الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصقص ورق ساويهن ناس!

سليم نزال

2019 / 1 / 12
سيرة ذاتية


قصقص ورق ساويهن ناس!

سليم نزال

انتهيت هذا المساء من مخطوطة ( كانت اياما) و ارسلتها لدار النشر على امل ان تطبع خلال شهرين .و هونوع من مذكرات تتضمن افكارا و رؤى .
و قد اقترحت صديقتنا العزيز دكتورة لطيفة ان ان يضع مقهى الاندلس فى المضيق قرب تطوان فى شمالى المغرب زاوية باسمى حيث يوضع فيها بعض الكتب سواء من مؤلفاتى او من مؤلفات سواى. و هو المقهى الذى كنت اتردد يوميا اشرب القهوة و اكتب احيانا .ابتسمت للفكرة فى البداية لان مثل هذه الامور تحصل عادة بعد رحيل الكاتب عن الدنيا .
على اية حال الشكر للدكتورة لطيفة على الاقتراح و على الفكرة .

و من الطريف ان صديقا اتصل بذات المقهى و اخبرنى ان صاحب المقهى يتذكرنى حيث كنت اتردد هناك كل صباح اشرب القهوة و اتامل البحر الواقع امام المقهى و اسجل بعض الملاحظات احيانا . و تذكر خاصة جمله قلتها له انى افضل الذهاب الى مقهى واحد فى كل بلد ازوره و ان عدت للبلد مره ثانية اذهب لذات المقهى .

السبب فى ظنى ان المرء يطور علاقة مع المكان و يصبح وجها مالوفا .و العلاقة مع المكان فى الفلسفة هى نوع من ( انا و انت ) و هى تحمل مضامين حرية و اختيار .
عندما كنت اتردد على باريس كنت عادة اذهب و اجلس فى مقهى على نهر السين .من هناك كنت ارى القوارب تمخر غمار النهر . و احيانا كانت افكارى تذهب مع شخصيات فيكتور هيغو فى البؤساء . كان ذلك فى القرن التاسع عشر عندما نهضت الطبقة البورجوازية و بدا عهد جديد من استغلال جهد الناس . و و يخطر فى بالى رسومات كلود مونيه لنساء باريس القرن التاسع عشر و هم فى القارب .و كنت احيانا اتحدث قليلا مع النادلة الجميلة لكن ليس من نوع حديث ان باريس جميلة لانه كلام تقليدى لا بد انها سمعتها مئات المرات .

انتقدت امامها الثورة الفرنسية و ا كانت غير معتادة على سماع ذلك.و الفرنسيون يعتقدون ان تاريخ التقدم فى العالم بدا بعد الثورة الفرنسية .و كلامى معها هذا كان يشبه القول الشائع ان قلت ان الكلب عض الانسان فهو امر لا يلتفت اليه احد اما ان قلت ان الانسان عض الكلب فهذا كلام غير تقليدى !

قالت متساؤلة انت كاتب اليس كذلك ,قلت لها نعم كيف عرفت ,قالت من ملامحك ! ابتسمت و قلت لها اجل يقولون عندنا من قبيل المزاح على طبقة الكتاب و الشعراء و حتى المعلمين الشغل مش عيب !
فى المرة الثانية التى عدت الى باريس ذهبت الى ذات المقهى . كان ذلك بعد حوالى نصف سنة .جاءت النادلة مبتسمة و هى تحمل كتابا كنت قد اشتريته من المكتبات العربية القريبة و نسيته فى المقهى .قلت هذا من حسنات العلاقة الاجتماعية الصغيرة او ( سمو برات) كما يقولون بالنرويجية انها تذكرتنى بسرعة .
فى نهاية المطاف نصبح جميعنا صورا معلقه ورق اصفر يعلوه الغبار فى مكتبة ما .

تقول فيروز فى مسرحية ناس من ورق!


قصقص ورق ساويهن ناس
قصقص ورق على اسم الناس
سميهن باساميهن ونحاكيهن ويصيروا ناس








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بأيادٍ عارية.. انتشال طفلة حية من تحت الأنقاض وسط غزة


.. ما علاقة الرصيف الأميركي العائم قبالة غزة بالهجوم الإسرائيلي




.. شولتز: المساعدات الأميركية لا تعفي الدول الأوروبية من الاستم


.. رغم التهديدات.. حراك طلابي متصاعد في جامعات أمريكية رفضا للح




.. لدفاعه عن إسرائيل.. ناشطة مؤيدة لفلسطين توبّخ عمدة نيويورك ع