف قيمة النور إلا من أُجبر على العيش في الظلمات،؛ أن له مذاقه الخاص و لذته و بريقه و دفئه كما أخبرني به "ملك الأرحام" و هو يسلّمني حقيبتي الوِزْرية المتعلقة بـ " المهام القذرة" الموكلة إلى كل إنسان مستقبلا: فيها اسمي و قسمتي و تقاصيل حياتي اللعينة على وجه الأرض و فيها وثائق يوم موتي و المتعلقة ببعثي حيا لأحاسب مجددا بعد عذاب الدنيا! . لم يكن لديّ أيّ خيار مذ مرحلة التخصيب في خصية أبي، كل ما أذكره أني قذفتُ على حين غفلة برفقة مئة مليون من رفاقي " الحيوانات".. كنتُ شاهد على أكبر مجزرة في تاريخ إنسانيتي المنوية.. منهم من مات من أثر صدمة القذف به ، و منهم من قتل بمجرد خروجه و منهم من اختنق في مستهل الرحلة و منهم من فشل و خرت قواه في السباحة قبل أن يصل و هلك مرتطما بأسوار ظلمات أمي .. ماتوا جميعهم و كنت أنا " الحيوان" الوحيد الذي أوصلته طاقة قذف أبي الهائج و مكنته بالارتطام بتلك الأسوار المنيعة لأُعتقل هناك. يعدها تم إخضاعي لكل التجارب قبل تصنيفي كـ" إنسان" حتى خلصت إلى هذا الكائن الممسوخ بهذه الصورة. بعد المسخ حاولت أن أنسى كل القصة المرتبطة بالقذف ، بالتعليق و بالمضغ و قد زودوني بأعضاء و حواس و عقل و قلبي هذا الذي لا يزال يتذكّر كيف مضغوه و بعد التصوير و التشكيل قذفوه و و سحبوه بعنف من رأسه الطرية مرة أخرى فيحرقه نور كاذب، ليكتشف بعد ذلك عدم صدقه، كانت "ظلمات أمي الثلاث" أرحم و أصدق .. قلب شاعر متعبُ حد النزف، لم أملُّ من تدوين برضاب الشعر الحر على جيد و جيوب إناثي المرتطمة بي أثناء رحلات و مراحل حياتي الطويلة الشاقة، في كل مرة أحمل في راحتي قصائدا خاصة موشومة بصدق الوجع و الغواية .. يستمرّ صدقي في الارتطام بفسق الأفئدة الأخرى . بساتين الدنى تخجل من الطهر الذي أحمله لبنات صلبي على أنعاش الفضيلة المغتالة و النقاء المسعف ، كنت راهبا متعبدا له معبده الخاص في مدن تتسكّع بين ثنايا الروح الذبيحة، روحي تسكن مخيّمات الحزن يسيّجها حراس الظلم الغلاظ و الجبروت السفاح. اللغة كانت ملاذي الوحيد و حبيبتي بامتياز إلى حد اعتبارها بأطهر و أشرف بغيّة تؤتيني نفسها و جسدها أنى شئت الفرق بين البغي المومس و لغتي ، أن لغتي لا تنتظر أن أُخرج محفظة نقودي و أبحث عن ورقة نقدية لأدفع لها الحساب؛ كل ما في الأمر أنها تعلم أني دَفعت مُسبقا قبل أن تُكتشف اللغة ، فقد كنت نشوة ، و غواية و نزوة حفظهن الرب بنفسه و بيديه المقدستين في " علبة محفوظة" في دولاب من دواليب العرش العظيم ، كلما مارستها تغار مني كل أبجديات الكون ، و عندما تعانقني " ضادي" تتبدد أضدادي إلى الأبد، تجامعني أجامعها، أخبشها، تخبشني، أخدشها و تخدشني و أخمشها و تخمشني أتوغلها، أكتبها، تكتبني تحبل مني، أحبل منها نحتضن سويا المفردات التي أنجبناها معا بعد كل مخاض عسير و جسدينا تغزوه الندوب فيها " جحافل "المؤنث السالم" و فيها أيضا جمع "المذكر المعلول" بسبب تجمّع الإناث المتسالمة "!.. مفرداتنا كانت خاصة تفتقر إليها كل معاجم الدنيا ! لا مشكلة لي مع المفردات و بنات أفكاري.. الإنسان بسوء مقاصده وحده هو الذي يضنيني بحماقاته الوجودية المتكررة المعلومة و المبنية للمجهول و "الغيبيات كذلك" ؛ جميعها تنذر و تفوح بروائح النصب و إن غاب النصب تُوكل المهمات " القذرة" للغة العادية "الأركائيكية" في تسليط سطوة "حركات الكسر أو الرّفع"!
ما أقبحكَ و ما أغرَّك يا أيها الإنسان و أنت تزرع بين ضلوعي قوافل الأحزان كما قالت صديقتي "غادة" .. لماذا؟ لماذا يا آدم ورثتني و ذريتك الأشقياء أوزارا دكّت الجبال دكا و وازرتي لم تزر شيئا و لا أوزاركم المقيتة. هذي أوزاري ، ندوبي و زلاتي من يفتديها ؟! لا أظنه والدي و لا أم الأوهان، فلواتُ وهني الكبير تكفي! أوزاري يغفرها لي الله مع زلاتي، و إناثي الرابضة في ذاكرة الوجع و التي احتوتني و أحبتني تصفح عني أيضا و لا تغادر إلا و هي تطبع على جبيني المحموم بوشومي البربرية انطباعاتها الخاصة ، و تغفر لي اللغة مثلما غفر لي الشعر و الإنسانية ، فقد قالها لهم صديقي الأديب الدمشقي " طلال" ذات يوم : لا تقربوا الأخضر و لغته فهو الشاعر الوحيد الذي تجيز له اللغة ما لا تجيزه لغيره! من "آهات الحُسنى" المتربّعة و المورّدة في كل الاتجاهات على دروب الوجع المتنامي في المقل .. أحيا.. كالحيوان!.
فقط، قل لي يا ربي : ماذا فعل تنقيط الدنيا بحواء ؟و كيف أُستُقدمَ هذا القلب الموجوع من خواء، و قد زُرعتُ في خُواء ، و طُرِدتُ إلى خواء له خوار عظيم يرهق وجودي متى و كيفما شاء! قلْ لي : لماذا ابتليتني بهذا الخواء؟ و أنت تعلم علما خاصا أني بالصبح و الأسحار
أمنح ما بقلبي للجميع مؤثرا على نفسي دون استثناء. علاَّمٌ أنتَ ؟! أوَ تعلمْ أني غنيٌّ بك لكن بي قهرٌ لا يسعه كل هذا الخلاء ! الدنيا موجعة و تحت عرشك مسائل لا حصر لها تنتظر الإجابة، ليتك تجيب النداء؟!
مُرْ الخواء يا ربّي .. و بعزتك هو مرٌّ ؛ أن يبرعم زهرا .. مُرْ النَّزف أن يتوقف من قلبي المذبوح علني أخضرُّ بساتينا و أكون أملا وهَّاجا في قلوب المقهورين و أن أكون بلسما على صدور كل النّساء !
ـ لخضر خلفاوي | باريس
25 أكتوبر 2018
(- غادة غسان : النص رائع الآن ..المذكر المعتل ... "ياهيك النص يا بلا!" الآن نصك رائع...يليق بك ...سعيييبدة بهذا النص جدااا أستاذ لخضر !)
ـــــ
قراءة في لواعج لخضر لصالح جبار خلفاوي
*حقيبة وِزْرّيَّة ! ــــــ
القراءة :
حينما تجيش المواجع ينهض أدم من رقدته . نصرخ :
لماذا عصيت ربك يا أدم وتحت السماء صرنا ننحر كالجزور أي سخط جلبت لنا يا أبانا الكبير ..
لخضر يعاني مذ كان في ظلمات ثلاث أب لا يفهم سوى القسوة وبيئة لا تصلح سوى للحجر أن ينبت بين الضلوع وبين ارهاصات الجمر أنسان يذوي تحت جرح لايندمل الا بقبضة ملح لكن الجروح كثيرة وغائرة يا لخضر !
لا خلاص سوى الهجرة كما فعلت الجذور نحو عاصمة النور لكنه نور من عمى . ضياع مادي استلاب لبقايا رجل يتحدى يتمرى على ابجدية سكنت وهج الروح .
غرام من حروف منحت نفسها لشاعر متمرد . ما بين خسرانه المادي – جسد متعب – وروح وثابة تنهض قافلة الحجاج الى تخوم السماء بدعاء عريض - ربي اني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين - يا لخضر في السحر سنتنفس من رئة الصباح وتكون وهجا في
قلوب المقهورين و بلسما على صدور النساء
*
ـ غادة غسان: كم هي جميلة قراءة الأستاذ صالح!
ملاحظة: تفرّد ـ قصة قصيرة جدا لـ " غادة غسان " ـ " متسامية" مع النص الشعري السيامي الأول "حكاية خاصة":
النص:
"الشاعر الذي استحال فمه قصيدة؛ عجزت نساؤه عن تقبيله... عبر إلى جفونهن حلما. فانسابت اللّغة صكوك غفران، وزّعها جميهعا؛ ظلّ يشعر بالخواء. (غادة غسان ـ 25 أكتوبر 2018)"
ملاحظة: ـ مخاض ـ قصة قصيرة جدا لـ " غادة غسان " ـ " متسامية" مع النص القصصي السيامي الثاني " حقيبة وزرية"
النص:
"حفر على زند اللّغة وشما بربريا، راودها... أحبها... جامعها... أنجبا "حقيبة وزرية" مليئة بالنقاط؛ نزّت من مفردة حوّاء. (غادة غسان ـ 25 أكتوبر 2018)"








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي


.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل




.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج


.. الفيلم اللبنانى المصرى أرزة يشارك فى مهرجان ترايبيكا السينما




.. حلقة #زمن لهذا الأسبوع مليئة بالحكايات والمواضيع المهمة مع ا