الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في سيولة المبادرات - المتأخرة -

صلاح بدرالدين

2019 / 1 / 9
مواضيع وابحاث سياسية





تغريدة واحدة من الرئيس – ترامب – بشأن سوريا دفعت الدول والأطراف الدولية والاقليمية والمحلية المعنية بالملف السوري الى مايشبه الاستنفار ثم مالبست أن أصبحت مبادرة أمريكية رسمية بقرار الانسحاب العسكري من سوريا وكانت أم المبادرات والتي تلتها مبادرات وردود فعل وتوجهات اقليمية ومحلية وكماهي العادة في عهد ادارة – ترامب – تعلن المواقف والسياسات الأمريكية حتى المصيرية منها وكأنها وللوهلة الأولى بنظر المراقبين غير مدروسة ماتلبث أن تعاد مراجعتها وتعديلها بعد تدخلات وضغوط من كبار العسكريين في البنتاغون ان كانت تتعلق بالأمور الدفاعية والجيوش الأمريكية بالخارج ومن جانب أعضاء الكونغرس من الحزبين الرئيسيين ان كانت تتعلق بالساسات الأمريكية تجاه بلدان العالم أو تمس مصالحها وحلفاءها وأصدقاءها خصوصا بالشرق الأوسط .
وهكذا وبعد أخذ ورد ثبت قرار انسحاب – 2000 – من الجنود الأمريكيين في غضون أربعة اشهر من خبراء ومستشارين الموزعين في أكثر من22 موقع ولاأقول – قواعد – كما يطيب للأتراك ومسؤولي – قسد – وصفه لأن القاعدة العسكرية خاصة اذا كانت أمريكية لها مواصفات وشروط لم تتوفر في واقع الحال الراهن وقد أسرع الأمريكييون في اضفاء صبغة سياسية على موضوع الانسحاب حتى يتحول الى مبادرة متكاملة بربطه بشروط وعوامل وتفاهمات تتعلق بالعلاقة مع تركيا وبالتفاهمات غير المباشرة مع الروس والاتفاق مع الاسرائيليين والتشاور مع العراقيين
جاء الرد التركي ايجابيا مع محاولة في تعديل جوهري للمبادرة الأمريكية واتفاق الجانبين على دفع جديد لعلاقات الطرفين بعد موجات التوتر المتلاطمة في الأعوام الأخيرة وماتلاه من قدوم مستشار الأمن القومي الى انقرة بعد اسرائيل الذي لم يقابله اردوغان كما كان معدا ويتردد ان الأتراك طالبوا بان تسلم تلك المواقع بعد الانسحاب اليها من أجل نقل فصائل مسلحة موالية لها من ( المعارضة ) ومسلحي العشائر حتى لاتعود سلطة تلك المناطق الى النظام وكما يظهر هناك أمور عدة لم يتم التفاهم حولها بين الطرفين ومن ضمنها مسألة حظر الطيران أين وكيف .
ومايتعلق الأمر ببيشمركة روز الذين طالب البعض بأن يقوموا بدور في ملىء الفراغ والحفاظ على أمن سكان تلك المناطق المحاذية للحدود التركية والممتدة من – ديريك – وحتى مابعد كوباني – عين العرب فعلى مايبدو أن الأتراك لم يحسموا أمرهم بهذا الخصوص ولم تحدث زيارات معلنة بين أنقرة وأربيل لبحث هذا الأمر وأن المسألة مازالت قيد التكهنات خصوصا وأن زيارات المبعوثين الأمريكان المعلنة للبلدان المعنية بهذا الملف لم تشمل أربيل حتى الآن وهذا أمر يدعو الى القلق لأن أي ترتيب مستقبلي بهذا الشأن يجب وبالضرورة ومن المصلحة أن يكون للأشقاء بالاقليم وعلى رأسهم الزعيم مسعود بارزاني رأي فيه .
في هذا السياق هناك تسريبات اعلامية أمريكية على وجه الخصوص عن مشاورات مع حلفاء واشنطن من دول الخليج حول التحضير لمبادرة عربية خليجية أو توجه لبلورة سيناريو يقضي بقدوم قوات عربية ( مصرية خليجية ) لملىء الفراغ الذي سيتركه الانسحاب الأمريكي على أن تتكفل السعودية والامارات بتحمل النفقات المترتبة على ارسال قوات مصرية – خليجية وهذا مطلب أساسي للرئيس ترامب منذ توليه الادارة ولكن هناك عقبات بسبب الانشغال المصري بمواجهة الارهاب ارهاب الجماعات الاسلامية في الداخل وذهاب السعودية والامارات بعيدا بحرب اليمن التي تشير كل الدلائل أنها ستستمر في المدى المنظور لأن النظام الايراني يمضي قدما في تقديم كل مايتطلب استمرارها وكذلك الدول الأوروبية الفاعلة وخصوصا بريطانيا التي لها مصلحة في ادامتها .
محليا أصدرت مجموعة (أحرار – مجموعة العمل من أجل سوريا) مبادرةً، حول الوضع الحالي شمال شرق سورية تضمنت مقترحًا بفصل مقاتلي (قسد) عن قيادة جبل قنديل، وإفساح المجال لدخول قوات من (بيشمركة روج) وفصائل (الجيش السوري الحر)، وإجراء انتخابات مجالس محلية، وإطلاق الحريات السياسية، والسماح بعودة المهجرين جاءت المبادرة، بحسب (أحرار)، على خلفية إعلان الانسحاب الأميركي من سورية والتهديدات التركية ببدء عملية عسكرية شرق الفرات، والمخاوف من تسليم المنطقة لنظام الأسد. وأكدت المجموعة أن هذه المبادرة جاءت رغبة منها في “حقن دماء الشباب، كردًا وعربًا وأتراكًا، في حربٍ يمكن تجنبها، وإظهار أن هناك خيارات أخرى غير الحرب أو التسليم لنظام الأسد .
وعلى نفس المنوال أطلقت ( ك ن ك ) وهي احدى المؤسسات التابعة لجماعات – ب ك ك – السورية مبادرة قبل اسبوع لعقد مؤتمر للأحزاب الكردية السورية من أجل اتخاذ موقف موحد في مواجهة التهديدات التركية وكما يظهر من الحيثيات والأجواء المرافقة فانها دعوة ارتجالية متسرعة لاتتوفر فيها الشروط الأدنى من مواصفات المبادرة الجادة و في خدمة الموقف السياسي لقيادة – قنديل – العسكرية التي أعلنت بالتوازي أنها ضد أي حصار على نظام ايران وهذا يعني أن الهدف من كل تحرك هو دعم مواقف أنظمة الممانعة وقد فسر البعض أن الهدف من اطلاق الدعوة الأخيرة هو التوجه نحو دمشق باجماع الأحزاب الكردية وليس كل حزب علبى حدة .
وأظهرت الأيام الأخيرة أن تلك الدعوة لم تلقى التجاوب من الرأي العام الكردي السوري الوطني بل تم التعامل معها بنوع من التشكيك والازدراء من جانب النخب الثقافية والسياسية الكردية السورية وبدأ الوطنييون الكرد يتساءلون حول مدى جدية أصحاب الدعوة ونزاهتم وهدفهم خاصة وأنهم ومنذ سبعة أعوام يخونون الأحزاب التي يودون الآن عقد المؤتمر معهم ويلاحقون كوادرها ويغلقون مكاتبها هذا من جهة ومن الجهة الأخرى رفض هؤلاء وتجاهلوا كل الدعوات السابقة للحوار والمراجعة وتوحيد الصف فقد تجاهلوا فعليا وحاربوا ضمنا مشروع – بزاف – من أجل اعادة بناء الحركة الكردية السورية من خلال مؤتمر قومي – وطني كردي سوري في الداخل أو أربيل أو الخارج من غالبية وطنية مستقلة ومشاركة الأحزاب بثلث غير معطل والمشروع المشار اليه يتضمن مشروع برنامج سياسي بشقيه القومي والوطني ومطروح للنقاش منذ عدة أعوام من خلال اللقاءات التشاورية التي تعقد في مختلف أماكن التواجد الكردي السوري .
ليس من شك أن الحالة السورية الراهنة من شأنها افراز العديد من المبادرات وأن الوضع السوري تحت اختبار العديد من السيناريوهات من ضمنها مطالبات كثيرة بضرورة تواجد عسكري امريكي في قاعدة – التنف – في الحدود السورية العراقية الاردنية لضمان امن الأردن من خطر ايران في حين تعمل قطعان الحشد الشعبي العراقي بايعاز من الجنرال قاسم سليماني على تمهيد الطريق أمام النظام الايراني للوصول برا وبأمان الى بيروت عبر سوريا الأسد ولاننسى هنا مطالبة المحتل الروسي الدائمي والعلني بالانسحاب الأمريكي غير الشرعي من سوريا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شولتز: المساعدات الأميركية لا تعفي الدول الأوروبية من الاستم


.. رغم التهديدات.. حراك طلابي متصاعد في جامعات أمريكية رفضا للح




.. لدفاعه عن إسرائيل.. ناشطة مؤيدة لفلسطين توبّخ عمدة نيويورك ع


.. فايز الدويري: كتيبة بيت حانون مازالت قادرة على القتال شمال ق




.. التصعيد الإقليمي.. شبح حرب يوليو 2006 | #التاسعة