الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


[9]. استنفار لإنقاذ قطّة، قصّة قصيرة

صبري يوسف

2019 / 1 / 2
الادب والفن


9 . استنفار لإنقاذ قطّة

كنتُ في دوامي في صالة هوسبي غورد الفنّيّة في ظهرِ يومٍ ربيعي، أستقبلُ الزّوّار الَّذين يحضرون حفل افتتاح معرض أحد الزّملاء الفنّانين، وفيما كنّا نستقبلُ الضُّيوفَ مع بعضِ الزُّملاءِ والزَّميلاتِ، إذ بي أجد أمامي امرأةً سويديّة في حدودِ السَّبعين من عمرِها، تولولُ وهي في غايةِ الحزنِ، وبعدَ أنْ سألتُها عن سببِ حزنِهَا وتولويلها، إذْ بها تقولُ وهي في أشدِّ حزنِها، أنَّ قطّتها صعدَتْ إلى أعلى شجرة من الأشجارِ القريبة من صالةِ المعرضِ، وحاولَتْ أن تنزِّلَها لكنِّها لم تستطِعْ، وبدَتْ المرأة قلقة جدّاً عليها، واندهشْتُ لقلقِها، ولما هي فيه من حزنٍ، حيثُ لا يتطّلبُ الأمرُ نهائيّاً أنْ تقلقَ على قطَّتها، طالما هي قطّة، فالقطّة كما يُقال المثل بسبعةِ أرواحٍ، تستطيعُ أنْ تصعدَ إلى أعلى أعالي الأشجارِ وتنزلُ بكلِّ بساطةٍ، وما شاهدْتُهُ بالنّسبة إليّ أشبهُ ما يكونُ نكتةً طريفةً، مقارنةً بما يحصلُ في دنيا الشَّرق من دمارٍ وخرابٍ وحروبٍ وقتلٍ في كلِّ دقيقة وكلِّ يومٍ على مدى الشُّهورِ والسّنينِ!
راودُني في البدايةِ أنّها ربّما تمزحُ أو تريدُ مداعبتي، لكنّي سرعانَ ما وجدتُها تعبّرُ عن قلقِها وحزنِها الشّديدِ على قطّتها إلى درجةٍ أنّها كانت على وشك أن تبكي، فما وجدْتُ نفسي إلّا وأنا أتعاطفُ مع محنتِها، أجل بالنِّسبة إليها وضعُها أشبهُ ما يكونُ في محنة، فقلتُ لها طيَّب ماذا تريدينَ منّي من خدمة أو مساعدة، أنا هنا كما ترينَ أشرفُ على معرضٍ فنِّي، ماذا ممكن أنْ أقدَّمَ لكِ من خدمةٍ بخصوصِ القطّة؟!
تستطيعُ أن تساعدَني، لهذا جئتُ إليكَ أطلبُ المساعدة.
بماذا ممكن أنْ أساعدَكِ؟
تصرَّف بما هو مناسب، ليس لدينا وقت، عليكَ أن تفكّرَ بطريقةٍ ما وعاجلة جدَّاً كي ننزِّلَ القطّة من على الشَّجرة وإلّا لو سقطَتْ من فوقِ الشّجرة ستنكسرُ رجلها أو تتعرّضُ لجراحٍ وكسورٍ خطيرة، حركَّتْ يديها بطريقةٍ كأنّها في حالةٍ يُرثى لها ثمَّ قالت، لا أستطيعُ الانتظارَ، تحرّكْ اِعملْ شيئاً، لماذا أنا هنا، إنّني أريدُ مساعدتك، لماذا أنتَ واقفٌ ولا تحرِّكُ ساكناً؟!
وفيما كانت المرأة في أوجِ قلقِها، جاءَتْ مديرة المعرض والمشرفة على إدارة جمعيّة الفنون للأعمال اليدويّة والتّشكيليّة في هوسبي غورد الفنّانة شيرشتين فيكستروم ونناديها بيكليت، فشرحتُ لها قصّةَ المرأة العجوز ومشكلة قطّتها، فتحَتْ بيكليت عينيها مندهشةً ومحتارةً لطلبها، ثمَّ تدخَّلَتْ صاحبةُ القطّة، أيوه تذكّرْتُ، نحتاجُ إلى سلَّمٍ كبيرٍ كي يصعدَ عليه أحدهم إلى أغصانِ الشَّجرة ويحاول اِنزال القطّة بهدوء بحيثُ أن لا تسقط وتؤذي نفسها. طلبْتُ من الفنّانة بيكليت مديرة صالة العرض الّتي أعملُ فيها، ضرورة إيجاد سلَّم كبير في أقربِ وقتٍ، لمساعدةِ هذه المرأة لاِنزالِ قطّتها، ففرحَتْ صاحبةُ القطّة باستجابتي السَّريعة وتبنّي الموقف، فشكَّلنا ورشةَ إنقاذ القطّة ممّا هي فيه، تتألَّفُ الورشة منّي ومن المسؤولة بيكليت ومن صاحبةِ القطّة والفنّان الإيراني أبوزر والفنّان العراقي شاكر بدر عطيّة وثلاثةِ أطفالٍ وشابٍّ في مقتبلِ العمرِ تطوّعَ للمشاركةِ في هذهِ المهمّة، لعلّنا نستطيعُ إنقاذَ القطّة من محنتها وترتاحُ صاحبتها في ظهرِ يومٍ ربيعي مشمسٍ ومعبَّقٍ بالهواءِ النّقي ورائحةِ الأرضِ النَّدِيَّة!
أحضرنا السُّلم المتوفِّر لدينا، وحملناه أنا وأبوزر، وحالما وصلنا إلى الشَّجرة الَّتي كانَت القطّة تأخذُ مجدَها فوقَ أغصانِها، طرحْتُ نفسي رئيس ورشة الإنقاذ، وقلْتُ للفنّان شاكر بدر عطيّة، حضرتكَ يا أستاذ نائب رئيس ورشة الإنقاذ، فضحكَ شاكر بسحنتِهِ السّمراء البهيّة وهو ينظرُ إلى القطّة، وما هي مهمّتي طالما عيّنتني نائباً لورشةِ الإنقاذِ، فقلْتُ له أنتَ وأبوزر مهمَّتكما مبدئِيَّاً أن تمسكا السّلم كي أصعدَ عليه، لأنّ خبرتي في محاورةِ القططِ تستطيعُ أنْ تقولَ قويّة منذ أنْ كنتُ طفلاً، فضحكَ شاكر ثانيةً وترجمَ للفنَّان الإيراني أبوزر إمكانيّاتي في محاورةِ القططِ فضحكَ هو الآخر، وعقّبَ شاكر وهو في أوجِ مرحِهِ واِستعدادِهِ لكلِّ هذا الاِستنفار من أجلِ قطّة، قائلاً والله يا أستاذ فكَّرتُ أنّكَ متمكّن جدّاً في محاورةِ الفنّانينِ والكتّابِ والمبدعين، وإذْ بكَ تعرفُ كيف تتحاورُ مع القططِ أيضاً، ثمَّ أضافَ لا تنسَ أنَّ قططَ السُّويد ليسوا مثلَ قططِنا، فلا يفهمون على لغتِنا ولا على إيماءاتِنا عندما نخاطبُهم! نظرْتُ إليه، وقلتُ، معقووول! فأجابَ معقول جدّاً. سنرى على أيّةِ حال مهارةَ إمكانيّاتي في إقناعِ القطّة بالنّزولِ، وضعنا السَّلمَ على جذعِ الشَّجرة، كان قصيراً ولم يصلْ إلى منتصفِ الجذعِ، وكانَ الجذعُ أملساً نوعاً ما وليس من السُّهولة الصُّعودُ عليه للوصولِ إلى تفرّعاتِ الأغصانِ، حاولْتُ أن أتسلّقَ على ما تبقَّى من جذعِ الشَّجرة لكنّي لم أفلحْ، فاقترحتُ على أحدِ الأطفالِ أنْ يتسلَّقَ على جذعِ الشّجرةِ، حاول أن يصعدَ أحدُ الأطفالِ لكنَّه لم يتمكَّنْ أيضاً من الصُّعودِ عبرَ الجذعِ، كان لدي عدّة مخطّطات لاِنزالِ القطّة، مع أنّني وجدْتُ القطّةَ في كامل مرحِها، تلهو فوقَ الشّجرة وتلعبُ مثلَ أيّةِ قطّةٍ في بلادِنا وفي بلادِ الكونِ، تصعدُ إلى شجرةٍ وتنزلُ من تلقاءِ نفسِها، وكانَتْ آنذاك تنتقلُ بكلِّ حذرٍ من غصنٍ إلى آخر، ولم أجدْ حقيقةَ الأمرِ أيَّةَ مشكلة في وضعِ القطّة، إنّما المشكلة كلَّ المشكلة كانَتْ متعلِّقةً بقَلَقِ صاحبةِ القطّة، ولهذا كنتُ قلقاً على صاحبتها أكثر من قلقي على القطّة، وبدأتُ بعدَ أنْ فشلنا الصّعودَ عبر السّلَّم، بمخطّطٍ آخر وهو أن نهزّ الجذعَ كي تتحرّكَ القّطة وتحاولَ النُّزولَ من فوقِ الشّجرة، ولكنّي تفاجأتُ بصاحبةِ القطّة تصرخُ في وجهي وتهدِّدني في حال لو سقطَتْ قطَّتها أرضاً من جرّاء هزّنا لجذع الشّجرة، ومنعتني من هزّ جذع الشّجرة وقالت لي، لقد خوّفْتَ قطَّتي ولو سقطَتْ وانكسرَتْ رجلها سأشتكي عليك، إيّاكَ أنْ تهزّ جذعَ الشّجرة وأغصانها بهذا الشّكل كي لا تخيفَ قطّتي! فقلتُ لها طوِّلي بالك وهدِّئي من روعِكِ، سوف لن تقعَ قطّتك، ثمَّ أوقفتني عن هزّ الشَّجرة، وضربَتْ رئاستي لورشةِ الإنقاذِ عرضَ الحائطِ! تقدّمَ نحوي الفنّان شاكر، وهو ينصحني قائلاً، لا تهزّ الشّجرة، صدّق لو وقعَتْ قطّتها بسببِ الاهتزازِ وحصلَ لها مكروهٌ ما، ستشتكي عليك فعلاً وتقاضيك لأنّك المتسبِّب بإيذاءِ قطَّتها، نظرتُ إلى صاحبةِ القطّة، قائلاً لها، طيب سأتحدّثُ مع قطّتِكِ وسأحاولُ اِنزالها بالكلامِ دونَ أنْ أهزَّ جذعَ الشّجرة، فقالت كيفَ ستتحدَّثُ معها؟ فقلتُ لها ولو، أنسيتِ أنّني رئيس ورشة إنقاذ قطّتكِ؟ ضحكَ شاكر وأبوزر والأولاد وبيكليت وضحكتْ هي أيضاً، فقلتُ لها سأحاول بطريقتي الخاصّة، وحاولْتُ فعلاً أستخدمُ كلَّ الطُّرق الحواريّة الَّتي كنتُ أعرفُها وأستخدمُها في مخاطبةِ وحوارِ القططِ، فبدأتُ أقولُ لها بسييييييي بسيييييييي، بس بس بس بس بس بس بسيييييي، وفيما كنتُ أتحدّثُ معها بلغةٍ قططيّة أزخينيّة وجزراويّة سوريّة قحّة، لم تستجِبْ لنداءاتي وكأنّني أخاطبُ ثعلباً وهو يطنّشني! كم كانت قططنا أيام زمان تستجيبُ لهذه اللّغة القططيّة، فحالما كنتُ أقولُ لأيَّة قطّةٍ من قططِنا، بسيييي، بسيييي، كانت تجيبني ناووو، أي أيوه، هل عندكَ ما تقدِّمهُ لي؟! وهكذا تبيّن لي كما قال الفنّان شاكر أنّ قططَ السُّويد لا تفهم علينا عندما نخاطبهم بالمفردات الّتي كنّا نخاطبُ قططنا في بلادنا، وكنتُ أتصوَّر أنَّ للقططِ لغةٌ عالميّة مشتركة، وإذ بي أراني موهوماً فيما كنتُ أتوقّعه، وفشلتُ في مخطَّطاتي كرئيسِ ورشةِ الإنقاذ! كيفَ سأفهّم هذه القطّة بأنّنا جميعاً مستنفرين من أجلِها، لأنَّ صاحبتها في غايةِ القلقِ عليها؟! وهكذا تبيّنَ لي أنَّ لغةَ القطط ليسَت موحّدة نهائيّاً، وكم تمنّيتُ لو كانت هذه القطّة لها معرفة في لهجة قططنا، وعندما تجاهلَت القطّة بَسْبَسَاتي، رفعتُ صوتي وأنا أناديها بِبَسْبَسَاتي كي تنزلَ، وسرعان ما تدخّلَتْ صاحبةُ القطّة وهي تقولُ لي، لماذا تُخيفُ قطَّتي وتتحدّثُ معها بكلِّ هذا الغضب؟! فقلتُ لها يا بنت الحلال، يا عزيزتي، لا أخيفُ قطّتكِ، صدِّقيني أنا حريصٌ على قطّتَكِ جدّاً، ربّما أكثرَ منكِ وأنا هنا لمساعدتكِ، تفضَّلي انظري حولَكِ، لقد شكَّلتُ فريقَ عملٍ كاملٍ لإنقاذِ قطّتك ممَّا هي عليه، مع أنّني متأكّدٌ أنَّ قطَّتَكِ تلهو وتلعبُ وهي في أوجِ مرحِها، وصعدَتْ على الشَّجرة لأنّها قطّة وتلعبُ كما تشاءُ ومتى ما تشاءُ، وستنزلُ بعد قليلٍ من تلقاءِ نفسِها وسوفَ لن تبقى على الشّجرةِ طويلاً، ثمَّ قالت طيّب وإنْ لم تنزلْ ماذا أعملُ بعيداً عنها، هل تريدني أن أتركَها في هذه الحالة وهي في خطر، وممكن أن تسقطَ في أيَّةِ لحظةٍ على الأرضِ أمامَ عيني؟!
أعوذُ بالله كيف تتركينها وحدَها، طيِّب ما رأيك لو صعدَ طفل من الأطفال على الشّجرة بكلِّ هدوءٍ وأمسكَ بها وأنزلَها على الأرضِ؟ فقالت لا، لا أوافقُ على صعودِ طفلٍ، لأنّه من المحتمل أنْ تهربَ منه وتخاف منه وتنزلقُ رجلها وتسقطُ على الأرضِ، طيّب عندي اقتراح آخر وأعتقد أنّه مناسب أكثر، فقالت ما هو اقتراحك؟ اقتراحي يتركّزُ على ضمان صحّة قطّتكِ لو سقطَتْ فجأةً، وذلكَ بأنْ نجلبَ "فرشات" إسفنج، ولدينا أربع فرشات/ دواشك إسفنج ممكن أنْ نضعَها على الأرضِ وعندما تسقطُ القطّة، ستسقط على الإسفنج؟ فقالت وإذا لم تسقطْ على فرشاتِ الإسفنجِ! في هذه الحالة سنراقبُها ونستنفرُ تحتَ الشّجرة ونمسكُها قبلَ أن تسقطَ على الأرضِ، فقالت لا لا، كل خططَكَ فاشلة تماماً، لأنَّ سقوطَها عندما تقعُ لا يستغرقُ سوى ثوانٍ ولو كنَّا بعيدين عنها مترين، لن نتمكَّنَ من إمساكِها وستقعُ على الأرضِ وتنكسرُ رقبتها الرّفيعة!
إذاً، وبعدَ أن استنفذْتُ كلّ مخطَّطاتي كرئيسِ ورشةِ الإنقاذِ، لم أجد حلَّاً آخر، سوى أن نبلِّغَ البوليس ونطلبَ فرقةَ كوماندو خاصّة بإنقاذِ القططِ في مثلِ هذه الأحوال.
ابتسمَت المسؤولة بيكليت، ونظرَتْ صاحبةُ القطة نحوي ببسمةٍ عريضة وقالت فعلاً فكرة رائعة وقويّة جدّاً، وطلبْتُ من بيكليت الاتِّصال حالاً معَ البوليس/ قسم الطَّوارئ. اتّصلَتْ معَ البوليس، وردَّ عليها المناوب مباشرةً، وبدأتْ تشرحُ للبوليسِ وضْعَ القطّةِ الحرجِ والوضع المرثي لحالةِ صاحبة القطّة! سألَها الشِّرطي في قسم الطَّوارئ، كم هو ارتفاع الشّجرة المعلّقة عليها القطّة؟ فقالت بحدود ثمانية إلى عشرةِ أمتار! فقال اِعْطَنِي العنوان، زوَّدَتْ بيكليتْ العنوانَ للبوليسِ، وخلال دقائق معدودة، سمعنا صوت سيارة الإنذار الخاصّة بالطّوارئ تعبرُ ساحات هوسبي غورد، وإذ بفريقِ الإنقاذ قد حضرَ مع سيارة وبرفقتِهِ رافعة كبيرة جدّاً، ممكن أن تصل إلى 15 متراً، اِستنفار من الطّراز الرّفيع من أجل إنقاذ قطّة من فوقِ الشّجرة، صفّقتْ صاحبة القطّة فرحاً، وقالَتْ لي فكرتك هذه كانت رائعة جدّاً، كيف فاتَكَ أن تدرجَها في أوِّل مخطَّطٍ من مخطَّطاتِكَ؟! تركْتُ هذا المخطَّط لآخرِ أملٍ في إنقاذِ قطّتِكِ!
تقدّمْتُ أنا وبيكليت وصاحبة القطّة، وأشرْنا لرئيسِ فريقِ الإنقاذِ إلى الغصنِ الّذي وقفَتْ عليه القطّة، وفيما كانَ سائقُ الرّافعة يتقدّمُ نحوَ الشّجرة ويرفعُ صندوقَ الرّافعة باتّجاهِ القطّة وفيه أحد عمّال الإنقاذ، وإذْ بالقطّة تتحرّكُ بكلِّ هدوءٍ وسارَتْ على الأغصانِ متوجّهةً بكلِّ سلاسةٍ نحوَ جذعِ الشَّجرة ونزلَتْ إلى الأرضِ، فتوجّهتْ صاحبتها نحوها واحتضنتها بكلِّ حنانٍ كمَنْ تحتضنُ وليدَها، وبدأتْ تقبِّلها وهي تبكي فرحاً وبهجة وحبوراً!
كان عمّالُ الإنقاذِ ينظرون إليها بسرورٍ والبسمة مرتسمة على وجوههم، لأنّهم تسبَّبوا بصيغةٍ ما اِنزال قطّة العجوز سالمة، وفيما كانتْ العجوز تحضنُ قطَّتها بكلِّ فرحٍ، صفّقنا لها بنزولِ قطّتها سالمة، وتقدّمْتُ نحوها وأنا أنظرُ إلى القطّةِ ببسمةٍ مردِّداً، بسيييي بسيييي، وإذ بها تقول ناوووووووووووووو! فقلتُ يا شاكر! القطّةُ تفهمُ عليّ، وأجابتني ناوووو، فضحكَ شاكر كما ضحكَ الجميع وقال لي، عندما كانت القطّة على الشَّجرة لم تفهمْ عليك، لأنّها كانت غائصة في عوالمها ومرحها وربّما ما كانتْ تسمَعُكَ أصلاً، وأمّا الآن، تفهمُ عليكَ لأنّها تريدُ أنْ تشكرَكَ على الجهودِ الّتي بذلتَها كرئيسِ ورشةِ الإنقاذِ، فغاصَ الجميعُ في القهقهاتِ بما فيهم صاحبةُ القطّة وفريقُ الإنقاذِ أيضاً!

ستوكهولم: نيسان (ابريل) 2014 مسودة عمل
أيلول (سبتمبر) 2018 صياغة نهائيّة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وداعا صلاح السعدنى.. الفنانون فى صدمه وابنه يتلقى العزاء على


.. انهيار ودموع أحمد السعدني ومنى زكى ووفاء عامر فى جنازة الفنا




.. فوق السلطة 385 – ردّ إيران مسرحية أم بداية حرب؟


.. وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز




.. لحظة تشييع جنازة الفنان صلاح السعدني بحضور نجوم الفن