الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


- وداعاً يا حبيبي الغالي ، يا من لا يليق ولا يصح معه الوداع -بقلم مؤمن سمير

مؤمن سمير
شاعر وكاتب مصري

(Moemen Samir)

2019 / 1 / 4
سيرة ذاتية


رحل خالد محمد الصاوي ، الأخ والصديق والصاحب والسَند والظَهر..أكثر من رأيت شهامةً وصدقاً ومبدأيةً وحماساً لما يعتقد أن فيه خيراً أو سعادةً لإنسان ..من كان على استعداد عجيب لأن يبذل روحه - حقيقةً لا مجازاً- لأجلك ولأجل فكرةٍ نبيلة تفتح طاقةً نور ..الناقد والباحث في الإسلاميات والشاعر والمثقف ، شعلة النشاط المذهلة والصادقة والمؤمنة بالإنسان وبالحل الثقافي..صارع المرض بضراوة محارب ومقاتل كان يرى الانتصار على الألم في العمل وفي مقاربة سؤال الثقافة بشكل عام ثم في المحبة التي كان ينثرها على الجميع..منذ سنوات كتبتُ عنه مقالة ضمها كتابي " كائن وحيد يقبع في لوحة " الصادر 2016 قلتُ فيها :
" خالد الصاوي أو مقاومتنا الفاتنة للفناء "
كنت أرقد مريضاً وإذا بالباب يدق ويُدخلون عليَّ الصديق شاعر العامية جاسر جمال الدين ومعه أحد الأشخاص .. كان هذا الموقف في تسعينيات القرن الماضي وكان الشخص الآخر هو خالد محمد الصاوي الذي كنت أراه للمرة الأولى .. بمجرد معرفته أن أحد أصدقاء جاسر مريض انتفض وقال نذهب لعيادته ولو كان في بلد آخر ولو كنت لا أعرفه .. علاقة خالد الصاوي بالجدعنة والرجولة والشهامة قديمة ومتأصلة ومكون رئيسي في شخصيته و يندر أن تجد شخصاً من ضمن دائرة حياته ولا يحمل في قلبه فائضاً من الامتنان لوجود هكذا شخص في حياتنا ..تحس بجواره بالأمان وبأنه لن يتركك أبداً حتى آخر قطرة في دمه وبالعكس سيهاجمك بعنف إن كنت مخطئاً ..شخص مبدأي في أوساط المثقفين ؟ بعد عِشْرَة عشرين عاماً معهم أعتبر هذا الأمر نادراً لأنهم الفئة الأخطر بقدرتها على فعل التبرير وفلسفة الأمور وإضفاء المشروعية على الموقف و عكسه ونقيضه كذلك .. كان الوجه الأول لخالد الصاوي الذي عرفته به هو وجه السياسي المحرض نصير الفقراء وهو الدور والوجه الذي لم يتخل عنه أبداً حتى أنني كنت أهاتفه أثناء وبعد ثورة يناير وفي موجاتها التالية راجياً إياه أن يهدأ وأن يرتاح قليلا قائلاً خفف الوطء أرجوك ..كان وهو المريض يبدأ المظاهرة ولا يتركها إلا وهي محتدمة حتى لو كان المشهد في نهاية النهار هو كونه مغشياً عليه ومحمولاً من أيادٍ مرتعشة والجميع يقول أبقه يارب ..وارتبط بوجهه السياسي وجه الباحث في الإسلاميات وأنجز بحثاً ممتازاً نشره في كتابه الأول ويعكف حالياً على آخر ينحاز فيه لكل ما هو مستنير وصالح للاستمرار ويقرأ شرطه التاريخي في التجربة الدينية .. ثم أبت قدرته على التحليل وكذلك علاقته المستمرة بالثقافة إلا أن تأخذ وجه الناقد الرصين الذي يحب العمل أولاً ويتقمص شخصية كاتبه فإذا بالأعمال تبوح وتعطي أسرارها لذلك المريد ، فأنجز دراسات في شعر العامية المصرية أصدرها في كتاب وله آخر يجمع دراسات الفصحى .. لكن هل انتهت الوجوه المتعددة لهذه الشخصية الفريدة ؟ بالقطع لا يليق بمن كان مثله هذا ..فخالد شاعر كذلك وناشط ثقافي مثلما هو ناشط سياسي.. فجمع بين الكتابة وبين محاولة ترجمة الرؤى التنويرية إلى طريق وطريقة في الأداء والعمل وكان من حسن حظ الثقافة في بني سويف وخاصة بعد محرقة قصر الثقافة التي أصابتنا جميعاً في مقتل أن نكون نحن وتكون الثقافة وِجْهة له ومحلاً للنضال فكان يتصل بنا ويحمِّسنا ويقترح البرامج الثقافية ويعلن بشكل صريح أن الانتصار على الموت لا يكون إلا بالحياة .. ستجد اسمه ونشاطه ودمه كذلك في كل ما تم في بني سويف في السنوات الأخيرة من أنشطة ثقافية سواء في المؤسسة الرسمية أو في مؤسسات المجتمع المدني رغم نوبات مرضه المتعددة ( وكيف لا يمرض وهو يضع وطنه في روحه ويسقيه ويرويه كل شمس – أقصد هذه الجملة بحرفيتها ودون مجازات) .. خالد الصاوي سَلِمَ وعيكَ الصادق وسَلِمَ قلبك الكبير يا رفيق ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صواريخ إسرائيلية -تفتت إلى أشلاء- أفراد عائلة فلسطينية كاملة


.. دوي انفجارات في إيران: -ضبابية- في التفاصيل.. لماذا؟




.. دعوات للتهدئة بين طهران وتل أبيب وتحذيرات من اتساع رقعة الصر


.. سفارة أمريكا في إسرائيل تمنع موظفيها وأسرهم من السفر خارج تل




.. قوات الاحتلال تعتدي على فلسطيني عند حاجز قلنديا