الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التغيير يبدأ بإصلاح المؤسسة الدينية

مهدي سعد

2019 / 1 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


يدور نقاش حيوي وهام بين القوى التقدمية الدرزية المعارضة لنهج القيادات التقليدية حول آليات العمل المطلوب إتباعها من أجل تغيير الوضع القائم داخل الطائفة الدرزية، ولا شك أن قيام هذه القوى بتحرك عملي أصبح مطلبًا ملحًا في ظل الأوضاع المزرية التي وصلت إليها الطائفة تحت مظلة الزعامة الدينية والسياسية التي فشلت في أدائها على كافة المستويات.

أعتقد أن الفرصة أصبحت مواتية للقوى التقدمية لكي تأخذ زمام المبادرة على ضوء الاستياء العارم في الشارع الدرزي من الأسلوب الاستبدادي الذي تدار به شؤون الطائفة من قبل فئة متسلطة نصبت نفسها وكيلة على مصالح الدروز، ولقد بات من الضروري أن تنطلق هذه القوى إلى العمل الميداني من خلال مشروع تنويري يساهم في وقف عجلة التدهور الحاصل في المجتمع الدرزي.

الخطوة الأولى التي يجب القيام بها هي تأسيس إطار وحدوي تتمثل فيه كافة القوى التي تؤمن بالتغيير، ويكون هذا الإطار بمثابة هيئة تنسيق يتم من خلالها التداول في القضايا التي يتوجب معالجتها، ومن المؤكد أن العمل المشترك بين هذه القوى سيعطي زخمًا إيجابيًا من شأنه أن يترك أثرًا طيبًا لدى شريحة واسعة من الطائفة التي تتوق لخلق واقع أفضل.

المطلوب من هذه القوى أن تشكل ضغطًا على المؤسسة الدينية يفرض عليها إجراء إصلاح جذري في هيكلها وبنيتها، وذلك عبر إدخال شخصيات دينية ودنيوية تتمتع بثقل شعبي واجتماعي إلى دائرة صنع القرار داخل هذه المؤسسة، الأمر الذي سيساهم في الحد من هيمنة المؤسسة الإسرائيلية على قرارات وتوجهات الهيئة الدينية التي يجب أن تكون بعيدة عن الأهواء السياسية.

مما لا شك فيه أن إصلاح المؤسسة الدينية هو الركيزة الأساسية للتغيير المطلوب وبدونه لن نتقدم خطوة واحدة إلى الأمام، فهذه المؤسسة تعتبر الهيئة العليا في الطائفة الدرزية وتسيطر على العديد من الموارد التي تعود ملكيتها للوقف الدرزي، ومن المهم أن تكون أبوابها مفتوحة لكافة شرائح المجتمع وليست حكرًا على فئة دون غيرها.

التغيير يتطلب منا جميعًا تقديم تنازلات في سبيل تحقيق الهدف المنشود، ولقد آن الأوان للمبادرة إلى عقد لقاء تشاوري تشارك فيه مختلف القوى التقدمية من أجل التباحث في سبل إخراج الأفكار المطروحة إلى حيز التنفيذ، فالأوضاع لم تعد تحتمل المزيد من المماطلة والتسويف، وملقاة على عاتقنا مهمة إنقاذ الطائفة من المصير المجهول الذي تسير إليه، مما يحتم علينا الوقوف وقفة رجل واحد لكي نتمكن من الوصول إلى الغاية التي نبتغيها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. آثار القصف الإسرائيلي على بلدة عيترون جنوبي لبنان


.. ما طبيعة القاعدة العسكرية التي استهدفت في محافظة بابل العراق




.. اللحظات الأولى بعد قصف الاحتلال الإسرائيلي منزلا في حي السلط


.. مصادر أمنية عراقية: 3 جرحى في قصف استهدف مواقع للحشد الشعبي




.. شهداء ومفقودون في قصف إسرائيلي دمر منزلا شمال غربي غزة