الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل من قراءة لافاق المستقبل ؟

سليم نزال

2019 / 1 / 2
مواضيع وابحاث سياسية



الحق انه سؤال هام للغاية لانه يتعلق بقراءة المستقبل .و قراءة المستقبل ليس تنجيما بقدر من هو عمل استشرافي علمى بالدرجة الاولى .و علم المستقبل علم حديث العهد ولد من زمن الحرب العالمية الثانية و هدفه تقديم قراءة للواقع لفترة زمنية معينة .
و فى عالمنا العربى برز اسم الدكتور المهدى المنجرة و هو مغربى توفي منذ بضعة سنوات الذى يعتبر مؤسس علم المستقبليات العربى و من كتاباته تعلمت حول هذا الموضوع .
من كتاباتى السابقة فى موضوع استشراف المستقبل كان قبل بضعة اعوام عندما توقعت ان الصراع ذات الطابع الافقى فى سورية و العراق سيؤدى الى ضعف الهوية الوطنية و الى انتشار نزعة الهويات ما دون الوطنية و الذى ان استمر قد يؤدى الى اختفاء دول و لاحقا الى نهاية مفهوم العالم العربى كما عرفناه .

و الثانية كان توقعى نهاية داعش بالاستناد الى الاضطلاع على مسيرة عدة حركات تطرف دينية و غير دينية عبرا لتاريخ التى عادة ما تكون قصيرة العمر .و هنا لن ادخل مرة ثانية فى هذه المواضيع لانى كتبت و حاضرت عنها كثيرا خلال الاعوام الماضية .

على اية حال من المهم تسجيل الملاحظات التالية الاولى ان تتحلى مقاربة الموضوع باعلى نسبة ممكنة من الحيادية و الموضوعيه . و الابتعاد عن العامل الايديولوجى و التمنيات الخ .الامر الذى يعنى ان ننطلق من معرفة الحقيقة ايا كانت مرارتها .

الثانى الابتعاد قدر الامكان عن ما يمكن تسميته بالتقديرات التخمينية التى لا تنطلق من معرفة جيدة للواقع . معرفة الواقع معرفة جيدة هى اساس عمل الباحث الذى يسعى ان يقدم قراءة استكشافيه للمستقبل .تماما مثل الارصاد الجوية التى تتوقع هطول المطر بعد معرفة تركز الغيوم و اتجاهات الريح الخ .

معنى هذا يصعب الحديث عن استقراء للمستقبل بدون معرفة كافة الجوانب السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و هو يعنى كل شىء من معرفة نمط تفكير ادارة الحكم و الياته و برامحه و الاحاطة الشامله بكل الجوانب التى لها علاقة بالموضوع من نسب المواليد الى نسب الوفيات الى درجة الاستثمار فى الشباب و الصحة و التعليم و البنى التحتية فى ىالصناعة و الزراعة الخ .

من خلال المعطيات الحالية و قد قرات ارقاما مقلقة فى هذا الامر اى نسب الشباب و البطالة و ما ينتج عنه من ياس و احباط و عدم حصول تغيرات فى الثقافة السياسة للحكم و ضعف الاستثمار فى مشاريع المستقبل طبعا اضف للصراعات الافقيةو ثقافة التطاحن فى بعض البلاد و كل ما ينتج عنه من ضعف الانتماء الى انتشار ثقافة النظرة السلبية تجاه الاخر و كلها تعطى مؤشرا لمستقبل مظلم .

كل ذلك يجعلنى اعتقد انه لن يكون هناك اى امل فى تغيرات لصالح حياة افضل لللاجيال الحالية على المدى المنظور .
لا يمكن قيام تطور حقيقيى بدون احداث قطيعة مع التراث السياسى للدولة السلطانية و مع تراث الجهل و التخلف.و هذا يتطلب وقتا و جهد اجيال .

اما على المستوى الفلسطينى فانا لا ارى ان هناك اى امل فى التقدم على المدى المنظور فى ظل ما نراه من ضعف للمشروع الوطنى و الصراعات الداخلية فى ظل تصاعد الفاشية اليهودية .و لا ارى امل اللفلسطيين الا عبر تدخل دولى و هذا غير متوفر الان .و العامل الثانى هو تقدم الديموغرافيا الفلسطينة و هو اكثر العوامل التى تخيف الصهاينة .و هذا يعنى ان على القوى السياسية الفلسطينة ان تقوم بمراجعة حقيقيه للمرحلة الماضية لاجل النهوض بالمشروع الوطنى و الا استمرت فى الوضع الحالى .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين في معرض البندقية


.. الهجوم على رفح أم الرد على إيران.. ماذا ستفعل إسرائيل؟




.. قطر تعيد تقييم دورها كوسيط في المحادثات بين إسرائيل وحماس


.. إسرائيل تواصل قصف غزة -المدمرة- وتوقع المزيد من الضحايا




.. شريحة في دماغ مصاب بالشلل تمكّنه من التحكّم بهاتفه من خلال أ