الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اسألوا التاريخ

لطيف شاكر

2019 / 1 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


في خطابه امام السيد الرئيس وقداسة البابا خلال افتتاح اكبر كاتدرائية في الشرق الاوسط باسم «ميلاد المسيح» بالعاصمة الإدارية الجديدة, قال الشيخ احمد الطيب شيخ الازهر ضمن كلمته : اسألوا التاريخ ينبئكم أن كنائس مصر معظمها بنيت في عهد المسلمين.
ولاهمية هذا القول ومن واقع التاريخ وامهات كتب المؤرخين يتضح الآتي :
عند احتلال العرب مصر عام 642 م سن الخليفة عمربن الخطاب علي الاقباط شروطا متجبرة ورديئة وغير آدمية وتعتبر اسوأ شروط في التاريخ لخقت الكنائس والاقباط انفسهم
لا يُحدِثوا في مدينتهم ولا فيما حولها ديراً ولا كنيسة ولا قلاية ولا صومعة راهب، ولا يجدِّدوا ما خُرِّب،
ولا يمنعوا كنائسهم من أن ينزلها أحدٌ من المسلمين ثلاث ليالٍ يطعمونهم،
ولا يضربوا بالناقوس إلا ضرباً خفيفاً،
ولا يرفعوا أصواتهم بالقراءة في كنائسهم في شيء من حضرة المسلمين،
ولا يخرجوا شعانين،
ولا يرفعوا أصواتهم علي موتاهم

يقول ابن خلدون : العرب امة وحشية اهل نهب وعبث واذا تغلبوا علي اوطان اسرع اليها الخراب يهدمون الصروح والمباني ويخربون السقوف ليعمروا بها خيامهم وليست لهم عناية بالاحكام وزجر الناس عن المفاسد وانهم ابعد الناس عن العلوم والصناعات

يقول النيقوسي :فانه لم يدخر عمروبن العاص وسعا لتحقيق هدفه واستخدام كل وسائل الحرب في عصره كما يقتضي منطق الغزو لاخضاع البلد المطلوب ربما كان الحرق او التهديد بالحرق اكثروسائل عمرو بن العاص الموجهة ضد مقاومة العزل من سكان المدن اما تلك التي سلمت سريعا فقد كان يضاعف الضرائب ثلاثة امثال كعلامة من علامات الخضوعحرق كنيسة

واحيانا اخري كان قتل من يقف في طريق جيوشهم من المدنيين وسيلة لهم في الاستيلاء وعلي قتل كل من وجدوه في الطريق وفي الكنائس رجالا واطفالا ولم يشفقوا علي احد ونهبوا كثيرا من الاسلاب واسروا النساء والاطفال وتقاسموهم في

يقول سناء المصري في هوامش الفتح العربي : ولنا ان نقيس علي مايذكره المؤرخون عن مدينة طحا في الصعيد التي كان يسكنها في صدر الاسلام خمس عشرة الف نفس وكلهم من المسيحيين وبها خمس وثلاثون كنيسة اغلبها تهدم في العهد الاموي خاصة في خلافة مروان وشتت اهلها

يقول ساويرس بن المقفع : من بعد ان امتلك عمرو بن العاص بثلاث سنين ملك المسلمون مدينة الاسكندرية وهدموا سورها واحرقوا كنائس كثيرة بالنار وبيعة مارمرقس التي مبنية علي البحر وبها جسد مارمرقس احرقوها بالنار وماحولها من ديارات

ويصف ساويرس الخليفة يزيد بن عبد الملك بانه سلك طريق الشيطان فاصدر امرا بكسر الصبان والصور والاثار الفرعونية في جميع بلاد الدول الاسلامية

تقول د.سيدة اسماعيل كاشف في مصر في غعد الولاة : وفي عهده احرقت مواضع عديدة للاقباط كما احرقت ديارات وادي النطرون

وفي سنة 235 هجرية أصدر الخليفة المتوكل مرسوماً يهدف إلى تحقير (أهل الذمة)فى كل مكان ، وذلك بإلزامهم بارتداء زى معين ومظهر معين، مع هدم الكنائس وتحصيل الضرائب والعشور من منازلهم وأن يجعل على أبواب بيوتهم صوراً للشياطين، ونهى المرسوم عن توظيفهم عند المسلمين، وتسوية كنائسهم بالأرض وألا يحملوا الصليب فى أعيادهم وألا يشعلوا المصابيح فى احتفالاتهم وألا يركبوا الخيول.. وقد طبق الولاة ذلك على أقباط مصر وأصبحت سنة متبعة

في يوم سبت الفرح دخل الاصبغ الابن الاكبرلعبد العزيز بن مروان الي كنيسة بحلوان فرأي صورة العذراء مريم تحمل السيد المسيح فلما نظر الصورة سأل الاسقف لمن هذه الصورة فقال له انها صورة العذراء تحمل المسيح فتكلم بافتراء عليها وبصق علي الصورة وقال ان وجدت زمانا, فأنا اسحق النصاري من مصر, ومن هو المسيح لكي تعبدوه الها .’
كان عبد العزيز بن مروان كالوحش الضاري حتي انه في اكثر توقاته اذا جلس علي المائدة يقتلون الاقباط امامه وكان يفرح اذا طار دمهم في الصحن الذي يأكل منه .

ويذكر تاريخ البطاركة انه في عام 830 ان امرا وصل من بغداد مركز الخلافة يقضي بنزع الاعمدة الرخامية والارضيات الرخامية من الكنائس لاساتخدامها في تزيين قصور الخليفة والامراء في بغداد ومعني هذا ان تهدم هذه الكنائس

وفي أيام الفتنة بين الأمين والمأمون، أعتدى على الأقباط في الاسكندرية وأحرقت كنائس عديدة لهم كما أحرقت ديارات وادي النطرون. ونهبت فلم يبق من رهبانها الا نفر قليل.
كما شدد على الوالي بأن يحتم على كل من يقيم في البلاد أن يكون على دين محمد مثله ومن لا يريد فليخرج منها تاركا كل ما يملك فهرب كثير من الأقباط ومن لم يتمكن من الهرب وضعت عليه جزية باهظة وانتهز المتعصبون هذه الفرصة وهدموا كنائس كثيرة. ثم تولى حنظلة بن صفوان (في أول ولاية له) فشرع يتمم أمر الخليفة بكسر جميع الصلبان التي في سائر الأماكن ومحو الصور التي في الكنائس وتحويلها الى جوامع
وفي عهد قرة بن شريك (سنة 709)
كان يحتقر عبادة الأقباط ويدخل أحيانا الى كنائسهم ومعه رجال حاشيته ويوقفهم عن الصلاة و خربت فيها أكثر كنائس الاسكندرية وأخذت أعمدتها الرخام والمرمر وباقي أنواع الزينة والزخرفة ووضعت في الجوامع .
وفي ولاية اسامة بن يزيد (سنة 714م)
كان كثير الهجوم على الأديرة وهدمها وقتل من بها من الرهبان غير الحاملين للخاتم الحديد الذي فرضه عليهم وأخرب الكثير من البيوت والكنائس
اخذ الحاكم بأمر الله في هدم الكنائس كلها واباح مافيها نهبا واقطاعا فهدمت باسرها ونهب جميع امتعتها وبني في مواضعها المساجد واذن بالصلاة في كنيسة شنودة بمصر القديمة وكتب الي الولاة في انحاء الخلافة بتمكين المسلمين من هدم الكنائس والاديرة فعم الهدم فيها من عام 1013 الي 1015 م بمصروالشام و بلغ عددها اكثر من ثلاثين الف بيعة
يؤكد هذا العالم الأمريكي "بيل وورنر" ، الذي اختص في دراسة التاريخ ألأسلامي: " فقط القرن العاشر الميلادي لوحده ، أمرَ أحد الخلفاء المسلمين بهدم 30.000 كنيسة
وإن الكنائس وألأديرة التي دمرها المسلمون أو حوَّلوها الى مساجد، سواء في غزواتهم أو بعد سيطرتهم على البلدان المسيحية لايمكن إحصائها فهي تقدر بعشرات الآلاف . لا يوجد عدد معروف للمساجد التي كانت كنائس فهي أكثر من أن تُعَد .

امام هذا الخراب يقول يوحنا النيقوسي ( نصمت الان فانه لايستطاع الحديث عن الاساءات التي عملها المسلمون)
ومما سبق يؤكد ان معظم الكنائس هدمت في العصور الاسلامية بناء علي العهدة العمرية وفتاوي الشيوخ الاسلاميين واذكر بعضها علي سبيل المثال وليس الحصر:

وقال الشيخ السبكي: فإن بناء الكنيسة حرام بالإجماع وكذا ترميمها، وكذلك قال الفقهاء: لو وصَّى ببناء كنيسة فالوصية باطلة، لأن بناء الكنسية معصية وكذلك ترميمها، ولا فرق بين أن يكون الموصي مسلماً أو كافراً، فبناؤها وإعادتها وترميمها معصية -مسلماً كان الفاعل لذلك أو كافراً- هذا شرع النبي

.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية (في رسالة الكنائس) " أما ما أُحدث بعد ذلك فإنه يجب إزالته ولا يمكنون من إحداث البيع والكنائس كما شرط عليهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه في الشروط المشهورة عنه : أن لا يجددوا في مدائن الإسلام ولا فيما حولها كنيسة ولا صومعة ولا ديرا ولا قلاية؛ امتثالا لقول رسول الله "لا تكون قبلتان ببلد واحد" ولما روي عن عمر بن الخطاب قال: "لا كنيسة في الإسلام ". وهذا مذهب الأئمة الأربعة في الأمصار ومذهب جمهورهم في القرى, فهذا إجماع من علماء الأمة بوجوب إزالة كل كنيسة مُحدثة
وقد صرّح ابن تيمية في رسالته بحكم بناء المساجد في القاهرة ومصر فقال فإنه يجب إزالتها إما بالهدم أو غيره ، فلا يجوز للمسلمين أن يمكنوا أن يكون بمدائن الإسلام قبلتان.

في كتاب اقامة الحجة الباهرة علي هدم كنائس مصر والقاهرة لشيخ الاسلام احمد الدمنهوري في القرن 18 وطبعته جامعة كاليفورنيا عام 1975 الذي يورد اراء فقهاء المذاهب الاربعة بوجوب هدم الكنائس ليس المستحدث منها بل حتي ماكان قائما بها من بيوت العبادة لغير المسلمين

واذا ذهبنا الي مناهج الازهر نجد في كتاب «الإقناع في حل ألفاظ أبى شجاع» المقرر على الصف الثالث الثانوي الأزهري ورد بصفحة 235 ما نصه “وألا تبنى كنيسة في الإسلام لأن إحداث ذلك معصية، فلا يجوز في دار الإسلام، فإن بنوا ذلك هدم، ولا يجوز إعادة بناء كنيسة قد انهدمت وبالذات في مصر.
هذا ماقاله التاريخ والتاريخ لايكذب لكن نرجو ان يلغي الشيخ احمد الطيب الفتاوي المتشددة الخاصة بالاقباط من الكتب ان كان صادق النية, ويرسي قواعد متسامحة تتواكب مع الزمن الحالي حتي يصلح ماافسده التيارات السلفية المتشددة ويعيش المصريون في سلام وأمان وحب من اجل مصرنا العزيزة التي تعيش فينا ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد الهجوم على إسرائيل: كيف ستتعامل ألمانيا مع إيران؟


.. زيلينسكي مستاء من الدعم الغربي المحدود لأوكرانيا بعد صدّ اله




.. العلاقات الأمريكية-الإسرائيلية: توتر وانفراج ثم توتر؟


.. خالد جرادة: ماالذي تعنيه حرية الحركة عندما تكون من غزة؟ • فر




.. موقف الدول العربية بين إيران وإسرائيل | #ملف_اليوم