الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما الجدوى من عودة العرب للشام؟

نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)

2019 / 1 / 6
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة


ما الجدوى من عودة العرب للشام؟
تتهاطل اليوم على سوريا جملة من العروض "الدبلوماسية" السخية، لإعادة العلاقات المقطوعة منذ سبع سنوات تقريباً معها، كان أهمها دولتا الإمارات والبحرين، بعدما تأكد ولاح بالأفق بقاء واستمرار "النظام"، وبعدما تيقن الجميع من العجز التام عن إسقاطه لاعتبارات جيوسياسية ولوجيستية كثيرة أهمها الدعم اللامحدود من الحليف الروسي، وتقع العلاقة الإستراتيجية الوثيقة مع واحدة من أهم القوى الإقليمية الصاعدة اليوم، في سماء المنطقة، وهي إيران، في صلب تلك الاعتبارات، بالتزامن مع ضعف وتضعضع وشبه انهيار لمنظومة العدوان، الذي بلغ ذروته مع إعلان الانسحاب "الهروب" الأمريكي من سوريا، وترك القوى المتصارعة التي جلبتها، مرتبكة تائهة وحائرة، تقلع أشواكها بأظافرها.
خذل العرب سوريا، أيما خذلان، في محنتها القائمة، وتحولوا لخنجر وسكين سامة في ظهر سوريا والسوريين، عموماً، ولا ينفع، ها هنا، النبش بالماضي ونكء الجراح الساخنة، قدر ما تتطلب الحالة الاتعاظ، واستخلاص العبر، كي لا نجتر ذات الكوارث والمآسي بالقادم من الأيام، مع بروز جملة من الأسئلة من قبيل ما الذي تغير مع هؤلاء العرب سواء على صعيد دولهم بشكل منفرد، أم على صعيد جامعتهم العربية على نحو جامعي؟ وهل أصبحت هذه الدول مستقلة و"شورها من رأسها" كما يقال، أم لا تزال دولاً وظيفية خدمية تسدي الخدمات الإستراتيجية الجليلة للولايات المتحدة وإسرائيل حسب الخطاب "المقاوم" ذات نفسه؟
والأهم، ما الفائدة من فتح ما تسمى بسفارات الدول العربية في سوريا، في سوريا إذا كانت هذه الدول المسماة بالعربية لا تسمح بدخول سوري واحد إليها، ولا تمنح فيزا إلا لكل طويل عمر، وطوال فترة الحرب الظالمة والجائرة على سوريا، وخاصة منظومة مشيخات الخليج الفارسي، والتي كان لهذه المنظومة المشيخية اليد الطولى في تأجيجها وتسعيرها، ونفخ النار في كيرها، ودعمها بالمليارات النفطية وحقن جبهاتها الملتهبة بالمرتزقة الإرهابيين القتلة المأجورين من كل دول العالم للانقضاض على الفريسة و"الصيدة"، ناهيكم عن التحريض الطائفي والمذهبي الإعلامي الخبيث، بإمبراطورياتها الإعلامية، الذي تولته هذه المنظومة، على مدار الساعة، والذي ما زال مستمراً حتى اللحظة في تلك المنابر والأبواق، ورفضها فتح حدودها واستقبال أي لاجئ وفار من لظى تلك الحرب التي أشعلوها، وفوق ذلك كلها تعاملها بعنصرية وفوقية مع المواطن السوري، وبما يشبه الممارسات العبودية، وفرض الكثير من إجراءات القهر والظلم والإذلال بحقه كوجود كفيل محلي يبتزه بطرق مختلفة كشرط لدخول تلك البلدان وحتى لزيارتها أو العمل والإقامة فيها، رغم أن حق السفر والإقامة والعمل مكفول بالميثاق العالمي لحقوق الإنسان الذي تتنكر له تلك المنظومة، ورفضها بالمطلق منح الجنسية له مهما أقام هناك، أو تمتعه بأي من حقوق الإقامة الأخرى كالزواج والتملك وإدارة المشاريع الخاصة، والأهم تلك الممارسة العنصرية المهينة والمذلة للسوري وهي كما أسلفنا اشتراط وجود "الكفيل"، وهو غير موجود حتى عند "الكفار" والمشركين الإمبرياليين الكبار، ولا حتى بإسرائيل التي يطنطن الإعلام المقاوم بعنصريتها وانتهاكاتها المستمرة لحقوق الإنسان، وهذا أمر جائر، مجحف ومهين للكرامة الشخصية والهوية الوطنية السورية الذي لا يجب على الحكومة الوطنية السورية التي تمثل مصالح وكرامة كل سوري أن تقبل به، وأن تفرض مبدأ المعاملة بالمثل مع الدول صاحبة العلاقة وتعاملها وفق قوانينها، وهو مبدأ معمول به في كل دول العالم تقريباً.
إن تعزيز التحالف مع الأصدقاء لأبعد الحدود وخاصة الذين وقفوا مع سوريا، ولا سيما جمهورية روسيا الاتحادية، والانضمام للاتحاد الروسي، ورابطة الدول المستقلة، هو أنجع وأكثر فائدة و"رسملة" من العودة للمربع القديم وهو التعويل على العرب وجامعتهم في أي تحول وأفق وإنجاز، وغسل ونفض اليد تماماً، وكلياً، من أولئك الذين غدروا بسوريا وشعبها وتنكروا لها بأحلك الظروف وأمرّ الأوقات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مهاجمة وزير الأمن القومي الإسرائيلي بن غفير وانقاذه بأعجوبة


.. باريس سان جيرمان على بعد خطوة من إحرازه لقب الدوري الفرنسي ل




.. الدوري الإنكليزي: آمال ليفربول باللقب تصاب بنكسة بعد خسارته


.. شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال




.. مظاهرة أمام شركة أسلحة في السويد تصدر معدات لإسرائيل