الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


[1]. السَّالسا، ابتهالات بهجة الجَّسد، قصّة قصيرة

صبري يوسف

2019 / 1 / 2
الادب والفن




الإهداء:
إلى كلِّ إنسانٍ يعشقُ الحياةَ والحبَّ والفرحَ والسَّلام
وإليكِ أيّتها المرأة المتربّعة بينَ تجلِّياتِ حرفي!


1. السَّالسا، ابتهالات بهجة الجَّسد

أشرقت الشَّمسُ بهاءَها على صباحي المعبّق بالحنين، الجوُّ في أوائل الرّبيع، البلابلُ تغرّدُ لتفتُّحِ الأزاهير، لبسَتِ الطَّبيعةُ أبهى حُلَلها، تساؤلات لا حصر لها تراودُني، وتوقَّفْتُ مليَّاً عندَ متفرّعات من ثقافةِ الشَّرقِ الأنينيّة، الجَّانحة نحوَ ميادين الحروبِ، ثقافة مهزومة، تحملُ بينَ طيّاتها الكثير من صراعات مدبّقة بالفجاجةِ والعقمِ، ومشرئبّة بالكثيرِ الكثيرِ من الجفاءِ والوباءِ، خاصّةً عندما تنغشُ هذه الثّقافات وتغوصُ عميقاً في حروبٍ لها أوَّل وليس لها آخر، تؤدِّي بالبلادِ إلى أقاصي الجحيم فوقَ رؤوسِ العبادِ. حاولْتُ أن أنحّي أكداساً مكدّسة من أحزانِ الشّرقِ الّتي كانت وماتزالُ تلاحقني وأنا في أعماقِ غربتي، لكنّي لم أفلحْ!
بدَتْ لي رقصة السَّالسا، في خضمِّ الصِّراعات المتفاقمة في الآونة الأخيرة، كأنّها بلسمٌ شافٍ للكثيرِ من هذا الأنين الَّذي يعتريني والحزن المعشّش في تجاعيدِ الذّاكرة وشواطئِ الرُّوحِ الخفيّة. صورُ الحروبِ الجحيميّة لا تفارقُ مخيّلتي، إلى درجةِ أنّني ألغيتُ مشاهدةَ التّلفازِ في شقّتي نهائيّاً.
رقصةُ السَّالسا تجلِّياتٌ فرحيّة من الطّرازِ الرُّفيعِ، تبدو لي كأنّها جزء من أروعِ ما في الطّبيعةِ من بهاء، وتبدو المرأةُ وهي ترقصُ السَّالسا كأنّها جنان متهاطلة علينا من السَّماءِ، تمنحُنا بهجة البهجات عبر أدائها البديعِ مع مَن يراقصُها.
... كنتُ غائصاً في عوالمي، ألملمُ أوراقي، وأصنّف قصصي وأشعاري، وإذ بي أتلقَّى اتّصالاً هاتفيّاً من ماريّا، فنّانة تشكيليّة كوبيّة تهوى بعمقٍ رقصةَ السَّالسا، وقد التقينا سابقاً في إحدى المهرجاناتِ الفنّيّة وشاهدْتُ بعض لوحاتها التَّجريديّة وقدّمْتُ في حينها بعض وجهات نظري حولَ أسلوبِها، فأعجبَتْ بتحليلي وانطباعاتي حولَ قراءةِ لوحاتِها، وتساءَلتْ فيما إذا تستطيعُ التَّواصلُ معي كي تدعوني لحضورِ معارض فنِّيّة أو مهرجانات رقص خاص بأميريكا اللّاتينيّة، لأنّها وجدتْني شغوفاً برقصةِ السَّالسا وبثقافاتِ وفنونِ وأدبِ هذه القارّة البديعة!
اتّصلَتْ معي تدعوني لحضورِ مسابقة لرقصةِ السّالسا بينَ مجموعة من الرَّاقصاتِ والرَّاقصين، فاستهوتني الدَّعوة ووافقْتُ على حضورِ هذا العرض المصادف ليلة من ليالي السَّبتِ وسط جمهور غفير من عشّاقِ رقصةِ السَّالسا، وأغلبهم من أميريكا اللّاتينيّة في إحدى صالات ستوكهولم الشّهيرة بهذهِ المهرجانات.
التقينا قبلَ الموعدِ بوقتٍ طيّب في مركزِ المدينة، ستوكهولم تُشبهُ عاشقة محبوكة بدفءِ الحياةِ، تسترخي بينَ أحضانِها مساحات بهيجة من الأشجارِ الشّامخة فوقَ خدودِ الغاباتِ من أغلبِ الجّهاتِ، وتزهو ستوكهولم بكلِّ شموخٍ، مقمّطةً بأروعِ البحيراتِ، ترسو عندَ تخومِها أجمل السُّفن والبواخر، عاصمة مبلّلة بحنينِ العشَّاقِ إلى أرقى ابتهالاتِ الرَّقصِ على أنغامِ دندناتِ أشهى الأغاني من جميعِ القارَّات.
تسكّعنا قليلاً في شوارعِ المدينة، كانَتْ نُسيماتُ الرَّبيعِ تلفّحُ وجنةَ الصَّبايا بالفرحِ، والشَّبّانُ لا يتوانونَ عن عناقِ صديقاتهم وكأنَّ المدينة تعيشُ كرنفالَ حبٍّ مفتوحٍ على مساراتِ حنينِ اللَّيل!
سيبدأ العرض بعد حوالي نصف ساعة، لابدَّ أن نوجّهَ أنظارَنا نحوَ قاعةِ المهرجانِ، قالَتْ ماريّا.
كم يبعدُ المهرجان من هنا سيراً على الأقدامِ!
دقائق معدودة، لكن علينا أن نصلَ قبلَ وقت كي نحجزَ مكاناً مريحاً للتمتّعِ بروعةِ العروضِ.
سرْنا بلهفةٍ نحوَ صالةِ العرضِ، حيثُ وقفَ جمهورٌ غفير في طابورٍ طويل، في انتظارِ الدُّخولِ، بعدَ وقتٍ قصيرٍ من الانتظارِ، أخذْنا أماكنَنا في الصَّالةِ قبلَ قليلٍ من بدايةِ العرضِ! وجوهٌ باسمة، الفرحُ مرتسمٌ على وجوهِ الجَّميعِ، شعبُ أميريكا اللَّاتينيّة معروفٌ بطراوتِهِ وحفاوتِهِ ودفئِهِ وشغفهِ العميقِ للفرحِ والموسيقى والرّقصِ والآدابِ والفنونِ الخلّاقة. يتميّزُ بعفويّتِهِ وبساطتِهِ وانفتاحِهِ على الآخرِ، يتشابهُ في علاقاتِهِ وتواصلِهِ معَ الرُّوحِ الشَّرقيّة، من حيثُ حفاوةِ اللِّقاءاتِ وحميميّةِ التَّواصلِ وإزالةِ الكثيرِ من الحواجزِ.
بدأتِ الموسيقى تخفِّفُ من صخبِ الجُّمهورِ، رحّبَتْ مقدِّمةُ الحفلِ بالجمهورِ، ثمَّ بدأتْ تقدّمُ المجموعات المشاركة في الرّقصِ، أربعُ مجموعاتٍ، كلُّ مجموعةٍ تتألّفُ من شابٍّ وشابّةِ، قدّمَتْهم تباعاً، فظهرَتِ المجموعاتُ زوجاً زوجاً على ساحةِ الرّقصِ، ثمَّ بدأ الأزواجُ الثُّنائيّة الأربعة بالرّقصِ بطريقةٍ مدهشة، حيثُ بدَؤوا الرّقصَ زوجَين زوجَين لكن سرعان ما كانَ ينتقلُ الشَّابُ أو الشَّابّةُ إلى شابٍّ أو شابَّةٍ أخرى، بإيقاعٍ وإنسجامٍ رائع، يوحي وكأنّهُ اِنتقال عفوي خالص، لكنّهُ يبدو أنّ لديهم تقنيّات عالية في كيفيّةِ الاِنتقالِ من شريكِ الرَّقصِ إلى شريكٍ آخر أو أخرى، وتأتي اِستمراريّةُ الرّقصِ منسابةً بحميميّةٍ تبهجُ القلبَ، فيتلقَّى الرَّاقصون والرَّاقصات التَّصفيقَ الحار من الجمهورِ، عندما يقدِّمُ أحدُ المجموعات حركة جميلة وعناقيّة. متعةُ المشاهدة لا تقلُّ عن متعةِ الرَّقصِ، فرحٌ لا يضاهيه فرحاً يرتسمُ على وجوهِ المشاركين والمشاركات في الرَّقصِ. في هذهِ اللَّحظات الفرحيّة، قفزَ إلى ذهني تساؤلات حولَ موضوعِ الفرحِ، لماذا غابَ عن بلادِ الشَّرقِ الغائصة بالنَّفطِ والمالِ والشَّمسِ والشّبابِ والشَّابَّاتِ، الفرحُ والهناءُ والسَّعادةُ والأمانُ والسَّلامُ والوئامُ فيما بينهم؟ وتتعالى سواقي الدَّم، تهدرُ بطريقةٍ جنونيّة، كأنَّ قادة تلكَ البلادِ ومنافسيهم ومعارضيهم في سياقِ تقديمِ أفتك وأشرس العذابات لمواطنيهم، فهامَ الكثير منهم على وجه الدُّنيا، تاركين خلفهم مرابع طفولتهم وشبابهم وذكرياتهم وأهلهم، عابرين البحار، هرباً من تفاقماتِ جنون الصَّولجان، بينما من الجهةِ الأخرى من العالم، نرى الشّبَّانَ والشَّاباتَ يتعانقون بحفاوةٍ وفرحٍ عميقَين. يرقصونَ السَّالسا والتَّانغو والسَّامبا والفلامنكو بفرحٍ كبير، كأنّهم في حالةِ عناقٍ مع بهجةِ الحياة.
كيفَ فاتَ قادةُ الشّرقِ ومَنْ يطرحون أنفسَهم بدائل الشَّرق أنّهم خارجَ معادلاتِ الحياة، طالما مايزالون غائصين في أبجدياتِ القتلِ والخرابِ والدَّمارِ والعنفِ والعنفِ المضادِّ، غير مستدركين أنَّ فسحةَ العمرِ لا تتحمّلُ كلَّ هذا الشَّقاء والدِّماء والبكاء؟!
وحدَهُ السَّلامُ والوئامُ بينَ البشر، ينقذُنا من هذا الجحيمِ، ويقودُنا إلى جنائنِ النَّعيمِ والهناءِ، وحدها الكلمةُ الطّيّبة تتركُ أثراً طيَّباً على الآخر، وتزرعُ بذورَ الوئامِ بينَ البشر.
انقشعَتْ غمائمُ الحزنِ من سماءِ الرّوحِ، وأنا أشاهدُ بمتعةٍ عارمةٍ كلّ هذا البهاء، تبدو أمامي راقصات وراقصي السَّالسا لوحات جميلة منعشة للقلبِ والرُّوحِ، بهجةٌ غامرة هيمنَتْ على مساحاتِ ليلي، فرحٌ ولا كلَّ الأفراح تلألأَ في أعماقي، تبهجُني هذه الشُّعوبُ الجانحة نحوَ رحابِ الفرحِ والعناقِ والعشقِ والفنونِ والآدابِ الرّاقية وتحقِّقُ لمواطنيها أشهى ما في الحياةِ، متى سنصلُ إلى هذه الحالاتِ الفرحيّة، انتهى العرضُ الجماعي، بعدَ لحظاتٍ يبدأ العرضُ زوجَين زوجَين كي يتمَّ التَّسابق على المراتبِ الأولى!
نادَتْ مقدِّمةُ العرضِ أسماءَ المشاركينِ زوجاً زوجاً، دخلَ شابٌّ وشابة وبدآ يقدِّما عرضهَما في الرَّقصِ يا إلهي، ما هذا العرض الجَّميل الرّائع في عرضِ تقديمِ السَّالسا، أشعرُ بمتعةٍ عميقةٍ وأنا أشاهدُ عرضَهم المبهجِ للقلبِ والرَّوحِ، فرحٌ عميق يرتسمُ على وجهِ الرَّاقصِ والرَّاقصة، يبدو أنَّ مهندسي ومبدعي رقصة السَّالسا منذُ بداياتِ نشوءِ هذهِ الرَّقصة قد فهما هذا التَّناغم الرَّائع للزوجَينِ، للرجلِ والمرأةِ، فطوَّرَا هذه الرّقصة عاماً بعدَ عامٍ إلى أنْ وصلَتْ إلى حالاتٍ فرحيّة، أشبه ما تكونُ لوحات عناقيّة على إيقاعاتِ فنّيّة مدهشة ومتماهية مع دندناتِ الموسيقى والفرحِ المرتسمِ على وجهَي الرّاقصِ والرّاقصة والجمهور.
رقصٌ محفوفٌ بتجلِّياتٍ عناقيّة، وحميميّة في تداخلِ إيقاعاتِ الرّقصِ بينَ الرّاقصِ والرَّاقصة، متعةً منعشةً للروحِ تمنحُني مشاهدةُ هذه الرّقصة من حيثُ تناغمِها وانسيابيِّتِها وبهجتِها، فقد تمنحُني عروضُها فرحاً يضاهي كلَّ الأفراحِ الَّتي تلقَّيتها على مدى ثلثِ قرنٍ من الزَّمنِ في الوطنِ الأمِّ، وكأنَّ بلادنا في حالةِ انقراضِ الفرحِ والبهجةِ، حتّى أنّني بدأتُ في الآونة الأخيرة أرى أنَّ بلادَ الكثيرِ من دولِ الشَّرقِ تجنحُ نحوَ المزيدِ من الأسى والأنينِ وكأنَّ برامجها وخططها الخمسيّة قائمة على زرعِ الأحزانِ والهمومِ في قلوبِ المواطنينِ، معَ أنَّ الشّرقَ غارقٌ في الغنى وفي بهاءِ الشَّمس ومستنبتٌ فوقَ أرضِ الحضاراتِ، كيفَ توارت أولى حضاراتِ الكونِ وغدَتْ مرتعاً للدمار والخرابِ والهلاكِ، في الوقت الّذي تزدادُ بلادُ الغرب ومنها أميريكا اللَّاتينيّة تزرعُ أشهى تجلِّياتِ الفرحِ في قلوبِ مواطنيها، من خلالِ الرّقص والموسيقى والرِّياضة والآداب الرَّفيعة والفنون والسِّينما والمهرجانات الزَّاخرة بالفرحِ والبهجةِ والهناءِ!
قدَّمَتِ المجموعاتُ الأربعة كلُّ زوجٍ على حدة عرضاً مبهجاً للروحِ، كم روادَني وأنا أشاهدُ هذا الجمال أنْ أكونَ مواطناً من هذه البلدان، ليسَ لأنّها بلدان عريقة أو جانحة نحوَ الدِّيقمراطيّة والحرِّيّة والعدالة، بل لأنّها تفرشُ لمواطنيها كلَّ عواملِ البهجةِ والفرحِ عبرَ مهرجاناتِها وتقاليد إبداعاتها الأدبيّة والرِّياضيّة والفنّيّة، لهذا وجدتُني في غمرةِ غربتي ألتحقُ في دورةِ تعليمِ رقصةِ السَّالسا على مرحلتَين متتاليتين، وشعرْتُ بغبطةٍ وأنا أراقصُ شريكتي في الرَّقصِ، ولاحظَ مدرّبُ الرّقصِ أنّني أتحسّنُ في أدائي، إلى درجةِ أنّه سألَني أكثرَ من مرة هلْ أنتَ من البرازيل أم من الأرجنتين؟!
قلْتُ لك أكثر من مرّة أنّني آتٍ من الشَّرقِ، من بلادِ الرّافدين، من بلادِ الدِّفءِ، من جذورِ أقدمِ حضارة على وجهِ الدُّنيا. وسألَني هل عندنا رقصٌ ودبكاتٌ خاصّة في بلادِنا؟
أجل عندنا الرَّقص الشَّرقي كما هو معروف، وعندنا الكثير من الدّبكاتِ الجّميلة، ثمَّ طلبَ منّي أن أقدّمَ نماذجَ من الدَّبكاتِ الَّتي عندنا، وقدّمْتُ بشكل فردي رقصةَ باكيّة، على أساسِ أنّها من الدَّبكاتِ الصَّعبة نوعاً ما، والمدهش بالأمر أنَّ كبرئيلة غوتارة راقصةُ الفلامنكو ومديرةُ مركز فلامنكو للرقصِ، فقد كانَ يتمُّ تدريب دورات السَّالسا في مركزِها في قلبِ العاصمة ستوكهولم، كانتْ حاضرة وشاهدتْني وأنا أقدّمُ دبكة باكيّة لمدرّبِ السّالسا، وقفَتْ وقالتْ لحظة من فضلِك! توقّفْتُ عن الرّقصِ بعدَ دقيقة من عرضي، وأمسكَتْ بيدي ووضعْتُ كاسيت أغنية باكيّة من بدايتِهِ وبدأتْ ترقصُ معي، لاحظْتُ أنَّها تؤدّي دبكةَ باكيّة أفضلَ منِّي، مع أنّها لم ترقصْها في حياتِها وكلّ خبراتها في هذه الدّبكة هي أنّها شاهدتني أرقص الدّبكة لمدّة دقيقة واحدة! بعدَ أن رقصْنا على مساحةِ الأغنية، أقفلَتُ الدَّبكة وأنا أعانقُ كبرئيلة عناقاً عميقاً، قائلاً لها، يا عزيزتي كبرئيلة ترقصينَ باكيّة أفضلَ منِّي!
ضحكَتْ ثمَّ قالتْ، يا أيَّها الرّاقص الشَّرقي المتدرّب لرقصةِ السّالسا، هذه الدَّبكة هي عبارة عن بضعِ حركات إيقاعيّة تعتمدُ على القدمينِ، وأنا أوّل راقصة فلامنكو في اسكندنافيا، لدي عبر خبرتي في رقصِ الفلامنكو والكثيرِ من أنواعِ الرّقصِ مئات الحركات الإيقاعيّة للقدمين والجسم ككل، وأعلِّمُ مئات الحركات لطلَّابي وطالباتي منذُ سنوات، وهذه الدّبكة أستطيعُ الآن أن أعلِّمَها لطالباتي وطلَّابي خلالَ دقائق، فقلْتُ لها خذي راحتِك وعلّميها لهم، والطَّريفُ بالأمرِ أنّها سجَّلتْ أغنية باكيّة دونَ علمي، وخلالَ حضوري في الأسبوعِ التّالي للتدريبِ على رقصةِ السَّالسا، تفاجأتُ وأنا أدخلُ مركز الفلامنكو، أسمعُ أغنية باكيّة، وإذ بي أرى حلقة كبيرة من طلّابِ وطالبات الفلامنكو يرقصونَ باكية وكبرئيلة غوتارة في رأسِ الدَّبكة، وضعْتُ حقيبتي جانباً وأمسكْتُ بيد كبرئيلة والَّتي تليها، فشاهدتني أم كبرئيلة وبدأتْ تصفِّقُ لي ثمَّ صفّرتْ ابنتها الثَّانية لاريسا والطّلابُ والطَّالبات الَّذين حضروا للتدريبِ على رقصةِ السالسا، ورقصْنا إلى أن انتهَتِ الأغنية، ثمَّ صفّق الجُّمهور بحرارة، وقالَتْ لي كبرئيلة وهي تضحكُ لماذا لم ترقصْ على الإيقاعِ بشكلٍ دقيق؟!
أنا لم أرقصْ على الإيقاعِ بشكلٍ دقيق؟!!!
ضحكت كبرئيلة، ثمَّ ضمَّتْني من خاصرِتي وهي تقولُ، ونحنُ هل رقصْنا على الإيقاعِ بشكلٍ صحيح؟!
نعم، رقصتم الدّبكة بأبهى تناغماتِ إيقاعِها، صفّقنا معاً وتعالَتِ القهقهاتِ تملأ أرجاءَ المكان!

ستوكهولم: 28. 12. 2015








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحلقة السابعة لبرنامج على ضفاف المعرفة - لقاء مع الشاعر حسي


.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال




.. االموت يغيب الفنان المصري الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81


.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد




.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه