الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ميزانية الازهر

نشات نصر سلامه
كاتب وباحث علم الاجتماع وخبير علم الاجرام ومهندس استشارى

(Nashat Nasr Salama)

2019 / 1 / 10
المجتمع المدني


يأخذ الازهر كل عام 18 مليار جنيه مصري من جيوب المصريين وضرائبهم ...وفى نفس الوقت اصبح التعليم الازهرى دولة داخل دولة حيث اصبح الطلاب الملتحقون بالتعليم الازهرى اكثر من اربعه مليون طالب في ظاهرة تعليمية غير مسبوقة في اى دولة أخرى ان يكون هناك تعليم عام يتبع الدولة وتعليم اخر به عدة ملايين يتبع جهة دينية . ثم ما هي العلاقة بين مؤسسة دينية وبين تدريس علوم الهندسة والطب والفيزياء والكيمياء والاداب والفلسفة والحقوق . هذا تناقض غير مبرر وغير مفهوم ووضع غير اعتيادى يجب تصحيحه فورا . ان قيام الازهر بتدريس علوم دينية إسلامية لبعض الطلبة هو امر مفهوم ومبرر اما تعليم عدة ملايين من الطلبة علوم علمية وطب وهندسة وعلم نفس امر حدث في غفلة من الزمان ويجب ان يتوقف ويتم إعادة توجيهه مرة أخرى في طريقه المستقيم .
هذا بخصوص التعليم الازهرى , ما بخصوص نفقات الشيوخ والجوامع ... فكما يعامل الغرب الكنيسة الكاثوليكية ... يجب ان يعامل المصريون الازهر من الناحية المادية .. فكل من يذهب للصلاة يكون معروف اسمه وعنوانه لدى الكنيسة وبعد مرور عام يرسلون اليه خطاب بذكر مكان عمله ودخله الشهرى حيث يتم استقطاع 1% من دخله الشهرى لصالح الكنيسة الكاثوليكية والاستثناء الوحيد هو من يقل دخله عن 940 يورو شهريا اى حوالى 20 ىالف جنيه مصري .. اما في مصر فيمكن استثناء من يقل دخله عن اربعه الاف جنيه مصر ى مثلا او اقل او اكثر .. كما يقوم البعض بارسال تبرعات شهرية للكنيسة بالإضافة الى التبرعات التي يتركها بعض المصليين بعد الصلاة . ويقوم البعض بارسال خطاب رسمي للكنيسة الكاثوليكية يقول فيه انه لم يعد كاثوليكيا اعتبارا من تاريخ ارساله الخطاب وبذلك لا يحق للكنيسه الكاثوليكية مطالبته بعد ذلك باى مستحقات في المستقبل .. علما بان نصف الكاثوليك باوربا قد فعلوا ذلك ولا يذهبون الى الكنائس الكاثوليكية . وبذلك يكون هذا العدد الضخم من الكنائس الاوربية وهذا العدد الضخم من الكهنة والرهبان والراهبات لا يكلفون دولهم ولا دافعين الضرائب يورو واحد . اذا من يدفع للكنيسة الكاثوليكية هو من يذهب اليها فقط وليس كل الشعب .
اما في مصر فالكل يدفع سواء يذهب للصلاة ام لا يذهب سواء كان مؤمن ام غير مؤمن , سواء كان مسلم او مسيحى . فاذا كانت نسبة الاقباط في مصر حوالى 10% فمعنى ذلك ان الاقباط يدفعون حوالى 10% من ميزانية الازهر في الوقت الحالي اى حوالى 1.8 مليار جنيه صافيه من ضرائبهم .. في الوقت الذى يعتبرهم الازهر اهل ذمه .
يجب ان تخلع مصر رداء الدولة الدينية وتبدأ في الإجراءات التي تجعلها تسير مع الحداثة ومن يذهب للصلاة يجب ان لا يجعل مواطن اخر يدفع تكاليف شيخ الجامع وكهرباء الجامع وفرش الجامع ومياه الجامع وان تصرف الكنيسة والجامع على نفسها من جيوب المصليين وليس من جيوب ضرائب الدولة .
لان هذا التأخير في تصحيح الوضع يعطى انطباع ان الجهات الدينية لا تريد العدل . واعتقد العكس دائما ان الجهات الدينية تعلمنا العدل والمثالية دائما .
لانها القدوة للمجتمع .
فهل ستتاخر القدوة كثيرا ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تقرير أممي يبرئ -الأونروا- ويدحض ادعاءات حكومة نتنياهو


.. كيف قارب أبو عبيدة بين عملية رفح وملف الأسرى وصفقة التبادل؟




.. الولايات المتحدة: اعتقال أكثر من 130 شخصا خلال احتجاجات مؤيد


.. حريق يلتهم خياما للاجئين السوريين في لبنان




.. الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين تجتاح الجامعات الأميركية في أ