الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خواطرى حول الاسلام وغيره 3

زاهر زمان

2019 / 1 / 13
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أ – البدايات :
بداية أى انجاز تتمحور حول عاملين رئيسيين ؛ العامل الذاتى لحامل الفكرة أو الفكر والعامل البيئى بمستوياته الثلاث المحلية والاقليمية والعولمية أو الكوكبية .
ولا توجد أية دلائل يقينية على أن هناك دعم أو تأييد غيبى ، من خارج كوكب الأرض ، لما أنجزه محمد ، كما يزعم من يروجون للأيديولوجية المحمدية وغيرها من الأيديولوجيات الدينية الأخرى .
بالطبع لا يمكن حصر جميع الخصال التى شكلت الشخصية المحمدية ، لكننى سأحاول فى هذا المقال والمقالات التى تليه الالمام بأبرز تلك الخصال التى مكنت محمد من التفاعل بقوة مع بيئته على مستوى القبيلة والقبائل الأخرى وعالمه الاقليمى والكوكبى فى زمانه ، وجعله قادراً على التأثير ، بشكل مصيرى ، فى ذلك كله حتى ترك للعالم تلك الأيديولوجية المحمدية ، التى لا تزال البشرية تعانى من بعض سلبياتها حتى يومنا هذا .
1 – العامل الذاتى :
• اليُتم :
معروف من كتب السيرة أن محمد ولد يتيم الأب ، ثم سرعان مافقد الأم فى سن السادسة ، فأصبح يتيم الأبوين . ومما لاشك فيه أن محمد لقى رعاية خاصة من جده عبدالمطلب ، الذى هو من هو فى قبيلته من قريش وربما على مستوى كل القبائل التى كانت تهاب قريشاً وتجلها ، بما لها من مكانة رفيعة بحكم توليها الاشراف على كعبة مكة ، وكذلك بما لها من أيادى على الحجيج الذين كانوا يحجون الى كعبة مكة . يتيم ينشأ فى رعاية جد من نوعية عبدالمطلب الجليل القدر بين قومه وأقوام العرب الآخرين ، لابد أن يتشرب بعضاً من خصال الجد ، بشكل عفوى ومباشر ، فى بداية تكوينه العقلى ؛ والوجدانى قبل العقلى . لكن شيئاً ما غامضاً يظل يختمر فى وجدان ذلك اليتيم دون وعى منه ؛ ألا وهو العاطفة الأبوية الحقيقية التى كان يرى أقرانه يتمتعون بها من آبائهم ، ومايتبع ذلك من الاحساس الوجدانى الفطرى بالقوة والمنعة والأمن والأمان لدى أقرانه أولئك ، ناهيك عن دفء العاطفة الأبوية التى كان يرى أقرانه من أبناء عمومته وغيرهم ، يتمتعون بها بين أذرع آبائهم القوية ، وهم يحملونهم ويدللونهم عند عودتهم من معاركهم أو من سفرياتهم التجارية . محمد كان يفتقد مثل تلك العواطف الأبوية وغيرها الكثير ، مما سيجعله فى مستقبل عمره يشدد فى التوصية برعاية الأيتام والاحسان اليهم ، لدرجة أنه جعل من يكفل يتيماً معه فى جنات النعيم ، التى كان يعد بها أتباعه فيما بعد عندما استتب له الأمر ، واعترفت له العرب والعجم بالنبوة طوعاً أو كرهاً .
• روحانية جده :
ولأن محمد كان متعلقاً بجده عبدالمطلب ، تشرب منه فى السنوات التى عاشها معه ، الكثير من الخصال ، التى يمكننا اعتبارها شكلت المفاتيح الرئيسية للشخصية المحمدية . ويمكننا القول ، وبكل أريحية ، أن أبرز ماتشربه محمد من خصال جده عبدالمطلب بوجه خاص وقبيلته قريش بوجه عام ، هو التطلع الى السؤدد والسيادة ، مضافاً الى ذلك خاصية انفرد بها عبدالمطلب ونفر قليل من قريش ، ألا وهى النزوع الى البعد الدينى والروحانى الذى كان متمثلاً فى بقايا ماظل العرب يتداولونه فى أحاديثهم عن ملة ابراهيم . * ومما يؤكد مانقول هو ماورد فى سيرة عبدالمطلب من أنه عندما كانوا يسألونه ماهى ديانتك ، كان يجيب بلا تردد : أنا على دين ابراهيم ! ومن القصص الشهيرة عن عبدالمطلب ، والتى أوردها موقع المقال ، ورئيس تحريره الكاتب الصحفى الشهير ابراهيم عيسى ، قصة حفر بئر زمزم ، وٍأنا سأقتبسها كما وردت بالموقع ، مع تحفظى طبعاً على مافيها من الصبغة الميتافيزيقية التى تعمد صياغتها فيها رواتها الأولون فى كتب السيرة ، تقول القصة : (جاء هاتف لعبد المطلب وذلك عندما جن الليل، فانحنى على عبد المطلب ووضع يده على جبهته الباردة وقال له آمرًا: «احفر زمزم» مكررًا أمره ثلاث مرات، فارتعد عبد المطلب خائفًا مذعورًا، ثم رد فى اضطراب: «وما زمزم؟» فأجاب الهاتف: «زمزم لا تُنزح ولا تُذم، تسقى الحجيج الأعظم، وهى بين الفرث والدم، عند نقرة الغراب الأعصم» وعند ذلك رد عبد المطلب: «الآن قد وعيت » فقال له الهاتف مستنكرًا: «لله أنتم أيها الناس، لا يكفيكم الوحى، لا تفقهون إلا سجع الكهان» .وبعد أن انصرف الهاتف، نهض عبد المطلب من فراشه وجرى إلى زوجته سمراء، فأفضى إليها بما ألم به، وما قال به هذا الهاتف المفاجئ، فما كان من الزوجة الحنون إلا أن مسحت عليه، وطمأنته، مشيرةً إلى حبه للناس وحنوّه على الضعيف، وإكرامه للضيف، مؤكدة له أن وراء هذا خيرًا عظيمًا، ومن ثم فقد حثته على أن يفعل ما أمره الهاتف، وليذهب راضيًا متحمسًا لكى يحفر البئر. )
هذه القصة وغيرها مما أورده الرواة فى سيرة عبدالمطلب بن هاشم ، جد محمد ، تدلنا دلالة واضحة على تأثر محمد اليتيم بالجو الروحانى والدينى الذى كان منغمساً فيه جده عبدالمطلب ، والذى وصل الى درجة أن بعض أتباع عبدالمطلب كانوا يتفاخرون بالقول أنهم على ملة عبدالمطلب بن هاشم ! يتيم متعلقٌ بجده ، لابد أن يتشرب أبرز مافى ذلك الجد من خصال ؛ خاصة لو كان ذلك الجد من نوعية عبدالمطلب بن هاشم !
• جموح الخيال
البيئات الصحراوية والخلوية بوجه عام تتسمان بتأثيرهما القوى والخطير فى ذات الوقت ، فى خيال ووجدان البشر بوجه عام والأطفال بوجه خاص ، وبالأخص أولئك ذوى الأحاسيس المرهفة التى تتوجس رهبة وهيبة يبلغان حد فقدان القدرة على التمييز بين ماهو حقيقى وماهو محض وهم ناجم عن اضطراب عصبى فرضته غريزة الخوف اللاشعورى من المجهول . فى تلك البيئات التى يضطر من يعيش فيها ، الى قطع مسافات طويلة بمفرده ، دون أن يصادف انساناً من جنسه يؤنس وحدته فى سيره ، تقتحم مخيلة المرء خيالات وأشباح الحواديت والأقاصيص التى سمعها من هنا ومن هناك ، دون أن يستطيع لها دفعاً . والبيئة الصحراوية التى نشأ فيها محمد ، كان الغالب على سوالف أهلها حكايات الجن والشياطين والأرواح ، اضافة الى ماتشربه من مجالس جده عبدالمطلب من حكايات النبوات والملائكة والوحى وغيرها ، كل ذلك وغيره مما نعرف ومالا نعرف من سوالف العرب التى يدور أغلبها عن عوالم ماوراء الحس الخفية ، صقلت الخيال المحمدى ، لدرجة أن ماسيتفتق عنه خياله بعد ادعائه النبوة سيتفوق على كل خيالٍ ، ترسخ وحفر شيفرته الكيميائية فى خلاياه العصبية ، فى اللاشعور عنده ، سواء فى طفولته أو فى شبابه !
وللحديث بقية

رابط القصة التى أوردتها فى صدر مقالى نقلاً عن موقع المقال
https://www.google.com/url?sa=t&rct=j&q=&esrc=s&source=web&cd=15&cad=rja&uact=8&ved=2ahUKEwiuqP6ooOjfAhWTBGMBHeKnAw4QFjAOegQIBxAB&url=http%3A%2F%2Fal-maqal.com%2Fblognews%3FNews%3D1054&usg=AOvVaw1NZ5ep7p0YuTBX6FkEw-XD








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مدعي النبوة
ابواحمد الكربلائي ( 2019 / 1 / 13 - 13:54 )
الذي ذكر عن ال عبد المطلب دون على الاغلب في زمن العباسيين وهم اقرب الى ال عبد المطلب من الامويين . سادة مكة كانوا بني أمية وبالذات ابو سفيان هو سيد مكة وعبد المطلب كان مدقعا وفقير الحال في حين مارس الامويون التجارة وكانوا ميسوروا الحال ... ادعي الكثير من ال عبدالمطلب النبوة قبل محمد بعشرات السنين ولكن الضروف الذاتيه والموضوعية لمكة والاطراف المحيطة لم تساعد أي منهم على التويع والانتشار .... تحياتي


2 - مكانة عبدالمطلب بن هاشم
زاهر زمان ( 2019 / 1 / 13 - 14:17 )
عزيزى ابواحمد الكربلائى
قريش كانت تعترف بالسيادة والسؤدد لمن يقومون على رعاية وخدمة الحجيج أكثر ممن يمتلكون الأموال والتجارة ، حتى ان بطون قريش كانت تتنافس على نيل ذلك الشرف ، الذى كان مستقراً عند بنى هاشم الذين كان عبدالمطلب ، جد محمد ، كبيرهم .


3 - زاهر زمان
نصير الاديب العلي ( 2019 / 1 / 14 - 15:22 )
اهلا بعودتك لم اقرا لك منذ زمان وتعجبني ارائك وتحررك الفكري الثوري

ادناه سيرته في اقل من خمسة دقائق

https://www.facebook.com/arnabdulold/videos/10210199151838456/


4 - للاستاذ نصير
ابو ازهر الشامي ( 2019 / 1 / 14 - 16:39 )
للمرة المليار
لماذا لا تشاهد المحاضرة كاملة بش 5 دقائق مقتطعة
!!!!!!!
احترم قليلا عقول الاخرين وما تفعله تدليس


5 - ابو ازهار الشامي
نصير الاديب العلي ( 2019 / 1 / 14 - 21:43 )



اشاهدهواشاهد غيره
اذا لك المحاضرة كاملة احسن منها ابعثها ولا تعلق
هل لامثالك عقول لاحترمها؟
اسال نفسك

https://www.facebook.com/1089119447810125/videos/1587251461330252/

https://www.facebook.com/1089119447810125/videos/1548457218543010/

https://www.facebook.com/PHWArabic/videos/1261630903958945/

اخر الافلام

.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص


.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح




.. مباشر من المسجد النبوى.. اللهم حقق امانينا في هذه الساعة


.. عادل نعمان:الأسئلة الدينية بالعصر الحالي محرجة وثاقبة ويجب ا




.. كل يوم - الكاتب عادل نعمان: مش عاوزين إجابة تليفزيونية على س