الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عشتار الفصول:111378 المعوقات في كتابة التاريخ البشري بالرغم من وجود قرائن مادية .

اسحق قومي
شاعرٌ وأديبٌ وباحثٌ سوري يعيش في ألمانيا.

(Ishak Alkomi)

2019 / 1 / 7
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


عشتار الفصول:111378
المعوقات في كتابة التاريخ البشري بالرغم من وجود قرائن مادية .
التاريخ البشري برمته والمشرقي بشكل خاص وبكلّ مكوّناته الدينية، والقومية، والوطنية .فيه من الغث والسمين.وتختلف القراءات التاريخية للباحثين الجدد عن تلك المكتوبة في الكتب، وعن الحقيقة الواقعية التي تخص التاريخ الزمني لتلك الأفكار الباقية في كتب الأولين ،وأحيانا قد نجد تطابقاً مابين ماجاء في القراءات الحديثة ، ومابين الوقائع التي تكشفها لنا الآثار والعلوم الأثرية ( palaeontology ،Archaeology) .ولا يعني أن مصداقية تاريخ ما نستنتجه من قرينة مادية واحدة بعينها وحسب. بل علينا أن نجمع عدة قرائن، ونضعها كمعيار لبحثنا ،وهناك بعض الغربيين الذين يعنون بالبحث، تُساعدهم مؤسسات كُبرى في سبيل ولادة عمل لهم ككتاب يؤكد على عدم مصداقية جماعة ما في ادعائها بأن هذه الأرض لها منذ القديم ،لكن دولا تدفع له الملايين حتى يكتب ما يُناسب الدافع الحقيقي له وهنا نحن أمام توثيق مزور ،لابل نحن أمام تشويه لحقائق ستكتشفها الأجيال المقبلة بأنها مزورة وملفقة .وفي هذه الجزئية لنا أن نقول بأنّ المثيرات المادية المغرية تفعل فعلها، كما الغزاة حين أجبروا أصحاب البلاد الأصليين أن يكتبوا كما يُريد هؤلاء الغزاة فجاء تاريخ تلك المنطقة مزورا بكامله ولايحمل المصداقية عندما نضعه تحت مجهر النقد .وهناك أكثر من باحث وباحثة وقعوا أسرى لعواطفهم وغرائزهم فقدموا لنا تاريخا مزوراً لابل مشوهاً ولهذا نوجز أهم المعوقات في كتابة التاريخ تلك التي يتعرض لها أكثر الباحثين من خلال الأمور التالية:
1= لا يمكن لأيّ باحث أن يكتبُ في كلّ الحقائق المتعلقة بهذا القوم أو ذاك. أو تلك الظاهرة الطبيعية أو الاجتماعية . وذلك لتخوفه من أن تنهال عليه الشتائم ويظهر وكأنه لا يعرف أهل الزمان والمكان الذي يتناوله . فقول الحقيقة دوما مر ٌّ كالحنظل، وغالباً لا تُكتب الحقائق لأنّ الباحث يرى فيها خدشا للمشاعر الوجدانية لجماعة عرقية كانت أم أثنية .وبهذا فالباحث لايكتب الحقيقة دوما .
2= عدم قدرة أي باحث على تغطية المساحة الزمانية ،والمكانية التي يدور بحثه عنها.فهو لايبحث في مربع لايزيد عدد أمتاره عن عشرين مترا,.بل هو يتناول مساحة تتجاوز في كبرها طموحه لهذا لن يُغطي كل المساحة على نفس القدرة والزخم والسوية وبنسبة واحدة.
من هنا نقول: بأن الباحث لديه دوماً ،أولويات مكانية وزمانية. يتم التركيز عليها وما عداها يكون حشوا كما يُقال في علم العروض.
3= في الغرب الذي نعتقد بأنّ الباحث كفعالية إبداعية يتمتع بالحرية والاستقلالية وهو لايقع تحت الضغوطات على اختلافها .إلا أن الواقع الفعلي ليس كذلك هو في أغلب الدول والأحيان .
فالباحث مقيد بعنوان بحثه، وبأهدافه ونتائجه، ومردوده على من يعنيهم البحث ، والباحث يخضع لضغوطات مالية ،وسياسية، وجماعات مافيوية تعمل في سياقات الشركات المنتجة ودورها دوما مشبوه لصالح فئة عرقية أو دينية أو سياسية.
ونقصد هنا الأبحاث التي تخص جانبا ً مهما في التاريخ البشري كأن يؤكد البحث على أحقية هذا الشعب في تلك الأرض مثلاً.هنا أطرح سؤالاً .
ماذا لو أنّ أحد الباحثين كتب وطبع ونشر كتاباً عن حق الأشوريين في شمال العراق كأرض لأجدادهم ،وطالب الحكومات العالمية والمحلية بأن تُجبر أن تجلو عن تلك الأرض كلّ المكوّنات التي تحتلها ،وتُساعدهم في بناء دولتهم الآشورية المستقلة على أرض أجدادهم.وكذلك عن حق الآراميين السريان والفينيقين في سورية ،وحق الأقباط في مصر القبطية، وحق الشعب الأميزيغي في شمال أفريقيا وعن وحق الهنود الحمر في أمريكا .
وبنفس الوقت تكون تلك الكتب رائجة في الأسواق ويبقى كتابها دون ملاحقة.
وأخيراً.
مع العلم يجب الحفاظ على خط أحمر دوما ذاك المتعلق بأمن الدول .وهذا أحد المعوقات لكتابة تاريخ يقترب من الحقيقة 68%.مثال على ذلك هل يحقُّ لنا أن نقول مثلاً.بأن العدو الفلاني ليس محتلا لأرضنا بل هو يعيش على أرضه التاريخية ؟!!. أليس القيامة ستقوم على ذاك الباحث وتنهال عليه كل الصفات المشينة،ويتم وضعه في لائحة الخيانة العُظمى،بينما من يتعامل مع ذاك العدو نراه حرا طليقا؟!!
مع العلم بأن الحق الذي قاله هذا الباحث يعرفه حتى الرضيع والفطيم .ولكن دوما المجتمعات والحكومات لاتقبل الحقائق ،تاريخية كانت أم جغرافية أم ثقافية .
إن المعوقات كثيرة ومايلزمنا هو إعادة تصويب للحقائق التاريخية وهذا يستلزم الواقعية والموضوعية والعلمية وعقلية قادرة على الإيمان الفعلي وليس الإعلامي بأن تعترف بالحق.
فهل نجد تاريخا مشرقيا حقيقيا أمامنا في المناهج الدراسية.تتربى عليه الأجيال ونصوب عقولنا من الخلل والكذب والدلال.
اسحق قومي.
6/1/2019م.
شاعر وأديب وباحث سوري مستقل يعيش في ألمانيا.

.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المحكمة العليا تنظر في حصانة ترامب الرئاسية في مواجهة التهم


.. مطالب دولية لإسرائيل بتقديم توضيحات بشأن المقابر الجماعية ال




.. تصعيد كبير ونوعي في العمليات العسكرية بين حزب الله وإسرائيل|


.. الولايات المتحدة تدعو إسرائيل لتقديم معلومات بشأن المقابر ال




.. صحيفة الإندبندنت: تحذيرات من استخدام إسرائيل للرصيف العائم س