الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


برزان التكريتي ينشر فضائح الاخوة الاعداء في مذكراته ج 1

صباح ابراهيم

2019 / 1 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


وقع تحت يدي كتاب مذكرات برزان التكريتي الأخ غير الشقيق للرئيس العراقي صدام حسين ، والكتاب من تأليفه شخصيا ، يتضمن ذكريات ومذكرات الكاتب حول العلاقات العائلية المتوترة والصراع بين برزان واخوته سبعاوي ووطبان وبرزان من جهة ضد أخيه صدام حسين وابنه عدي وابن خاله عدنان خير الله، وقوة الكراهية والدسائس ضد صهر اخيه حسين كامل من جهة اخرى، كانت تلك العلاقات ضمن العائلة الواحدة تتأرجح بين المد والجزر، القطيعة والعقاب ، التكريم والأبعاد تدور أحداثها المتشنجة بين سنوات حلوة وسنين مرة مثل العلقم . وقد لخّص (برزان التكريتي) تلك الأزمات بعنوان كتابه ( السنوات الحلوة والسنين المرة ) . وطبعت المذكرات بثلاث اجزاء، والكتاب منشور على الانترنيت و يحتوي على كلمات مضافة وتنقيحات أضافها برزان التكريتي بخط يده بعد طبع الكتاب مع وضع توقيعه بقلم الحبر على الصفحة الأولى من كل جزء من كتابه ذو الثلاث اجزاء ليثبت للقارئ ان الكتاب من تأليفه شخصيا مع التصحيحات والاضافات ، وكل معلوماته صحيحة .
ان تأليف برزان لهذا الكتاب الذي ينشر فضائح العائلة الشريرة التي تحارب بعضها بعضا رجالا ونساء رغم رابطة الدم بين الأطراف المتحاربة ، ربما جاء بدافع تفريغ الحقد و تنفيس السموم بسبب الخلافات العميقة بين برزان و صدام حسين وابنائه وصهره حسين كامل وابن خاله عدنان خير الله اضافة الى غيرة وكراهية زوجته شجرة الدر( احلام) مع اختها ساجدة زوجة صدام وبناتها ، ولهذا ظهر هذا الكتاب كمتنفس لبرزان لأبراز الاحقاد وشاهد للتاريخ عن جرائم هذه العائلة المتمزقة وكشف الحقائق المخفية عن شعب العراق .

تعليقات الكاتب
ان كتابي هذا يتضمن نصوص مهمة مقتطعة من مذكرات برزان نقلا عن كتابه مباشرة مع اجراء بعض التنقيحات اوالتصحيحات على اجزاء من تلك النصوص بدون تغيير مضمونها ومعناها ، لكي يتعرف عليها القارئ ، كما جمعتُ فقط النصوص التي تشير الى العلاقات السيئة بين الاخوة الاعداء والاحقاد والدسائس التي اعترف بها برزان بمذكراته، وقد مزقت الاطماع والمناصب والاموال والنفوذ تلك العائلة التكريتية الريفية الاصول ، تلك الاحقاد والكراهية الدفينة التي حولت الاخوة بالدم الى اعداء يتقاتلون مع بعضهم ويكيلون الدسائس لبعضهم البعض حتى وصل الامر بينهم الى قتل بعضهم لبعض .الا ان هذا الكتاب قد تضمن تعليقات الكاتب لاعطاء المزيد من الوضوح للقارئ الكريم، بما يقصده صاحب المذكرات برزان التكريتي، مع توضيح لطبيعة هذه العائلة الشريرة التي يعترف ابنائها بهذه المذكرات انهم قتلة ومجرمون ويتباهون بجرائمهم .
ملاحظة : لو وقعت مذكرات برزان هذه في يد صدام حسين اثناء حكمه وسلطته ، لكان قد وضع بيده حبل المشنقة حول رقبة اخيه برزان وهو مرتاح الضمير، او كان قد فجّر راسه برصاص مسدسه ، كما فعلها مع ابن خاله عدنان خير الله و صهريه حسين و صدام كامل اولاد ابن عمه . اضافة الى قتله الالاف من شعب العراق و ضباطه و جنوده طيلة فترة حكمه الظالم .
برزان التكريتي كاتب هذه المذكرات هو الاخ غير الشقيق لصدام حسين ديكتاتور العراق لخمسة وثلاثين عاما ، والذي استلم منصب رئاسة المخابرات في اوائل الثمانينات بتكليف من الرئيس صدام نفسه عند ما كان في قمة السلطة رئيسا لمجلس قيادة الثورة ، ثم ابعده صدام الى سويسرا خوفا من تصاعد نفوذه ليصبح ممثل العراق في مقر الامم المتحدة في جنيف ثم مستشارا للرئيس (اي تجريده من منصبه الامني). كان برزان التكريتي لمدة 34 عاما رجل أسرار الرئيس السابق في الدولة كما في العائلة . وتطور الامر بينهما بعلاقة متأرجحة بين التقريب و الابعاد ، الشكوك والحذر .
كان برزان في مرحلة قيادته لجهاز المخابرات العراقي، اليد الضاربة لصدام حسين لآعتقال و تعذيب كل من تجرأ وعارض سياسة صدام حسين ، كما كان اليد الطويلة التي قامت عبرالعملاء والجواسيس من ضباط المخابرات العراقية ذات السمعة السيئة في اغتيال الكثير من المعارضين العراقيين وغير العراقيين في داخل وخارج العراق .
يتضمن الكتاب اعترافات مذهلة لبرزان ابراهيم الحسن عن العلاقات الشاذة بين العائلة الواحدة التي ينحدر اصلها من عائلة ريفية عاشت طفولتها في قرية العوجة جنوب مدينة تكريت، ويمتاز اهلها باللصوصية وقطع الطرق والقتل والشراسة .
برزان ابراهيم الحسن او برزان التكريتي ، هو ابن صبحة ام صدام التي تزوجها ابراهيم الحسن بعد موت زوجها الاول حسين المجيد - ابو صدام - وهي حامل بابنها البكر صدام . وانجب منها سبعاوي وبرزان و وطبان، وثلاث بنات سهام، ونوال وآمال .
ومن الجدير بالذكر ان نبين عائلة خير الله طلفاح لعلاقتها الوثيقة بهذه المذكرات .
خير الله طلفاح شقيق صبحة ام صدام ، وكان هو المربي والمرشد لصدام في طفولته وصباه ، وعاش فترة في بيته في بغداد بعد سوء معاملة زوج امه (ابراهيم الحسن ) له .
عدنان خير الله طلفاح : ابن خال صدام حسين ، وقد تربّى مع صدام في بيت واحد في فترة الطفولة والصبا.
ساجدة خير الله طلفاح : ابنة خال صدام حسين ، و زوجته الأولى، أنجبت لصدام عدي وقصي ، وثلاث بنات رغد ، رنا و حلا .
علي حسن المجيد : ابن عم صدام نائب ضابط في الجيش ، تسلق برتب متصاعدة بلا استحقاق حتى اوصله صدام حسين الى ضابط برتبة فريق ركن وعينه وزيرا للدفاع .
حسين كامل : ابن اخ على حسن المجيد ، من أبناء عمومة صدام ، و زوج ابنته رغد . كان عريفا بالجيش منحه صدام رتب عسكرية متلاحقة بلا استحقاق ، واصبح من ضمن حمايته ، ثم مسؤول الأمن الخاص ، وتدرج بالرتب العسكرية والمناصب حتى أصبح ضابطا برتبة فريق ركن، و عينه صدام رئيس لهيئة التصنيع العسكري و وزير دفاع وزير نفط و مسؤول الحرس الجمهوري و حمايات صدام ، ثم انقلب على ولي نعمته و والد زوجته، فتمرد عليه وهرب الى الاردن مع اخيه وزوجاتهم واولادهم ، معلنا معارضته الى حكم صدام حسين، ثم عاد للعراق بخديعة من صدام بالعفو عنه، و قتل بأمر صدام مع اخيه وابيه و والدته من قبل عشيرته بقيادة عمه وأولاد صدام .
ماذا تضمن كتاب مذكرات برزان التكريتي
تشمل مذكرات برزان التكريتي بكتابه سيرة حياته و ذكرياته عن عائلته واخوته وصداماته مع صدام ومع ابن خاله عدنان خير الله وحسين كامل صهر أخيه صدام ذو النفوذ الواسع ، وطبيعة الغيرة القاتلة التي تجمع بينهم والتنافس على النفوذ والأموال ضمن العائلة الواحدة .
ركزت بكتابي هذا على ذكر تلك الصراعات والأحقاد بين الاخوة الاعداء مع التعليق عليها، اما بقية مذكراته الاخرى فقد أهملتها لأنها خارج موضوع الصراع العائلي .
يبدأ برزان كتابه بذكر تاريخ مولده في عام 1951، ثم علاقته الحميمة مع صدام في صباه حتى انه عاش بضع سنوات في بيت اخيه صدام المتزوج من ساجدة خير الله طلفاح ابنة خاله في بغداد منذ عام 1963. ويصف ساجده بأنها امرأة شحيحة وتتضايق من الزائرين لبيتها ، ونمط تفكيرها اقل من مواصفات زوجة لرجل مثل صدام ، اي انها لا تليق به . لأنها قليلة العطاء اي بخيلة . وهذا الوصف يدل على عمق الكراهية الدفينة التي يكنها برزان لزوجة اخيه ساجدة خير الله منذ صباه ، رغم انها بنت خاله و شقيقة زوجته شجرة الدر (احلام) . مع العلم ان ما يقوله برزان بمذكراته وما كتبه عن فضائح العائلة سيقرأ الكثير من العراقيين وربما يترتب عليه حساب عسير من قبل صدام نفسه اذا ما اطلع عليه لخطورة الفضائح التي نشرها . لكن يبدو ان الكتاب كان مخفيا وسر من الأسرار المدفونة والبعيد عن الأعين ، حتى تم كشفه ونشره . كما ان برزان يصف حبه وهيامه بأخت ساجدة الصغرى احلام التي يسميها برزان بكتابه (شجرة الدر) هي بنت خاله خير الله طلفاح، حيث يبالغ برزان بوصفها بكتابه بصفات تنبع من قلب و لسان فتى مراهق وعاشق ولهان بحبها حتى بعد موتها بالسرطان وتحنيطها كي لا يحرم من رؤيتها بعد الموت ، فيقول كان بيننا علاقة حب واحترام. ويصفها بمكان آخر في كتابه بأنها كالنخلة الهيفاء وصاحبة العقل الراجح وكانت كريمة ، ودودة ، هادئة ، صادقة ذات شخصية محبوبة من قبل الجميع ، وكانت خدومة للضيوف و خفيفة الظل، مؤدبة وخجولة وقوية الشخصية . ويقارنها بأختها زوجة صدام قائلا : لو كانت زوجة صدام تحمل نصف مواصفات شجرة الدر(احلام) لجنّبته كل ما حصل ، وجمعت حوله الشرق والغرب .
حقق برزان حلمه وحبه لها، بزواجه منها لاحقا، حيث انجبت له عدة اولاد وبنات . ثم توفيت بعد إصابتها بسرطان الثدي وتم تحنيطها في سويسرا.
ولِما لهذا الكتاب من اهمية كبيرة والذي تنطلق من بين كلماته وصفحاته روائح نتنة لفضائح عميقة الجذور تشير بكل وضوح الى تفاهة هذه العائلة التي يتناطح فيها الاخوة على المناصب والمكاسب ، ويبرز فيه كم هائل يملأ قلوبهم من الحقد والضغينة وعدم التسامح ، بحيث يبيع احدهم الاخر وهم من عائلة واحدة لمجرد كلمة اساءة صدرت من أحدهم ضد الاخر . ويشمت كل منهم اذا ما اصابت احد الاخوة الاعداء مصيبة، وتشفى بها لإطفاء غليله ونيران حقده وضغينته على أخيه وابن عمه او ابن خالها ، او ابن أخيه وحتى شقيقه ابن ابويه. ولا يتورع احدهم بقتل اباه او اخاه او اخته او صهره اذا ما خرج عن الطاعة ، كما فعلها صدام بقتل ازواج بناته الاثنين، وعلي حسن المجيد بقتل اخيه و ابناء أخيه وداس فوق رؤوسهم بحذائه .
نظرا لأهمية الأسرار التي كشفها برزان بمذكراته ، لهذا قررت تلخيص تلك الذكريات ونشر تلك الفضائح التي صدرت من فم شاهد من اهلها . لأن هذا الموضوع يهم كل عراقي ان يعرفه ، لما لاقى العراقيون من ظلم على يد هذه العائلة المارقة الشريرة التي لا تعرف الرحمة حتى لأقرب أفراد عائلتهم واقربائهم وابناء عشيرتهم، حيث اذاقوا الشعب العراقي العذاب والاضطهاد والإعدامات بالجملة والإرهاب والحصار الدولي طيلة 35 عاما من سنين حكم البعث، فشاع على أيديهم الظلم والقتل والتعذيب والمقابر الجماعية واملاء السجون بشباب العراق ، وادخلوا الشعب والجيش في متاهات ومآسي الحروب الدامية ضد الكرد العراقيين والامريكان والايرانيين والكويتين طيلة فترة حكمهم الجائر وحكم حزب البعث المقبور .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مدير الاستخبارات الأميركية: أوكرانيا قد تضطر للاستسلام أمام 


.. انفجارات وإصابات جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب




.. مسعفون في طولكرم: جنود الاحتلال هاجمونا ومنعونا من مساعدة ال


.. القيادة الوسطى الأمريكية: لم تقم الولايات المتحدة اليوم بشن




.. اعتصام في مدينة يوتبوري السويدية ضد شركة صناعات عسكرية نصرة