الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل سيقضى الفلسطينيون على قضيتهم؟

طلعت رضوان

2019 / 1 / 11
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


منذ أنْ استولى الحمساويون على غزة، واعتبروها (مقاطعة مستقلة) ولاشأن للسلطة الفلسطينية بها (وكأنها دولة داخل الدولة) حدث أنْ تصاعد الصراع بين قيادة حماس وأتباعها، وبين أعضاء منظمة التحريرالفلسطينية، وهوصراع وصل لدرجة الاشتباك المسلح، بل إنّ الأمروصل- كما حدث عام2008- أنّ الحمساويين ألقوا أعضاء من حركة فتح من فوق أسطح المنازل. ورفعوا علمهم برمزه الدينى، وأداسوا على علم السلطة الشرعية برمزه الوطنى. وهذا الصراع كأنه بين الفلسطينيين وبين إسرائيل.
وفى الأسابيع الأخيرة من عام2018، أخذ الصراع الفلسطينى/ الفلسطينى مُـنعطفــًـا شديد الخطورة، حيث قال جلال الشيخ العيد (أمين سرحركة فتح فى رفح) أنّ حصيلة حملة الاعتقالات التى تشنها حركة حماس، فى قطاع غزة، ارتفعت إلى نحوألف من قيادات وكوادرحركة فتح..وأضاف فى تصريح لإذاعة فلسطين الرسمية، أنّ حركة حماس شـنــّــتْ حملة الاعتقالات والاعتداءات والممارسات (بأسلوب جديد وغيرمسبوق ويتميزبالعنف والقسوة) ضد المواطنين العاديين، الذين ليس لهم أى اهتمام بالسياسة، من المقيمين فى غزة، خاصة المؤيدين لحركة فتح (دنيا الوطن- 7يناير2019)
وبعد يوميْن من هذا التصريح قال جمال محيسن (عضواللجنة المركزية لحركة فتح، إنّ قيام حركة حماس بالإفراج عن الذين اعتقلتهم بتهمة (تدميرمقرالهيئة العامة للإذاعة والتليفزيون فى قطاع غزة) ما هى إلاّ((مسرحية بقرارسياسى من قادة حماس، بهدف إبعاد التهمة عن حماس..وقال: إنّ إذاعة فلسطين الرسمية، تـمّ تدميرها تدميرًا شمل معظم الآلات والمعدات..وأنّ ما تقوم به حركة حماس من اعتقالات واعتداءات فى غزة، يأتى فى إطارضرب المؤسسة الوطنية، لتحقيق ما تسعى إليه ((من فصل الضفة عن القطاع)) (دنيا الوطن- 9يناير2019)
وفى نفس السياق كتب الصحفى د.جمال عبدالجواد، أنّ الفدائيين المصريين (قبل يوليو1952) كانوا على درجة عالية (من التنسيق والتعاون فيما بينهم) وهوما أحدث وحقق الانسجام، وهم يقاتلون جيش المحتل البريطانى، بينما بدأتْ حركة حماس مشوارالمراهقة الراديكالية ((وسياسة كل شىء أولاشيىء)) وهى أفضل سياسة تــُـناسب إسرائيل وتسعد بها (وهوما حدث مع السلف الفسطينى، حيث رفض جيل الأربعينيات قرارالأمم المتحدة رقم181لسنة1947، الشهيربقرارالتقسيم..وقد ترتب على ذلك أنّ إسرائيل تذرّعت بموقف حماس المتعنت والمغالى فيه (بصرف النظرعن النيات) تذرّعت إسرائيل براديكالية حماس، للتهرب من التزاماتها، إزاء ((براجماتية فتح، بإمكان إسرائيل منع الفلسطينيين من الحصول على كل شيىء، بينما تكلــّـفتْ حماس برفض الحصول (على بعض الشيىء) فانتهى الأمر بالفلسطينيين ولم يحصلوا على أى شيىء..وهذه هى المرحلة التى تمربها قضية الشعب الفلسطينى حاليـًـا..ولأنّ انتزاع أى شيىء من إسرائيل (فى ظل الظروف الراهنة) بات أقرب إلى المستحيل، لذلك تفرّغ الفلسطينيون (فى فتح وحماس) للصراع ضد بعضهم البعض، فى مشهد عبثى، يشهد على ((نهاية القضية الفلسطينية)) وأضاف أنّ اتفاقية (سايكس بيكو) لم تمنح الفلسطينيين، ولم تمنح الأكراد دولة..وحتى اليوم لم يحصل أى منهما على واحدة..ويبدوأنّ من حرمته سايكس بيكوقبل مائة عام ((فإنه لن يحصل عليها أبدًا)) (صحيفة الأهرام- 10يناير2019- ص12)
000
أعتقد أنه من المنطقى ربط تصرفات الحمساويين (خاصة سعيهم لفصل غزة عن الضفة- كما قال فتحاويون) بما تسعى إليه الإدارة الأمريكية بهدف تحقيق مخطط (صفقة العصر) والأهم ربط ذلك كله بما حدث من أنظمة عربية لتطبيق سياسة التطبيع مع إسرائيل..وكان على رأس هذه الأنظمة السعودية والإمارات (العربية) وهى العلاقات التى وصفها رئيس وزراء إسرائيل (نيتانياهو) بأنها من أرفع ومن أهم العلاقات التى تمّـتْ بين إسرائيل وبين أية دولة فى العالم.
وبعد السعودية والإمارات بدأتْ تظهر(مبادرات هرولة) بعض الأنظمة العربية لتحسين علاقتها بإسرائيل (خاصة الأنظمة التى تدورفى الفلك الأمريكى/ السعودى) كما من المهم تذكرأنّ تعبير(هرولة) يعود الفضل فيه للشاعرالسورى المُـبدع (نزارقبانى) فى قصيدة حملتْ تعبير(المهرولون) قال فيها:
سقط آخرجدران الحياء..وفرحنا ورقصنا..
وتباركنا بتوقيع سلام الجبناء..
لم يعد يـُـرعبنا شيىء..ولايـُـخجلنا شيىء..
قد يبستْ فينا عروق الكبرياء..
سقطتْ للمرة الخمسين عـُـذريتنا..
دون أنْ نهتزأونصرخ.. أويـُـرعبنا مرأى الدماء..
ودخلنا فى زمان الهرولة..
ووقفنا بالطوابير..كأغنام أمام المقصلة..
وركضنا ولهثنا..
وتسابقنا لتقبيل حذاء القتلة..
000
القصيدة طويلة..وهى رقم196فى الموسوعة العالمية للشعرالعربى..ويبدوأنّ هذا الشاعرالسوى الذى وهبته الطبيعة موهبة استلهام أحداث (مستقبلية) كما لوكان (يُـوحى إليه) فإذا كان قد كتب تلك القصيدة عام1978عقب توقيع معاهدة (كامب ديفيد) وما صاحبها من هجوم بشع على أنورالسادات، من معظم الأنظمة العربية (سواء المُـصنـّـفة رجعية أوالمُـصنـّـفة " تقدمية ") فإذا بنبوءة نزارقبانى تتحقق بفضل عبقريته الفذة عندما تكلم عن المهرولين..ووصفهم بأنهم ((يـُـقبـّـلون حذاء القتلة))
***








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت


.. #shorts - Baqarah-53




.. عرب ويهود ينددون بتصدير الأسلحة لإسرائيل في مظاهرات بلندن


.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص




.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح