الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
ملكة الفطائر
نادية خلوف
(Nadia Khaloof)
2019 / 1 / 5
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
كنت سوف أؤلف كتاب طبخ خاص بفطائري التي صنعتها على مدى سنوات ، وتطورت لدي التّجربة حيث بتّ أنتظر أن يعطي الآخر رأيه في الطّعم، فعندما أقدم فطائر اللحم تكون خالية من اللحم على سبيل المثال. بالنسبة لي المطبخ ليس عبودية بل هو علاج طويل لروحي المضطربة .
في إحدى المرات خبزت الفطائر من أجل أحفادي ، وكانت فطائر باللحم حقيقة، أحبوها وقالت حفيدتي لأمّها :" تعلمي من جدتي" أجابتها ابنتي: لدى جدتك وصفات سحرية لا تعطي سرها لأنّها تبنيها كل يوم بطريقة مختلفة. بعد أسبوع صنعت فطائر بالجبن الأبيض المالح، وأنا عادة بدائية في تصنيعي وخبزي لا أستعمل الآلات الحديثة، فرمت قطع الجبن كيفما اتفق ووضعتها بارزة في الفطيرة، وعندما أكل منها أحفادي قالوا: لذيذة. لم يعودوا يأكلون فطائر اللحم، وأصبح لديهم إدمان على فطائر الجبن التي لا تستطيع ابنتي صنعها لسبب ما.
لدي روتين يومي لا أرغب أن يفسده أحد عليّ حتى لو كان ابني، أو ابنتي، وهو المشي جهة الغابة، جهة اللاشيء سابقاً والحديث مع نفسي أحياناً بصوت عال، ومناجاة الطيور، والركض.
عندما تزورني حفيدتي ذات الأربع سنوات تسألني: هل لديك عجين؟ أشعر بالذنب لو قلت لها لا. لذا سوف يكون لدي العجين بشكل دائم كي يعطي حفيدتي طاقة إيجابية.
عندما أتى ابني لزيارتي، فتح البراد فرأى قرصاً من القريشة، سألني هل لديك خبز. أعطيته رغيفاً من ربطة اشتريتها. قال: هذا ليس خبزاً. أرغب أن آكل من خبزك.
كل الأشياء التي أقوم بها لا تتجاوز أن تكون أشياء مساعدة على تحقيق الرضا الداخلي والهدوء. هي أشياء روحانية في كتابي المقدس الذي ألفته لي، واحتفظت بمخطوطه داخلي.
بالأمس كنت أقرأ مقالاً في صحيفة الغارديان عنوانه :
"الجري، السباحة ، الطهي: الوصفة الجديدة للسعادة" للكاتبة غابي هنسليف
تبدأ الكاتبة بقصّة إحداهنّ حيث تقول:
"عندما كانت إيلا ريسبيرجير في أوج تشاؤمها ، كانت تجلس مع طبيب نفسي تحاول تفسير سبب رغبتها في إلقاء نفسها تحت الحافلة ، وجاءت المساعدة من مصدر غير متوقع كليًا. كان عقلها "يبحث عن لغز" كي تكسب نفسها ، على حد تعبيرها ، شيئًا يخرجها خارج الأفكار الرهيبة التي كانت تحملها. واستقر عقلها على نحو غير متوقع ، على صناعة الخبز
عادت إلى المنزل من المستشفى وقدمت فطيرة ، وأصبح الطهي بعد ذلك نوعًا من الراحة والخلاص. بالنسبة لها ، أصبح العمل الإيقاعي والمتوقع المتمثل في صنع الوجبات طقوساً مهدئة ذاتياً ، وهي طريقة تعالج الكثير من قلقها المزمن على أنها تعيش من خلالها. حتى الوصفة التي قدمت عنوان كتاب الطبخ الخاص بها غير التقليدي اسمه دجاج منتصف الليل .
تحدثت الكاتبة عن الكثير من الأشخاص ومنهم "لبيلا ماكي"
التي تعمل على قدميها قدم واحدة أمام الأخرى ، تستقر على إيقاع الأرصفة للحفاظ على المشاعر المظلمة بعيدة في الخليد. مذكراتها
"هرول على"
كانت المذكرات عبارة عن نصف رسالة حب إلى الجري و نصف الشرح لما يشبه المعاناة من القلق ، ظهرت على قوائم أفضل الكتب مبيعًا في العام الجديد في اللحظة التي تم إصدارها"
استشهدت بما كتبته الكاتبة لأنه مبني على دراسات حديثة علمية، وأسقطت الموضوع على أمّي التي قدّمت روحها في الخبز والطّبخ، وأسأل نفسي: هل هو تراكم ثقافي من خلال محاولة النّساء أن يرفعن من مشاعرهنّ المتدنيّة؟ وهل ينطبق ذلك على زوجة الدكتور عبد الله التي اختارها لأنها تجيد طبخ المحشي، وهو يجيد العبث بكل الأشياء فالطبيب مدلّل ، وربما يعامل بقدسية في بلادنا، وهذا ما جعل الكثير من الأطباء يصاب بالنرجسية . لكن لا بد من الجواب على السّؤال، فزوجة الدكتور عرضت نفسها كعبد، وقبلها تحت تلك الشّروط. أما أمّي فقد كان يتبعها شبان القرية إلى العين ليروا جمال سيقانها عندما تغطس في الماء. أمّي حكيمة دون أن تدري، وأنا ملكة الفطائر بامتياز.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الجمعية الوطنية الفرنسية تدين -مذبحة- 17 أكتوبر 1961 بحق جزا
.. سامي الطاهري: الاتحاد العام للشغل أصبح مستهدفا من قبل السلطا
.. الجزائر تعين قنصلين جديدين في الدار البيضاء ووجدة
.. لبنان: هل بدأ العد العكسي للحرب مع إسرائيل؟ • فرانس 24 / FRA
.. هجوم بسكين يثير حالة من الذعر في قطارات لندن | #منصات