الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حقائق في علمِنا النفسيّ

محمد طه حسين
أكاديمي وكاتب

(Mohammad Taha Hussein)

2019 / 1 / 9
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


غدرت الذكورة العلمية بعالمات نفس ذات قامات شاهقة واهملتهنّ سواءً بصورة قصدية كانت او استنكافاً منها لرفع اساميهن وادوارهن من علی اللائحة التاريخية العلمية لعلم النفس.
عالمات ابدعنَ مفاهيماً واوجدنَ سماتاً اصبحت فيما بعد متغيرات نفسية اتخذها الباحثين مواضيعا لمشاكلهم الدراسية، ووجدنا في الادبيات النفسية تاثيرات المتغيرات تلك علی علماء نفس ذكور، و تحولت الی مصادر لعلم النفس ومذاهبه البنائية والعلاجية للشخصية الانسانية بشكل عام.
كارين هورنای هي من تلك العالمات النابغات التي ابدعت في رؤيتها للنفس والشخصية التي تضمها، هي اكتشفت نوعا خاصا من القلق(القلق الاساسي) الذي يؤثر في البناء النفسي والكيان الشخصي للافراد ان كبِرا معه او اصابا به.
ساهمت هورناي في تحديد انماط شخصية للعصابيين تحمل اتجاهات(نحو الآخرين،ضد الآخرين، بعيدا عن الآخرين) منغرسةً الاتجاهات تلك في طبيعةِ هذه الشخصيات بفعل الاختلالات التربوية والاجتماعية، حيث تصطبغ بنيّتَها السلوكية والمعرفية بها وتتخذ منها آليات تتحدد بواسطتها ملامحها الشخصية.
هي بدٲت بتحديد انواع الذات قبل روجرز، حيث صنفها الی(المثلی والحقيقية والواقعية) ولكن لم يذكرها تاريخ هذا العلم الذي كتبه الذكور كمبدعة هذا التصنيف الراقي الذي يوزع الافراد وفق صراعاتهم ونتائج حَسمِهم لها بغية الحصول علی نسبة ضئيلة من الاستقرار والتوازن النفسي.
صراعات ارتسمت بها نظريتها التي تتقصي منشٲ تاجيجها الداخلية الكامنة في النفوس والمبنية علی التواريخ المسببة لها.
هورناي انتقدت معلمها الٲول(فرويد) في ذكورية نظريته وفقا لرؤيتها هي، وجعلت لنفسها خطوطا اخری للوصول بها الی فهم جديد وقناعة علمية مختلفة، هي لم تتجاوز المعلم، ولكن قامت بمحاججته ومن ثم التوجه الی طرق اخری للوصول بها الی الشخصية السليمة المتجاوزة لهذا النوع الخطر من القلق الذي سمته هورناي بالٲساسي.
لا نُقِلّ من هيبة روجرز فانه له مقتربه الخاص يختلف عن الكل، انه صاحب المنظور الظاهراتي(الفينومينولوجي) للذات والشخصية، هو الذي يرصد الاحداث والظواهر السلوكية ويعكسها علی البنی المفاهيمية والادراكية للفرد، هو الذي عكس الادوار في ثنائية( المعالج والمريض)واعطی قيمة انسانية ومركزية لهذه الذات كانت غائبة قبله، اشتهر اسلوبه ومنهجيته بالقوة الثالثة في علم النفس، ولكن ما يتعلق بهذا التصنيف للذوات، فان هورناي هي الاول والتاريخ الموثوق يشهد علی ذلك.
حتی ما يتعلق بالحاجات وتصنيفها الی البيولوجية والنفسية فهي استقصت تاثيراتها في كتبها وخاصة كتاب"صراعاتنا الباطنية" وكتاب"الشخصية العصابية" قبل ابراهام مازلو وان كان التفاصيل والتنظيرات وكذلك الدراسات اتخذت لدی مازلو عمقا ودقة اكثر.
كنت في هذه الفترة بصدد المقارنات المنهجية بين مجموعة نظريات حيث ظهر لي بعض الحقائق حتی بالنسبة للاصول الجذرية لمجموعة مفاهيم التي اتخذها علماء نفسانيين مابعد فرويد والمنبع لا يتجاوز المدرسة الام وهي التحليل النفسي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استهداف فلسطينيين أثناء تجمعهم حول نقطة للإنترنت في غزة


.. طلبة في تونس يرفعون شعارات مناصرة لفلسطين خلال امتحان البكال




.. الخارجية القطرية: هناك إساءة في استخدام الوساطة وتوظيفها لتح


.. مجلس الحرب الإسرائيلي يناقش خياري إيران ورفح.. أيهما العاجل




.. سيارة كهربائية تهاجر من بكين إلى واشنطن.. لماذا يخشاها ترمب