الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المتنبي في رباط المتنبي

خالد العارف

2019 / 1 / 3
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


المتنبي في رباط المتنبي
الكاتب: حسن أوريد
الناشر: المركز الثقافي العربي، 2019
عدد الصفحات: 348
ولو كان سكناي فيك منقصة // لم يكن الدر ساكن الصدف، المتنبي، ديوان المتنبي، ص. 25

قبل القراءة
لاحت لي صورة لرواية جديدة—رباط المتنبي لحسن أوريد، ووجدتني أتساءل عن المعنى الثاوي وراء الإضافة التي في العنوان؛ قلت إن الرجل سار على خطى الروائيين السابقين مِنْ من استحضروا شخصيات تاريخية وأولهم في عالم الناطقين بالعربية (حسب معرفتي المتواضعة) هو محمد المويلحي الذي أخرج أحمد باشا المنيكلي من قبره في كتاب يتأرجح بين المقامة والرواية هو حديث عيسى بن هشام أو فترة من الزمن ( نشرت المقامة/الرواية أول مرة في حلقات في مصباح الشرق 1898-1899)؛ ومنهم كذلك من كتب روايات تاريخية كجمال الغيطاني (الزيني بركات (1974) وخطط الغيطاني (1980)على سبيل المثال) وبنسالم حميش (مجنون الحكم (1990) والعلاّمة (1997) وهذا الأندلسي (2007) خصوصاً) وعبد الإله بن عرفة في عدد لابأس به من الروايات (جبل قاف (2002)، طواسين الغزالي (2011)، ابن الخطيب في روضة طه (2012) ياسين قلب الخلافة (2013)، طوق سر المحبة (2015)، والجنيد (2017)). استحضرت كذلك وبشكل أكثر إلحاحاً رواية بهاء الدين الطود أبو حيان التوحيدي في طنجة لأن أبا حيان التوحيدي—إحدى الشخصيتان المستحضرتان في الرواية— جايل المتنبي. وتساءلت إن كنتُ سأستمتع في رباط المتنبي بالحس الفكاهي الكامن في بعض المواقف التي تعرض لها الشيخ أبو حيان بعد أن خرج من مغارته في الرواية سابقة الذكر. وكما يحصل معي دائماً وضعت نصب عيني احتمالات لمحاولة الفهم حتى قبل أن أقرأ الرواية، بل حتى قبل أن أقتنيها. أدرتُ معاني كلمة "رباط" في ذهني، فوجدتني أحاول القبض على صور باهتة منها الخيل والموضع والموت والخلوة والعلاقة، إضافة إلى مدينة بعينها هي الرباط. اضمحلت الصور حين نظرت بعين فاحصة للإضافة فتتالت الأسئلة: هل كان للمتنبي رباط غير شعره وعلاقته التكسبية مع محيطه، فضلا عن دعمه لحركة القرامطة؟
قبل القراءة بقليل
اقتنيت الرواية وفتحت الصفحة الأولى على الإهداء: إلى فاتن فيفاني؛ أحسست بنوع من المرارة، ذلك أن الإهداء وهّن تحفزي لقراءة الرواية. عليّ إذا أن أؤجل القراءة حتى أتأكد من الاسم الشخصي لهذه التي أُهديتْ الرواية إليها؛ أما اسمها العائلي، فلم يكن لي شك فيه؛ هي سينترا (2015) تحضر مجدداً. وانضافت إلى الأسئلة المرتبطة بكلمتي "رباط" و"المتنبي" أسئلة أخرى تناسلت بسرعة على ضوء ما اختزنته ذاكرتي القرائية من صور وأفكار عن سينترا بما هي مسرحة شيقة لذاكرة جماعية تمتد من أواسط الأربعينات من القرن الماضي إلى أولى سنوات الألفية الثالثة. انتحيت مكاناً في أحد المقاهي وبدأت بقراءة الرواية وأنا أعِد نفسي بالعودة إلى سينترا لاحقاً؛ ففي الأخير يمكن لحكاية الحكاية أن تؤجل، أما الحكاية نفسها، تلك التي تصورتها قابعة بين أوراق كتاب رباط المتنبي، فلا يمكن تأجيل اللقاء بها. في الصفحة الموالية طالعني بيت للمتنبي لم أستطع موضعته ولا فهم خلفيته، فرُغت عنه روغاً أريد لقاء الحكاية، ولكن حمق هاملت منعني من ذلك وأعادني إلى سينترا (ص. 211) مرة أخرى؛ هاهي ذي الحكاية تتمنع رغم أنها بين اليدين. فليكن؛ لتذهب الحكاية إلى الجحيم!
وضعت الرواية جانبا وعدت إلى سينترا وما قبلها؛ إلى صبوة في خريف العمر أفلي صفحاتها بحثا عن حضور المتنبي في المنجز الروائي لحسن أوريد؛ هاكم إحدى اللقى: "تبقى الثقافة هي القلعة المتبقية" (صبوة في خريف العمر، ص. 51). هذه الرواية القصيرة تمتد أولا وأخيرا في ثنايا الذاكرة، أما الجزء البادي منها الذي هو حكاية السجلماسي ومارية في مدينة فاس فلا يعدو أن يكون جزءا صغيرا، إن على مستوى نمو الحكاية وتطورها أو على مستوى المكتوب رغم أهمية القفلة (أو التخلص بلغة الشعر) التي تحيل على التهجين والهجنة، وهو مفهوم حاضر بشكل مسترسل في روايات حسن أوريد وإن بأشكال متفاوتة. أما السجلماسي فهو مثقف تمزقه الوحدة، رجل يفكر داخل رأسه في أغلب الأوقات ويعتقد أن "الشاعرية عند العربي هي احتماء من لظى الواقع" (صبوة، ص. 35) بعد أن يستشهد ببيت للمتنبي. يحضر المتنبي في هذه الرواية رفقة أبي فراس الحمداني وأبي حيان التوحيدي ونجيب محفوظ ودوستويفسكي وكوستلر وعبد اللطيف اللعبي (بشكل موارب) ومحمد باهي؛ افتتان بأسماء الأعلام لا يمكن أن تخطئه عين القراء. وهو يحضر في المورسكي على لسان أنتاتي (الموريسكي ص. 102) ويحضر بشكل أوضح لاحقاً: ها هو يستشهد به مولا مليانة في باب الشجاعة (سينترا، ص. 61)، وهاهي مطارحة تقع بين عمر بنمنصور وعبد الخالق الطريس على إيقاع قوارير البيرة (سينترا ص. 189)؛ وها هو يظهر تعريضا بحسب رأيي باعتباره رمزيا لا فعليا صاحب "الفصاحة الفقيرة" من خلال صوت صلاح الوديع (سينترا، ص. 253)؛ وها هو يحضر كذلك في رواء مكة، في مطارحة حصلت بالفعل (اعتمادا على شهادة أوريد) بين امحمد باحنيني ورياض الصلح داخل حجرة الدرس(رواء مكة، ص. 64).
المتنبي في حضرة الوقت أو من الأفراد إلى البنية العميقة
وسط جو مطير وعاصف يلوّح بندُر تتجمع في الأفق تُفتتح الرواية بصوت سارد مشارك يستعمل ضمير المفرد المتكلم للاضطلاع بالسرد. وبعد هنيهة يحضر شخص إلى شقة السارد الكائنة قرب محطة القطار الرباط-المدينة (يقحم السارد عنوانه الشخصي في ثنايا النص لاحقا)؛ يتعلق الأمر بأبي الطيب المتنبي. على عتبة الباب تتأسس علاقة سلطة بين الشخصيتين تنبني على اليقين والمعرفة. يتمترس السارد وراء يقينه، إذ هو لا يؤمن "بالمعجزات" (ص.13) ولكن المتنبي يقاوم السارد ويريد أن يدخل بيت الأخير حتى ولو كان ذلك في إطار الضيافة، قبل أن يغير نغمة الكلام لتصبح أكثر جرأة واقتحاماً؛ يقول: "اسمعْ، لا يفيد أن تغلق الباب. لقد أتيت البيت من بابه، تأدُّباً، وحتى لو أغلقت الباب، فسأمرق إلى داخل بيتك، وأدخله من غير استئذان." (ص. 14) لا يملك السارد إلا الإذعان للأمر، فلا مجال هناك لمقاومة حضور المتنبي؛ ثم يضيف: "أنت تعرفني شاعراً، ولا تعرفني إنسانا." (ص. 14) ملمعاً إلى حدود معرفة السارد به. يتوارى اليقين قليلا إلى الخلف وتنمو المعرفة. فها المتنبي يقول: "وأنا المتنبي، وقد عبرت الأزمنة وطوّفت الأمكنة لكي أخلو بك، وهي حظوة، ولم أكن لأخصك بها، لولا ما أعرفه عنك من معرفة، وشغف بالأدب، وقراءة لشعري." (ص. 14) لا مجال للصدفة إذا؛ فلقد اختارت الشخصية مضيفها بشكل مفكّر فيه بناء على معرفة سابقة، وفضلا عن ذلك نستنتج من قول المتنبي حزمة من الإضاءات منها أن الأخير يعرف السارد الذي يبدو شخصية معروفة على الصعيد العربي وهما بذلك يشتركان في خاصيتين هما المعرفة والشهرة؛ إنهما والحالة هذه صنوان أو يكادان يكونان كذلك. ثم إن المتنبي يضيف بعد هنيهة: "أنا ما حللت بساحتك إلا لأني أيقنت بأن لا أحد حمل رسالتي في زمنك هذا، وأن الكثيرين حفظوا شعري، وشرحوا قريضي، وعارضوا قولي، وتأثروا منهجي ولم ينفذوا إلى روحي." (ص. 15) يتعلق الأمر بسوء فهم كبير بين العالَم والمتنبي الذي يصطفي السارد كي يكون وسيطه إلى العالم ليتمكن من الحديث من خلاله "لهذه الجموع المكبة على وجوهها من غير هدى." (ص. 15) للمتنبي رسالة جليلة ولا يمكن أن يضطلع بتبليغها إلى الجموع إلا من توفر فيه شرط القدرة على النفاذ إلى روح المتنبي (أي، عمليا إلى روح الشعراء)، فضلا عن المعرفة والإحاطة بشعره. لا يمكن والحالة هاته إلا أن يكون هناك نوع من التطابق غير التام أو التقاطع، بل قل التقاطعات بين المتنبي والسارد؛ ومع ذلك، فإن الأمر لا يبدو واضحا تماماً، ذلك أن المتنبي لا يفصح عن سبب زيارته للسارد ويكتفي بالقول إن السبب وراء ذلك "شأن يخصني." (ص. 15). كيف يكون ذلك وقد سبق أن حدد السبب من وراء زيارته؟
كيف يمكن قراءة هذه الرواية؟ أبالنظر إلى علاقة الواقع بالتاريخ أم العكس؟ وحين أقول التاريخ فإنني أقصد الثقافة باعتبارها لحظة تاريخية تحققت في الماضي، وهي تحديدا لحظة المتنبي في هذا المقام. ولكن من جهة أخرى، لا يمكننا تجاهل الواقع بما هو تأويل لهذا الماضي الثقافي، فالسارد والمتنبي ليسا في واقع الأمر سوى شخصية واحدة انقسمت على نفسها في لحظة أزمة نفسية؛ هذا الذي يدعو نفسه "أستاذا جامعيا" و "كاتبا" و"صدى" لصوت المتنبي نجح في كشف شخصيته المركّبة والمعقدة في آن معاً؛ فهو يتخذ المتنبي مطية للذكرى والتذكر: حين كان شابا في "فوعة" شبابه يعيش في واشنطن وأحب فتاة وما سارت إليه الأمور حتى تعرف على السي الخلوفي الذي داوى جراحه الغرامية بالتصوف؛ وهو يتذكر كذلك تاريخه المهني في المغرب حين كان يشتغل في "أسلاك الدولة" (فالسارد يتطابق مع شخصية عمومية هي الكاتب نفسه) لينزلق إلى خطاب المظلومية. وهو حين يتذكر كل هاته الأشياء فلأن الحدود بين الواقع والحلم وبين الواقع والتاريخ امّحت كلياً. لنقرأ ههنا نظرة السارد-الكاتب للأمر: "عالم المتنبي كما تركه. الوشايات، الكذب، الافتراء، السّعاية....السياسة في عصرنا صراع وتنافس، ليس في الدهاليز ولا الكواليس، بل في ساحة مكشوفة. حول أفكار وتصورات وقدرة على الإقناع...لكن السياسة عندنا لم تبرح مجال الحاشيات، والتزلف، والكذب والاختلاق" (ص. 117). يتعلق الأمر بقراءة سياسية لماض ثقافي يعاد سكبه في إطار سياسي ينسحب على واقع لحظة المتنبي نفسها والواقع السياسي الآن. وحين يستحضر الساردُ المتنبي كشخصية روائية لا يعدو أن يكون حافظا لمتنه أو لبعض متنه، ما يجعله عمليا يعيش دور بطولة وهمية فيها تلفيق، خصوصا حين يكون مع العنصر النسوي. وهو إضافة إلى ذلك، أو ربما بسبب ذلك شخص متناقض، فتجده يدافع عن المتنبي تارة ويهاجمه طوراً؛ يدينه على تكسبه ويتفهم تكسبه مرة أخرى لأن التكسّب جزء من الثقافة. أما قرينته بشرى فمرة يرى أنها هي التي ساعدته على اكتشاف الأندلس بالنظر إلى أصولها التلمسانية، ومرة يقول العكس تماما (ص. 62 و63) وهو قبل ذلك يؤكد الشيء ونقيضة، فهو لا يستحم إلا بالماء البارد تارة وينسى ثم يخبرنا أنه استحم بماء ساخن. إلا أن هذه الشخصية (بما هي منتوج روائي) استطاعت أن تثير الاهتمام من عدة أوجه: أولا، لقد حاولت أن تدمج في ثنايا نفسيتها شخوصا سابقة عرفت بمرض الذهان، منها الشخصية الرئيسية في قصة حب مجوسية؛ وثانيا، لأنها شخصية تقوم باستثمار منطوق حكم ناقد درس المتنبي ( عبد الله القصيمي، العرب ظاهرة صوتية) في بناء نفسها؛ يقول السارد في آخر فقرة طويلة: يجهر القصيمي "بالحكم. المتنبي صوت أحمق ينطق بلسان الحمقى." (ص. 137). ظاهرياً، لا يتفق السارد مع الناقد، ولكن عوالم الرواية كلها تقول العكس، لأن السارد هو الأحمق في نهاية المطاف، أما شخصية بوعلام فهي حيلة روائية تغطي على الفكرة الأصلية.
وعطفاً على ذلك، يرى السارد أن المتنبي (التاريخي وليس الشخصية الروائية المُستخضرة) "ليس مسؤولا عن كل شيء. هو لسان حال ووضع. هو المعبّر عنه." (ص. 139) ونفهم من ذلك أن المسؤول بطبيعة الحال هو الثقافة التي أنتجت المتنبي، وهو رأي ليس بعيداً عن رأي عبد الله القصيمي نفسه. لكن ما يهم السارد هو الفهم كما يقول: "أنطلق من هاجس واحد، هذا الذي عبرت عنه في تجاويف هذا الحكي: الفهم." (ص. 141). ولكن أي نوع من الفهم يصبو إليه السارد حين تكون النظرة مشوشة ويكون السارد نفسه مصابا بكل أنواع الهوس وخلط الأزمنة وتداخلها، فضلا عن إسفافه في رصف أسماء الكتب التي قرأها؟ يقتل السارد-الكاتب نفسه من أجل الخروج بفكرة تربط بين واقع المتنبي التاريخي وواقع السارد؛ وتتناسل الشخصيات في عالم هذا الكاتب-السارد، فهو يخلق شخصية لتعوض شخصية أخرى كي ينفس عن مراراته وخيباته، فبشرى تعوض غياب الفتاة التي أحبها السارد في واشنطن وليلى تعوض بشرى، كما أن الدكتورة منى فنيش تعوض الدكتورة خولة عواد والسارد غير المعلوم في القسم الثاني من الرواية يعوض السارد-الكاتب الذي يستعمل صيغة المفرد المتكلم ومصحة بوسيجور في الرباط تعوض مستشفى الرازي في سلا؛ حتى على مستوى زمن الحكاية فإن صيف 2017 في القسم الثاني يعوض فبراير 2017 في القسم الأول، فهل معنى ذلك أن الحكاية نمت على امتداد بضعة أشهر؟ لا أعتقد ذلك، ويبدو لي أن القسم الثاني من الرواية لا يعدو أن يكون أكثر من تنويع في الحكي على القسم الأول ومحاولة لفسخ الحكاية وربطها بالواقع؛ لقد قال القسم الأول كل شيء تقريبا إلا ما قد يكون بقي من محاولة لجعل المتنبي شبحاً.
من الذكرى إلى الفكرة
يحاول السارد في القسم الثاني أن يطور نظرة تاريخية توفق بين العروبة والأمازيغية في إطار مقولة "من الذكرى إلى الفكرة"، وهي بشكل مختصر تدور حول الأندلس بما هي "لحظة تاريخية" جعلت الثقافة العربية الإسلامية (ولا أقول الحضارة لأن هناك حضارة واحدة في رأيي هي الحضارة الإنسانية) تقبل بالغير المطلق في ثناياها وفي فضائها. وتجدر الإشارة إلى أن هذه الفكرة هي ما انتهت إليها رواية سينترا وهي الفكرة التي تحرك، في نظري، رباط المتنبي: "لقد كشف هامليت الجريمة وفضح الزيف، لأنه استطاع أن يسمع للشبح، وأن يعيد صياغة الحدث، وينفخ فيه من الروح، من خلال كلام يحمل فكرا..." (سينترا ص. 219)؛ وذلك ما فعله الكاتب-السارد في رباط المتنبي؛ لقد نفخ في روح المتنبي وأضحى هو الشبح أو الصدى ضمن تصور يلتقي في رحاب الفكرة المخلصة: فكرة الأندلس.

خالد العارف









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قصف مستمر على مناطق عدة في قطاع غزة وسط تلويح إسرائيلي بعملي


.. عقب نشر القسام فيديو لمحتجز إسرائيلي.. غضب ومظاهرات أمام منز




.. الخارجية الأمريكية: اطلعنا على التقارير بشأن اكتشاف مقبرة جم


.. مكافأة قدرها 10 ملايين دولار عرضتها واشنطن على رأس 4 هاكرز إ




.. لمنع وقوع -حوادث مأساوية-.. ولاية أميركية تقرّ تسليح المعلمي