الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحقيقة الكذبة

لارا رمضان أيوب

2019 / 1 / 2
الادب والفن


الحب علاقة إنسانية يمتلكُ فيها الطرفان الحق في استخدام هذه الكلمة على أكمل وجه ....
فهي مسألة حساسة تأخذُ منكٓ القلب وتبدأ بخوف الفقدان / فقدانُ الحبيب/
مهما كان الانسانُ يمتلكُ من العقل والاتزان إلا أن تلك العواطف قادرة على الوقوع به في مأزقٍ.
ليسٓ كلُّ من عرف الحب وقع به ، ولكن الشوق والهوى قادران على إقناع عقولنا أن الطرف الآخر هو ذاك الشخص الذي قد تربط به جميع آمالك وهو من سيأخذك إلى حيث لم تأخذك نفسك فنؤمن به .
في انتظارك للمحبوب ترسمُ لَهُ صورةً في مخيلتك بأشكاله وأطباعه فتمضي وكأنكٓ طفلٌ ماضٍ إلى أمه أو سجينٌ إلى حريته.
وعند مصادفتك لذاك الغريب المألوف يبدأ قلبك بطرح فكرة / الهوى / بعيداً عن العقل الذي سيبدأ بالسؤال : هل هذا هو الشخص الذي ستقع في غرامه ؟ هل هذا من كنت ترسمه في خيالك ؟
جميع علاقات الحب تبدأُ بابتسامة كما لو أنك تنتظرُ مقاتلاً بلهفة الانتصار ، فتبدأ بخوض معركة الحب لتنهيها بخيبة وخذلان
الخذلان الذي هو من أصعب ما قد يعترضك في مسيرة الحب.
في مجتمعاتنا ينالُ الحب شهادة تقدير على شكل / خيبة/
ففي حب الشرقي عليك أن تعايش فكرة الذئب ليكونا الطرفان على حد من المساواة.
الفتاة معرضة في مجتمعاتنا لخيبات أمل لأنها تفقد ماهية الإدراك بمعاشرتها من تحب وما أن تفقد الحبيب تعود مجدداً الى تلك الماهية.
فالفتاة الشرقية كلُّ ما تريده هو أن تحبَّ رجلاً وتتكلل علاقتهما بالزواج وتبدأ برسم الآمال لتدرك فيما بعد أن تلك الثقة كانت الخسارة الكبرى.
المجتمع الشرقي المُفعم بالحرمان يولدُ لَكَ من الوفاء خيانة ومن الصدق أكذوبة
مازال الحبُ في مجتمعاتنا " كفرٌ لا يُغتفر "
" خرقٌ أخلاقي في لائحة العادات والتقاليد "
تغيرت الأزمانُ وتطورت الأجيال ومازال الشرقيُ يحمل في عقله تلك الخرافات والتي تجعلُ من الحبِّ أسيراً له.
في أوطاننا فقط يدفعُ الحب عقوبة جرمه بإجرام العاشق حينما يصطدم بالخذلان في شوارع الهوى ،
ثورةٌ ينادي ثائروها بؤاد الحب
في وطننا فقط يلطمُ الحب وجه محبوبه بصمة من الخيانة التي ترافقه طول حياته ،
ويبقى الحبُّ مسجون التقاليد.
ما أودّ قوله أنَّ ناقدوا الحب أناسٌ جهلاء فطنوا في مجتمعات محرومة وليدة للخيانة والبهتان وتؤمن بفكرة أنَّ الحب هو من يجلب العار.
مجتمعٌ ذكوري يطغى فكره الشرقي المفعم بتلك العادات على قلبه
لدرجة أننا ما زلنا نسمع الشرقيُّ حينما يتحدثُ عن زوجته يتكلمُ بصوتٍ خافت وهو يلفظ " أم الأولاد "
هل اسمها عارٌ عليه ؟ أم أن الأنثى قاصرة كانقصار الألف في آخر اسمها ؟
إذاً لنرفع الأستار قليلاً ونعترف أننا ما نزالُ إلى الآن نجرُّ راية العادات والتقاليد خلفنا ولكن بصوتٍ خافت
وأنَّ الحب في مجتمعنا كذبةً يكذبها فاعلها ويمضي إلى الخذلان








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - الناقد الفني طارق الشناوي يحلل مسلسلات ونجوم رمضان


.. كل يوم - طارق الشناوي: أحمد مكي من أكثر الممثلين ثقافة ونجاح




.. كل يوم - الناقد طارق الشناوي لـ خالد أبو بكر: مسلسل إمبراطور


.. كل يوم - الناقد طارق الشناوي: أحمد العوضي كان داخل تحدي وأثب




.. كل يوم - الناقد طارق الشناوي : جودر مسلسل عجبني جدًا وكنت بق