الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وقاحة و خطورة التسميات

جمشيد ابراهيم

2019 / 1 / 9
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


وقاحة و خطورة التسميات
اذا اطلقت اسما على حاجة ما او على مدينة و بلد او شخص معين او غيرت الاسم السابق فانك تضفي طابعا لم يكن موجودا سابقا او تلغي الهوية السابقة. تتبع الاسماء طبعا قاعدة ديناميكية الحياة اي تتعرض للتغير و لكن اذا اطلقت اسما جديدا على مدينة او بلد معين رغم تواجد السكان القدماء فانك تقضي بالتأكيد على هويتهم. احيانا تطلق اسماء مترجمة على اختراعت جديدة رغم ذلك فانك لا تستطيع القضاء على الاسماء الاولية كما نجدها في (التلفون و الهاتف) و (المشواف و التلفزيون) و (الاذاعة و الراديو).

هناك خطورة في تغير تسميات البلدان على هويات جزء من مواطنيها فمثلا اذا قلت تركيا فانك تلغي هوية اكثر من 20 الى 30 مليون كوردي او تطلق عليهم تسميات غريبة مثل كوردي تركي لتجمع بين هويتين مختلفتين كليا و تنقص بذلك من الهوية الكوردية و اذا قلت الجمهورية العربية السورية فانك تضفي هوية عربية على سكانها الاصليين من السريان و الكورد. اخفاء هويات المواطنين الاصليين خطرة لانه يخفي او بالاحرى يلغي هويتهم كليا. هناك علاقة و ثيقة بين اللغة و الفكر و بالتالي بين اللغة و الذاكرة فاذا اختفى الاسم يضعف في الذاكرة الى ان يختفي كاسماء الحيوانات المنقرضة. لا احد ينكر اختفاء اسم السريان بالتدريج ماعدا في كتب التاريخ رغم تواجد الشعب السرياني في كثير من بلدان الشرق الاوسط.

هناك وقاحة في تغير التسميات ايضا لانها تعطي للغازي صفة شرعية و تلغي في نفس الوقت هوية المواطن الاصلي. تصور الوقاحة الدينية و القومية بعد غزو العرب بعد الاسلام من الجزيرة العربية و استعمار مساحات شاسعة لتطلق عليها العالم العربي رغم تواجد السكان الاصليين. ليست هناك جمهورية عربية سورية بل جمهورية متعددة الهويات - ليست هناك جمهورية مصر العربية بل جمهورية قبطية عربية - ليست هناك جمهورية عربية ليبية او جمهوريات عربية مغربية بل جمهوريات تمازيغية و هكذا.

من الشعوب التي قاومت طمس هويتها و لغتها و لاتزال تقاوم رغم تعدد عدد المستعمرين هي الشعب الكوردي و لكني لا اعلم لماذا سكت السريان على الغاء هويتهم بعد القضاء على امبراطورية ارامية كبيرة ليتحولون الى اقلية مشردة قوميا و دينيا في فترة قصيرة نسبيا و يتعرضون للاضطهاد حتى كاقلية؟ لماذا سكت و يسكت الاقباط و التمازيغ؟ لا تفهم شعوب الشرق الاوسط الغازية الا لغة المقاومة المسلحة و لا يعي العربي عادة عن قصد الفرق بين العربية و السريانية ليعتبر جميع الاقوام السامية عربية و يرفض في نفس الوقت اعتبار العربية لغة سريانية - الذي لا يفرق بين الشعوب السامية الشمالية و العرب هو كالذي لا يفرق بين الهولندية و الالمانية او بين الانجليزية و الالمانية او بين الكوردية و الفارسية.

اعتبر الرئيس الالماني السابق كريستيان وولف الاسلام جزءا من هوية المانيا الحالية نظرا لكثرة المهاجرين المسلمين - هل هناك رئيس عربي يعترف بوجود الكورد و السريان و الاقباط و التمازيغ رسميا في الدستور ناهيك عن الاعتراف بالمسيحية و اليزيدية و اليهودية و الزردشتية ام هناك تسميات غبية وقحة كالفرس المجوس و الكافر..
www.jamshid-ibrahim.net








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا نعرف عن انفجارات أصفهان حتى الآن؟


.. دوي انفجارات في إيران والإعلام الأمريكي يتحدث عن ضربة إسرائي




.. الهند: نحو مليار ناخب وأكثر من مليون مركز اقتراع.. انتخابات


.. غموض يكتنف طبيعة الرد الإسرائيلي على إيران




.. شرطة نيويورك تقتحم حرم جامعة كولومبيا وتعتقل طلابا محتجين عل