الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خالد الكيلاني يكتب : الحوار مش - خطفة - !!!

خالد الكيلاني

2019 / 1 / 9
الصحافة والاعلام



في بداية حياتي المهنية في مهنة الصحافة ، حرصت على تعلم أساليب وأصول الحوار الصحفي ، وقبل كل ذلك تعلمت آداب الحوار الصحفي ، وكيفية إحترام وتوقير الضيف الذي أحاوره حتى لو كان أقل مني علماً أو وضعاً إجتماعيا ، أو حتى لو كنت مختلفاً معه فكرياً أو أيديولوچياً … وأهم ما تعلمته أن الحوار الصحفي ليس " خطفة " أسعى من ورائها لإحراج الضيف أو مفاجئته بأسئلة ، للحصول على سبق صحفي أو انفراد رغماً عن الضيف .
وكان أكثر فرع من فروع الصحافة عملت به في حياتي هو الحوار الصحفي ، فقد أجريت في حياتي أكثر من 81 حواراً صحفياً وتليفزيونياً في عدة صحف ومجلات وقنوات مصرية وعربية ، كان من أهمها جريدة الأهرام والتليفزيون المصري ، تدرجت من رؤساء الدول ورؤساء الحكومات ووزراء الخارجية والوزراء في عدة دول ، حتى رؤساء ومديري بعض المصالح والهيئات ، ولم أواجه مشكلة في أي حوار منهم سوى مرتين ، وللمصادفة كانتا عام 2008 ، الأولى كانت مع مرشد الإخوان السابق محمد مهدي عاكف الذي إنزعج عندما سألته عن علاقة الجماعة بحسن الترابي في السودان ، ثم استشاط غضباً وأنهى حواره معي عندما واجهته بمحاولاتهم السيطرة على النقابات المهنية ، وعلاقتهم بحزب الوسط وأبو العلا ماضي … فصاح وحاول طردي من مكتبه ( كان الحوار في مقر الجماعة القديم بكورنيش منيل الروضة ) لولا تدخل الدكتور محمد حبيب الذي سحبني بهدوء لمكتبه ، واعتذر لي برقة وأدب ، والثانية كانت في نفس العام أثناء حواري مع الشيخ يوسف البدري الذي احتجزني في منزله مع زميلي المصور صلآح الرشيدى ، وهي قصة نشرتها على صفحات جريدة " صوت الأمة " في حينها ، وكان الحوار ومقالين سابقين لي محلاً لدعاوى في المحاكم أقامها ضدي يوسف البدري وكسبتها جميعاً .
المهم أن الحوار الصحفي وطريقة تعامل الصحفي مع الشخصية التي يحاورها ، هو أكثر المجالات الصحفية التي تؤكد مهنية الصحفي ، وثباته الإنفعالي ومدى ما اكتسبه من خبرات .
في حواري الذي أجريته مع الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الإمارات للتليفزيون المصري في نوڤمبر 1997 ، وقبل دخولي للراحل العظيم بدقائق ، أصر مستشاره الصحفي أن أقدم له أسئلة الحوار مكتوبة ، ولكنني قلت له أنني لم أكتب أسئلة مسبقة لأنني أحدد محاور للحوار في ذهني ، وأترك الأسئلة لظروف الحوار ، وإزاء تصميمه أمسكت بالقلم والبلوك نوت وكتبت سريعاً 4 محاور كانت في ذهني وقتها ، لكنه لم يقتنع وهدد بإلغاء الحوار ، ولكن حسم الأمر أن مدير مكتب الشيخ زايد فتح الباب ودعاني للدخول .
كنت في الحوارات الصحفية أحذف إجابة الضيف إذا ما استشعرت أنه أجاب على سؤال ما محرجاً أو مضطراً ، أو أن سؤالي كان مفاجئاً له … وكثيراً ما حذفت من نفسي كلاماً للضيف رأيت أن نشره قد يتسبب في إحراجه أو إحراج حكومته أو دولته ، حتى لو لم يطلب مني هو ذلك ، أو لم يقدر هو خطورة إجابته ، مضحياً بشهوة السبق والإنفراد ، فالسبق والإنفراد ليسا أهم من الضيف ، أو من المصالح العليا لدولته ، وفي الحوارات التليفزيونية كنت أحذف ذلك في المونتاچ … وقد فعلت ذلك كثيراً .
في الحوارات الصحفية كنت أعرض النسخة النهائية للحوار على الشخصية التي أحاورها ، إذا طلب هو مني ذلك … وفي الحوارات التليفزيونية التي أجريتها مع رؤساء الدول ، كان من المعتاد حضور مندوب من طرف رئيس الدولة معي أثناء المونتاچ ، فقد كانت كلها حوارات مسجلة .
لقد حرص الغرب دوماً على إيهامنا - كذباً - أنهم متفوقون علينا في كل المهن ، ومنها مهنة الصحافة … ولكن حوار صحفي CBS الأخير مع الرئيس عبد الفتاح السيسي - إذا اعتبرنا تجاوزاً أنه حوار - أثبت العكس تماماً ، وأثبت أيضاً أن الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس عظيم لدولة عظيمة ، رغم صفاقة مُحاوِرَهُ وانعدام مهنيته .
#الرئيس_عبد_الفتاح_السيسي
#أنت_رئيس_بحجم_مصر_العظيمة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. WSJ: لاتوجد مفاوضات بين حماس وإسرائيل في قطر حاليا بسبب غياب


.. إسرائيل تطلب أسلحة مخصصة للحروب البرية وسط حديث عن اقتراب عم




.. مصادر أميركية: هدف الهجوم الإسرائيلي على إيران كان قاعدة عسك


.. الاعتماد على تقنية الذكاء الاصطناعي لبث المنافسات الرياضية




.. قصف إسرائيلي يستهدف منزلا في مخيم البريج وسط قطاع غزة