الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


برزان التكريتي ينشر فضائح الاخوة الاعداء في مذكراته ج 2

صباح ابراهيم

2019 / 1 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


الفصل الأول من كتابي .
نكمل في هذا الجزء تعليقاتنا على مذكرات برزان التكريتي حول العلاقات السيئة في تلك العائلة مع اخيه صدام حسين واشقائه وطبان و سبعاوي و بقية العائلة المارقة .
مقتبسات الجزء الاول من مذكرات برزان التكريتي

برزان و صدام
يستهل برزان إبراهيم الحسن الذي يلقب نفسه بـ التكريتي لأنتمائه الى قرية العوجة جنوب تكريت ، ذكرياته مع اخيه الاكبر صدام عندما كان حديث العهد في الانتماء لحزب البعث ، وكان يتعاون معه حزبيا وينقل الرسائل الحزبية بينه وبين رفاق الحزب . كما لبى دعوة صدام للمشاركة معه في الانقلاب العسكري في ليلة 17 تموز 1968 على رئيس الجمهورية عبد الرحمن عارف، و الدخول معه مسلحا للسيطرة على القصر الجمهوري ليلة الانقلاب العسكري مع شلة من البعثيين بقيادة أحمد حسن البكر و حردان التكريتي وصالح مهدي عماش وصلاح عمر العلي .
برزان يعترف ان صدام حسين قاتل
ينشر برزان الكثير من الفضائح عن صدام حسين وابنائه بشكل غريب يدل على سذاجة وغباء او ربما عن إفرازات ناتجة عن فترة الحقد والخلافات الشخصية بينهما وبين اخوته، او انتقاما من سلوكه معه . فقد ذكر بمذكراته اسرارا كثيرة منها ، ان صدام حسين قد تبرأ منه اعمامه بعد ارتكابه جريمة قتل لاحد أقاربهم وهو الحاج سعدون العمر التكريتي بتحريض من خاله خير الله طلفاح المسلط ، بعد ان زوّده بمسدس، فتصدى له غدرا بليلة ظلماء وأرداه قتيلا وهو في طريق عودته الى بيته في تكريت، وكانت تلك أول جريمة قتل ارتكبها صدام حسين في صباه. كما كشف كيف تبرأ منه اعمامه ايضا بسبب اشتراك صدام في محاولة اغتيال رئيس الوزراء عبد الكريم قاسم عام 1959. ف صدام حسين كان من أصحاب السوابق في القتل والاجرام منذ طفولته وشبابه. اما الجريمة الاخرى التي ارتكبها صدام في شبابه فهي قتله الدليل البدوي الذي قام بتهريبه مع رفيقه نجاد الصافي عبر صحراء الانبار الى حدود سوريا كي لا يفشي سر هروبه الى سوريا اذا ما ألقت الشرطة القبض عليه، وذلك هربا من السلطة التي تطارده بعد جريمته في محاولة اغتيال الزعيم عبد الكريم قاسم رئيس وزراء العراق، وصدور امر القاء القبض عليه
وانتقاما من صدام وخير الله طلفاح على تلك الجرائم التي لوثت سمعة العشيرة، قام احد ابناء العشيرة المدعو طه عبد الله السلطان وهو ضابط استخبارات، بالابلاغ عن نشاطات صدام ورفاقه البعثيين، أدت الى اعتقالات واسعة لاعضاء حزب البعث وأنصاره، وايداعهم في معتقلات الأمن العام والاستخبارات العسكرية . سبب ذلك الاخبار الى غضب صدام حسين من المخبر طه عبد الله وأقسم اليمين ان يقتله ، لكنه عدل عن ذلك مع الأيام .
سأترك مذكرات برزان الطويلة وذكرياته مع صدام حسين في تنفيذ انقلاب 17 تموز تموز 1968 ضد عبد الرحمن عارف ، و 30 تموز ضد عبد الرزاق النايف رئيس الوزراء المؤقت ، وما بعده وكيف شارك برزان مع صدام حسين و ناظم كزار وصلاح عمر العلي في اعتقال النايف وتسفيره الى المغرب حيث كان برزان مع اخرين مرافقين له في الطائرة الخاصة . وبعد استيلاء البكر على السلطة واختيار صدام نائبا له في مجلس قيادة الثورة ، ومذكرات برزان كيف اصبح مسؤولا عن الأجهزة الأمنية للحزب والدولة بتكليف من أخيه صدام .
سأكتفي بكتابي هذا بسرد ما ذكره برزان التكريتي من ذكرياته حول الصراعات العائلية التي كانت تدور بين الاخوة الاعداء و نساء العائلة المالكة التكريتية القادمة من قرية العوجة بعد ان استولت على مقاليد الحكم و سلطات و ممتلكات الدولة العراقية وثرواتها.
القاء القبض على ناظم كزار
ذكر برزان بكتابه انه بعد القاء القبض على مدير الأمن العام ناظم كزار اثر مؤامرته لاغتيال صدام والبكر و قادة الحزب والحكومة في المطار عام 1973. تم جلب ناظم كزار الى القصر الجمهوري، وادخل احدى الغرف وكان برزان متواجدا فيها ، فطلب الاخير من ناظم ان يغسل وجهه من الغبار وقدم له الشاي والماء وقد كان في حالة إعياء شديد، ولما اراد بعض المتواجدين من جماعة البكر الاعتداء على ناظم واستجوابه منعهم برزان ، قائلا : ناظم قام بعمل من شأنه أن يحاسب عليه ، وتوجد محكمة خاصة سوف تنظر بالامر ، ونحن لسنا عشيرة حتى نتصرف مثل هذا التصرف ، فطلبَ منهم أن يخرجوا من الغرفة. وهنا تكلم ناظم كزار موجها كلامه الى محمود الندا من اقرباء احمد حسن البكر قائلا له :
" انت مو بعثي ماذا تعمل هنا ؟ اخرج والا فضحتك ، لأني اعرف كل تصرفاتك " . وطرد برزان جماعة البكر، وهنا دخل صدام الغرفة واستجوب ناظم قائلا له : لماذا عملت هذا يا ناظم ؟
رد ناظم كزار : " عملت هذا خدمة للحزب ، لأنك لا تعرف كيف يتصرف جماعة احمد حسن البكر ، وكيف يتصرف سعدون غيدان وزير الداخلية بتهريب اليهود العراقيين الى خارج العراق مقابل مبالغ مالية . وكيف يتصرف حماد شهاد (وزير الدفاع ) في الحزب في التنظيم العسكري ، وكيف يتصرف خالك الحاج خير الله طلفاح . وأضاف ناظم قائلا لصدام : هل نسيت كيف ضرب حجي خير الله الرفيق محي الشمري في مكتب المحافظ وهو عضو فرع في الحزب . لهذه الأسباب قمت بهذا العمل لكي أخدم مبادئ الحزب"


أمر النائب صدام برزان لأخذ ناظم الى قصر النهاية حيث استجوبه سعدون شاكر واعدمه من غير محاكمة لينتقم منه لكون ناظم كان يخبر صدام عن تصرفات سعدون البعيدة عن تقاليد الحزب منذ وقت مبكر .
برزان تسلق المناصب الامنية
سبق وان منح أحمد حسن البكر رئيس الجمهورية برزان التكريتي رتبة ضابط من غير استحقاق قانوني لعدم تخرجه من الكلية العسكرية، مستخدما صلاحياته الخاصة . وبعد ان سمع البكر ان برزان طرد جماعته من الغرفة التي كان فيها ناظم كزار بالقصر الجموري غضب عليه ، واحاله الى التقاعد وابعده عن الجيش .
بعد مرور سنة على الحادث توسط صدام لدى البكر فتم تعيين برزان في وزارة الخارجية بدرجة سكرتير ثالث وحسب رغبة واختيار برزان نفسه . وبعد ذلك طلب صدام من أخيه برزان ان يعمل بمكتب نائب الرئيس، وأسس له دائرة أمن المجلس الوطني لحماية صدام ، وشكل برزان مجموعة الحماية من الأقارب والعشيرة من اهل العوجة وتكريت .
و لضمان إحكام قبضة صدام على الاجهزة الامنية ، اقنع صدام البكر بتعيين برزان بمنصب نائب رئيس المخابرات التي يراسها سعدون شاكر ، كي يضمن حوزة المخابرات بيد ابناء عائلة العوجة التكريتية ، وليحكم صدام قبضته على الأجهزة الأمنية في البلد .
ادعى برزان انه طوّر جهاز المخابرات وزيادة عدد أفرادها من الأقرباء وأهل العوجة وتكريت وتدريبهم وتجهيزهم بمساعدة المخابرات الفرنسية والألمانية واليونان وإنجلترا وأمريكا .
ويذكر برزان : كان لتلك الدول دور مهم في تزويد المخابرات العراقية بمعلومات مهمة عن ايران اثناء الحرب و امور اخرى لم يذكرها .
ادعى برزان في مذكراته انه قام بإجراء تطوير مهم في انتاج الاسلحة الاستراتيجية وبحوث الطاقة الذرية بواسطة الدائرة العلمية للمخابرات بجلب كوادر علمية لها حتى انه ساهم بإدارة تطوير السلاح الجرثومي والكيماوي .
اعترف برزان التكريتي ان صدام حسين أعدم العميد الركن نزار النقشبندي مدير الصنف الكيمياوي بوزراة الدفاع لعدم معرفته بكيفية التعامل بنقل و خزن الأسلحة الكيمياوية التي أنتجتها المخابرات .
بداية العداء بين برزان وحسين كامل
احتج برزان على نقل الدائرة العلمية للمخابرات الى هيئة التصنيع العسكري التي يشرف عليها حسين كامل حيث جيّر الاخير انجازات برزان كما ادعى لحسابه . وعبّر فيما بعد عن احتجاجه بترك عمله بالمخابرات لكونه يكره حسين كامل ولا يطيقه بعد ان استولى على انجازاته في تصنيع الاسلحة ، بينما الرئيس صدام حسين مغرم به. وكان هذا سبب العلاقات السيئة بين الطرفين و تنظيم الدسائس و تحريض حسين كامل صدام ضد اخوه ، وقد نجح بهذا كثيرا .
التوتر بين صدام و برزان
ويعترف برزان ان صدام بدأ يظهر عليه عدم الود في تعامله معه ، ويتضايق من عمل المخابرات وعمل برزان فيها . ويقول برزان بعد ان ترك العمل في المخابرات نشا جو من الشكوك و الكثير من التصورات و القصص عند الرئيس صدام وأبنائه وصهره المدلل حسين كامل ، حتى وصل الموضوع الى تداوله من قبل نساء العائلة وام عدي وبناتها . ومفاد تلك القصص و الشكوك هي ان برزان يعمل لنفسه ويهيئ الأمور لاستلام الحكم بديلا عن صدام . وادّعت العائلة ان لدى المخابرات جيش دبابات و مدافع و معسكرات خاصة . ويعتقد برزان ان صداما يعرف الحقيقة كاملة لكنه يصدق هذه الأدعاءات كي يفتعل الزعل معه ، و يضيف برزان :" ان صدام انسان بطبيعته شكاك لأن ظروف نشأة ابو عدي (غير طبيعية) !! ومبنية على حسابات انتهاز الفرصة والمؤامرة والتخلص من الاخرين الذين يحضون باحترام اجتماعي او مهني او سياسي ، لأنه يعتقد انهم الخطر الحقيقي عليه !!"
تعليق الكاتب : هذا رأي برزان بأخيه صدام !!! انهم اخوة اعداء تربطهم المصالح والأطماع وليس رابطة الدم التي تحولت الى رابطة عداء وكراهية والتحسس من الآخر والخوف من احتمال ان ينقلب عليه .
ولذلك اول ما صدر عن صدام بعد افتعال الزعل مع برزان هو فصل جهاز الأمن الخاص الذي أسسه برزان عن المخابرات والذي كان مسؤولا عن حماية الرئيس صدام لفقدان الثقة به ، والتي كانت تسيطر على الاماكن التي يذهب اليها صدام حسين وتوفير حماية للطرق المؤدية اليها . ولهذا الحقَ جهاز الأمن الخاص تحت إشراف ومسؤولية حسين كامل العدو اللدود لبرزان .
يعترف برزان ان حسين كامل كان يعمل بالضد من عمل مخابراته ويوقف نشاطه ويبطل اجراءاته لكي يتصرف هو باصدار الاوامر والتعليمات بدلا منه اثناء الواجبات، حتى وصل الأمر الى تدخل صدام لصالح حسين كامل ضد أخيه وعزل برزان من مسؤولية أمن وحماية القصر الجمهوري والرئيس صدام شخصيا و احال المهمة الى حسين كامل لثقته به اكثر من اخيه برزان !!
بعد ايام من عزل برزان من مسؤولية حماية صدام ، أصدر الرئيس أمرا بتعيين حسين كامل الصهر المدلل، مديرا عاما لجهاز الأمن الخاص . واخذ يتجنب لقاء اخيه برزان لأشهر عديدة . عمل حسين كامل صهر الرئيس على زرع الشك بقلب صدام من أخيه لإبعاده تدريجيا و عزله ... ونجح في مسعاه .

*******
البقية في ج 3








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقوبات أميركية على مستوطنين متطرفين في الضفة الغربية


.. إسرائيلي يستفز أنصار فلسطين لتسهيل اعتقالهم في أمريكا




.. الشرطة الأمريكية تواصل التحقيق بعد إضرام رجل النار بنفسه أما


.. الرد الإيراني يتصدر اهتمام وسائل الإعلام الإسرائيلية




.. الضربات بين إيران وإسرائيل أعادت الود المفقود بين بايدن ونتن