الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفرق بين مشروعهم (الحداثة) ومشروعنا (التحديث)!؟

سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)

2019 / 1 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


الفرق بين مشروع العلمانيين الراديكاليين (الحداثة) ومشروعنا نحن المسلمين الليبراليين (التحديث)!؟
*******************
محور هذه المقالة يدور حول ضرورة فهم الفرق بين مشروعين سيتصارعان منذ الآن عقب هذا الفراغ الكبير الذي نتج عن فشل ثورات الربيع العربي وسقوط مشروعات الأصولية الاسلاماوية مع هذا الفشل الكبير المدوي لجماعات الإسلام السياسي سواء في شقها الاخواني أو الوهابي الداعشي!.. فضلًا عن افلاس نموذج الدولة الإسلاماوية بوجهها الشيعي الخميني في ايران الذي لم يعد يُغري لا شباب أهل الشيعة أو أهل السنة كما كان في بدايات عهده في الثمانينيات!.. فهذه الدولة الخمينية تمر بطور التحلل والفشل المزمن، وما محاولاتها لتصدير مشروعها ونفوذها في العالم العربي إلا محاولة بائسة للهروب من الفشل الداخلي المحلي العميق!.. لذا تحاول نقل المعركة للخارج كمحاولة للهروب من واقعها المرير في الداخل!.. وهو نفس ما دفع الدول الأوروبية الاستعمارية بعد الحرب العالمية الأولى للاستعمار !.. فهي كانت حركة للهروب من الفشل الداخلي ونقل الأزمات الداخلية للساحة الدولية!!... وهكذا حال دولة الخميني ذات الطابع الشيعي المتشدد فهي يبدو أنها ستلفظ أنفاسها في وقت قريب وإلا سيتسبب استمرارها في أوجاع كبيرة وخطيرة للمجتمع الإيراني كحال السن التي ضربها التسوس وتقاوم الخلع والسقوط!!.. أو حال الميت السريري الذي لا عاش بشكل طبيعي ولا تُرك ليموت بشكل طبيعي!، فظل أهله ساهرين بجواره في المستشفى بدون عشاء والجوع يقطع أمعائهم!.
***
نعم!، أيها السادة والسيدات، يجب التفريق – منذ الآن - بين مشروعيْن سيتصارعان في بلداننا ومنطقتنا على صياغة وتوجيه حركة هذه المجتمعات نحو المستقبل ونحو تحقيق أمل النهوض الحضاري لمجتمعاتنا، حيث قد يختلط فيهما الأمر على القُرّاء والسامعين بسبب التقارب اللفظي بين الأسماء دون المسميات!.. أقصد التشابه الشكلي والحرفي بين لفظ (التحديث) ولفظ (الحداثة) والذي قد يؤدي إلى التباس في فهم الفرق الجوهري بين المشروعين!.. فالحقيقة أن مشروع (الحداثة) الذي تدعو إليه بعض النخب العلماناوية (الراديكالية) العربية وغير العربية من سكان منطقتنا هو غير مشروع (التحديث) الذي يطالب به الشارع العربي ونطالب به كذلك نحن أصحاب التوجه الليبرالي الاسلامي!.
مشروع العلمانيين الأصوليين (الراديكاليين) في مجتمعاتنا العربية والمسلمة وهو مشروع قائم على فكرة (الحداثة) أي القطيعة مع الماضي وتراث الأمة، واحداث تغيير جذري جوهري (بنيوي) (أصولي) في أساس مجتمعنا العربي المسلم وانتزاعه من جذوره البنيوية وأصوله الدينية واقامته على أصول علمانية لا دينية صرفة!.. فهذا هو مشروع العلمانيين الذي يخفونه تحت لافتة (الحداثة)!، وأما مشروع الأصوليين الاسلاماويين بسنتهم وشيعتهم فمعروف بل بات أثره ملموسًا ومشمومًا!.. لمسناه وشممناه في مشروع الثورة والدولة الخمينية، وفي الدولة ذات العقيدة السلفية الوهابية والذي تحاول العائلة الحاكمة في المملكة السعودية التحرر من ربقته!، وشاهدناه في دولة الدواعش ومغامرات جماعة الاخوان المسلمين!... فهذه هي مشروعات من نختلف معهم حول منطلقات مشروع النهضة وطريقة النهوض بمجتمعاتنا وهي – في تقديرنا - مشروعات طوباوية (اصولية) وراديكالية سواء بوجهها العلماني المتستر بشعار الحداثة أو بوجهها الاسلاماوي المتستر بتطبيق الشريعة أو استعادة الخلافة الإسلامية!!.. أما مشروع الليبراليين الوطنيين المسلمين فهو مشروع يقوم على مبدأ (التحديث والتنوير) أي الاصلاح التجديدي والتطويري للوضع الاجتماعي القائم بما يدفع في اتجاه النهوض الحضاري والاقتصادي والسياسي وليس هدم هذا المجتمع وانتزاعه من جذوره بدعوى تغييره جذريًا كما يحاول هؤلاء المغامرون العلمانيون الحداثيون منذ عقود!؟... مشروعنا الليبرالي (التنويري التحرري) يقوم على مراعاة ثوابت الهوية الوطنية والدينية لمجتمعاتنا ثم الانطلاق للتحديث والتجديد والتطوير.... ويقوم على أساس فكرة أننا لا نحتاج لا إلى (الاصولية الدينية) ولا (الأصولية العلمانية) بل نحتاج إلى الكثير من (العقلانية) و(الواقعية) في إعادة الفهم وإعادة البناء!.
***
العلمانيون في منطقتنا – عربًا وغير عرب – مسلمين وغير مسلمين - يستعملون هذه الكلمة أو اللافتة المطاطة الفضفاضة أي كلمة (الحداثة) كستار لإخفاء مآربهم الحقيقية في معركتهم ضد الاسلام – واحيانًا حتى ضد العروبة! - كخصم لدود يريدون استئصاله أو ازالته من طريقهم نحو الحكم والسلطة وبالتالي علمنة المجتمع والدولة على هواهم الايديولوجي والسياسي ومحاولة إقامة مجتمع جديد حديث بأصول علمانية ولا دينية!.. فمشروع الحداثة في منطقتنا هو مشروع العلمانيين الذين يدعون إلى ((القطيعة التامة والجازمة)) مع الماضي العربي والاسلامي ومع تراث الأمة الديني بشكل تام بل ويدعوننا إلى القائه في مزبلة التاريخ!، ويدعوننا استبعاد الدين وحصره في المسجد أو الكنيسة ثم الركض بكل سرور وغرور وراء الحضارة الغربية – وربما تحديدًا وراء النموذج الفرنسي لا البريطاني !!! – فنسير على خطا المجتمعات الغربية بقضها وقضيضها وغثها وسمينها باعتبارها النموذج الملموس والمشموم للدولة الحديثة!!... وهذا المشروع في حقيقته وطبيعته - بل وفي نتيجته ومحصلته - هو مشروع طوباوي انتحاري كمشروعات الأصوليين الدينيين وعلى رأسهم مشروع الدواعش ولكن مشروع العلمانيين (الراديكاليين) الانتحاري يقوم على انتحار بطريقة ناعمة كمن يموت وهو في حالة انتشاء من شدة السُكر وتعاطي المخدر اللذيذ!، يموت وهو يشعر بأنه سعيد ويعيش في حلم لذيذ بينما مشروع الدواعش مشروع انتحاري يتم بل وتم بطريقة فجة وخشنة ومُروِّعة بطريقة تقديم الذبائح البشرية للآلهة الوثنية!.
مشروع العلمانيين الراديكاليين الجذريين الذين يريدون (هدم مجتمعنا التقليدي) الحالي القائم على جذور وأصول دينية واقامته على (أصول وجذور علمانية لا دينية) أي خلق مجتمع آخر جديد (!!؟؟) ، هو أولًا مشروع طوباوي يشبه إلى حد بعيد مشروع الراديكاليين الشيوعيين الذين يحلمون بخلق انسان نموذجي شيوعي جديد!!.. وهو أمر غير ممكن واقعيًا وعمليًا كما ثبت حتى بالتجربة الطويلة والمريرة!!، فليس ثمة في الواقع البشري الملموس والمنظور والمشموم غير هذا الإنسان الطبيعي العتيق والعريق والعتيد!.. هذا الانسان القديم بالفطرة التي فطره الله عليها - أو كما كونته الطبيعة الأم لمن لا يؤمن بوجود خالق مصمم لهذا الكون العجيب! - وبالتالي فلا يمكن اختراع وخلق انسان آخر غير انساننا هذا (الفطري/الطبيعي) - هذا الانسان الفرد وهذا الانسان المجتمع بهذه الغرائز والمقومات العميقة والعريقة والعتيقة التي لا يمكن محوها واستئصالها من طبيعته وخلقته حتى لو غيرنا أسلوب الإنتاج ألف مليون مرة!! - ولكن - مع قولنا باستحالة تغيير هذا الانسان العتيد جوهريًا وبنيويًا وأصوليًا وجذريًا - إلا أننا يمكننا – بالفعل – وبجهود ذكية وحكيمة - اصلاحه وتحسين أفكاره وطريقة تفكيره وتهذيب اخلاقه وسلوكه من خلال وسائل الإيمان والتربية والتعليم من جهة ومن جهة من خلال وسائل السلطان والتقنين والتنظيم!.. أي من خلال أساليب الضبط الداخلي الذاتي الاخلاقي الروحي والضبط الخارجي الواقعي الاجتماعي والمادي!.. فهذا (التغيير الادراكي والسلوكي) هو الممكن الوحيد، أما اختراع وخلق انسان آخر نموذجي وفريد غير هذا الانسان القديم والعتيد فهذا المطلب هو قمة الطوباوية!!... الطوباوية التي ظاهرها الرحمة والحكمة وطلب الكمال والمثال وباطنها ونتيجتها العملية العذاب والخراب والسفاهة وطلب المحال وتحطيم هذا الانسان وتشويهه وزيادة طينته بلة وعلته علة فيكون حاله كحال من جاء ليعلم (الغراب) بشكل قسري مشية الحمامة فكانت النتيجة أن هذا الغراب المسكين نسي وفقد مشيته الأصلية الطبيعية ولم يتعلم مشية الحمامة!، فصار يتخبط بشكل غريب تارة يثير الشفقة وتارة يثير الضحك!.. وهذا ما فعلته أنظمة الحكم الشمولية ذات العقائد والايديولوجيات الطوباوية كالشيوعية والنازية والفاشية والاشتراكيات القومية كما فعل البعثيون والناصريون ومن حذا حذوهم!... وهكذا حال مشروع العلمانيين الراديكاليين في بلادنا اليوم الذين يحاولون استغلال هزيمة الأصولية الدينية وجماعات الإسلام السياسي لصالح تمكين مشروعهم العلماني الطوباوي الراديكالي وهم يتمحكون بقصة (الحداثة)!!... فهم أصحاب مشروع طوباوي (مثالي نموذجي) راديكالي ظاهره جميل ونبيل ولكنه في حقيقته ينم عن جهل مركب عميق وسينتهي كغيره من المشروعات النموذجية الطوباوية الراديكالية إلى خراب كبير وفساد خطير وافشال كل محاولة للنهوض الحضاري الحقيقي والعميق والقابل للبقاء والارتقاء!.. حالهم حال من جاء يريد مداواة أو تكحيل وتجميل العين (الحولاء) فكانت النتيجة أنه أصابها بالعمى فباتت عمياء!.. وأصبح صاحبها (المسكين) يقول في أسف شديد وحزين: (يا ليتني ظللتُ أحول على حالي الأول!، فالحول خير من العمى ألف مليون مرة!) .. أو حالهم كحال من ضاق ذرعًا بوجود فأر ماكر وخبيث في بيته، حاول اصطياده مائة مرة بطرق مختلفة ولكن دون جدوى!، فقد باءت كل محاولات اصطياده وقتله بالفشل الذريع!، فكان الحل الجذري والنهائي لدى صاحب البيت هو أنه أحرق البيت برمته - في لحظة نقمة جنونية عارمة على الوضع القائم - بسبب وجود هذا الفأر الماكر الخبيث اللئيم في بيته!.. ومع ذلك - أي بالرغم من أنه أحرق بيته على بكرة أبيه كحل جذري راديكالي لمشكلة وجود هذا الفأر المتنمر في البيت - فإن شهود عيان أكدوا بأنهم قد رأوا رأي العين ذلك الفأر المخضرم العتيد وهو يفر بجلده من ذلك الحريق الرهيب الهائل!.. فلقد أحرق صاحب الدار داره ومع ذلك الفار تمكن من الفرار!.. بل والأدهى والأمر أن صاحب هذه الدار حينما تمكن بعد جهد جهيد من بناء بيت جديد على أحدث طراز حديث اكتشف بعد عدة أيام أن فاره العتيق العتيد عاد يصول ويجول داخل غرف هذا البيت الجديد كما لو أن شيئًا لم يكن!... هكذا حال هؤلاء العلمانيين (الراديكاليين) وغيرهم من أصحاب الحلول الطوباوية الجذرية!، فهم يُفسدون مجتمعاتهم ويخربونها من حيث يعتقدون جازمين بأنهم يصلحونها ويعيدون بنائها على أسس ومقومات جديدة وحديثة!!... وهؤلاء العلمانيون الاصوليون (الراديكاليون) لا يختلفون في شيء عن الاسلاماويين الأصوليين (الراديكاليين)!.. هم جميعًا وجهان لشيء واحد هو الجهل العميق والمركب!.. الجهل بحقائق الواقع وطبائع البشر وثوابت مجتمعاتنا العربية والمسلمة!.. لهذا هم يُخربون مجتمعهم ويُدمِّرونه من حيث يظنون أنهم يُحررونه ويُعمرونه!!، وهم يُفسدون من حيث يعتقدون أنهم يصلحون! [2]
***
أما مشروع (المسلمين الليبراليين غير العلمانيين) الذي ننتمي إليه وندعو إليه – وهو المشروع الأساسي والأصلي الذي بدأ حركته في آواخر القرن التاسع عشر مع بوادر النهضة العربية وقبل ظهور الأصولية الاسلاماوية ذات النزعة السلطوية والسياسية – فهذا المشروع – مشروع الإسلام الليبرالي القائم على مبادئ العدل والتسامح والتنوع والتعدد وحفظ قيمة العقل وكرامة الانسان - لا ينتمي لا للأصولية الدينية ولا الأصولية العلمانية بل يقوم على المحافظة على ما هو من ثوابت هويتنا وشخصيتنا الوطنية والدينية وخصوصياتنا الاجتماعية ثم الانطلاق من هذه النقطة نحو عملية (الإصلاح والتحديث والتجديد) ابتداءً من اصلاح وتحديث وتجديد وتطوير طريقة فهمنا لديننا وطريقة فهمنا لدنيانا وطريقة فهمنا للدولة وطريقة فهمنا لواقعنا المعاصر وطريقة فهمنا لتاريخنا وطريقة فهمنا للبشر الآخرين وما عندهم من إيجابيات وسلبيات وحسنات وسيئات، هؤلاء الآخرين ممن يعيشون معنا على هذا الكوكب وعلى متن هذه (المركبة الفضائية) التي تسبح بنا جميعًا في هذا الكون الواسع المهول والمجهول!، فالتحديث والاصلاح والتجديد الذي تتبناه (الحركة الليبرالية المسلمة) – أو حركة بعث الفكر الإسلامي الليبرالي - يبدأ بإصلاح وتحديث وتجديد فكر وثقافة وأخلاق الناس، عامتهم وخاصتهم، فعملية الإصلاح والتحديث التي نتبناها وندعو اليها أمتنا تقوم على اصلاح وتطوير وتحديث طريقتنا في التعامل مع النصوص الدينية وتراثنا الديني والتاريخي، وتحديث طريقة تعاملنا مع تجارب المجتمعات الأخرى بحيث نأخذ النافع منها عن وعي وفهم وإرادة، وننبذ ما هو ضار منها أو ما يتناقض مع ثوابتنا الاجتماعية والدينية والاخلاقية أو ما ثبت ضرره على الحياة الانسانية والاجتماعية الطبيعية بشكل ملموس يتحدث عنه عقلاء هذه المجتمعات أنفسهم اليوم بصوت عالٍ وصريح كالعلل والانحرافات والتشوهات التي نتجت عن (الغلو والتطرف الليبرالي) – أي الغلو في الفردانية والحريات الشخصية على حساب مصالح المجتمع الوطنية والقومية العامة أو على حساب ثوابت الفطرة الإنسانية أو على حساب توازن البيئة الطبيعية - فالغلو الليبرالي كالغلو الجماعي والأصولي هو أمر ضار يعود بالضرر على المجتمع ككل، فما زاد عن الحد انقلب إلى الضد!.. لهذا قيل (لكل حق حد) فمن يتجاوز الحد في ممارسة حقوقه سينتهي الأمر به إلى الجور والطغيان على حقوق الآخرين!، الآخرين كأفراد أو الآخرين كمجموع!.. وهذا ما يُسمى في فلسفة الحقوق والعدل بـ(التعسف في استعمال الحقوق!)، لهذا فالمطلوب ليس العدل وحده أي ممارسة الحقوق بل المطلوب أيضًا الالتزام بالواجبات!.. فهذا الوجه الآخر للعدل!.. فالعدالة تقوم على الحقوق والواجبات، فالحق الفردي واجب على المجتمع حفظه ومراعاته، والحق الاجتماعي الجماعي واجب على الافراد حفظه ومرعاته، ومع هذا المفهوم للعدل بشقيه (حفظ الحقوق والواجبات) نحتاج للاعتدال في ممارسة الحقوق حتى لا نقع في متاهة (التعسف في استعمال الحقوق) سواء من قبل الافراد أو المجتمع أو حتى الدولة!.. فالاعتدال هو ما يحقق التوازن والتعادل العام في المجتمعات والدول!... هكذا هي فلسفتنا الليبرالية الاجتماعية المتوافقة مع فلسفة الإسلام الاجتماعية القائمة على العدل والاعتدال ومراعاة التوازن وعدم الاخلال بالفطرة والطبيعة للإنسان الفرد والعائلة والمجتمع!.. كما أن مشروع (التحديث الليبرالي) – في ظل ثوابتنا الثقافية وفلسفتنا الاجتماعية العامة - يدعو إلى تحديث وتجديد مؤسسات الدولة السياسية والاقتصادية والقانونية والتعليمية والتربوية نحو تحقيق مزيد من العدالة والحرية والكفاءة والفاعلية والرشاد العام في إدارة الدولة وقيادة المجتمع، وفي تنمية وتوزيع الثروة البشرية والطبيعية والاقتصادية للأمة بما يعود بالنفع على الجميع .. الأمة كأفراد، والأمة كمجموع.
الشاهد أن مشروع الحداثة الذي يدعو إليها معظم العلمانيين العرب (ليبرالييهم ويسارييهم)[2] هو مشروع جذري راديكالي يقوم على القطيعة التامة مع الماضي ومع تراث الأمة وجذورها والسير على خطا المجتمعات الغربية في كل شيء حتى لو دخلوا جحر أفعى دخلوه خلفهم !!، بينما مشروعنا (مشروع التحديث الليبرالي) المنضبط بثوابت هويتنا وفلسفة مجتمعنا، يقوم على احترام تاريخ وتراث الأمة وجهود وتضحيات أجدادنا ولكن بدون غلو ولا تقديس ويقوم على المحافظة على جذور مجتمعاتنا وثوابتها بدون جمود إذ يدعو مشروعنا إلى اطلاق (العقل المسلم) من عقال السلفية وقيود وأغلال الفقهاء والمذاهب التقليدية لكي يخوض معركة التنوير والتجديد في الفهم وفي التطبيق على السواء، كما يهتم بعملية غربلة وتنقيح التراث الديني والتاريخي وفق منهج عقلاني صارم بأدوات حديثة أكثر صرامة من غرابيل السلف السابقين!... وهذا هو الفرق بين مشروع العلمانيين التغريبي التدميري ومشروعنا الليبرالي (الاسلامي) و(الوطني) التجديدي التنويري!... كما أن هذا هو الفرق بين مشروعنا نحن المسلمين الليبراليين وبين مشروع الاسلاماويين الأصوليين ... وهذا هو الطريق!.
**************
سليم نصر الرقعي
[1] العجيب هنا أن الله تعالى في القرآن الحكيم أخبرنا عن هذا الصنف من البشر ممن يُسيئون لمجتمعاتهم من حيث يعتقدون أنهم من المحسنين!، وهذا ليس بسبب سوء النوايا في الغالب بل بسبب الجهل المركب الذي يتحول إلى عقيدة دينية أو سياسية تجعل المرء يعتقد بأنه على الحق المبين والصراط المستقيم، بينما الحقيقة هو غارق في جهله المركب الذي يُعمي بصره وبصيرته ويُعمي عقله بغطاء ايديولوجيته فينطلق يُفسد من حيث يظن أنه يُصلح ولكنه آخر من يدري!.. بل لعله يهلك في سبيل عقيدته هذه دون أ، يدري بأنه على خطأ !!.. جاء في القرآن في سورة الكهف: {قُلْ: هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا!!؟؟.. الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا}!!!.. وجاء في سورة البقرة ما يلي: {إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ، قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ!، أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَٰكِن لَّا يَشْعُرُونَ}!!.
[2] بعد انهيار المعسكر الاشتراكي وانكشاف عاره وعواره وفشل مشروع الاشتراكيات والديموقراطيات الشعبية وتحولها إلى أنظمة حكم شمولية بوليسية بائسة ومرعبة، قاهرة للبشر ومحطمة للأخلاقيات العامة فر معظم الشيوعيين العرب نحو جلباب فضفاض يحاولون من خلاله إخفاء شيوعيتهم القديمة وماركسيتهم العتيدة وهذا الجلباب الفضفاض تارة يظهر باسم (اليسار الجديد!) وتارة باسم (الليبرالية الاجتماعية والديموقراطية الاجتماعية!) وتارة ثالثة باسم (الحداثة)!!!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الصديق سليم نصر الرقعي
nasha ( 2019 / 1 / 11 - 23:48 )
فكرة مقالك تشبه محاولة اختراع العجلة من جديد!
ما هكذا تورد الإبل يا صديقي العزيز
العلمانية ليست ايديولوجيا محددة ثابتة .العلمانية يمكن أن تسميها أيديولوجيا دايناميكية متغيرة حسب تطور حياة البشر .
أما الأديان جميعا أو العريقات أو الفلسفات السياسية مثل الفاشية والنازية والماركسية فهي أيديولوجيات ثابتة محددة بنمط ثابت لا يتغير.
الإسلام خليط سياسي ديني شديد العنصرية ثابت لا يتغير.
لا يوجد في العالم كله دين ليبرالي لا الإسلام ولا غيره
انت تبني نظريتك على فرضيات خاطئة وما بني على خطأ من الأساس فحتما فاشل
المسلمون ليسو استثناء عن باقي البشر . المسلمون بشر كأي بشر آخرين تماما دون أية فوارق.
العلمانية مفهوم واحد وليست مفاهيم على المقاس
العلمانية هي الاتفاق بين مختلف الأديان ومختلف الأعراق ومختلف الفلسفات على العيش المشترك تحت بنود هذا الاتفاق دون التراجع قطعيا عن بنود الاتفاق .
نظريتك هي الخروج على الاتفاق وخلق انشقاق وتمييز بين المسلمين وبين باقي البشر
هذه نظرة تعصبية ضيقة يا صديقي
ا رجو أن تعيد النظر في حلمك الطوباوي اللاواقعي
تحياتي


2 - (1)وأما بعد nashaتحياتي
سليم نصر الرقعي ( 2019 / 1 / 12 - 15:46 )
دعني يا صديقي أبدأ من قولك : ((المسلمون ليسو استثناء عن باقي البشر . المسلمون بشر كأي بشر آخرين تماما دون أية فوارق)) ... فلا أدري ما سبب ورود هذا القول في تعليقك!!؟؟ فليس في مقالتي هذه ما يشير لا من قريب ولا من بعيد إلى أن المسلمين مخلوقون من طينة خاصة ودم نقي أزرق أو أنهم شعب الله المختار !!.. ليس في مقالتي ولا في القرآن ما يشير إلى هذا التمييز!.. بل ما وجدته من النصوص الدينية في الاسلام وما وجدته في تاريخهم وواقعهم الحالي أن المسلمين بشر كغيرهم من البشر، فيهم الصالح والطالح والراقي والمنحط والذكي والغبي والطيب والخبيث والأمين والخائن ...الخ ... لهذا لا أجد أي مبرر لإيراد قولك هذا في تعليقك هذا ... هذا أولًا.. أما ثانيًا فتعريفك فوصفك للعلمانية في بداية تعليقك لا يتفق مع آخره.. ففي البداية تقول لنا عن العلمانية كالتالي: ((العلمانية ليست ايديولوجيا محددة ثابتة .العلمانية يمكن أن تسميها أيديولوجيا دايناميكية متغيرة حسب تطور حياة البشر)) ثم لاحقًا أجدك تقول: ((العلمانية مفهوم واحد وليست مفاهيم على المقاس))!! فكيف يستقيم هذا مع ذاك؟؟


3 - (1)وأما بعد nashaتحياتي
سليم نصر الرقعي ( 2019 / 1 / 12 - 15:46 )
دعني يا صديقي أبدأ من قولك : ((المسلمون ليسو استثناء عن باقي البشر . المسلمون بشر كأي بشر آخرين تماما دون أية فوارق)) ... فلا أدري ما سبب ورود هذا القول في تعليقك!!؟؟ فليس في مقالتي هذه ما يشير لا من قريب ولا من بعيد إلى أن المسلمين مخلوقون من طينة خاصة ودم نقي أزرق أو أنهم شعب الله المختار !!.. ليس في مقالتي ولا في القرآن ما يشير إلى هذا التمييز!.. بل ما وجدته من النصوص الدينية في الاسلام وما وجدته في تاريخهم وواقعهم الحالي أن المسلمين بشر كغيرهم من البشر، فيهم الصالح والطالح والراقي والمنحط والذكي والغبي والطيب والخبيث والأمين والخائن ...الخ ... لهذا لا أجد أي مبرر لإيراد قولك هذا في تعليقك هذا ... هذا أولًا.. أما ثانيًا فتعريفك فوصفك للعلمانية في بداية تعليقك لا يتفق مع آخره.. ففي البداية تقول لنا عن العلمانية كالتالي: ((العلمانية ليست ايديولوجيا محددة ثابتة .العلمانية يمكن أن تسميها أيديولوجيا دايناميكية متغيرة حسب تطور حياة البشر)) ثم لاحقًا أجدك تقول: ((العلمانية مفهوم واحد وليست مفاهيم على المقاس))!! فكيف يستقيم هذا مع ذاك؟؟


4 - (2)وأما بعد nashaتحياتي
سليم نصر الرقعي ( 2019 / 1 / 12 - 15:56 )
اقصد بأنك قلت أولًا : ((العلمانية ليست ايديولوجيا محددة ثابتة .العلمانية يمكن أن تسميها أيديولوجيا دايناميكية متغيرة حسب تطور حياة البشر)) ثم قلت ثانيًا: ((العلمانية مفهوم واحد ليست مفاهيم على المقاس!!)) ((العلمانية هي الاتفاق بين مختلف الأديان ومختلف الأعراق ومختلف الفلسفات على العيش المشترك تحت بنود هذا الاتفاق دون التراجع قطعيا عن بنود هذا الاتفاق!!)) .. وهذا التعريف لا أدري من أين جئت به!؟؟ فمتى اتفق البشر أو اتفقت الأديان على هذا المفهوم للعلمانية !!؟؟ في أي زمان وأي مكان!؟؟ أم في عالم افتراضي في خيالك؟؟؟ فأنت يا صديقي تحشر في فم العلمانية ما لم تقوله هي... العلمانية واضحة من حيث المبدأ وتاريخها في أوروبا معلوم وليست هي فلسفة مطاطة يشكلها كل شخص على مقاسه فهي تعني أولًا (فصل العلم عن الدين) وتعني ثانيًا (فصل الدولة عن الكنيسة) فالعلمانية ولدت في أوروبا كحركة ضد الكنيسة وتدخلها الشمولي في كل شيء، فجاءت أولًا كرد فعل العلماء ضد تدخل رجال الدين في العلم وفرض نظريات دينية على أنها هي الحقائق الكونية كقولهم أن الارض هي
مركز الكون!.. وهذا ما رفضه العلماء ، وجاءت ثانيًا .. يتبع


5 - (3)وأما بعد nashaتحياتي
سليم نصر الرقعي ( 2019 / 1 / 12 - 16:05 )
العلمانية جاءت أولًا كرد فعل من العلماء ضد تدخل الكنيسة في حقائق العلم وفرض مفاهيم دينية كما لو أنها حقائق علمية!، فهذا هو مبدأ العلمانية ثم ثانيًا جاءت العلمانية كرد فعل من ملوك أوروبا ضد تدخل الكنيسة والبابا في السياسة والحكم والدولة، فالعلمانية إذن متعلقة بظروف خاصة بأوروبا ومشكلتها مع الكنيسة التي كانت تمارس سلطة شمولية وتفرض رأيها على رجال العلم ورجال الدولة!، فتحالف هؤلاء العلماء والأمراء والملوك لكبح جماح رجال الدين ومنع الكنيسة من التدخل في أمور العلم أي الفصل بين العلم والدين.. ومنع الكنيسة من التدخل في أمور الحكم والسياسة والملوك أي الفصل بين الكنيسة وبين الدولة... هذا الأصل في العلمانية كفكرة وكحالة جاءت لحل مشكلة أوروبية تتعلق بتطرف وتجبر وطغيان الكنيسة ورجال الدين! فلماذا تحاول أن تحشر في كيس العلمانية ما ليس منها!؟... أما حرية الأديان والعقيدة والايمان فهذا مبدأ أقره الاسلام منذ 1400 عام ثم جاءت الفلسفة الليبرالية في القرن السابع عشر فأقرته، فالاسلام لم يهدم معابد النصارى واليهود ولا أجبرهم على الدخول في عقيدة الاسلام وهاهي الكنائس خير شاهد على ذلك. تحياتي


6 - (4)وأما بعد nashaتحياتي
سليم نصر الرقعي ( 2019 / 1 / 12 - 16:15 )
وأما عن ليبرالية الاسلام فيجب أن تحدد مفهوم الليبرالية أولًا كي لا تختلط بمفهوم العلمانية أو الديموقراطية أو الاشتراكية أو ...الخ فإنني أجد عند الناطقين بالعربية عربًا وغير عرب خلط عجيب وغريب بين هذه المفاهيم وهو أمر غير علمي، فالعلم يقوم على تشريح الافكار والفلسفات لمعرفة مكوناتها الحقيقية ومعرفة تاريخ نشوئها وتطورها عبر القرون، أما هذا الخلط والفوضى في المصطلحات الحاصل في عالمنا العربي المنكوب فهو جزء من كل هذه الفوضى العامة ومالم نضبط مفاهيم المصطلحات بشكل علمي وحديدي وصارم فيصعب أن نصل إلى حالة من التفاهم العام الذي يقودنا إلى ايجاد صيغة عامة تناسب مجتمعاتنا للعيش المشترك ... الليبرالية تعني كما في فهم أهلها في الغرب ((تعظيم وتقديس حريات وملكيات وخصوصيات الأفراد الشخصية من جهة ومن جهة تعظيم وتقديس حرية السوق والاقتصاد)) فهذا هو المفهوم الأساسي والمبدأ الرئيسي في الليبرالية كفلسفة اجتماعية ولا يصح خلطه بالعلمانية أوالديموقراطية... ووفق هذا
التعريف لليبرالية فإنني أجد في الاسلام توجه ليبرالي واضح لكنه غاب تحت ركام الأصولية الاسلاماوية السلطوية وهو ما نسعى لإبرازه. تحياتي


7 - الاسلام الشيوعي
sasey ( 2019 / 1 / 12 - 19:18 )
حاولت ان اجد فقرة واحدة ، بها شيء من المنطق ، فلم اجد الا خلطا غريبا بين المفاهيم و اختلاطا و تشوشا في الرؤية ، بداية من المماحكة اللفظية في استعمال لفظتي الحداثة و التحديث ، مرورا بالمقارنة اللاعلمية بين الوسع الاستعماري الغربي الراسمالي و سعي ايران – كأية دولة اخرى – الى تامين مصالحها خارجيا ، و وصولا الى نكتة الاسلام الليبرالي . و ربما يخرج لنا اسلامي آخر ، بنكتة الاسلام الشيوعي .


8 - الصديق العزيز السيد سليم
nasha ( 2019 / 1 / 12 - 23:59 )
انا لم أقل أن العلمانية أيديولوجيا وإنما قلت يمكن أن تعتبرها أيديولوجيا لوصفك إياها انت بالعلمانية الراديكالية.
نعم العلمانية هي اخضاع طوعي وبالاتفاق لمختلف الطوائف الدينية والقومية والفكرية للالتزام بالدستور العلماني الذي يفرض هذه المبادئ على الجميع دون استثناء.
الدستور العلماني يمثل الله أو (جميع الالهة ) ويمثل كذلك جميع الأديان والفلسفات
الدستور العلماني هو المطلق بدلا من الله الواحد أو الدين .
تعاتبني وتقول: المسلمون ليسو من طينة خاصة ....الخ وانت في مقالك هذا نفسه تبتكر علمانية اسلامية خاصة بالمسلمين لان الشعوب الإسلامية لها خصوصية ثقافية دينية لا تنفع معها العلمانية الغربية التي أثبتت فشلها
تقول:
الإسلام أقر حرية الإيمان والأديان قبل 1400 سنة
هذا قول مضحك ولا احتاج أن أعلق عليه .. أسلم تسلم .. ومن لم يتبع الإسلام دينا لن يقبل منه
أما عن حشرك لأوروبا والكنيسة في الموضوع فهذا عجب العجاب
يا أخي انت الذي يتبنى افكارهم ومشاريعهم وتحاول أن تطبقها على مجتمعك
اذا كان الإسلام بتلك العظمة فلماذا انت الذي يقلد الاوربيين ولماذا اتخذت من بلادهم ملاذا لك من بني جلدتك؟
تحياتى


9 - (5)وأما بعد nashaتحياتي
سليم نصر الرقعي ( 2019 / 1 / 13 - 15:53 )
صديقي العزيز العلمانية هي كما ذكرت لك هي نتاج مشكلات حدثت في أوروبا بسبب تطرف وتغول الكنيسة ورجال الدين على العلم وعلى سلطة الملوك فجاءت العلمانية كمبدأ للفصل بين السلطات والصلاحيات ولا يعني أنها عزل للدين أو فصل الدين كدين عن الدولة بالكامل فبريطانيا التي هي أم الديموقراطية الليبرالية لا زالت الملكة تشغل منصب رئيس الكنيسة الانجليزية كما تشغل رأس الدولة!.. وفي بريطانيا الكنيسة الانجليزية هي الكنيسة الرسمية للدولة وفي بريطانيا قبل البدء بجلسة مجلس العموم تقام الصلاة أي الدعاء بالطريقة المسيحية لمدة 4 دقائق للدعاء للملكة ولبريطانيا بالخير ثم تفتح الجلسة، وفي بريطانيا هناك 26 مقعد ثابتة من نصيب رجال الكنيسة الانجليزية وليس لا لليهود أو المسلمين أو الهندوس أو اللدينيين البريطانيين أي نسبة محددة في مجلس الشيوخ!.. وبريطانيا قال رئيس وزرائها كامرون عام 2011 في حفل ديني في كنيسة : ((بريطانيا بلد مسيحي وعلينا الا نخجل من قول هذا !)).. وفي بريطانيا يتم السماح للكنائس بقرع الاجراس أيام الاحاد وفي الاعياد المسيحية ولا يسمح لمساجد المواطنين المسلمين برفع الأذان أيام الجمعة !!.. فهل .. يتبع


10 - (6)وأما بعد nashaتحياتي
سليم نصر الرقعي ( 2019 / 1 / 13 - 15:59 )
فهل بعد كل ما ذكرت لك عن بريطانيا تريد أن تقنعنا بأنها دولة علمانية بالطريقة التي تؤمنون بها أنتم العلمانيون العرب وغير العرب في منطقتنا وتريدون فرضها علينا!؟؟... نحن مجتمعات مسلمة ويعيش فيها مواطنون غير مسلمين .. وبالتالي المطلوب ليس دولة علمانية لا توجد حتى في بريطانيا أم الديموقراطية بل نريدها دولة مسلمة ولكنها دولة ديموقراطية ليبرالية تقوم على التسامح والعدل... أي كبريطانيا دولة مسيحية ولكنها دولة ديموقراطية ليبرالية تقوم على التسامح والعدل... وهذا هو مشروعنا نحن المسلمين الليبراليين في مواجهة الحلول الطوباوية غير الواقعية كمشروع الاسلاماويين الاصوليين الشموليين أو مشروع العلمانيين الراديكاليين.. بالله عليك ما جدوى اقامة علمانية في دولة مسلمة كليبيا أو دول الخليج مثلًا؟؟ هل يمكن أن تنجح؟؟ صدقني لو استطعنا اقامة دول ديموقراطية مسلمة ولكنها تتمتع بقدر عال من الليبرالية والتسامح والعدل فإننا نكون نجحنا نجاحا كبيرا أما مشروع الدولة الدينية أو العلمانية فصدقني يا صديقي هو مشروع محكوم عليه بالفشل ابتداءً لا جدوى منه. تحياتي


11 - (6)وأما بعد nashaتحياتي
سليم نصر الرقعي ( 2019 / 1 / 13 - 16:12 )
أما وصفنا للاسلام بالليبرالية فهو راجع لأمرين الأول آيات قرآنية صريحة تؤكد على حرية العقيدة والإيمان للبشر في عصر كانت حرية العقيدة والتسامح الديني غائب.. واليك بعض الآيات القرآنية: قال الله : ((لا إكراه في الدين)) وقال:(( من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)) وقال لمحمد موبخًا بسبب تشدده في دعوة الناس للإيمان :((أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين؟؟؟)) وقال له : (( لست عليهم بمسيطر)) وقال له: ((لست عليهم بجبار )) ((إنما أنت مذكر)) وقال له قل لهم : ((لكم دينكم ولي دين))((الله يحكم بيننا يوم القيامة!)).... فهذه آيات قرآنية تؤكد على حرية الإيمان والكفر كما هناك الكثير من الآيات التي تؤكد على احترام معابد وحقوق أهل الكتاب أي اليهود والنصارى فهذا هو التسامح الديني الذي جاء به الاسلام .. الأمر الثاني على ليبرالية وتسامح الاسلام هو هاهي الكنائس والمعابد اليهودية والهندوسية ظلت في محلها منذ قرون حيث عاش الصليب وهو في عقيدتنا رمز للوثنية في ظل حماية دولة المسلمين أي أن الاسلام يحمي حتى ما يعتقد أنه كفر وشرك من باب التسامح الديني!.. ها هي الكنائس ظلت قائمة حتى جاء الدواعش الخوارج فهدموها بتطرفهم


12 - وأما قصة أسلم تسلم
سليم نصر الرقعي ( 2019 / 1 / 13 - 16:20 )
أما قصة (أسلم تسلم) فهي متعلقة بالدولة المسلمة وليس بالدين ... ففي ذلك الزمن كان على المسلمين الانتقال من مرحلة الضعف والاضطهاد إلى مرحلة القوة والتمكين والتوسع في عصر وزمن وعالم يحكمه الاقوياء.. نعم ارد المسلمون الأوائل أن يكونوا قوة دولية وسط أولئك الاقوياء وأي عيب في ذلك فهكذا هو منطق العالم القديم وربما لا يزال هكذا حتى اليوم فإن لم تكن لك دولة قوية مهابة فأنت عرضة للغزو والاحتلال والاذلال .. حتى الشيوعين حينما اقاموا دولتهم الشيوعية في روسيا بادروا على الفور للتوسع وفرض امبراطوريتهم ونظام الشيوعي على الشعوب المجاورة ولم يكونوا متسامحين مع الاديان ومع غيرهم بينما الاسلام كان متسامحًا مع الاديان
الأخرى.. فعليك يا صديقي أن تفرق بين منطق الاسلام كدين وهو يقوم على الدولة والاقناع وبلاغ رسالة الله الاخيرة للعالم وشعاره قوله تعالى: ((ادعو الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن)) وبين منطق الاسلام كدولة أي دولة المسلمين التي يقيمونها بالسيف والفتح العسكري لحماية انفسهم ودينهم وحماية رعايا دولتهم ومحاولة أن يكونوا دولة عظمى مهابة وسط الدول الكبرى في زمن الفتوحات.


13 - وما قبل أخيرًا
سليم نصر الرقعي ( 2019 / 1 / 13 - 16:28 )
وهكذا فإن شعار (أسلم تسلم) هو موجه للملوك والسلطات والدول الأخرى فقد كان النبي محمد ودولته الناشئة يسعون لأن يكونوا دولة كبرى مهابة وسط عالم لا يُحترم فيه الا القوي المهاب.. فمنطق الاسلام كدولة هو أمر متعلق بظروف وأحوال محلية ودولية أي يحتاج المسلمون لإقامة دولة اسلامية كبرى (الخلافة) إذا كانوا في عالم لا يعرف الا منطق القوة والغزو والاستعمار والاستكبار فليس من المعقول أن يقف المسلمون كالنعاج في انتظار أن يغزوهم الكبار لهذا بادروا ببناء القوة وتحركوا ليوسعوا نطاق سلطان دولتهم كما تفعل كل الامبراطوريات كما فعلت الامبراطورية الشيوعية تحت اسم الاتحاد السوفيتي!.. فعلينا أن أن نتفهم هذه النقطة وتلك المرحلة التاريخية للاسلم فهو وجد نفسه مضطرًا لأن يكون دولة قوية تتوسع وتفرض سلطانها ولكنه هل أكره الناس على اعتناق الاسلام والله يقول لهم في القرآن ((من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)) ويقول لنبيهم: (( أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين؟؟)) ويقول له : (( ما أنت عليهم بمسيطر.. وما أنت عليهم بجبار))؟؟ لم يكرهوا المسلمون الأوائل الناس على الإيمان ولكنهم أخضعوهم حالهم حال المسلمين لسلطان الدولة المسلمة.


14 - وأخيرًا
سليم نصر الرقعي ( 2019 / 1 / 13 - 16:39 )
وهكذا فإن دولة المسلمين حينما أخذت تتوسع لتكوين امبراطورية كبرى في عالم لا يحترم الا الاقوياء فإنهم لم يجبروا الآخرين على اعتناق الاسلام ولكن بلا شك أجبروا الجميع للخضوع لسلطان الدولة المسلمة ونظامها العام، فهكذا تفعل الدول حتى يومنا هذا بما فيها دفع
الضرائب فهو أمر اجباري وليس اختياريا والا لن يدفع أحد الضرائب!... وهكذا فإن المسلمين الاوائل حينما يقومون بفتح بلاد جديدة وضمها لإمبراطوريتهم كانوا يخيرون الناس بين ثلاثة أمور: الأول الدخول في الاسلام ودفع زكاة مالهم للدولة كعلامة للولاء للدولة المسلمة أو الثاني البقاء على دينهم مع دفع ضريبة الولاء للدولة وهي (الجزية) ولهم كافة حقوقهم الدينية كمواطنين ورعايا للدولة والفقير منهم يحصل على نصيبه من بيت مال المسلمين حاله كحال فقراء المسلمين أو الثالث إذا رفض هذا وذاك فمعنى هذا أنه يرفض الخضوع لسلطان الدولة وهذا يعني القتال وما يترتب عنه من قتل والاستيلاء على املاكهم كعقوبة لهم على التمرد ... فهذا منطق الدولة في ذلك الزمان .. وهكذا يجب وبمنهج علمي التفريق بين الاسلام كدين والاسلام كدولة فألأول ثابت والثاني متغير بحسب الظروف المحلية والدولية.


15 - الاخ سليم
nasha ( 2019 / 1 / 13 - 23:48 )

العلمانية لا تعارض اي ثقافة ولا اية ديانة اذا كانت ممارسات اصحاب هذه الديانات والثقافات لا تتعارض مع الدستور العلماني المتفق عليه.
العلمانيات الغربية بما فيها الفرنسية وغير الفرنسية تضمن لك حقوقك الثقافية والتراثية كاملة.
اطلاق كلمة راديكالية على العلمانية خطا لا يغتفر.
اما تحججك بايات القرأن المبتورة والخارجة عن السياق العام لافكار القران بالاضافة الى ان الايات المبتورة التي اوردتها معظمها منسوخة بايات القتال والعنف الكثيرة وانت تعرف ذلك جيداً هذه حجج لذر الرماد في العيون.
جاوب على السؤال التالي من فضلك:
هل ستقبل ليبيا او اي دولة اسلامية اخرى ان تتبنى دستور انساني عام مشترك خالي من اي أشارة الى الاسلام او العروبة والاسلام ؟.
وهل ستقبل ليبيا او اية دولة اسلامية اطلاق حرية العقيدة لجميع مواطنيها دون اي استثناء؟
اذا كان جوابك نعم دون اية شروط فنحن متفقين تماما واذا كان جوابك لا فانت لديك مشكلة
تحياتي


16 - 1 nashaصديقي
سليم نصر الرقعي ( 2019 / 1 / 14 - 16:12 )
أولًا دعني اعترف لك بأنك محاور جيد ويشرفني محاورتك فإنني رجل أحترم العقلاء ممن يناقشون ويحاورون من يختلفون معهم بعقل واحترام وهذا ما نحتاج اليه في عالمنا (العربي) الموبوء بداء التعصب والتطرف سواء التطرف الديني عند بعض المسلمين أو عند بعض اخوانهم العرب المسيحيين او التطرف العلماني بجناحيه الليبرالي أو الشيوعي الاشتراكي اليساري .. فلا شك أن مثل هذه الحوارات القائمة على أساس من احترام العقل واحترام كرامة الطرف الآخر هي مكسب كبير للمحاورين وهو الطريق الوحيد الذي سيساعدنا للخروج من مستنقع التخلف والفشل المزمن العام الذي نتخبط فيه في دولنا العربية منذ حقبة الاستقلال التي اعقبت حقبة الاحتلال والتي صاحبها فترة من انتعاش فكري وادبي أخذ طابع ليبرالي حتى في الاتجاه الديني الاسلامي لكن للاسف الشديد دخلت على الخط تيارات سياسية وفكرية أخرى فحرفت هذا المسار النهضوي الليبرالي عن مساره وانتهى الأمر باجهاضه لصالح هذه التيارات الراديكالية الاصولية المتمثلة في الاصولية القوماوية العروبية والتي ارتبطت بالاشتراكية والديكتاتورية وحكم العسكر والاصولية الدينية الاسلاماوية ثم الشيوعية فانهار المشروع الليبرالي


17 - 2 nashaصديقي
سليم نصر الرقعي ( 2019 / 1 / 14 - 16:20 )
الفرق بين التوجه الذي انتمي اليه في مسألة النهوض بمجتمعاتنا والتوجه الذي يبدو تنتمي اليه حضرتك هو أنني انطلق من الواقع العميق لمجتمعاتنا العربية المسلمة أي من أرض الواقع بينما أنت تنتمي للتوجه الذي ينطلق من أعلى من الأمنيات والافكار الطوباوية المثالية ومنها التوجه العلماني المثالي ثم تحاولون فرضه على هذه المجتمعات بدعوى أن هذا الطريق هو الطريق الوحيد للنهوض بهذه المجتمعات!.. ويبدو أنكم متأثرون بالتجربة العلمانية الفرنسية التي نمت معادية للدين وتقوم على القطيعة معه ومع الماضي والبدء من نقطة الصفر بينما أنا انتمي للتجربة البريطانية الليبرالية الواقعية الرافضة للتغيير الجذري والراديكالي بل تقوم على الموازنات بين الافكار المثالية للعدل والحرية وبين الواقع الفعلي للناس وتحاول اجراء اصلاحات بطريقة الموازنات الذكية على هذا الواقع ... وهذه التجربة البريطانية هي الانسب بلا شك لمجتمعاتنا العربية والمسلمة وليست التجربة العلمانية الجمهورية الفرنسية التي قد تتعرض مستقبلا لانتكاسة خطيرة ترمي بفرنسا للفوضى وتعيد الديكتاتورية لحكمها مرة اخرى كما جرى عقب الثورة الفرنسية ... يتبع


18 - 3 nashaصديقي
سليم نصر الرقعي ( 2019 / 1 / 14 - 16:30 )
هذا أولًا كمدخل توضيحي ثم ثانيًا هذا تعقيبي على ما ورد في تعليقك الأخير
قولك : ((العلمانية لا تعارض اي ثقافة ولا اية ديانة اذا كانت ممارسات اصحاب هذه الديانات والثقافات لا تتعارض مع الدستور العلماني المتفق عليه العلمانيات الغربية بما فيها الفرنسية وغير الفرنسية تضمن لك حقوقك الثقافية والتراثية كاملة)) .. وجوابه هو أن حتى الدولة العربية المسلمة الحالية مثل مصر والعراق والمغرب والجزائر وبالرغم من أنها دول مسلمة دينها الرسمي الاسلام ولغتها الرسمية العربية وبالرغم أنها ليست دولًا ديموقراطية إلا أنها في دستورها ومفي ممارستها السياسية الرسمية تضمن حقوق وخصوصيات الثقافات المحلية غير المسلمة وغير العربية أي حالها كحال بريطانيا الدولة المسيحية الليبرالية التي تتسامح مع الاديان الاخرى وتسمح بحرية الكفر والإيمان إلا أن بريطانيا دولة ديموقراطية وهذه البلدان العربية المسلمة ليست ديموقراطية فحتاج مع المحافظة على هذه النصوص الليبرالية والمتسامحة في دساتيرها أن نحولها إلى دول ديموقراطية تختار فيها الاغلبية الشعبية قيادتها .. السياسية مع السماح للاقلية بالمعارضة فلا حاجة لنا للعلمانية الفرنسية


19 - (4) nashaصديقي
سليم نصر الرقعي ( 2019 / 1 / 14 - 16:39 )
الشاهد أن هذه الدول العربية المسلمة الحالية بالرغم من ديكتاتوريتها إلا أنها بلا شك تتمتع بشيء من الليبرالية والتسامح القابل للزيادة فيما يتعلق بحقوق الافراد وحقوق الاقليات الوطنية غير العربية وغير المسلمة وبالتالي فنحن لسنا في حاجة إلى العلمانية بشكلها الراديكالي والمتطرف كما في النموذج الفرنسي فهو لا يصلح قطعا لمجتمعاتنا العربية والمسلمة بعكس النموذج البريطاني المناسب تقريبا لمجتمعاتنا .. يا صديقي إذا كان بلد عربي مثل لبنان متعدد الثقافات والاديان والطوائف لم يستطع تطبيق العلمانية بصيغتها الفرنساوية فكيف بالله عليك تأتي لتطالبنا بتطبيق العلمانية بصيغتها الراديكالية المتشددة كما في فرنسا في بلد عربي ومسلم مثل ليبيا ودول الخليج!؟؟ بالله عليك هل هذا المطلب هو مطلب واقعي عقلاني أم مطلب مثالي طوباوي غير قابل للتطبيق بل سيزيد طينتنا بلة وعللنا علة !؟؟... لقد قلت لك من قبل أنني انتمي للمنهج الفكري والسياسي الواقعي والعقلاني الواقعي الذي تعلمته من الانجليز لا للتوجهات الراديكالية والمثالية التي عليها الاصولية الدينية والاصولية العلمانية في بلداننا بمشروعاتها الطوباوية غير الممكنة!؟


20 - (4) nashaصديقي
سليم نصر الرقعي ( 2019 / 1 / 14 - 16:59 )
وأما قولك: ((اطلاق كلمة راديكالية على العلمانية خطا لا يغتفر)) فهو يذكرني بقول الاسلاماويين لي أن اطلاقي صفة المنهج الاصولي الراديكالي على توجههم ومشروعهم خطأ، فهم يزعمون أنهم اصلاحيون. يا صديقي التوجه العلماني حاله حال التوجه الليبرالي والتوجه الديموقراطي والتوجه الاشتراكي تجد فيه فريقًا معتدلًا اصلاحيًا يراعي واقع وخصوصيات كل مجتمع، وتجد فيه فريقًا آخر أصوليًا راديكاليًا مثاليًا طوباويا متشددًا يريد تطبيق الفكرة بحذافيرها كما في نص الفكرة المجردة ولسان حال هؤلاء العلمانيين الراديكالين في منطقتنا يقول: -إما أن نكون مجتمعًا علمانيًا كما في فرنسا حيث الدولة لا دين لها أو لا نكون-!... بل ويذهب هؤلاء إلى حد أن العلمانية يجب فرضها من قبل النخب العلمانية بقوة الدولة والاخضاع لا الاقناع لأن اقناع اغلبية المجتمع المسلم بالعلمانية أمر غير ممكن لهذا يجب أن نفرضها من الاعلى بقوة الدولة لا يقوة الاقناع والديموقراطية!، هكذا صرحت سيدة علمانية تونسية في قناة فرنسا العربية الايام الماضية وقالت:-لو اتبعنا رأي الجمهور لن نتقدم-!؟ فهذا هو معنى العلمانية الراديكالية من حيث الفكر ومن حيث طريقة التطبيق؟ا


21 - 1وأما جواب سؤالك nashaصديقي
سليم نصر الرقعي ( 2019 / 1 / 14 - 17:08 )
وأما سؤالك لي: ((ستقبل ليبيا او اي دولة اسلامية اخرى ان تتبنى دستور انساني عام مشترك خالي من اي أشارة الى الاسلام او العروبة والاسلام؟وهل ستقبل ليبيا او اية دولة اسلامية اطلاق حرية العقيدة لجميع مواطنيها دون اي استثناء؟ إذا كان جوابك نعم دون اية شروط فنحن متفقين
تماما واذا كان جوابك لا فانت لديك مشكلة))!؟؟.. فجوابي هو كما قلت لك سابقًا يقوم على المنهج الفكري والسياسي العقلاني والواقعي العملي الذي انضبط به في طريقة تفكيري وطرحي للحلول للمشكلات الخاصة والعامة، هو منهج الموازنات الذي يقوم على مراعاة أولًا (فن الممكن) وثانيًا (طبيعة وحقائق الواقع الملموس) وبالتالي رفض الحلول المثالية الطوباوية مهما تبدو للبعض أنها حلول مثالية وجميلة ونبيلة!.. أنا أتعامل مع المشكلات الخاصة والعامة بطريقة السياسيين الحكماء لا بطريقة الثوريين المؤدلجين والشعراء!.. التاريخ والواقع علمني أن هؤلاء المثاليين الطوباويين سواء كانوا اسلاميين أو علمانيين أو شيوعيين يفسدون الواقع أكثر مما هو فاسد من حيث يعتقدون أنهم يصلحونه!!؟؟ يتبع


22 - 2وأما جواب سؤالك nashaصديقي
سليم نصر الرقعي ( 2019 / 1 / 14 - 17:21 )
وعلى أساس هذا المنهج العقلاني الواقعي الذي تعلمته من الانجليز في التعامل مع مشكلاتهم العامة فإنني أرى أنه لا يمكن أن أقدم حلاً نموذجيًا بقالب واحد لكل الدول العربية الحالية فحالة دولة مثل ليبيا ودول الخليج وموريتانيا تختلف على حالة بلد مثل العراق ولبنان قطعًا وبين هذين النموذجين توجد عدة دول عربية بعضها يقترب من حالة النموذج الليبي وبعضها يقترب من حالة النموذج اللبناني وكل أهل بلد هم أدرى بشعابها وشعبها..ولهذا فالنموذج الذي أقدمه كحل سياسي لبلادي ليبيا الذي أعرفه بشكل عميق ودقيق أعرف تاريخه وواقعه الحالي هو الحل الذي أدعو اليه أبناء بلدي دائمًا وهو ((حل الدولة الوطنية الديموقراطية المسلمة - اي التي دينها الاسلام ولغتها الرسمية العربية - والتي تتمتع في دستورها بقدر كبير من الليبرالية والتسامح بما يضمن بشكل دستوري حقوق وحريات الافراد وحقوق الاقليات الوطنية غير العربية وغير المسلمة)) فهذا هو لنموذج السياسي الديموقراطي والليبرالي الدستوري المناسب للواقع الليبي. والسؤال هنا عن حدود حريات الافراد والاقليات؟ هل هي بدون حدود؟؟ يتبع


23 - 3وأما جواب سؤالك nashaصديقي
سليم نصر الرقعي ( 2019 / 1 / 14 - 17:38 )
الجواب: لا توجد حرية شخصية فردية في أي بلد ديموقراطي ليبرالي غربي بدون حدود!.. فلابد للحرية سواء حرية السلوك الشخصي أن حرية الفعل او حرية القول أي حرية التعبير من حدود وقيود، فلكل مجتمع ديموقراطي ليبرالي غربي (حدوده الاجتماعية والثقافية العامة) التي يفرضها على حرية سلوك وحرية تعبير الافراد فهي تختلف من مجتمع لآخر .. ففي بريطانيا مثلًا ارتداء المسلمة الحجاب أمر مباح ويدخل ضمن الحرية الشخصية بينما هو في بلدان ليبرالية ديموقراطية أخرى كفرنسا لا يدخل ضمن الحرية الشخصية!.. حرية تناول الحشيش والقات وممارسة الدعارة أمر ممنوع قانونا في بريطانيا وعليه قيود بينما في دول ديموقراطية ليبرالية أخرى مثل هولندا أمر مسموح ويدخل ضمن الحرية الشخصية للأفراد! وفي دولة ليبرالية كريطانيا يحق للاقلية البريطانية المسلمة بناء مساجدها بالطراز العمراني الذي يتناسب مع عقيدتها الدينية أي بناء مساجد بمآذن بينما في دولة ليبرالية مثل سويسرا هذا ممنوع(!!) بينما مسموح للمواطنين السويسرين المسيحين السويسريين بناء كنائسهم على النمط الذي يناسبهم!!؟؟.. يتبع!..


24 - 4وأما جواب سؤالك nashaصديقي
سليم نصر الرقعي ( 2019 / 1 / 14 - 17:49 )
أما في (الحدود الاجتماعية) على حرية التعبير ففي بريطانيا مثلًا هناك حد عدم ازدراء الاديان وحد التحريض على الارهاب وحد معاداة السامية ويقصد به معاداة اليهود وقد يعتبر التشكيك في عدد ضحايا المحرقة النازية كما يذكره اليهود أو حتى محاولة التشكيك في صحة المحرقة أصلًا من الامور الداخلة ضمن معاداة السامية وبالتالي ستجد نفسك أمام القضاء كما حدث لأحد اساتذة الجامعات هنا في بريطانيا وهو انجليزي اصلي اتهم بتهمة المعاداة للسامية وتمت بهدلته! الشاهد أن لكل مجتمع وطني حدوده الاجتماعية على الحريات الفردية سواء في السلوك أو التعبير ولابد على الافراد مراعاة ذلك ففي اغلب المجتمعات المسلمة مثلا تعتبر المثلية أمر ممنوع ويعتبر المساس بالمقدسات الدينية بالشتم والسب أمر ممنوع ففي مصر مثلًا يمكنك أن تلحد وتبدل دينك ولكنك اذا شتمت رموز الاسلام (الله ورسوله وقرآنه) ستجد نفسك تحت طائلة القانون... الشاهد يا صديقي على كل بلد عربي أن يبني نظامه الوطني الديموقراطي والليبرالي بشكل واقعي وفي حدود الممكن وفي ظل الخطوط الحمراء الاجتماعية الكبرى وهذا هو الطريق الواقعي العقلاني العملي للنهوض وليس بفرض العلمانية!.. تحياتي


25 - الصديق العزيز سليم الرقعي
nasha ( 2019 / 1 / 15 - 01:14 )
قبل كل شيئ اشكرك على التواصل
يؤسفني ان اقول لك يا صديقي العزيز انت عندك مشكلة
يوسفني ايضا ان اقول تعليقاتك الثمانية الاخيرة هي مجرد حشو كلام وتبريرات لا قيمة لها . اطالة الجواب هي محاولة للتهرب من الجواب القاطع. هذا يعني ان جوابك يقول انت لا تقبل بالدستور الانساني ولن تتسامح مع حرية الفكر والعقيدة.
المبادئ لا تتجزأ يا صديقي ولا يُسمح للتلاعب بالالفاظ مع المبادئ
انت تمثل الثقافة الاسلامية كما هي تماما وهذه هي المشكلة العويصة
اقامتك في بريطانيا لم تغير من طريقة تفكيرك .
ليبراليتك وعلمانيتك محدودتان في اطار نسبي عاطفي . طريقة التفكير الاسلامية النسبية مترسخة في عقلك الباطن ولا تستطيع الخروج من قوقعتك المحدودة. وهذه هو سبب فشل الثقافة الاسلامية من الاندماج والتفاعل مع اي محيط اخر مختلف عنها وهي السبب ايضا من فقدان المسلم للثقة بالثقافات المختلفة الاخرى المحيطة خشية من فقدان الهوية الاسلامية.
يا صديقي العزيز انت خائف وثقتك بثقافتك وديمومتها صفر تماما. انت تخشى ان تضيع هويتك لو تركتها دون دستور وقوانين تحميها من المختلف.
هذا يعني ان ثقافتك الاسلامية ليست مؤهلة للتنافس
تابعني من فضلك


26 - صدقني يا صديقي قد تكون المشكلة عندك انت!؟
سليم نصر الرقعي ( 2019 / 1 / 15 - 01:36 )
فأنت تقول لي : (إذا كان جوابك نعم دون اية شروط فنحن متفقين تماما واذا كان جوابك لا فانت لديك مشكلة))!..فمعنى كلامك هذا أنك تعتقد ان رأيك هذا صوابية مطلقة!! انت ذكرتني بكلام ديكتاتور ليبيا الأسبق العقيد القذافي فهو يقول لك اذا لم تقر بأن ما جاء في كتابي الاخضر عن الديموقراطية الحقيقية ولم تقر بأن ما يجري في اوروبا مجرد ديموقراطية مزيفة فأنت شخص مريض!!.. انت يا صديقي لا تختلف في منطقك عن هذا المنطق فانت تقول لي اذا لم تتفق معي في رايي 100% وبدون شروط فهذا يعني انك عندك مشكلة!!.. هكذا حكمت علي وبشكل قاطع وجازم وبصوابية مطلقة دون تدرك بأن المشكلة قد تكون عندك انت!.. ولم لا!؟ فهذا وارد ام هو مستحيل!؟ انت تريد تفرض حلا طوباويا على بلد مسلم مثل ليبيا ليصبح بدولة علمانية بطريقة غير متوفرة حتى في بريطانيا أم الديموقراطية!! فاذا قلنا لك أن هذا غير ممكن وغير واقعي وغير عقلاني تتتهمنا بأننا لدينا مشكلة!!، أما اسهابي فهو ضروري هنا لأنني شرحت لك الواقع الحقيقي الموجود في الغرب وهو مختلف عن ما في خيالكم لذا فقد تكون المشكلة من عندكم اي في التطرف العلماني والفكر الطوباوي غير الواقعي، تحياتي


27 - nashaوأخبرا يا صديقي
سليم نصر الرقعي ( 2019 / 1 / 15 - 01:48 )
يا صديقي قلنا لك ان في الدولة الديموقراطية الليبرالية المسلمة مساحة التسامح ستكون كبيرة ، فحرية الفكر والعقيدة اي الايمان او الكفر متاحة ، فهي متاحة حاليا في مصر مثلا وهي بعد دولة مسلمة ديكتاتورية فكيف لو نجحنا في نقلها الى ان تصبح دولة مسلمة ديموقراطية مع مزيد من الليبرالية؟ فأكيد حرية الفكر والعقيدة ستكون اكبر، سواء العقيدة الدينية او العقيدة السياسية اي الايديولوجيا فأين وجدت ان في الدولة التي ندعو اليها حرية الفكر والعقيدة ممنوعة !؟ انا قلت لك حتى حرية الكفر بالاسلام اي الردة او الانتقال لدين آخر امر سيكون مباحا بل هو مباح في مصر حاليا وهو دولة مسلمة فكيف لو كانت ديموقراطية!؟ لكن كون حرية الايمان والعقيدة والفكر متاحة فلا يعني هذا انك تزدري مقدسات المجتمع الذي تعيش فيه اي مقدسات الاغلبية المسلمة او الاقلية المسيحية مثلا فاذا تجاوزت هذا الامر وجدت نفسك تحت طائلة قانون ازدراء الاديان أم تريدها حرية تعبير بلا حدود تسخر من مقدسات الشعب صاحب الدولة على هواك؟ هذا غير ممكن عمليا لا في مصر ولا في ليبيا!!، ارجو ان تعيد النظر وتفكر بواقعية وفي اطار الممكن! وتحياتي


28 - الخوف من ضياع الهوية
nasha ( 2019 / 1 / 15 - 02:10 )

يا صديقي العزيز سليم انا اقدر خشيتك على معتقدك الديني من الضياع لانه مترسخ في عواطفك وفي وجدانك وربما تعتبره اغلى من حياتك.
ولكن يا صديقي الحياة لا تعمل بالعواطف وانما بالعقل والمنطق.
انا مسيحي المعتقد بحكم مولدي و جزء كبير من ثقافتي اسلامية بحكم اقامتي لمعظم حياتي في بلد اسلامي لذلك استطيع ان افهم كيف يفكر المسلم.
قلت لك سابقا ان الاسلام فكر سياسي امبراطوري توسعي مقدس وتحت حماية السلطة وليس دين او فكر فلسفي حر قائم بذاته
الاديان والفلسفات الحقيقية افكار تبنى على مبادئ مطلقة غير قابلة للمساومة في حدودها العليا
اما الفكر السياسي كالاسلام فهو مبني على مبادئ نسبية قابلة للمساومة ولا تملك حدودعليا.
اذا تُرك الاسلام دون حماية السلطة السياسية فالاسلام لن يدوم طويلا لانه فكر نسبي يتغير حسب الضروف.
انت تبني افكارك على رمل متحرك يا صديقي ولا تنسى ان بعد العولمة وثورة الاتصالات ليس لديك فرصة للنجاح . ليبيا وموريتانيا جزء من العالم والمقيمين هناك جزء من البشرية . البشرية ليست ملك للفكر وانما الفكر هو ملك للبشرية.
تحياتي


29 - يا صديقي عدنا لنقطة الصفر
سليم نصر الرقعي ( 2019 / 1 / 15 - 02:33 )
بصراحة انت تناقشني كمسيحي وانا اتفهم ما يشعر به بعض الاخوة المسيحين العرب تجاه اخوانهم المسلمين هو كحال شعور الاخوة الامازيغ مثلا حيال العرب!، هو ناتج عن مشكلة خوف متبادل بين الاغلبية والاقلية ولكن صدقني لست كما ذكرت حضرتك حسب تحليلك النفسي! فأنت تقول بأنني افكر بدافع الخوف على الاسلام!، وهذا مجرد وهم ربما نتج عن عجزك عن الخروج من صندوق حقد الاقلية على الاغلبية!، وهو امر مفهوم وان كان يجب علينا معالجته ومعالجته لا يكون الا بنشر التسامح في بلادنا المسلمة وهذا ما نسعى اليه من خلال ابراز الجانب المتسامح والليبرالي من الاسلام، ويفترض انكم تشجعون هذا الاتجاه لكن الغريب انكم تخشونه اشد من خشيتكم من التوجه الاصولي!، يا صديقي كيف تقول ان الاسلام لا يستطيع العيش بدون دولة؟ وهاهم ملايين المسلمين يعيشون في دول غير مسلمة كالدول الغربية والصين وروسيا ودينهم هو دينهم بل بالعكس نجد دينهم ينتشر في وسط هذه البلدان بالرغم ان المسلمين هم الطرف الضعيف كجالية لاجئة في هذه البلدان!، أما مطلب أن تكون الدولة مسلمة في بلد مسلم فهو مطلب طبيعي أي كما ان كامرون يقول ان بريطانيا دولة مسيحية فهذه قضية هوية وطنية


30 - افهم كيف يفكر المسلم
nasha ( 2019 / 1 / 15 - 03:44 )
تقول: وهذا ما نسعى اليه من خلال ابراز الجانب المتسامح والليبرالي من الاسلام، ويفترض انكم تشجعون هذا الاتجاه
ما معنى هذ الكلام؟ هذا يعني ان الاسلام يملك كثر من جانب اي الاسلام فكر نسبي يتغير حسب الضروف.
تتهمني وتقول: انت ذكرتني بكلام ديكتاتور ليبيا الأسبق العقيد القذافي فهو يقول لك اذا لم تقر بأن ما جاء في كتابي الاخضر...الخ
لا ياصديقي انت حر في ما تعتقد العلمانية لا تسلبك هذه الحرية ولكنها لا تسمح لك بتمييز معتقدك ووضعه فوق الجميع .
لماذا لا تعرض بضاعتك انت وتسمح للغير عرض بضاعته ايضا على الدنيا كلها وتترك الحرية للناس في الاختيار؟
لماذا تحمي بضاعتك وتجند الشرطة والجيش والقضاء والاعلام ...الخ للدفاع عن بضاعتك
هل يوجد في العالم كله دولة تحمي ديانتها كما تحمي الدول الاسلامية دينها؟
قولك: وهاهم ملايين المسلمين يعيشون في دول غير مسلمة كالدول الغربية والصين وروسيا
اتعرف لماذا؟
لان الفضل يعود على هذه الدول لان دساتيرها علمانية انسانية تقبل التعايش المشترك وليست لان الاسلام واثق من نفسه.
تابعني من فضلك


31 - الدستور الانساني المشترك
nasha ( 2019 / 1 / 15 - 04:40 )
لا يوجد اقلية مسلمة في العصر الحالي تعيش بسلام ورضا في المجتعات الغير مسلمة . كل الاقليات المسلمة متمردة وغير راضية وترفض الاندماج مع مجتمعاتها دون استثناء.
تقول: هكذا حكمت علي وبشكل قاطع وجازم وبصوابية مطلقة دون تدرك بأن المشكلة قد تكون عندك انت!..
المشكلة ليست عندي بدليل انا لا اخاف على هويتي من الانقراض انا ليس لدي اي مانع من تبني دستور ومبادئ انسانية مشتركة مع جميع البشر دون اية شروط انا لا اشطرط ولا اطلب الحماية لمعتقدي.
انا اعرض معتقدي على الدنيا كلها وبدون خشية واسمح للجميع ان يعرضو معتقداتهم دون شروط الاّ من المساس بالمطلق وهو الدستور الانساني المشترك الذي يجمع البشرية كلها دون استثناء.
انا لا اخشى على هويتي الاعتقادية الخاصة لانني متاكد انها لا تتعارض مع المبادئ الانسانية العامة.
تقول: صندوق حقد الاقلية على الاغلبية
هذا وصف خاطئ تماما للاقليات بدليل انعدام خيانة الاقليات للوطن حتى لو طُردت منه. الحاقد ينتقم ويكره الاقليات بالعكس تحب اوطانها الاصلية وتحن لها وتعمل لاجل انقاذها من البؤس والشقاء.
تحياتي


32 - الغالبية العظمى من المسلمين قوم مسالمون
سليم نصر الرقعي ( 2019 / 1 / 15 - 09:17 )
بالعكس الاقليات المسلمة تعيش بسلام عبر التاريخ، واما كون وجود ظاهرة التطرف الاصولي هنا او هناك فهذا له ظروفه الاستثنائية المتعلقة بظروف التخلف في العالم العربي و بصعود الأصولية السياسية الاسلاماوية ، وهذا يحدث حتى في دول لا يوجد فيها غير المسلمين مثل ليبيا والسعودية ، هو ارهاب اصولي استهدف المسلمين اكثر من غيرهم ، أما عموم المسلمين فهم يعيشون بسلام اينما كانوا وحلوا ، كونهم يعتزون بهويتهم الاسلامية او العربية ويرفضون فقدانها فهذا شيء طبيعي ، في ليبيا الكل مسلمون ومع ذلك يطالب اللببيون بكون الاسلام دين الدولة وهكذا الحال في دول مسلمة اخرى يشكل فيها المسلمون الاغلبية فممن يخافون!؟ ليس الامر متعلق بالخوف وانما هو اعتزاز بالهوية الدينية كالاعتزاز بالهوية الوطنية فهل عندما قال كاميرون أن ((بريطانيا بلد مسيحي وعلينا ان نصرح بذلك ولا نخجل منه)) كان يعاني من عقدة الخوف؟ ام هو اعتزاز بالهوية الدينية العامة للمجتمع البريطاني!؟ حاول تفهم المسألة من هذا الوجه اذا اردت حقا ان تفهم اخوانك وجيرانك العرب المسلمين، عموما سعدت بمحاورتك ولعلنا نلتقي في محاورات اخرى وتقبل مني خالص مودتي واحترامي


33 - nasha ملاحظة أخيرة للرفيق العزيز
سليم نصر الرقعي ( 2019 / 1 / 15 - 18:08 )
بعد التحية: من عادتي أنني أ‘عيد قراءة تعليقات االقراء ممن يتفضلون بقراءة مقالتي والتعليق عليها وفي الغالب أجد أنني ركزت على بعض النقاط أو الاعتراضات التي طروحها في تعليقاتهم وأغفلت بعضها الآخر بسبب محاولتي التركيز في الرد على نقاط محددة ... وهذا ما حدث هنا مع ما جاء في تعليقك فإنني أشعر بأنني لم أحاول أن أجيب عن جميع اعتراضاتك وكل ما جاء في تعليقاتك المهمة ولهذا فسأفعل ما أفعله عادة في مثل هذه الحوارات فإنني سأحاول أعادة تجميع هذه الاعتراضات ودمجها ثم الاجابة عنها من خلال مقالة تحاول لملمة الموضوع من وجهة نظري وعلى حد علمي وفهمي فبالنهاية نحن بشر لكل منا زاوية نظر للأمور وليس أمامنا إلا الحوار والجدال في ظل احترام العقل واحترام آدمية الآخر وحقه في التفكير والاختيار والاعتقاد... فسأحاول أن أكمل مشوار الحوار فيما غفلت عن مناقشته هنا في مقالة خاصة لعلي أتحصل على مناقشة منك ومن غيرك من الاصدقاء والرفاق، فهي بلا شك مناقشات مفيدة حتى لو اعترتها أحيانًا بعض الانفعالات النفسية فنحن بالنهاية بشر، لسنا عقلًا مجردًا والا لهان الأمر، فالعقل مغمور في نفس والنفس مغمورة في واقع مادي وثقافي!، تحياتي


34 - اخر تعليق
nasha ( 2019 / 1 / 15 - 23:07 )
صديقي العزيز من حقك ان تفتخر بهويتك مثل كامرون لا شك في هذا الحق الطبيعي .
ولكن ليس من حق كاميرون او انت او اي شخص اخر ان يضع هويته فوق الجميع .

اشكرك ثانية على التفاعل واتمنى لك ولليبيا وكل الناس وكل دول العالم الخير والنجاح والسلام والازدهار.
تحياتي والى اللقاء


35 - نعم أتفق معك صديقي العزيز
سليم نصر الرقعي ( 2019 / 1 / 16 - 18:51 )
أتفق مع قولك (من حق كل أحد أن يفتخر بهويته) وإن كنت أفضل لفظ (يعتز ويتمسك) لا لفظ (يفتخر) فالفخر كثيرًا ما يتضمن مفهوم التفاخر الدال على العنصرية والشعور بالتفوق والعلو، لهذا أفضل أن تكون العبارة كالتالي (من حق كل فرد أن يتمسك ويعتز بهويته الدينية أو القومية أو الوطنية ولكن بدون احتقار وظلم لهويات الآخرين) كذلك قولك (من حقك ان تفتخر بهويتك مثل كامرون لا شك في هذا الحق الطبيعي) فهذا موضع اتفاق ولكن كامرون لم يكن يتحدث عن نفسه فهو ذكر بأنه على المستوى الشخصي لديه تحفظات وشكوك بخصوص اللاهوت المسيحي لكنه كان يتحدث عن اعتزاز المجتمع البريطاني ككل بهويته المسيحية وليس كاميرون كفرد، لهذا يبقى السؤال هنا عن (ما بعد المستوى الفردي) ماذا عن (المستوى الجماعي)؟ هل يحق مثلًا للمجتمع الليبي أو السعودي ان يتمسك بهويته العربية والاسلامية وأن يدونها في نص الدستور بالقول أن ليبيا مثلا دولة مسلمة ولغتها العربية؟ هل هذا خطأ؟ لا أعتقد! لكن الخطأ هو في غياب التسامح والعدل مع حقوق الأفراد ومع خصوصيات وهوايات الاقليات التي يجب حفظها في ذات هذا الدستور الذي يقر بالهوية العامة للمجتمع، (التسامح هو الحل) تحياتي

اخر الافلام

.. اتساع رقعة الاحتجاجات في الجامعات الأمريكية للمطالبة بوقف فو


.. فريق تطوعي يذكر بأسماء الأطفال الذين استشهدوا في حرب غزة




.. المرصد الأورومتوسطي يُحذّر من اتساع رقعة الأمراض المعدية في


.. رغم إغلاق بوابات جامعة كولومبيا بالأقفال.. لليوم السابع على




.. أخبار الصباح | مجلس الشيوخ الأميركي يقر إرسال مساعدات لإسرائ