الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تونس: جمعية التنمية بتطاوين الشمالية: نبراس يضيء دروب المحتاجين..ويدفع في إتجاه تحقيق التنمية وبلورة المشاريع التنموية الصغرى..

محمد المحسن
كاتب

2019 / 1 / 7
المجتمع المدني


يعتبر العمل الجمعوي ميدانا لتحقيق الطموحات في التغيير الاجتماعي، ومكونا أساسيا
من مكونات المجتمع المدني، ومجالا يمكن من خلاله تعلم وممارسة الديموقراطية، من خلال الانخراط في التعددية داخل المجتمع، الأمر الذي يعلمنا قبول التعددية وقبول الآخر بكل خصوصياته ومواصفاته، وبفضله يمكن اكتساب التجربة والمبادئ في الحياة، وفيه يتجرد الشباب من الحالات النفسية المرضية كالخجل والإنطواء على الذات، وكذا تعلم مجموعة من المهارات في الحياة وطرق الإندماج في المجتمع وحل المشاكل ومواجهة الصعوبات التي تعترض حياتهم.
والعمل الجمعوي شكل من أشكال العمل العام الموجه لفئات الجماهير الواسع وذلك حسب الهدف والمجال الذي حدد لهذا العمل ومنه نستخرج كلمة جمعية، التي عرفها الفصل الأول من قانون الحريات العامة بكونها “اتفاق لتحقيق تعاون مستمر بين شخصين أو عدة أشخاص لاستخدام معلوماتهم أو نشاطهم لغاية غير توزيع الأرباح فيما بينهم”.
مفهوم مصطلح المجتمع المدني: من أجل تتبع التأريخ والرصد المنهجي وكذلك الأبستمولوجي لمفهوم المجتمع المدني، إنما هو محاولة معرفية بغية فرز الحيثيات التي واكبت تاريخ وتجربة المفهوم نظريا وسوسيولوجيا.
فلا وجود لرجل دولة أو دين إلا وإستخدم أو إستغل هذا المفهوم البريئ، بل إن فئات عريضة من قطاعات المجتمع تتنافس من أجل السعي للحصول على صفة العضوية في تنظيمات المجتمع المدني، على إعتبار أن هذه الصفة تعتبر في حد ذاتها مصدرا من مصادر الشرعية، شرعية وجودية، وكذلك شرعية حداثية، إذ أصبحت الجمعيات على سبيل المثال تستقطب كفاءات وشرائح مختلفة من المجتمع، التي بدأت تعزف على وتر العمل السياسي في الأصل.
ولعل ما دفعني إلى إثارة هذا الموضوع هو الدور الرائد والفعال التي تقوم به جمعية التنمية بتطاوين الشمالية من جليل خدمات إنسانية نبيلة ساهمت إلى حد كبير في تفعيل المشهد التنموي بجهة تطاوين،إذ ساعدت العديد من العائلات الفقيرة والمعوزة على تجاوزبعض مطبات البؤس والخصاصة من خلال منحها قروض صغرى دون فوائض مالية تذكر،فضلا على أن هذه القروض تستخلَص عبر تسهيلات مريحة ومدد زمنية متفاوتة..الأمرالذي-كما أسلفت-ساعد العديد من مواطني جهة تطاوين ممن ينتمون إلى أوساط إجتماعية فقيرة-بفضل هذه القروض الصغرى-على بعث مشاريع طموحة تحولت إلى مصادر رزق مربحة..
حين أتيحت ل"الصريح" فرصة زيارة مقر هذه الجمعية انبرهنا بإنضباط العاملين بها وعلى رأسهم السيد نجيب الصايب إذ تمّ إستقبالنا ببشاشة وحدثونا بإطناب على دور الجمعية في تفعيل المشهد التنموي بتطاوين رغم بعض الصعوبات التي تعاني منها (الجمعية) كتلكؤ بعض المنتفعين بالقروض في دفع أقساطهم الشهرية بشكل منتظم ما يؤثر في حالات كثيرة على ميزانية هذه الجمعية الواعدة..
السيد نجيب الصايب (مسؤول بهذه الجمعية) يقول:"لا يمكن الحديث عن دور الجمعيات في تحقيق الإندماج التنموي في المجتمع أن يستقيم من دون وضع مقاربة تراعي الإعتبارات الثلاث التي تعتبر الركائز الأساسية من أجل تحقيق هذا الدور عل أحسن وجه، وتتمثل هذه الركائز في : المواطنة، الديمقراطية والتسير الرشيد داخل الجمعيات.
الديمقراطية بمفهومها الواسع، لا تقتصر فقط على الحكم السياسي بقدرما يمكن تعميمها على جميع المرافق وكل التجمعات، سواء كانت إجتماعية أم سياسية، حيث أنه لايمكن تحقيق دور متكامل ومنسق من أجل التنمية من طرف الجمعيات في ظل غياب الديمقراطية في هيكلة وبنية العلاقات داخل الجمعيات المعنية. " ثم يضيف(السيد نجيب الصايب):"إن تحقيق التنمية الحقيقية كحق من الحقوق الإنسانية المنصوص عليها في المواثيق الدولية (المادة 2 من إعلان "الحق في التنمية" إلى أن الإنسان هو الموضوع الرئيس للتنمية وينبغي أن يكون المشارك في الحق في التنمية والمستفيد منه. لا يمكن أن يتم إلا عبر خلق قوة ضغط وقوة إقتراح وكذا آلية للمراقبة تعتمد على الموضوعية والروح العالية في الإلتزام تجاه الفئة المستهدفة من مشاريع التنمية واحترام إنسانيتها وحقها في التنمية بعيدا عن مبدأ الصدقة والشفقة..."
وحري بنا القول إن ثمة جمعيات تنموية هنا..أو أهناك على غرار جمعية التنمية بتطاوين الشمالية-رغم ضعف إمكانياتها ومواردها-قادرة بفضل المشرفين عليها على القيام بدور متميز يحقق مصالح مقدرة للمجتمعات المحلية خاصة وأن الذي يحركها نوازع إنسانية لا تستهدف من وراء فعالياتها وممارساتها ومناشطها إلا خدمة الوطن والمواطنين وليس الربح ..وبالحفز الحكومي والمجتمعي يمكنها توسيع دورها،ويجعلها أكثر قدرة على القيام بمسئولياتها ومواجهة الصعوبات والتحديات ..الأمر الذي يضمن لهذه الجمعيات الاستمرارية في المضي قدماً لمشاركات أوسع وجهود أعظم في خدمة أهداف التنمية والارتقاء بالمجتمع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. واشنطن: طرفا الصراع في السودان ارتكبا جرائم حرب


.. عام على الحرب.. العربية ترصد أوضاع النازحين السودانيين في تش




.. برنامج الأغذية العالمي: السودان ربما يشهد -أكبر أزمة غذائية


.. تونس: أكثر من 100 جثة لمهاجرين غير نظاميين بمستشفى بورقيبة ب




.. عام على الحرب.. العربية ترصد أوضاع النازحين السودانيين في تش