الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


10 . هدهدات عشقيّة، قصّة قصيرة (1 4)

صبري يوسف

2019 / 1 / 4
الادب والفن


10 . هدهدات عشقيّة
(1 ـ 4)
إليكِ أيَّتها الدَّافئة دفء القصيدة،
أيّتها المنسابة فوقَ مروجِ الرّوحِ والخيال
أهدي هذه القصّة!

فتحَتْ بشغفٍ كتاباً يموجُ فرحاً، دفئاً وحبَّاً، بدأتْ تقرأ قصصاً منسابة فوقَ مرامي الحنين، عبرَتْ عميقاً في وهَجِ السَّردِ، تمتمَتْ وهي في أوجِ ابتهاجِهَا، ما هذا الخيال المجنّح الَّذي يمتلكُه الكاتب، أم أنّه عاشَ أو عايشَ وقائع هذه الانبعاثات الفرحيّة المتناغمة معَ أشهى هدهداتِ العشقِ؟ يبدو أنّها لم تقرأْ هكذا تدفُّقات فيّاضة بهذا الإيقاع العشقي من قبل، لهذا شعرَتْ أنَّ خيوطَ القصصِ تلامسُ دقَّات قلبها وأيقظَتْ حنيناً وحبَّاً غافياً في ذاكرةٍ مكوَّرةٍ في حنايا الحلمِ، وكم راوَدَها وهي في أوجِ قراءَتِها أسئلةً طافحةً بالفرحِ، بالحبِّ، بأشهى تجلِّياتِ الحنينِ! كم تمنَّتْ أن ينبتَ لها جناحان قويَّانِ، وتحلِّقَ عالياً وتعبرَ مهجةَ البحرِ نحوَ آفاقِ بهجةِ العشقِ، قافزةً فوقَ كلّ ما يحيطُ بها من قيودٍ أو تقاليد تحبسُ خفقةَ القلبِ، كي تحطَّ بينَ أحضانِ الفرحِ من أوسعِ مراميهِ، حيثُ دقَّاتُ القلبِ تتراقصُ بهجةً وابتهالاً، تابعتْ تقرأ بشغفٍ هدهداتِ دفء العناقِ، تساءَلتْ بكلِّ اندهاشٍ، كيفَ ينسجُ هذا الكاتبُ قصصَهُ بكلِّ هذه المشاعر الفيّاضة كأنّه يعيشُها وينقلُها لنا عن حقٍّ وحقيقة؟ تبدو أمامها مشاهدُ الأحداثِ كأنّها من أشهى حبورِ الواقعِ، خلخلَ الكاتبُ المسافاتِ الَّتي تفصلُها عنه، ألغاها عبْرَ انبعاثِ ألقِ الحرفِ، شعرَتْ أنّها تعيشُ معَ وقائع أحداثِ القصصِ بكلِّ بهائِها وفرحِها وشهقاتِ حبِّها الطَّافحِ بخيوطِ الاشتعالِ! بدَتِ الكلماتُ أمامَها مشحونةً بطاقةٍ عشقيّة فرحيّة إنسانيّة حنانيّة راعشة ومنعشة للغاية، دخلَتْ في أعماقِ لبِّ الحوارِ المنسابِ فوقَ ناصيةِ الورقِ كأنّهُ يلامسُ مرادَها وما يجولُ في خاطرِها من رغباتٍ حميميّة، شعرَتْ في أعماقِها كأنّها الشَّخصيّة المتعانِقة عبر أحداثِ القصصِ أو هكذا خُيِّلَ إليها، وكم تمنَّتْ في قرارةِ نفسِها أن تتحقَّقَ هذه المشاعر وتكونَ هي المتعانِقة بكلِّ هذا التَّألُّق العناقي المعبَّق بأشهى حبورِ التّجلِّي، تخيَّلَتْ نفسها للحظات أنّها متعانِقة عناقاً عميقاً، وكم تمنَّتْ أن تحقِّقَ ما راودَها من أحلامٍ منبعثة من وهجِ الاشتعالاتِ الشَّوقيّة المتدفّقة من تجلِّياتِ شهقةِ القصصِ، كأنّها هديّة الهدايا، نهضَ في مخيالِها سؤالاً لا يفارقُ شغفها، كيفَ يستطيعُ الكاتبُ أنْ يمسكَ بنبضاتِ القلبِ بكلِّ هذا الدِّفءِ، ويسحبُنا برهافةٍ طافحةٍ بودادٍ عميق إلى ضفافِهِ الوارفة حبَّاً وعشقاً معرَّشاً بأصفى حبورِ الابتهال، كأنّ قلمَهُ محبوكٌ بتوهُّجاتِ خيوطٍ سحريّة متناثرة من هلالاتِ زرقةِ السَّماءِ، فيلامسُ حرفُهُ خدودَنا المعفَّرة بانبلاجِ أشهى مذاقاتِ بوحِ الحنين؟! ..
وضعَتْ يدَها فوقَ صدرِها الحنونِ، فشعرَتْ أنَّ دقّاتَ قلبِها تزدادُ تراقصاً، هل من المعقولِ أنْ يكونَ لهُ، للحرفِ كل هذا الانجذاب؟! همسَتْ لروحِها ونفسِها، لقد سلبني لُبِّي، وأشعرُ أنّني أسيرةُ حرفٍ مصفَّى من شوائبِ هذا الزّمان، وغير قادرة على التَّخلُّصِ من طغيانِ وهجِ الدِّفءِ المنبعثِ من تجلِّياتِ بوحِهِ الحميم! قفزَ إلى ذهنِها أن تبحثَ عن طريقةٍ لأنْ تسمعَ همساتِ صوتِهِ، لتتأكّدَ أنّهُ من لحمٍ ودم، وليسَ مجرّد خيالٍ إبداعي أو حرفٍ مندلقٍ على خارطةٍ محبوكةٍ بالفرحِ وتجلِّياتِ شهقةِ العشقِ، غاصَتْ معَ عوالمِها وتراقصَتْ في ذهنِها عشرات الهواجس والتَّساؤلات، وفي إحدى المساءات، وفيما كانتْ في أوجِ حنينِها ورغبتِها لأنْ تسمعَ صوتَ الَّذي كتبَ كلَّ هذا البهاء، قرَّرَتْ الاتِّصالَ بِهِ كي تخفِّفَ على نفسِهَا من ضغوطِ إرهاصاتِ الحنين، وفيما كانَ في هدوءِ صمتِ اللَّيل، مستغرِقاً في فضاءاتِ نصوصِهِ، وإذْ بِهِ يسمعُ طنينَ الهاتف، صوتٌ ناعم جاءَه من بعيدٍ، شعرَ أنَّ الصَّوتَ قريب إلى ظلالِ القلبِ، نقلَ الصَّوتُ إليهِ تحيّاتٍ رهيفةٍ تناهَتْ إلى مسمعيهِ بشغفٍ مسبوغٍ بالحنينِ، رحَّبَ بهذا العبور تحتَ جنحِ اللَّيلِ إلى عوالمِهِ، ثمَّ بدأَتْ رويداً رويداً تقدِّمُ لهُ انطباعاتِها وفرحَها لما قرأَتْهُ، وسألتْهُ، كيفَ تكتبُ نصّكَ بكلِّ هذا الدِّفءِ والمشاعرِ الفيَّاضةِ، وتجعلُنا نحنُ القرّاءُ نشعرُ وكأنّنا في قلبِ الأحداثِ والمشاعرِ المنبعثةِ من فضاءاتِ القصصِ؟ حوارٌ طيّب دارَ بينهما، وتساؤلات عميقة طرحَتْ عليهِ حولَ جموحِ الخيالِ وانسيابيّة خيوطِ الأحداثِ، كيفَ تنسجُ قِصَصَكَ بكلِّ هذا الخيال، وتُحْبِكُ رشاقةَ الكلمة المنعشة في حنايا القصصِ؟ كم تلامسُ قصصُكَ مشاعرَ القرّاءِ والقارئاتِ، يشعرُ القارئُ وتشعرُ القارئة أثناءَ قراءَةِ قصَصِكَ كأنّهُ أو كأنّها تعيشُ لحظاتِ بهجةِ السَّردِ، وكأنَّ الأحداثَ تتراءَى أمامَ القرّاءِ، كحلمٍ مفتوحٍ على مساحاتِ الفرحِ.

... ... ... ... يتبع 2 ـ 4!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الصدمة علي وجوه الجميع.. حضور فني لافت في جنازة الفنان صلاح


.. السقا وحلمى ومنى زكي أول الحضور لجنازة الفنان الراحل صلاح ال




.. من مسقط رأس الفنان الراحل صلاح السعدني .. هنا كان بيجي مخصوص


.. اللحظات الأخيرة قبل وفاة الفنان صلاح السعدني من أمام منزله..




.. وفاة الفنان المصري القدير صلاح السعدني عن 81 عاما